مصالح متقوقعة

ولوجًا إلى الدُنيا أتَى البَعضُ مُسْرعَا 

فحَازوا الشقَى ضِعْفًا وضعفيهِ مَصرعا

أتَتنا الخُطوبُ الدُهمُ جهرًا بخفةٍ

وَكَانَ الذي نََرجُوهُ أمْنًا ومرْتعا 

وما سَالَ بالمَعصُوبِ عَينيهِ دمعُهُ 

فَقدْ سالتِ الأرواح طيفًا مودعا 

عَمينا بِصُبحِِ الأرضِ والكونُ مشرقٌ 

وقد دارتِ الأضلاعُ للبحثِ أربعا 

فَلا قلبُها المألوف تعتادَ نبضهُ 

ولا فطرةُ الإنسانِ تُعطيهِ مَوقعا

حَفِظنا سَراب العِهنِ فى سطوِ سهوةٍ 

وقُلنا لَها قولي فقالت لنقنعا 

ومَا أوْكَتِ الدُنيا رِباطًا لجِأشنا 

وما دقتِ الأحداثُ للصمِّ مرفعا 

شَقَقَنا رِمَالَِ الأمسِ مِنْ ركلِ نملةٍ 

ونلْنا الأفاعي الغُبرِ للموتِ مرجعا

إذا خَيمَ التعتيمُ فى فِكْرِ جَاهلٍ 

يكنْ آلةً للمحقِ للهدمِ مصنعا 

وإنْ أردفَ الترهيب بالفعْلِ عاذرًا 

يعدْ عنفوانُ الجوعِ والجهلِ  مُوْلَعا 

وَمَا بالخَبايا السوْدِ سرٌّ مُحجَّبٌ 

وَتبدو لكلِّ الخلق شرًا مشرَّعا

وسوم: العدد 719