العـمْــرُ مــرّ, ولـم تحـفــلْ بقـيـمـتـهِ= فهل تعـيـدُ زماناً بعـدما غـربا ؟!
هـيّا ابْـكِـهِ , تائـبـاً, والـدّمـعُ منهـمـرٌ=من العيون الّتي غُـرَّتْ بما ذهبا
أطياف لهـوٍ بدتْ للعـيـن واصفةً=لك النّعيمَ الّذي قد زال واحتجبا
قد صوّرتْهُ لكَ الأهواءُ طِيبَ شذًا=يُحيي الفؤادَ , فلا تلقى به الوصبا
شيـطـان نفسك قاد الرّكبَ يُـنشِـدُهُ=لحن الّلذائذ في روض الهوى طرِبا
حتّى احتوتْك شراكُ الإثمِ مُفْعَـمَةً=بكلّ ما يهـدمُ الأخلاق والأدبـا
ورحتَ تمخُرُ في موج الذّنوب, وما=تدري العواقبَ في بحرٍ قد اضطربا
* * *=* * *
والآن , مَن منقـذٌ مما رُزئـتَ به=من الضّلال سوى ذاك الّذي وهـبا ؟!
فهو الإلهُ الّذي يعـنـو الوجودُ له=وهو الرّحيمُ بمَن لبّى ومَن قرُبا
هـيّا ادعُـهُ , تائباً من كلّ معصيةٍ=هيّا إلى بابه , فاطرقْـه مُـنـتَحـبـا
هيّا اغتنمْ رمضانَ الخير, مُرسَلَةً=فيه النّسائمُ , تغشى كلَّ مَن رغـبـا
ولـيـلةُ الـقــدر فـيه لـيـلـةٌ شهـدت= تـنَـزُّلَ الـذِّكـر , والمختار قد دأبا
فـقـدرُهـا قدرُ عمْر المرء ممتلِئاً= بالصّالحات, فهل تبغي لهل سببا ؟!
فـرحمة الـلـه فـيها جـدُّ واسعـــةٍ= هيّا تعرّض لها , أطفئ بها اللهبا
يا لـيـلـةً طـاب فـيها كلّ سانحة=طـوبـى لـمن قامها لـلـه محتسبا