ويلُ الشّجِيِّ من الخليِّ ، فهل ترى= إلاّ التّنافر والزّمان الأغبرا ؟!
هذا يعانقُه النّعيمُ وما درى= بالبائسين توسّدوا خشِنَ الثّرى
وتراهُ يحيا في أمانٍ هانئاً= والآخرون تشتتوا بين الورى
أين التفتَّ رأيتَ همّاً جاثماً= فوق الصّدور، فيا لَعيشٍ أكدرا
ها نحن نحيا في زمانٍ مظلمٍ= لم يبدُ فيه النّورُ نوراً أزهرا
فيبدّد الظّلماتِ في آفاقنا= كيما نسير ونستبين حفائرا
ولذا تراني – والهمومُ تنوشُني-= وكأنّني ودّعتُ فيها الجوهرا
لو كان همّاً واحداً لحملتُهُ= لكنّه همٌّ يزاحمُ آخرا
فهناك همُّ الوُلْدِ فيما قد جرى= بهمُ القضاءُ ، فكان همّاً أكبرا
كلٌّ أصابهمُ السِّنانُ بمقتلٍ= لكنّ غيثَ الصّبر جاد وأمطرا
فصبرتُ حتّى كلّ صبري وانبرَتْ= أفعى الهموم تبثُّ سمّاً قد سرى
يا ويحَ قلبي كيف يغلبُ هائجاً= من ذي الهموم ،وكلُّ همٍّ زمجرا ؟!
يا ويحَ قلبي كيف يبصرُ دربَه= والبحرُ لُجّيٌّ ويغشى المُبْحرا ؟!
أبحرتَ يا قلبي ببحرٍ هائجٍ= فادعُ الإلهَ بأن يعينَ ويغفرا
ويُيَسّرَ الأسبابَ كي ترسو بنا= سفنُ الهمومِ على صعيدٍ أخضرا