قَد غادَرَ الشُّعُراءُ مِن مُتَرَدِّمِ

قَد غادَرَ الشُّعَراءُ مِن أَرضِ الشَّقاءِ 

إِلى الفَضاءْ!

وَحدِي؛ هُنا؛ سَأَظَلُّ... 

حَيثُ جَمِيعُهُم: طارُوا بِأَجنِحَةِ الضِّياءْ!

وَجَمِيعُهُم: صارُوا يَرَونَ "اللَّهَ" 

فِي ما يَنسِجُونَ مِن الهَواءِ

وَيَملَؤُونَ مِنَ الخَواءْ!

سَأَظَلُّ فِي طِينِيَّتِي... 

وَحدِي؛ هُنا؛ فَجَمِيعُهُم - وَكَما تَرَينَ - الآنَ: ماءْ!

يَتَمَرَّدُونَ عَلى البِداياتِ العَتِيقَةِ

يَهزَؤُونَ بِالاِنتِماءِ 

وَيَكفُرُونَ بِكُلِّ أَسبابِ الفَناءْ!

الخالِدُونَ! 

الكامِلُونَ! 

الآلِهاتُ! 

الأَنبِياءْ!

الشَّاعِرُونَ - بِرُغمِ ما فِي جَوفِهِم مِن قَعرَةٍ - بِالكِبرِياءْ!

الغائِرُونَ إِلى الحَضِيضِ! 

كَأَنَّما - هُم - صاعِدُونَ إِلى السَّماءْ!

وَحدِي؛ هُنا؛ فابقَي مَعِي - "حَوَّاءُ" - نَجتَرِحِ الغِناءَ مِنَ العَناءْ!

لِنُجَرِّبَ الأَشياءَ...

كَي نَستَلَّ إِرثَ الجَنَّةِ الأُولى مِنَ الصَّلصالِ

نَسكُبَ ظِلَّنا قارُورَتَينِ 

إِذا تَخَلَّلَنا المَساءْ!

لِنَقُولَ لِلشَّيطانِ: 

(لا تُفَّاحَ! لَكِن.. فاختَبِرْنا - رُبَّما - بِالكَستَناءْ!)

لِنَدُورَ عَبرَ مَتاهَةِ المَعنى 

وَنَختَرِعَ الحُرُوفَ 

كَما نُحِسُّ بِها... 

وَنَنطِقُها...

لِأَوَّلِ مَرَّةٍ عِندَ الهِجاءِ...

كَما نَشاءْ!

وَلِنُطلِقَ الأَسماءَ 

نَنقُشَ أَبجَدِيَّاتِ اللِّقاءِ مِنَ اللِّقاءِ

وَلَيسَ مِن مَحضِ الخَيالِ

أَوِ الهَباءْ!

ظَلِّي مَعِي...

نَطفَقْ بِأَوراقِ العَراءْ!

وَامشِي عَلى جُرحَينِ مِن حاءٍ وَباءْ!

وسوم: العدد 715