فراق وطن
نـيـوبُ الأسـى الـصَّماءُ تـفتكُ بـالصدرِ
تـبـاغـتني مــن حـيـث ٲدري ولا ٲدري
بــهــا حَــرَّةٌ لا تـسـتـطـيع احـتـمـالَها
جــبـالُ عـسـير فـهـي قاصمـةُ الـظهرِ
ولـلـنـزف مـنـها لـوعـةٌ بُــحﱠ صـوتُـها
تـــردّدُ ٱهــــاتِ الأنيــن مـن الجَــورِ
عـلـى وطـنٍ شـاخت ربـاهُ فتيَّـــــــةً
وشاخت بَــواديـه من الهــمّ والقسـر
يــمـجُّ دمـــاً حـيـنـاً وحـيـنـاً يـسـيغُه
ويـنـعي بـنـيه كــلﱠ حـيـنٍ بــلا عــذر
يــمـزّقـه هــــولُ الــحــوادثِ كـلـمـا
يـكـادُ بُـعَـيدَ الـجـرح يـنهضُ مـن غـدرِ
تــوشَّــحَ بــالإحـزان فـاعـتـادَ لـونَـهـا
فـيغدو عـلى هـجرٍ ويمسي على هجرِ
فٲشــجـارُهُ قـــد جُــرّدتْ دون رحـمـةٍ
ووديـانُـهُ قــد سُـعّـرت بـلظى الـجمر
وٲطـفـالُـه ذاقـــوا الأســى يـلـعقونه
وذاقوا الردى والهولَ في السرّ والجهر
فــيـا وطــنـاً تــاقـت إلــيـه نـفـوسُنا
تُــردّدُ ذكــراه مــع الـعـسر والـيـسر
بــنـا نـحـوه شــوقٌ تـضـيقُ صـدورنـا
بــه فـيـكادُ الـوجـدُ مــن رقـَّةٍ يـسري
فـنـشـتاقُ مــسـراهُ ونـشـتـاقُ تـربَـهُ
وغــابـاتِـه الــغَـنَّـاءَ فـيَّــاضةَ الـنَّـشْـر
ونــشـتـاقُ ٲحــبـابـاً هــنـاك وٲخـــوةً
لـهم فـي حنايــا القلب كَــمٌّ من القــدر
ونـشـتـاقُ ٲحــلامـاً هـرمـنـا لأجـلـهـا
فـضاعت كـما لـو ضـاعَ يـومٌ من العمـر
ويـــا وطــنـاً قــد حــزﱠ فـيـنا فـراقُـهُ
وآلـمـنا مــا حــلﱠ فـيـه مــن القهـــر
يـــذوقُ ٲمــرﱠ الـعـيشِ يـسـتفُّ ويـلَـهُ
ولـكـنـه مـسـتـمسكٌ بــعُـرا الـصـبـر
فــلا عـبـرةٌ تـشـفي ولا حـسرةٌ تـفي
ولا الـدمـعُ هـمَّـالاً به حـرقـةُ الـصَّـدر
ســـوى ان تـعـودَ الــدارُ ريَّـانـةً بـنـا
وتـجـمـعنا بــالـودّ والسَّعـدِ والطٌُهــر
وسوم: العدد 715