الحقُّ باقٍ ، وباقٍ مجده أبدا = مهما على ضعفه الطاغوت قد حشدا
فكم رأى الدهرُ ضعف الحق منتصراً = يزيل من ظنّ أمسى يملك الأبدا
وخان شيحون رغم الضر صامدةٌ = والعز يجنيه من في البأس قد صمدا
فكم على أهلها الطاغوت صبّ أذى = وكم ترى البأس في أبنائها اتقدا !
لا الحرق أرهبها ، لا البذل أتعبها = ولا جيوشُ غزاةٍ أرهبت ولدا
لو لم تكن ترهب الطاغي لما قصفت = بشرٍّ ما من طغاة الكفر قد حشدا
ما قطرةٌ من دم منها قد انسكبت = إلا لتنبت آلافاً من الشهدا
فبذرة الحق فيها الدهر نابتةٌ = وعاصف الريح كم من دونها خمدا !
وصحوة الحق شمس لا يطوقها = مر الزمان ، ولا تلقى لها أمدا
وحرق أطفالها قد زادها ثقة = أنّ قلب أعدائها قد بات مرتعدا
في كل يوم لها من بأسها قدرٌ = يغيظ أعداءها ما ضاعفوا العددا
وحبّ سورية ، من ظلم هادمها = أن الصمود له قد زادها رشدا
فلم تزل رغم إمداد العدو لها = تزداد بأساً وصبراً لا تهاب ردى
ألم تزل ألف هولاكو مظالمه = وألف فرعون ولّى ، وانتهى كمدا !
وحافظ الحقد كم فينا طغى وبغى = وجيفة زال مخزياً بما حقدا
ولعنة الدهر أمسى رغم سطوته = لم يجده كل ما قد ظنه مددا
وألف خزي لمن بالظلم ورثه = فزاد بغياً وتضليلاً ، ودعم عدى
وحسبه ذلة من سوء طالعه = أنا نراه على أعدائه اعتمدا
حماقة الظالم المغرور تقتله = ولن يرى حوله من ناصر أحدا
وقتله الناس ظلماً شر قتلته = مهما يكن من أباة الضيم قد حصدا
لسوف يرويه منا بأس ثورتنا = وسوف يغدو ومن قد أيدوه صدى
ما فاز في الدهر إلا المصلحون له = وسوف تطوي الأيام كل من فسدا
وخان شيخون تبقى الدهر صامدة = وبالجهاد ستجني ما تشاء غدا