ما أبدع الروض
إليكم -أيها الأعزاء- المقطع الأخير من قصيدتي ( ما أبدع الروض!..) وفيه تركيز على المشاعر الذاتية وما خلّف هذا الروض النضير في النفس من آثار عاطفية وجمالية وأرجو أن ينال رضاكم:
يا روضُ هيَّجتَ أشجاني وأخيلتي
ياروضُ أذكرْتَني مَنْ كُنت ُ أهواهُ
ومَن أراني فتوناً منه ممتعةً
ومَن سقاني سلافاً من مُحيّاهُ
هو الحبيبُ الذي ذكراهُ تسعدُني
وكلُّ مافيكَ يدعوني لذكراهُ!..
في حُسنهِ منْكَ آياتٌ مبينةٌ
بها مُدَلٌّ وفتَّانٌ وتيّاهُ
فالوردُ من خدهِ والشهدُ من فمهِ
والعطرُ من جِيدهِ والسّحرُ عيناهُ
إن شاءَ قَتْلَ مُحبِّ فابتسامتُهُ
تُردي ، وإن شاء بالألحاظ أحياهُ
مضى بعيداً وخلَّاني صريعَ جَوىً
يذيبُني الهَمُّ والتسهيدُ والآه
أسائلُ البدرَ هل ألْفى له أثراً
وهلْ درى البلبلُ الصّداحُ مغنَاهُ؟!..
وهل لدى الصّبحِ عن أنوارهِ خبَرٌ
وهلْ سجا الليلُ من أطياب مسْرَاه؟!..
وأنثني هاتفاً أنْ قد ثوى بدمي
مَرَاحهُ القلب والأنفاسُ مَغْداهُ
والنفسُ موئلُهُ والعينُ مسكنُهُ
والفكرُ مرتَعُهُ والرّوحُ مأواهُ
* * * *
أوّاهُ أطلقُها يا روضُ شاكيةً
لو أجْدَتِ اليائسَ المحزونَ أوّاهُ!..
إزاء حُسْنِكَ يبدو الأمر مختلطاً
فالحبُّ والحزنُ والأفراحُ أشباهُ
وسوم: العدد 724