حكاية وطن
حكاية وطن؛ تآمر عليه نظامه، و عدد كبير من أبنائه، فضلا عمن يزعمون، أنهم أشقاؤه أو بعض من أصدقائه. فكتب عليه أن يخوض معركة مستمرة ضد ذلك النظام، و أن يصبر على تبعات تلك المعركة، لغاية الخلاص المنشود الذي يعمل من أجله أحرار الوطن و شرفاؤه
وطنٌ عليهِ تكالَبَ الأغيارُ وتحالفَ الخمارُ والسّمارُ
وتعاقبت غيرُ الزمان فَكُلَّما دار الزمان تبدّلتْ أدوارُ
كالمسرحيةِ والفصولُ تعاقُبٌ ولِكُلِّ فَصْلٍ في الحياةِ مَسَارُ
فيها الشخوصُ مواثِلٌ مقصورةٌ صُمٌّ وبُكْمٌ أعجمَ "الأَمَّارُ"
ما فُوِّهتْ إلَّا بلحنِ قصيدةٍ سجدتْ لِرَبٍّ يعبُدُ الكُفَّارُ
زافت من اللحمِ المُنَمَّقُ وشيُها فيهِ السداةُ وأغرب التذكارُ
واخلو لَقَتْ دِمَنٌ تَجَرَّمَ واجْتْثَّ منها المرخُ والفخَّارُ
ضاقتْ وقد كانتْ فساحَ ملاعِبٍ يزهو بصهوةِ عِزِّها الإيثارُ
ويقومُ فيها النُبْلُ وهو مكارِمٌ ويرجّعُ اللحنَ الطروبَ كنارُ
فإذا بها من بعدِ عزٍّ باسِقٍ ومكارِمٍ تزهو بها الأمصارُ
قد صابها لغبُ الحياةِ فأعجمتْ وتوازعتْها للردى أقدارُ
وغدتْ لغيلانِ الحياةِ مسارِحاً فالجارُ يشكو من أذاهُ الجارُ
فُرُطاً وما أدراكَ ما مِعنى الهوى إن جُنَّ أو قُلْ :جُنَّتِ الأفكارُ
إن لم يَعُدْ في الدارِ شَيْخٌ عاقِلٌ أو أنَّ شيخَ الدارِ لَطَّخ عارُ
أو أن عدواناً تمكَّنَ من حمى أعماهُ حِقْدٌ صارِخٌ موَّارُ
فأصارها دِمناً على أطلالِها يُبكى وفي عرصاتِها يُحتارُ رُبَعاً لغَّوارٍ بِمُنْفَرَطِ اللوى ما انفكَّ يفخَرُ أَنّهُ الغوّاَرُ
كَذِباً وزيفاً يدعي رُبانها ولعمر صحبي إنَّهُ العيارُ
يَفْتَنُّ في صنع الحِمامِ بديهةً فعلى الرقابِ تصارعٌ وشجّارُ
وتزاحمٌ وتدافعٌ وتعارُكٌ وكأنَّ هامَ المبتلينَ قِطارُ
للصاعدينَ إلى القصورِ عصابةً زَلَّتْ بِهِمْ قَدَمٌ وحَطَّ صَغَارُ
رِيَبُ الأسى عَزَفُوا على أوتارها نغماً وغنَّاها لَهُمْ شُعَّارُ
وتبدَّلت شيمٌ فكان بديلَها خَرَقٌ وكانَ حصادَها الإعصارُ
يا للرحالِ إذا تشدُّ ويغتدى في دربِ تيهٍ مُنْهِلٍ ويصارُ
حَدَثاً على شفةِ الزمانِ ضياعُها يحكي النوى وتُرَجِّعُ الأوتارُ
وتُبَحُّ حَنْجَرَةٌ وتدمى مُقْلَةٌ ويبيدُ قفلٌ زاحِمٌ جَرَّارُ
ويصيرُ أهْلُ الدارِ أغراباً وفي حَقْلاتِها غَرْسٌ لهم وبذارُ
ويصيرُ خالِصُ برَّها نهباً على اســـــــــــــــــــــــــــــــــــــتحْوازِهِ قَدْ زاحمَ الفجارُ
ويَضُمُّهُمْ عِوَزٌ إلى أحضانِهِ ضمَّ الصقيعِ فيَجْمُدُ الإيثارُ
وتُكمُّ حتى الآه في أعماقِهِمْ قهراً وتخرَسُ فيهمُ الأشعارُ
بعضٌ يقولُ : الأجنبيُّ . وبعضُهُمْ قال:الغريبُ.فأنكَرَتْهُمْ دارُ
حتى تآشير الدخولِ نَكِرنَها وعجبنَ كيفَ أجازها"الأمَارُ"
تُشرى بأثمانٍ ليأمَنَ ثائِرٌ أنِفٌ أبى أن تستباحَ ديارُ
تُشرى بأثمانٍ ليأمَنَ ثائِرٌ أنِفٌ أبيٌّ فارسٌ مِغوارُ
تُشرى بأثمانٍ ليأمَنَ ثائِرٌ أنِفٌ أبى أن يُعْبَدَ الدولارُ
تُشرى بأثمانٍ ليأمَنَ ثائِرٌ أنِفٌ أبى أنْ يَحْكُمَ الدعّارُ
تُشرى بأثمانٍ لتأمَنَ أسرةٌ ضاقتْ بها وبأهلِها الأقطارُ
طفلان؛أمهما تنوء بعُريها دَفَعَتْ بها وبِطفلِها الأقدارُ
ما بينَ مأمورينَ كيفَ يعاملاـ......................نِ مخالفاً في "الرسم" كيفَ يصارُ؟
ما بين حَدَّينِ استطاعَ الأجنبي فصمَ العُرى , واسطاعَها العَيّاَرُ
لم تجدِ "واقوماهُ" بُحَّ صِراخُها نُكِرَ السماعُ وأزرتِ الأبصارُ
فثوَتْ على حصباءَ يمقُتُها الردى ويَضِلُّ في ألوائها الخبّارُ
والدمعُ ـ ويْ للدمعِ ـ لم يُفْقهْ هُنا معنى لدمعٍ لا. ولا الأعذار
يا سائلي من أنتَ كيف نَكِرْتَني وأنا المعالم إن عَفَتْ آثارُ
غررُ تلوحُ من الثنايا مثلما لاحتْ بشائِرُ أو زَهَتْ أنوارُ
أنا من هنا مِنْ كُلِّ أرضٍ أنتجتْ فصحى وقامَ بحيِّها أحرارُ
أنا مِنْ دِمشقَ الشامِ مِنْ مِصْرٍ أنا أهلي فجدّي الفاتِحُ الكرارُ
أنا من هنا بغدادُ عاصمتي وإنْ شطَّتْ نِيا أو باعَدَتْ أسفارُ
أنا من ذرى صنعاءَ ليستْ دارُنا إلا الحُصون وسَيْفها البتَّارُ
أنا من مراكِشَ فالمغاربُ بلدَتي وأنا بيثرِبَ معشَري الأنصارُ
مَنْ قال:إنّي الأجنبيُّ فقد هذى واستبلسَتْ في رأسِهِ الأفكارُ
واشتطَّ لم يَفْقَهْ حقيقة مَنْ أنا فأنا الذي كرُمتْ بهِ الأمصارُ
أنا خالِدٌ وأنا المُثَنَّى إنْ وَعَى وأنا بلالٌ والفتى عَمَّارُ
شيخٌ وعى غِيَرَ الزمانِ وعاشَها لم يَثْنِهِ خَطْبٌ ولا إعصارُ
أنّى أُنَقّلُ لا أُحِسُّ غضاضةً فَنَسيمُها نَفْحُ الهدى معطارُ
وأذانُها القُدسيُّ مِنْ روحي فمنْ أبعادِهِ يتَحَدَّدُ المضمارُ
أنا كالمآذنِ شامخاً في أرضنا وأنا بها العبّادُ والعمّارُ
أنا لن أرومَ مِنَ المصانِعَ صنعةً فأنا السِلاحُ وصنعتي الأوزارُ
وأنا إذا اشتجرتْ وطار شعاعُها ضاقتْ ببأسي السهلُ والأوعارُ
سوريّةٌ رَضَعَتْ لُبانَةَ أُمِّها مَعْدٌ تَوَزّعَ حَيَّها ونِزارُ
عربيةُ الأنسابِ تأنفُ شيمةً يسمو بها شرفٌ لها وفخارُ
تاريخُها كانَ انتصارَ ملاحمٍ ذلّتْ فرنج بسيفها وتتارُ
صفراءُ أو نكباءُ لم تصرفْ لها هِمماً ولا قعدتْ بها الأخطارُ
قعقاعُ فارِسُها وسعدُ أميرها وكذاك خالد إن مضى وضرارُ
وعلى الطريقِ إذا تجدّدُ محنةٌ هُرِعَتْ إليها الصيدُ والأبرارُ
اللهُ أبدعَها وأحكمَ هَدْيَها يا للهداةِ الصيدِ كيفَ تُضَارُ
سنخوضُها حمراء مشعلةً لظى يُصلى بها السّمارُ والخمّارُ
لن يشرِق الصبحُ المنيرُ وفي الحمى وحشٌ يعيثُ وظالِمٌ غدّارُ
سندكُّ عَرْشَ الظالمينَ فَهَلْ ترى أثراً لهم إن قيلَ يوماً ثاروا؟
فتصبري أختاه إن صباحَنا شعبٌ يثورُ وأمّةٌ تختارُ
أبداً سَتُرفَضُ كُلُّ أشكالِ الخنا حتى الهوانَ. سَيُرْفَضُ الخوّارُ
ونعودُ لا حدٌ يُفَرِّقُ بيننا ما طال طَوْلٌ أو نَأتْ أقطارُ
حُشْدٌ على كيدِ الزمانِ وبَطشِهِ وإذا صفا يُمْنٌ بها ويَسَارُ
بغداد:1983م
الآزفة
أو
صيحة الخلاص
الآزفة أو صيحة الخلاص، القصيدة الملحمة التي تتححدث عن مسيرة شعب في مواجهة النظام الطاغية و عن الرؤية الواعية و المتخصصة لذلك النظام الذي استمرأ دماء شعبه، فكانت صيحة حقيقية من أجل خلاص حقيقي، و إيذانا بعودة المجاهدين إلى الساحة و تبصرة لما عليه رأس النظام من خيانة و فضلا عن ذلك فهي بنت ثمانينيات القرن الماضي، و قد جاءت صدى لما تضمنته تلك الحقبة من أحداث
أزِفَ الخلاصُ فأورقتْ خضراءَ أحزانُ شعبٍ وازدهتْ خُيَلاءَ
وتطلّعتْ للمجد يعلو صَهْوَهُ الأبناءُ لا عدوا ولا استعلاءَ
كالغيثِ يجلو وجهَهَا ويُعيدُها مَزْهوّةً في وَشْيها عَرْباءَ
قد صابها نَفْحُ الفداءِ فَفَتَّقَتْ أكمامُها وتساوقَتْ مَيساءَ
وتضوَّعَتْ عِطراً زكّياً مِنْ دَمٍ غَمَرَ الرُبى الغَنَّاءَ والصحراءَ
فإذا به في كُلِّ فجٍّ مَعْلَمٌ يهدي،وفي الليلِ البهيمَ سناءَ
وإذا به ألقُ الشُّعاعِ يزيدُهُ الإقدامُ وَهْجاً والثبَاتُ مَضَاءَ
كالسيفِ يجلوهُ الجَلادُ من الصدا ويزيدهُ إثخانُهُ لألاءَ
+ + +
يا شامُ يا أمَّ البنينَ تَجَمَّلي بالصبرِ واحتسبي الإلهَ رجاءَ
فبنوكِ أحفادُ الرجالِ تواثبوا نحو الجهادِ كتائباً خرساءَ
شُمُّ الأُنوفِ سَجيَّةٌ أخلاقُهُمْ فَطَرَ الإلهُ مروءةْ وسخاءَ
غلبوا على طول الزمان صَغَارَها وشِرارَها،والموجةَ الصفراءَ
واستحكموا مِنْ بَغْيها وفجورِها بِظُبا تطالُ القلبَ والأحشاءَ
إنَّ الذين تَنَمَّرَتْ أحقادُهُم أو صَيَّروها نَظْرَةْ شذراءَ
لن يسلموا من غضبةٍ ثوريَّةٍ إن آذَنَتْهُمْ مدَّها غلباءَ
+ + +
سائلْ بها التاريخَ واقرأْ دَرْسَهُ يا مَنْ تَنَطّحَ صَخْرَةً صَمَّاءَ
ينْبئكَ درساً قَيَّماً آياتُهُ الإعجازُ فيها كالصباحِ تراءى
ينبئكَ أن بني الكريهةِ ما نَبَتْ صولاتُهم أو أحجموا استخذاءَ
بل مثلما لاحَ الصباحُ وأسفرتْ آلاؤهُ هم أبدعوا الآلاءَ
+ + +
يا مجرماً قد أنْجَبَتْهُ سَخِيمَةٌ وهوى أثارَ الفتنة العمياءَ
نكّستَ راياتِ الفداءَ وَخُنْتَها وكذاكَ خُنْتَ الشرعةَ السمحاءَ
وجعلتَ قومي في الشآمِ أَذِلَّةً تستامُهُمْ بخساً صباحَ مساءَ
أعماكَ حقدُك أن تخاف جنايةً أو أنْ تخاف سجيَّةً عرباءَ
ففعلتَ ما لم يفعلِ العدوان في قومي وقد مَزَّقَتهُمْ أشلاءَ
فتحوَّلت أوطانُنَا مِنْ قلعةٍ تحمي الغريبَ وتنصُرُ الضعفاءَ
لمواطنٍ مستاءةٍ في ظلِّها يأتي الجناةُ البغيَ والفحشاءَ
فإذا بجنَّاتِ الشآم وَعَدْنِهَا قفراءَ موحشةَ الرُبى جَبَّاءَ
يسعى الأذَلُّ الفردُ بينَ حُطامِها ويجوسُ أحقَرُهُمْ بها استعلاءَ
ويسوسُها فرخُ المجوسِ فلا تُرى إلا محطمةَ القوى شلَّاءَ
+ + +
عجباً لأمرِ أميّةٍ أمجادُها نهباً ونَسْلُ أمَيَّةٍ ضعفاءَ
وبنو أميَّةَ في الشآمِ تواصُلٌ يُحكى وميراثٌ يفيضُ عطاءَ
بسطوا على أفقِ الحياة جناحَهُمْ وتَسَلَّقوا قمم العلى الشمَّاءَ
عِطرُ الرُّبى يزدانُ في أعطافِهِمْ وجباهُهُم تُكْسَى بذاك بهاءَ
كالسلسبيلِ العَذْبِ محضُ عطائِهِمْ وبِذاكَ خَصُوا الأهْلَ والأبناءَ
+ + +
عجباً لأمرِ الشامِ كيفَ يَخُونُها مَنْ بوّأتْهُ السدَّةَ العلياءَ
من مَّكّنَتْهُ من المحارم والحمى وَسَقَتُهُ وُدّاً خالِصاً وصفاءَ
وألبَسَتْهُ من الفخارِ قلادةً قد ألبَسَتْها القادةَ الخلفاءَ
فَأَذَلَّها وأدَالَ دولة عِزِّها وأصارَها بعدَ البنا دكّاءَ
+ + +
"هو" كيف ذَلَّ بني الشآمِ وسامَهُمْ بَخْساً وصَيَّرهُمْ بها بُؤساءَ
"هو" كيفَ لَفَّ بحبلِهِ أعناقَهُمْ؟! بل كيفَ أسقاهُمْ صديداً ماءَ؟!
"هو" كيفَ آثرَ في الحمى أشرارَها وسعى فلم يُغْضِبْ بها الشرفاءَ؟!
"هو" كيفَ بدَّلَ للحمى هوَّيّةً واستقدمَ الأخلاطَ والغُرباءَ؟!
"هو" كيفَ أصبحَ للمجوسِ ظهيرَهُمْ وعلى العروبةِ إلْبَها والداءَ؟!
"هو" كيف أصبح للحمى جلادَهُ واستأجرَ الأزلامَ والأجراءَ؟!
"هو" كيف خانَ ولم تزلزلْ جِلَّقٌ غضباً فيَجرُف مدّها الدُخلاءَ؟!
+ + +
قدري وحسبي في الحياةِ بلاؤها ما امتحتُ منها الحُزْن والضرّاءَ
قدري وإن لاحتْ بيارقُ عِزِّنا أو أعتمتْ في وجهنا سوداءَ
قدري وإن أضنى الكفاحُ أكفّنا وازددنَ من عُمْق الضنا إدماءَ
قدري وإن قيلَ الشآمُ وأشأمتْ وغَدَتْ بميزان الحياةِ هَبَاءَ
قدري وإن شاهت أُنوفُ أعِزَّةٍ أو ذللتْ أو أصبحتْ عفراءَ
قدري وإن أحكمت قيداً في الحمى وبَصُرْتُها محطومةً شوهاءَ
قدري وإن "هو" صارَ فيها حاكِماً وأتى بحكمٍ يُعْجِبُ الجهلاءَ
قدري وما قدري عليَّ بهيّنٍ إن هنتُ أرضاً في الحيا وسماءَ
فأنا سليلُ الفاتحين ومن يَكُنْ يُنْمى لمثلِ أبي كفاهُ عناءَ
ألا يهين إذا الحُكومةُ ذللتْ وأتتْ سِفاهاً معشراً سفهاءَ
فالفرعُ يُنْمى للأُصولِ وربَّما زادَ الكفاحُ الوَصْلَ والإنماءَ
فاخسأ دَعِيّا في الشآمِ وحَاكِماً قد صَعَّرَ الخدينِ حيثُ تراءى
فالفجر آذن بانبلاج صباحه ونذيرهُ قد أسمعَ الجوزاءَ
صوتُ الجهادِ ولونُهُ وشعارُهُ أكرمْ بذاكَ وسيلةً ورَجاءَ
فهو المخلّصُ من نيوبِكَ والأذى وهو المواسي الأهلَ والأبناءَ
وهو الذي مِنْ فيضهِ هذا الحمى يزدادُ عِزَّاً سامقاً وإباءَ
+ + +
إني أخصُّ ولا أَخُصُّ مُذَمّماً في شعري الأبناءَ والآباءَ
فمن الأبوّةِ نَفْحُ كُلِّ بطولةٍ ومن البنوّةِ نستَمِدُّ فداءَ
وعلى الطريقِ إذا تصايَحَ جمعُنا أَبْصَرتَنا المقدامَ والعدَّاءَ
نغشى الحتوفَ، ولا نَفِرَّ من الردى حتى ولو ملأ الردى الأرجاءَ
لنا موعدٌ هيهاتَ يخلفُ والحمى في ضَيقِهِ مدَّ الأكُفَّ رجاءَ
هو كالفريقِ بلجّةٍ تتقاذَفُ الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنواءُ يصرُخُ يطلبُ النجاءَ
أعي الصريخُ ولا مجيبَ يجيبُهُ لم يُسمِعِ الشهبا ولاالفيحاءَ
صُمٌّ فوارِسُها وصُمٌّ آلها قصروا عن الجلى وذلّوا سواءَ
والأهلُ عَضَّتْهم كرائِهُ حاكم وعليهم قد أطبَقَتْ ظلماءَ
فثووا على حصباءَ ليسَ يقيهِمُ واقٍ وقد أنفوا الحياة عناءَ
وكأنَّهم يحكون قِصّة أُمّةٍ نكرت هواناً في الحيا وثواءَ
+ + +
يا قومُ إنَّ الشامَ دنَّس طهرَها الكذابُ من حَسَبَ الحمى أفياءَ
وأصارها مأوى لجعلانِ الحمى يتوزّعونَ تُرابها أجزاءَ
خرجوا على البَرِّ الكريم وما رَعُوا للآمنين الحرمَةَ العصماءَ
وأتوا مخازي لا تطاقُ وفعلةً تُنْدي الجبين مُذِلّةً عرجاءَ
واستجمعوا كيداً جنودَ جريمةٍ أغرابهم والسفلة الدهماءَ
وتخيَّروهم للحكومةِ زمرةً وبطانةً مشبوهةً نكداءَ
فإذا أدلاء الخيانة بينهم وإذا هم للخائنينَ دلاءَ
حتى فقدنا عزَّنا وفخارَنا وإباءنا والشيمةَ العرباءَ
وذوت بقايا في الفؤادِ أُصولُها تنزو دماً مكلومةً شوهاءَ
قد ضرَّها رشقُ الحراب وساءها ألّا تبين حبيسةً نكداءَ
وبنو الأذلين اللئامِ سعارُهم يطغى وذلّتهم تبزُّ دهاءَ
وكأنَّهُ أسقاهُمُ مِنْ طبعِهِ السُمّ الزعافَ وعَلَّمَ الإيذاءَ
وكأنَّهم منه وبعض نتاجهِ ورثوهُ عهراً صارخاً بذّاءَ
فإذا هم كالنعل زواج بينهُ شبه فأيسر ما يكون حذاءَ
+ + +
يا سائلاً عني وقيتَ مِن الردى إن الردى قد مَزَّقَ الأحشاءَ
قد خانني مَن قد رفعتُ إلى العُلى وأذلَّني مَن خِلتُهُ النجاءَ
وأحاطني بحرابِ جُنْدٍ حَظُّهُمْ أن يُقْحِموا في حَمْأةٍ إيذاءَ
فغدوتُ في حَزَنِ الحياةِ مكابداً أزدادُ ما ازدادَ الهوانُ عناءَ
ألقى الحرابَ مع الحرابِ تضُمّني فأهيمُ في طَلَبِ الحرابِ إباءَ
وأرى الوحوشَ مع الوحوشِ تَهُمُّ بي فأثورُ ليثاً يُرْعِبُ الأعداءَ
شِيمُ الأولى شِيمي أنا قعقاعُها ميقَاتُ عودي كالشهابِ تراءى
فِرعونُ لم يَطْمِسْ شعاع هدايةٍ بالخزي ناءَ وبالفجيعةِ باءَ
وكذاكَ تاريخُ الهدايةِ لم يَزَلْ آيات نَصْرٍ تَملأُ الأرجاءَ
+ + +
"إخوانُ" يا وجهاً يخضِبُهُ الأسى يا شعبَنا المقهورَ والمستاءَ
يا راسفاً في القَيْدِ أضناهُ الردى ومُرَوَّعاً عن أرضِهِ يتناءى
ومُكابداً لَعِقَ المرارَ وِصابَهُ مِن شرَّهمْ ما بكَّتَ الأمعاءَ
وصحابةً في تَدْمُرٍ أو غيْرها دَفَنُوهُمُ وحَشِيَّةً أحياءَ
إن الطريقَ إلى الخلاصِ صِعابُهُ ما ذُلِلَتْ للقاصِرِ استثناءَ
أبداً ولم يُنْصَرْ كسولٌ خامِلٌ أو جاهِلٌ حَسِبَ المُنى استرضاءَ
بل إنَّما هذي الحياةِ يخوضُها من يُبْدِعُ الإغناءَ والإثراءَ
بيدٍ تدُ كُّ على الطغاةِ صُروحَهُمْ وتُحيلُها محطومةً بتراءَ
ويَدٍ تعيدُ بناءَها وعَمارَها وتخُطُّ فيها معالِماً ..غنَّاءَ
فاستفتحوا إن الجهادَ لصابرٍ لا يَعْرِفُ الإعياءَ والإبطاءَ
وتمَرَّسُوا في خوضِ كلِّ كريهةٍ واستَرْخِصُوا الأرواحَ والأشياءَ
كي تحفَظُوا الشرفَ الرفيعَ مِنَ الأذى وتذللوا الكأداءَ والعجراءَ
فالشامُ أدَمتْها القيودُ وضرَّها فِعْلُ الأذى فتهالكَتْ إعياءَ
وخلاصُها رهنٌ بصيحةِ ثائِر شعبٍ يرومُ تقدماً وبناءَ
فإليهِ فلتهفُ القلوبُ تَطَلُّعاً وإليهِ فلنمْدُدْ رؤى بصراءَ
وإليهِ فلتمضِ المواكِبُ في غَدٍ معتَّدةً في زَخْمِها...غلباءَ
فالنصرُ تصنَعُهُ المواكِبُ ما مَضَتْ وكذاكَ صنْعُ الأَكْثرِينَ فداءَ
فهُمُ الرجاءُ لأمَّةٍ منكوبَةٍ وهُمُ الشفاءُ إذا ترومُ شفاءَ
وهُمُ المدافِعُ والقنابِلُ والمدى وهُمُ العطاءُ يزيدُنا إغناءَ
وهُمُ الندى والطلُّ والتهتانُ في هذي الحيا, وهُمُ الشموسُ وضاءَ
ولِمِثْلِهِمْ تُحْنى الجِباهُ تذللاً ولِمِثْلِهِمْ تعنو الوجوهُ رضاءَ
+ + +
يا جمرةَ الشُهداءِ في حمس الوغى وحمى كَسَتْهُ الحادثاتُ إباءَ
أقبلتُ أشْعَثَ أَغْبَراً مُتَلَمِّسَاً جَنْبَيَّ من هولِ الردى مستاءَ
العادياتُ تَحُزُّ بي سِكّينُها والنائِباتُ تزيدُني إعياءَ
وأنا الصريخُ لإخوَةٍ قد أَوْثِقوا قيداً وطُمُّوا في الثرى أحياءَ
مَنْ لي بوا قوماهُ تبعثُ آهُها مَنْ في القبورِ وتلعِنُ الدخلاءَ
وتُعيدُ لي حريتي وكرامتي وشجاعتي والطعنةَ النجلاءَ
فأحررُ الوطنَ المباح من العِدا وأعودُ كهفَ رعايةٍ معطاءَ
لي في الحياةِ سَجيَّةٌ مورُوثَةٌ أُرْضِعتُها طفلاً بها حبَّاءَ
بذلُ المكارِمِ للكرامِ وإنَّما خُصَّ العدوّ بحربنا استثناءَ
فإذا رأينا السِلْمَ يجنحُ نحوَهُ أجنادُ قومٍ في الهوى برءاءَ
قلنا: السلامُ عليكمُ وَمدَدْنا في طلبِ السلامِ أكفَّنا استرضاءَ
فبنو الشآم سَجيَّةً أخلاقهم لا يَضمرون لآخرين عداءَ
وبنو الشآم كريمة أفعالهم لا يعرفون الحقد والإيذاءَ
صلَّ الإلَهُ عليهِمُ مِنْ أمَّةٍ و وقاهُمُ وكفاهُمُ الأعداءَ
وأبرَّهم وأَجَلّهُم وأدامَهُمْ حُرَّاسُ حَقٍّ للحمى أمناءَ
وأدامَ لي هذا الشآم لأنني أهوى الشآم تُرابَهُ والماءَ
بغداد: 1988م
ذمار:3/6/2006م
بيـــن ليـليـــــــــن
أو
(في ذكرى الإسراء)
ليل الجاهلية، وقد كان و لايزال ممتدا بامتداد الجاهلية التي لمّا تزل تعارك من أجل بقائها، و قد آذنها الإسلام بصبح واعد من أجل مستقبل أفضل.
و ليل الإسراء و المعراج حيث الرحمة المزجاة من قلب الجزيرة الإسلامية ( مكة) إلى المسجد الأقصى في (القدس) الشريف و منها إلى حيث " دنا فتتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى" و إلى حيث "أوحى إلى عبده ما أو حى" حيث البشرى بصبح هداية ربانية تمزق فيه سدف الظلام، و بالنصر المبين، على الظلام و أتباعه و الملتاثين فيه من أبالسة الجان، و طغاة البشر.
الليلُ ساجٍ والزمان طَوِيلُ تمضي قوافِلُهُ وبعدُ يطولُ
ولهُ على دربِ الحياةِ مَنَائِرٌ ومعالِمٌ ومَظاهِرٌ وطُلولُ
وبِهِ أَنامٌ خَيِّرُون...ودونَهُمْ لِصٌ، وآخَرُ سيءٌ، وجَهُولُ
وحِجازُ بينِهُمُ مَخَاضُ فضيلةٍ يروي روايةَ خَوْضِهِ قابيلُ
أُمَمٌ، جماعاتٌ، شعوبٌ،سَمِّها ما شِئْتَ، فهي القاتِلُ المقْتولُ
تاهَتْ عنِ الدربِ القويمِ، وأَسْرَفَتْ في القصد، حتّى سادها المرذولُ1
وطغى الهوى، واحْرنْجَمَتْ مِحَنٌ ولم تَفِدِ الدعاوى، أو يَفِيدَ القيلُ
حارَتْ وما الربانُ فيها بالذي يَدْرِي وما مسؤولَها المسؤولُ
والكُلُّ في شُغُلٍ وقد عَدِمَ الرؤى وَتَمَلَّكَتْهُ حَيْرَةٌ وذهولُ
وغدا بِبَيْنِ البيْنِ في مُسْتَنقعٍ يَرْدى وقد خارتْ قِوى وعقولُ
واستحكمت في العالمين..مَصَائِرٌ سُوْدٌ وأَظْلَمَ صُبْحُها المأمولُ
+ + +
يا ليلَ مَكَّةَ كَمْ تَطُولُ وهذِهِ الأوثان كم يبقى لها تَبْجيلُ
ولِكَمْ يُعَمَّرُ ظالِمٌ أو غاشِمٌ أو جاهِلٌ أو مُفْسِدٌ ضِلِّيلُ
ولِكَمْ يُباهي في الشقاوَةِ سَيِّدٌ وشقاؤهُ بِصغارِهِ مَجْبُولُ
+ + +
ويَجيءُ صَوْتٌ ليسَ يدري كُنْهَهُ أنْ يا محمَّدُ إنني جِبْريلُ
أنَتَ الرسُولُ فَقُمْ تَشَمَّرْ لِلهدى ما عادَ يُجدي الغارُ والتأميلُ
هذا هو القرآنُ أَحْمِلُهُ إِلَيْـــــ ـكَ رسالةً مِنْ قادِرً تنزيل
فيهِ على طُولِ الزمانِ معالِمٌ للسَّالكين وعَصمةٌ ودليلُ
+ + +
ومضى النَبيُّ يَزِفُّ بُشرى دَعْوَةٍ رِبِيَّةٌ فيها التُّقى المأمُولُ
يَجْلو عنِ القلبِ البئيسِ صدا الهوى ويَزِيحُ عَنْهُ الهَمَّ وهو كَليلُ
وَيُبَشِّرُ الدنيا بصُبحِ هدايةٍ فيهِ انتصارٌ للهُدى وقَبُولُ
حتّى إذا ما كان ليل كرامةً والمصطفى بهداهُمُ مَشْغُولُ
إذ بالحبيبِ يَدُقُّ حَلْقَةَ بابِهِ قُمْ آذنَتْ قُربى وآنَ وُصُولُ
هذا البراقُ إليكَ ..فهو مَطِيَّةٌ تُزجى ومَرْكَبُ عِزَّةٍ وذَلُولُ
لِلمسْجِدِ الأقصى فإنَّكَ ضَيْفُهُ للقبلةِ الأولى دَعَاك خليلُ
للقدسِ قُدْسِ المُؤمِنين لِصَخْرَةٍ تَرْقى رُقِيَّاً ما رَقَاهُ رَسُولُ
+ + +
يمضى الزمانُ وبعدُ مِنْ مَسْرَى النـــــــــــــــــــبيِّ يهيجُ تذكارٌ ويُزهى قِيلُ
والمسلمونَ الغُرُّ في ساحاتِهِ أبداً سيوفٌ للهُدى ونُصولُ
وَصَلُوا الزمانَ مَعَ الزمانِ فلا يُرى فَتْقٌ إذا احْتَدَمَتْ وغالَ الغولُ
إلَّا وأرواحٌ إليهِ سُرَّعٌ تسعى وهَمْزَهُ وَصْلِها التهلِيلُ
سَلْ يَومَ حِطينٍ إذ احْتَدَمَ الوغى وتَزَاحمَتْ في المعمعانِ خُيولُ
وزَهتْ فِرَنْجَةُ بالعديدِ وأَقْبَلتْ تسعى وغايةُ همِّها التقتيلٌ
يُنْبِئْكَ ذاكَ اليومُ عن آسادَها وصلاحُها هو سيفُها المسْلولُ
قُصَّتْ رِقابُ المعْتَدِينَ وأَوصِدَتْ ثُغْرُ العداءِ وأخْرِسَ التَضْلِيلُ
وأصاختِ الدنيا لصوتِ مجاهدٍ بَطَلٍ لَهُ فِعْلٌ بها مَقْبولُ
عَلَمٌ على دَرْبِ الحياةِ مناضِلٌ فيما يقول مُعلِّمٌ مسْؤولُ
يَغْشَى الحياةَ يَرُومُ إصلاحاً لها لم يَثْنِهِ التضليلُ والتَجْهِيلُ
قد خَدَّ في الصَّخْرِ الأصَمِّ مَسِيرَهُ فهو الزكاءُ الخِصْبُ والقِنْدِيلُ
هُوَ زَرْعُ رحْمانٍ أبَرَّ بِهِ التُقى فنما وزادَ نَمَاءَهُ التأصِيلُ
فِعْلٌ مِنَ الخيراتِ يَعْبَقُ ظِلُّهٌ بالمكرماتِ خصاصُهُ مَبْذولُ
فإذا قضى جِيلٌ وآذنَ عَهْدُهُ بالإنصرامِ أَجَدَّ بَعْدَهُ جِيلُ
كالغيثِ ما ينفكُّ يأذنُ بالحيا ولهُ العطاءُ المُبْدِعُ المأمُولُ
هو سيف إسلام إذا استلَّ الهدى دَاْنَتْ لَهُ أسدٌ بها وفحولُ
وإذا تَلَمَّعَ ذاتَ لَيْلٍ في دُجى فَرَّ الظلامُ العَتْمُ وهو خَذُولُ
قدرٌ يُلَوِحُ بالفخارِ مُؤذِناً ولهُ الفخارُ المَحْضُ والتأثيلُ
قد صاغَ مَلْحمةَ الكفاحِ ولم يَنِ ما داهَمَتْهُ أَعبُدٌ وقُيولُ
جَعَلَ الصلاحَ سفينَه ومضى إلى رضوانِهِ ولِذاكَ فهو عَجولُ
الصُّبحُ موعِدُهُ لِيومِ كَرِيهَةٍ خيطُ الجهادِ بضوئِهِ مَوصولُ
هُوَ مِنْ شُعاعِ الشمسِ يَفْتُلُ هدبَهُ والزَّيتُ من زيتونِهِ مَعْمولُ
فإذا أضاءَ أضاءَ مِنْ هدْي التُقى وإذا استوى فمعارِجٌ وأُصُولُ
هو مُسْلِمٌ مِنْ مَعْشرٍ قد أسلموا للهِ،لم يَقْعُدْ بِهِم تَخْذيلُ
إخوانُهُ أنى تَلَفَّتَ مَعْشَرٌ كَرُمُوا بحُسنى بِرُّها مَشْمولُ
لم تَثْنِهم غيرٌ،ولم تَقْعُدْ بهم هِمَمٌ،ولم يَذْهَبْ بهم تَضْليلُ
بل هُم ذُؤاباتُ الحياةِ وعِزُّها وشبابُها المأمولُ والمسؤولُ
كتبُوا على حَدَقِ الحياةِ عبارةً تُفضي بمكنونِ الهوى وتقولُ:
ربي هو الأعلى،وقرآني هو الـ أسمى،وإسلامي هو المقبولُ
ومحمّدٌ هو قائدي ومعلِّمي وهو الزَّعيمُ المُصطفى ورسولُ
وإذا تُمَسُّ عقيدتي ألفيتني الليث يخشى غَضْبي والفيلُ
+ + +
يا قُدْسُ يا مسْرى النبيِّ محمّدٍ لك موعِدٌ مهما الزمانُ يَطولُ
صَبْراً وإنْ خَذَلَ الخَذُولُ وأدْلَجَتْ غِيَرٌ وسادَ الواغلُ المرذَولُ
فالفجرُ يُشْرِقُ من ضميرِ مُجاهِدٍ حُرٍّ أبي أن يُفْسِدَ الضليلُ
واللهُ يَنْصُرُ جُنْدَهُ وعَبِيدَهُ وعبيدُ أمريكا لهم سِجِّيلُ
ذمار :3\1\ 1995المصادف30 شعبان1415هـ
الصريخ
أو "القصيدة الموقف"
هذه القصيدة مهداة إلى العراق وشعب العراق.
إلى الصادقين من أبنائه والمجاهدين تحت لوائه؛
في يوم الصبر والمصابرة،يوم الرباط الدائم ، و
الجهاد المستمرّ إلى أن يتأذنه الله بالنصر، فتستتمُّ
الملحمة وتنتهي المأساة.
يا بنَ العُروبَةِ يا ذا الرأيِ والنَظَر ويا مُلبّي نِداءَ الأهْلِ في الغِيَرِ
لَبِّ الصريخَ وآسِ الجرحَ لا تَخَفِ واصدع بفعلِكَ إصدعْ أنت في خَطَرِ
واقرَ السلامَ على عُربٍ منازِلُهُمْ بين الفُراتَيْن من بدوٍ و من حَضَرِ
شُمُّ العرانينِ أبطالٌ وقوفُهُمْ في مَهْمَهِ الروعِ يعلو كُلَّ مُعْتَبَرِ
القائمونَ على ساحٍ عليهِ عدا الظالمون تعادي غاشمٍ تتري
والمُبْتلونَ وقد قاسَوْا مكابدةَ فعلاً يضيقُ بهِ ذرعاً بنو البَشَرِ
الصابرونَ على فعلِ الأذى ولَهُمْ مِنْ كَلِّ جائِحَةٍ دَرْسٌ لِمُعْتَبِرِ
في مَوطِنٍ طُهْرُهُ طُهْرُ الحياةِ وفي سُمُوِّهِ كُلُّ ما في الطُهْرِ مِنْ كِبَرِ
ساحُ النجومِ تباهى في عَراقَتِهِ هو الأرومةُ بَلْ هُوْ عالِي السُدَرِ
فإنْ تأذَّنَهُ خَصْمٌ وأوغَلَ في عدوانِهِ. أو طوي مِنْ بعدِ مُنْتَشَرِ
فلا يزالُ بهِ ماء الحياةِ وما يزالُ في موعدٍ مِنْ عَوْدِهِ الخَضِرِ
مكارِمٌ من قديمِ الدَّهرِ سالِفُها كانتْ وبعدُ لعمري ـ بهجةَ النظرِ
وعِزَّةٌ ما لوى التاريخ ساعِدَهَا ولا تأذّنَها مِنْ بعدُ بالخَوَرِ
أقداسُ عِزِّ تناهى في مجادَتِها وَصهوةٌ للعلى تَعْلو على الخَطَرِ
وساحَةٌ طالما صالَ الرجالُ بِها على الرِّجالِ فكانتْ ساحَةَ الظَفَرِ
أمجادُ قومٍ مع الأيَّام ما بَرِحَتْ رُغْمَ الأعاصيرِ تروي عاطِرَ السِّيَرِ
معادِنٌ مِنْ فخارٍ باتَ مَعْلَمُها كقاب قوسين من أُتْرُجِّهِ العَطِرِ
معقودةٌ في نواصي الخيرِ عِزَّتُهُمْ كأنَّها في الحيا بعضٌ مِنَ القَدَرِ
كغُرَّةِ الدهْرِ تُزْهى قبْلُ بالعَطِرِ أو بَسْمَةُ الفجرِ تُزهى بعدُ بالنّضِرِ
عَرِيكةٌ عَرَ كَتْ أُذْنَ الزَّمانِ وما تَزَالُ تَعْرُكُ والأيَّامُ في غِيَرِ
فمِن قديمٍ لَهُ مِنْ سالِفٍ عِبَرٌ إلى حَدِيثٍ على جُلَّى مِنَ العِبَرِ
لو لم يكن للعلى يسعى جَهَابِذُهُ لما رأيتُ بِسُوحِ العِزِّ مِنْ أَثَرِ
بِهِ ازدهى النبلُ واسْتَعْلَتْ مكارمُهُ على التسَفُّلِ رُغْمَ الجُرْحِ والقَتَرِ
رَمزُ انْتماءٍ وَرَمْزُ العِزِّ مَعْلَمُهُ رَمزُ اصطبارِ بني الدنيا على الضَرَرِ
تمضي السُّنونّ،وآثامُ العدا حِمَمٌ والنَّاسُ ما بين مأمورٍ ومُؤتَمِرِ
الكُلُّ صاغوا من وجدانِهِمْ حَطباً وصَيَّرُوهُ بينَ الشَرِّ والشَّرَرِ
لم يَثْنِهِمْ عن أذَاهُمْ أيُّ مُعْتَبَرِ أو يَرْدَعِ البغيَ مِنْهُمْ أيُّ مُنْتَهِرِ
قُدَتْ قُلوبُهُمْ من جندلٍ صِفَةً لِلهِ مِنْ مُهْجَةٍ أقسى مِنَ الحَجَرِ
للهِ مِنْ شِرَّةٍ عَمْياءَ تخبُطُ في سُودِ المصائِرِ أَعْمَتْها عن النَظَرِ
أغرابُ أصحابُ ذو قُرْبى على بَشَمٍ باتَتْ تُناهِشُ من أكبادِ مُحْتَضِرِ
كم عالِمٍ عارِفٍ قد تاهَ في النَظَرِ أو باحِثٍ دارِسٍ قد تاهَ في الأثَرِ
أو صاحِبٍ والِغٍ في السوءِ دَيْدَنُهُ فِعْلُ القبائِحِ لم يُرْدَعْ.بمدَّكَرِ
قد أسكرَتْهُ خمورُ الأندرينَ وما يَزَالُ في التِيهِ بين السُكْرِ والسَكَرِ
للهِ مِنْ مَعْشَرٍ لو أنَّهُمْ عَرَفُوا ما في فِعَالِهِمُ عِرفانَ مُعْتَبِرِ
إذا لَجُنُّوا جُنُوناً لا شِفاءَ لَهُ لِهَوْلِ ما كانَ مِنْ مُجْنٍ ومن عَهَرِ
عُمْيُ البصائِرِ في وِجْدانِهِمْ خَرَقٌ وخَرْقُ وِجْدانِهِمْ مِنْ أكبَرِ الخَطَرِ
سُودُ الطبائِعِ في أثنائِها نِكَتٌ أَعْيا على الخَلْقِ ما فيها مِن الحَقَرِ
سُودُ الصحائفِ في أفْعالِهِمْ سَفَلٌ يكادُ يأنَفُهُ الأَدْنى مِنَ البَشَرِ
يا رُبَّ فاعِلَ سُوْءٍ لو تَكَشَّفَ لَنْ تَطيقَ سَوْءتُهُ السوءَى مِنَ الحُفَرِ
أو أن فِعْلَتَهُ بانَتْ لما تَرَكَتْ عقلاً يَثُوبُ إلى رُشْدٍ مِنَ الذَعَرِ
فِعْلٍ تَفَطَّرُ منه الأرضُ قاطِبَةً ويرهَبُ الناسُ ما فيهِ من الخَطَرِ
هذا العِراقُ وما أدراكَ آخِرُها إنَّ جُنَّ بُرْكانُها من بعدِ مُنْتَظَرِ
أو إنْ تأذَّنَها بالعَوْدِ بارِئُها تأذُّنَ الغيثِ وافاها على قَدَرِ
إذاً لطارَتْ شُعاعاً من مَعَاقِلِها تأتي على ما بَنَوْا في سالِفِ الدَهَرِ
حمراءَ سوداءَ مُزْجاةً إذا اسْتَعرَتْ كأنَّها قِطْعَةٌ مِن جَاحِمٍ سَقَري
هو العراقُ قِبابُ المجدِ شامِخُهُ فوقَ المُحَيَّا وفوقَ الغَيْمِ والمَطَرِ
سَيَّانَ عندي ماضِيهِ وحاضَرُهُ الكُلُّ كالكوكَبِ الدُرِّيِّ في نَظَرِي
في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِنْهُ رَفِيفُ هوى وكُلُّ فَلْقَةِ تَمْرٍ بُلْغَةُ الوَطَرِ
وكلُّ نَخْلِةِ عِزٍّ طابَ مَغْرِسُها وكُلُّ رَشْفَةِ ماءٍ مِنْ ثرى النَهَرِ
رَمْزٌ يبوحُ بمكنونِ الهوى وَبِهِ عَوْدُ الحياةِ وعَوْدُ الروحِ للبَشَرِ
يا طِفْلَةً في مَغَانِيهِ مُدَلَّلَةً ويا وَليداً حَبَا في حُلْمِ....مَنْتَظِرِ
ويا شُعاعاً يتيماً غابَ والدُهُ قَد غَيَّبَتْهُ يَدٌ شَلَّى مِنْ السَكَرِ
الصبحُ موعِدُ ميلادٍ يُقرِّبُهُ خَطْوُ الوليدِ تُجاهَ المركَبِ الخَطِرِ
فألفَ بشرى بِهِ إن قِيْلَ قد أَزفَتْ أيَّامُهُ أو سُقي من بعدُ بالمَطَرِ
رداع:2001م
إفادة أمام محكمة التاريخ
كتب هذا الشعر بعد أن تناهى إلى الذهن أنَّ مُؤتمراً ما
سيعقد مع مطلع هذا القرن أو بعده ، للبحث عن الأسباب
أو السبل التي أدّت أو ستؤدي إلى خلاص أمّة العرب.مما هم فيه من مصاب
فإلى أولئك الذين سيلتقون عند مشارف القرن، أو إلى
أولئك الذين سيلتقون عند نهايته إلماحة من رؤية ، أوبقيّة من
ذماء.فإن تعذر الاجتماع،فهي إفادة أمام محكمة التاريخ .
لسائلي اليومَ عَنْ أحوالِ أُمَّتِنا عمّا عرانا،وما هُو بَعْدُ يُرْتَكَبُ
ومن يقولُ إذا باهى الكرامَ ومَنْ يُزْهى بِعِطْفَيْهِمُ التاريخ والنَّسَبُ
للفارسِ الفذِّ فَذِّ القومِ مأثَرَةً ومَنْ غدا بينَ عَيَّارَيْنِ يُسْتَلَبُ
لِمَعْشَرٍ نَشْرُهُمْ نَشْرُ الحياة وما يزالُ في نشرِهِمْ عَوْدٌ و مُرْتَقَبُ
نقولُ والقولُ آهاتٌ مُبَعْثَرَةٌ قد بَعْثَرَتْها الليالي السودُ والحُقَبُ
جميعُنا صابَهُ في دَرْبِهِ اللَّغَبُ وكُلُّنا حظُّهُ من سَعْيِهِ النّصَبُ
وما أرانا حَصَدْنا غَيْرَ شائكةٍ مِنَ الزمانِ ولم يَنْجَحْ لنل طَلَبُ
تبدو السنون تراءى خَلْفَ مِحْنَتِنا كما تراءتْ دَياجٍ صُبْحُها اللهَبُ
نُنَقِّلُ الطرفَ مُلْتاعينَ مِنْ رَهَبٍ مُؤمَلِيْنَ،وَلَمْ يسْتهْوِنا حَلَبُ
إذا يَجُنُّ ظلامٌ والحياة دُجَى يَثُورُ مِنَّا مُرامٌ والهوى عَرَبُ
وإنْ نَفِقْ بَعْدُ والدُنيا مُكابَدَةٌ نُجَنُّ مِنْ هَوْلِ ما فيها ونَكْتَئِبُ
قد لفَّنا الحُزْنُ لا هَمٌّ يُبَارِحُنا ولا الْتِياعٌ ولا ضَيْقٌ ولا كِرَبُ
وَلَمْ نَفُزْ في مباراةٍ لواحدةٍ مِنَ القضايا وَلَمْ يُفْلِحْ لنا دَأَبُ
مُشَتَّتِينَ على حبلِ النوى ولنا في كلِ جائِحَةٍ مَهوى وَمُنقَلَبُ
مُرَوّعِينَ مِنَ التنينِ كَمْ ذَرَفَتْ مِنَّا العيونُ، وكم حاطَتْ بنا رِيَبُ
وكم مَضْينا معَ السَّجَانِ يَدْفَعُنا إلى الزنازِينِ لا رجوى ولا رَجَبُ
إذا شكونا فذا مِنَّا...مُغَالَطَةً أو إنْ سَأَلْنا فذا الإلحاحُ والشَّغَبُ
وغايةُ الأمْرِ أنَّ اللهَ أَوْدَعَنا بَصِيرَةً تَستَشِفُ وعِزّةٌ تَجِبُ
فَصِرنا مِنْها على سَفُّودِها أُمَماً في كُلِّ أَرْضٍ لنا مَنْأَى ومُغْتَرَبُ
بَعْضٌ يُعاني مِنْ عُسرٍ وقَدْ صَفرَتْ يداهُ واحتواهُ الهَمُّ والسَّغبُ
وبعْضُنا الآخَرُ المشؤومُ طالِعُهُ يَحُوطُهُ الزيفُ والتلفيق والكَذِبُ
مُرَوّعٌ من بَنِيهِ لا يُرَوّعُهُ إلا الأَذَلَّينَ مَنْ خيراتِهِ نَهَبُوا
حتّى كأنَّا وقد صِرنا بِها..عِبَراً فَرْخُ القَطَاةِ خَلَا مِن عُشِهِ الحَدَبُ
أعياهُ ألَّا جَنَاحٌ يُسْتَطارُ بِهِ وَلَيْسَ يَرْعاهُ في هذي الحياةِ أَبُ
هُمْ شَرّدوهُ بلا ذنبٍ علانِيَةً وبالأباطيلِ هُمْ أوطانَهُ ...خَرَبُوا
وأَوْدَعُوا الجَسَدَ القَوْميّ مِشْرَحَةً وبالصَّغارِ على تَشْرِيحِهِ...انْتَحَبُوا
سفّاحُهمْ فارِسٌ في زِيِّهِ بَطَلٌ ابْنٌ لِغوَّارَ لم يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُ
في مُقْلَتَيْهِ خياناتٌ يبوحُ بها وبين أضْلاعِهِ الأحقادُ تَصْطَخِبُ
ومن جِناياتِهِ ما كانَ مِنْ نَكَبٍ وقد تأذّى مِنْ أفْعالِهِ العربُ
مِقْطَاعُ،مِمْناعُ مَشْؤُومُ مُطَالَعُهُ بالذلِّ قد وَصَمُوا لِلْعَيْبِ قد نَسَبوا
لن يَسْتقِيمَ ولن تجدي مقاصِدُهُ ولَنْ يكُونَ مِنْ أخلاقِهِ الادَبُ
قد أنْجَبتْهُ الليالي وَهْيَ حالِكَةٌ فكان مِنْها سوادُ الوجهِ والخَيَبُ
للهِ مِنْ وَطَنٍ باتَتْ تَنَاهَشُهُ سُودُ الأَفاعي في أنيابِها العَطَبُ
ومِنْ حُطامِ بني الفُصْحى وقد صُرِدَتْ أشلاؤهُمْ واجْتُثَ الرأسُ والذنبُ
ومن بني الدينِ دين اللهِ جاحَهُمُ إعصارُها وبنو العَلَّاتِ تَحْتَرِبُ
هذي لِمنْ كان ذا لُبٍّ وذا بَصَرٍ ومَنْ هُوَ اليومَ للآباءِ يَنْتَسِبُ
كيلا يُقالَ: عُمِينا أَوْ دَهَى صَمَمٌ أو أننا البكُمُ أو قَدْ طَالنا الغَلَبُ
فالحَقُّ أبْلَجُ وضّاحٌ لذي بَصَرٍ ما حادَ عَنْهُ إلَّا مَنْ بِهِ نَكَبُ
والحَقُّ للحَقِّ جَلَّ اللهُ خالِقُهُ عَنْ ذَاكَ حَدَّثَتِ الأقلامُ والكُتُبُ
ميقاتُهُ وِقْفَةٌ تأتي على عَجَلٍ مَهْما تناءَتْ بها الأيَّامُ والحِقَبُ
ما طالَ لَيْلٌ وما اسطالَتْ به ظُلَمٌ وما تمرَّسَ في عُدْوانِهِ الكَذِبُ
رداع:2001م
الفرقــان
"الفرقان" بين حقّ وباطل يصطرعان في ميدان
بعداه المشرق والمغرب. الأول يتسلّح ،وينافح
عنه ما استطاع، والثاني يتسلح بعتوّه،
وهو المغضوب عليه والضال
وإلى أن يتحقق الموعود الرباني بنصر المؤمنين
يبقى عزاؤهم أنهم على حق ما امتدَّ الدرب وطال
وما كثرت الجراح. وتبقى هذه صيحة انتصار؛ عربون
انتماء، وإعادة اعتبار، ولفت نظر ، لمن غفا
أو سها أو أخطأ السبيل، ولم يكن من جند الحق،
رغم كونه من المؤمنين.
وَجْهُ التَّحدّي سافِرٌ وعُرامُ فَعَلامَ بَعْدُ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
قَومي وإخواني بَني أهْلي وَمَنْ تَعْنِيهِمُ الأَحْداثُ والأَيَّامُ
الجُرْحُ جُرْحُكُمُ فَفِيمَ تَجَاهُلٌ عَنْهُ وَ فِيمَ تَنَابُذٌ وخِصَامُ ؟!
والحَقُّ حَقُّكُمُ فَفِيمَ تَسَاهُلٌ فِيهِ و فِيمَ يُفِرِّطُ (الحكامُ )؟!
وَالجَمْعُ إنْ يَنْكِثْ فَمَنْ يَتَقَدَّمُ و"العالمين" تَسَابُقٌ وَزِحَامُ
لَمْ يَبْقَ في الدنيا مَكَانٌ للّذي قَصُرَتْ خُطَاهُ وَخَانَهُ الإِقْدَامُ
فَعلامَ نَرْضَى بالدَّنيِّةِ مَذْهَباً ونَذِلُّ في عَرْضِ الحَيا ونُضَامُ
وعلامَ نَتَّبِعُ العَدُوَّ ونَلْتَقي مَعَهُ، وَمَبْغَاهُ أَذَى وخِصَامُ
ونكونُ أجْناداً لَهُ وَعَدوّهُ في العالمين: اللهُ والإسْلامُ
وعَلَامَ يا قَوْمُ القُعُودُ عَنِ الذي يَجْري وَ فِيمَ تَوَدُّدٌ وَ وِئامُ
وكَأنَّكُمْ والظَّرْفُ ظَرْفُ مُصِيْبَةٍ أَرْضَاكُمُ سَقَمُ الحَيَا الهَدَّامُ
أو أَنَّكُمْ والوَيْلُ يُتْرَعُ كَأْسُهُ أَنْ لَيْسَ تَجْمَعُ بَيْنَكُمْ أَرْحَامُ
أَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَدْعُكُمْ بُلْدَانُكُمْ لِخَلاصِها أَوْ يَدْعُكُمْ إِسْلامُ
أَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تُبْصِرُوا أَوْطانَكُمْ تَرْدَى وَيَسْتَعْلِي بِها الأَقْزَامُ
وحِماكُمُ أَضحى مَشَاعاَ لِلَّذي يَبْغي ومَنْ بِبِلائِهِ يُعْتَامُ
دَكَّتْ طَلائِعُهُ العِراقَ وَرُبَّما دُكَّ الحِجازُ بُعَيْدَها والشَّامُ
بل قَبْلَهُ الأَفْغَانُ دُكَّتْ أَرْضَهُمْ وَغَزَاهُمُ الضُّلالُ والجُرّامُ
وَلَرُبَّما السُّودانُ مُزِّقَ شَمْلُهُ ودَهَاهُ مِنْ غَصَصِ الحياةِ زُؤَامُ
وكَأَنَّكُمْ أَصْبَحْتُمُ في رَأْيِهِمْ شَعْباً خَلَا مِنْ ساحِهِ الإِقْدَامُ
أَوْ أَنَّكُمْ في عِدِّكُمْ وَعَدِيدِكُمْ وَ الخَطْبُ يُرْعِبُ مَعْشَرٌ أَغْنَامُ
تَتَزامَرُونَ إِلى الوَقِيعَةِ دابُكُمْ أَنْ يَسْتَقِرَّ لِمُسْتِبَدَّ نَظَامُ
أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ عَلَتْ آهاتُها وَتَدَاعَتْ الأَحْقَادُ وَهْيَ حَرَامُ
يمشونَ في حُلَلِ الخُصُومَةِ شَاخِصاً عُدْوَانُهُمْ قَدْ ألَّبُوا وَاعْتَامُوا
قد فُتَّقَتْ أَذْهَانُهُمْ عَنْ صَنْعَةٍ في الكَيْدِ وَاسْتَعْلَتْ بِهِمْ فَتَعَاموا
وَمَضْوا يَكِيْلُونَ العِداءَ لِبَغْضِهِمْ كَيلاً يَضِيقُ ببأسِه الأَقْوَامُ
فإذا بِهِمْ وَالْعَصْرُ عَصْرُ خُصُومَةٍ كَيْلَ المَهانَةِ أُوْقِظُوا أَوْ نَامُوا
تَرْعَاهُ أَنْدِيَةٌ لَهُمْ مَبْثُوثَةٌ وَيَحْوْطُهُ الأُجَرَاءُ وَالأَزْلامُ
وَبِهِ يَقُومُ الجارِمُونَ وَمَنْ لَهُمْ سَطْوُ وَهُمْ في صَرْفِهِمْ أَغْشَامُ
فَإذا بِهِ يَعْمِيْهِمُ عَنْ واقِعٍ جَلَلِ الحَوادِثِ مِلْؤُهُ الإِجْرَامُ
وإِذا بِعُدْوَانِ البريةِ صارخاً يأْتِيْهِمُ يَحْدُو بِهِ الظُّلَّامُ
يَحْدُو بِهِ المَجْنُونُ والمَغْبُونُ مِنْ مَنْ أَنْجَبَتْ أَوْ خَرَّجَتْ أَرْوَامُ
أَغْرابُ أَعْجَامُ السَّرِيْرَةِ مُطْلَقاً يَحْدُوهُمُ الإِيذاءُ وَالإِيلَامُ
في لِفِّهِمْ وَعَدِيدِهِمْ قَدْ أَقْبَلُوا لا يَعْقِلُونَ كَأَنَّهُمْ أَنْعامُ
أُمَمٌ تَدَاعى بَاتَ يَحْفُزُ كَيْدَها نَحْوَ العِدَاءِ الحِقْدُ والْآثَامُ
لا يَرْعَوُونَ عَنِ الجريمَةِ قَصْدَهُمْ في ظِلِّهِمْ أَنْ يَنْتَشي الإِجْرامُ
فُتِنُوا بِحُبِّ المُوْبِقَاتِ وَأوْلِعُوا بالبَغْيِ وَاسْتَعْلُوا بِهِ وَتَعامُوا
وَعَلى السَّجِيَّةِ في مَواخِيْرِ الهوى صَدَرَتْ أَوَاْمِرُهُمْ وَعَنْها حَامُوا
وَأَتَوْكَ يابْنَ الدِّينِ يابنَ مُحَمَّدٍ أَوْ هامُهُمْ يَسْعى بِها الخُدَّامُ
مِنْ كلِّ مَعْتُوهٍ وَكُلِّ مُضَلَّلٍ قَدْ عَشَّشَتْ في رَأَسِهِ الأَوْهامُ
أَوْ كُلِّ مَسْلُوبِ الإِرادَةِ وَاهِنٍ قَدْ سِيْقَ مِثْلَما سِيْقَتِ الأَنْعامُ
أوْ كُلِّ مَأْخُوذٍ بِفِعْلٍ شَائِنٍ مِنْ آبقينَ اصطَادَهُ الجُرَّامُ
شُذَّاذُ آفاقٍ وجُنْدُ رَذِيلَةٍ تَحْدُوهُمُ الأَحْقَادُ والْآثَامُ
أَضْحَوا جُنُودَ المُعْتَدينَ وَأَوْغَلُوا في الجُرْمِ وَاسْتَهْواهُمُ الإِجْرامُ
فَإِذا بِهِمْ وَالعَصْرُ عَصْرُ جريمةٍ فِعْلُ تَضْيقُ بِهَوْلِهِ الأَيَّامُ
يَحْدُوهُمُ لِلْقَتْلِ رأَيٌ فاسِدٌ وَيَقُودُهُمْ في قَتْلِهِمْ حاخامُ
والشَّيْخُ في سِجْنِ العُروبَةِ رابِضٌ تَعْتَادُهُ الآلَامُ وَالْأسْقَامُ
سَجَّانُهُ لَيْثٌ غَضَنْفَرُ سَوْطُهُ قَدْ لا يَفُوقُهُ في الأَذَى الصَّمْصَامُ
يَبْدُو عُبَيْدُ اللاتِ في قَسَمَاتِهِ وَيَنُمُّ عَنْهُ فِعْلُهُ النَّمَّامُ
وكَأّنَّهُ فِيها المِكَرُّ إلى وَغَى يَحْكي الأَلَدَّ الفَظَّ وَهْوَ كَهَامُ
صِرْفُ العَدَاوَةِ مُطْلقاً أعداؤهُ حِرُّ يُفِكُّر أَوْ فَتَى مِقْدَامُ
أُسْتاذُهُ الغَرْبُ المُدِلُّ بِبغَيْهِ المُسْتَهِيْنُ بِغَيْرِهِ الظَلَّامُ
الوَارِثُ الأَحْقادَ وَهيَ جِرِيَمَةٌ والنَّابِشُ الأَحْقَادَ وَهْيَ حَرام
نهّابُ خَيْرَاتِ الشُّعُوبِ وَفَاعِلٌ في أَهْلِها ما يَفْعَلُ الهَدَّامُ
قتّالُهُمْ إِنْ سَالَمُوا أَوْ حَارَبُوا أَوْ عاهَدُوا والمُدَّعِي الهضّامُ
فَصْلٌ مِنَ العُدْوانِ يَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَيَسْتَعلي بِهِ الإِجْرامُ
يَأتِيْكَ يابْنَ الدينِ مِنْ واشُنْطُنٍ يَوْماً ومِنْ لَنْدُنْ. وَلَيْسَ يُلامُ
ونُلامُ مِنْ بَعْضِ الحِراكِ مَعَ الأَذَى في العالمين وَيَكْثُرُ الُلوَّامُ
وَنُعابُ بالرَّدِ الجَميلِ لِأَنَّهُ يؤذي العَدُوَّ بِوَقْعِهِ وَنُلامُ
بل لا يُلامُ الجارِمُونَ لِأَنَّهُمْ أَقْوَى وَيَشْمَخُ في الحَيا الجُرَّامُ
"بِلْفُورُ" أَقْطَعَ لِلْغَزَاةِ بِلادَنا ما لَامَهُ في لَنْدُنٍ مَنْ لاموا
"والبِنْتُجُونُ" أقامَ رَسْمَ سِياسَةٍ ليهود فيها الدعم والإلزامُ
فَإِذا بِأَمْرِيكا تَبَنَّى خَطّها وَتَسيرُ يَعْمَيها هَوَى وخِصَامُ
ما لَامَها فِيها "الشُّيوخ" وَلَا أَبَى مِنْهُمْ أَبِيٌّ عارِفٌ فَهَّامُ
بَلْ أَصْدَروا للنَّاسِ صَكَّ إِدانَةٍ وَعَنِ الحقيقةِ والصَّوابِ تَعَامُوا
وَإِذا "بِجُورْجٍ" يَأَمُرُ الدُّنيا بِأَنْ تَمْضي مَعَاهُ لِيُقْتَلَ الإِسْلامُ
قَدْ صَوَّرَ الإِسْلامَ رَمْزَ جَرِيمَةٍ وَدَعَا لِيُقْتَلَ في الحَيا الجُرَّامُ
وأناط بالإِرهَابِ كُلَّ مُوَحِّدٍ ثَبْتِ إذا ما رُوجِعَتْ أَفْهَامُ
فَإِذا بِلادُ المسلمينَ جَمِيْعُها في حُكْمِهِ قَدْ طَالَهَا الإِعْدامُ
وإذا به تَدْبيرُ "لُوبي" مُجْرِمٍ فِيما يقولُ وَيَدَّعِي حاخَامُ
شارونُ في حَبْكِ الجَرِيمَةُ جُورجُ في تنفيذها ما اشتدّ فيها رجام
يَفتَنّ في صُنْعِ المكائِدِ ماهِرٌ وَيُجِيْدُ دَسَّ الكيْدِ وهو حرامُ
وَكَأَنَّما الدُّنْيا لَهُ إرْثٌ عَلَى رَغَبَاتِهِ قَدْ وزّعت أَقْسَامُ
وَكَأَنَّ سَاحَ العالمينَ مَسَارحٌ وَكَأَنَّ أَهْلِيها بِها خدَّامُ
وإِذا بِها فِتَنٌ يُتَابِعُ بَعْضُهَا بَعضاً وَيَسْتعلي بِها الأَقْزامُ
وَيَكُونُ حَظُّ المسلمينَ تَشَرْذُمٌ وَيَكُونُ أَمْرُ نُهُوضِهِمْ إِجْرامُ
وَنَكُونُ والدُّنيا أوارُ كَرِيهَةٍ سَفّودُها ما اشْتَدَّ فيها ضِرامُ
في كُلِّ أَرْضٍ مِنْ دِمانا دَفْقَةٌ وَبِكُلِّ أَرْضٍ مِنْ إِبانا حِمَامُ
وإِذا بها حَرْبٌ يَشُبُّ أوارُها تُكْوى بها في مَهْدِها الأَقْوامُ
خَصْمانِ يابنَ الدينِ يابن مُحَمَّدٍ في ساحِنا الإِسْلامُ والإِجْرَامُ
هُمْ بَادَؤُوكَ بِهِا وَلَمْ يَتَوَرَّعُوا عَنْ فِعْلِ سُوْءٍ مُنْكَرٍ وَتَعَامُوا
وَأَتَوْكَ إِرْهاباً وَطَاغُوتاً يُشَــــــــــــــــــــــــــــنُّ وَمَوْقِفاً عَجَّت بهِ الآثامُ
ما ذاكَ إلاّ أَنَّ أمرَ المُعتدي يقضي بأنْ يُجْتَثَّ منكَ الهامُ
فاخترْ لِنَفْسِكَ مَوْقِفاً تَعلو بِهِ إِنَّ الحياةَ مواقِفٌ وذِمَامُ
وَاجْهَرْ بِرَأْيِكَ في الحياةِ فإِنَّهُ القَدَرُ الذي عَنْهُ الأَعِزَّةُ حَامُوا
فالأَمْرُ جَدٌّ وَهْوَ جِداً واضِحٌ فُرْقَانُ تُفْرَقُ دُونَهُ الأَحْكامُ
وَلَعَلَّهُ الآتي الذي البُشْرى بِهِ مهما تَأَخَّرَ طَلْعُهُ البَسَّامُ
مَقْدُورُهُ قَدَرُ الحَيَاةِ وإنْ نَبَتْ بِكَ صَوْلَةٌ أَوْ باعَدَتْ أَعْلامُ
وَلَعَلَّهُ مِيْقَاتُ رَبِّكَ فانْتَهِزْ يا مُسْلِمُ المِيقاتَ فَهْوَ خِتَامُ
وَلَعَلَّه الحسنى ويا بُشْرى لِمَنْ ضَحَّى وَلَمْ تَقْعُدْ بِهِ الأَيَّامُ
وَأَبرَّ فِيها مَوْقِفاً وقَضِيَّةً بِراً يَقَرُّ بِنَهْجِهِ الإِسْلامُ
صنعاء:20/11/2003م
"الرسالة"
"الرسالة" وهي رأي وموقف ؛ قصيدة موجهة إلى
رأس النظام السوري بشار الأسد بخاصّة،
وإلى المثقف السوريّ بعامّة. وهي بعض من مستجدٍّ حديثٍ
يتوخّى تفويت الفرص على المتربصين من أعداء الوطن ،
من أصحاب المخطّط ((الشرق أوسطّى الجديد)). وهي
عربون صادق ، من أجل مستقبل واعد ، ينعم فيه الجميع
بالرضى والطمأنينة في سورية المعاصرة.
تَطَاوَلَ لَيْلي والهَوى بَعْدُ شاغلي وعَوَّادُهُ ما لا تَطِيقُ حَمَائِلي
أقلَّبُ في رَمْضاءَ يوجِعُني الهوى وقَد أَشْأَمَتْ في صَرْفِها والمَسَائِلِ
وزادتْ بِبَيْنٍ لا يُطاقُ ومِحْنَةٍ غدا طَيْفُها حُمَّى تُحِمُّ مفاصلي
أَرى كُلَّ طيرٍ راحَ يَغْدو لِعُشِّهِ وعُشّي بعيدٌ دَرْبُهُ غَيْرُ واصِلِ
تَحَوَّطَهُ الأَهْلونَ حَوْطاً مجافِياً بِكُلِّ منيعٍ مِنْ مُعِيقٍ وَحَائلِ
فصار إلى رَبْعٍ خَلاءٍ ومَوْئِلٍ تَجُرُّ إِليهِ الرِيحُ ثَوْبَ الأَسَافِلِ
وَصِرنا إلى بَيْتٍ مُعَارٍ وظُلَّةٍ وجِيرانِ بَيْتٍ مِنْ أنيسٍ وَجَافلِ
بَعِيديَن عَنْهُ بُعْدَ مَنْ آيَسَ الرجا وَقَدْ هُدِّمَتْ أركانُهُ بالمَعَاوِلِ
وباتَ سَفيرُ الوَجْدِ دَمْعٌ نَصُبُّهُ على دِمَنِ الذِّكرى لِأَمْسٍ وَقَابِلِ
وبتْنا كَمَنْ يُشْوى على نَارِ مَوْقِدٍ مُثارَ الهَوَى قَدْ رَوَّعُوا بِالقَلاقِلِ
يكادُ يَضِلُّ المَرْءُ مِنَّا طَرِيقَهُ وَقَدْ طَرَقَتْهُ ذاتُ بَيْنٍ مُغَاوِلِ
نُحَاوَرُ فِيها ؛والسَّرابُ يَلُفُّنا حِوَارَ رَشِيدٍ، أَوْ حِوَارَ مُعَاظِلِ
يَقُولونَ: لُذْ بالأَمْرِيكانِ فَإِنَّهُمْ قوارِبُ توصِلُ كُلَّ ناءٍ وَعَاطِلِ
وإِنَّهُمُ خِدْنٌ لِمَنْ كانَ أهْلُهُ جُفاةً قُساةً أو ضِعَافَ المَسَائِلِ
فَقُلْتُ لَهُمْ: ما الأَمْريكانُ وإنْ "حَكَوْا" سِوى أَصْلِ هَذِي المُشكلاتِ الجَلائِلِ
وإِنَّهُمُ الأَعْدا وما لَفَّ لِفَّهِمْ سِوى غافِلٍ أَوْ جَاهِلٍ أَوْ مُشاكِلِ
وما لاذَ بالأَعْداءِ إِلَّا نَصِيرُهُمْ وتابِعُهُمْ في كُلِّ صَحٍّ وبَاطِلِ
كَشَأْنِ بَنِّي الرافِدَيْنِ وَقَدْ جَنَوْا بِفِعْلتِهِمْ جَنْيَ الضَليلِ المُخَاتِلِ
هُمُ جَلَبُوهُمْ كَيْ يَكُونوا مُخَلِّصاً فكانوا كَمَنْ رَامَ الجَحِيمَ لِنَائِلِ
فهُمْ حَرَّقُوهُمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَصَبُّوا عَلَيْهِمْ مِنْ زُؤامٍ وَقَاتِلِ
وما سَلِمُوا مِنْهُمْ بَرِيئاً وَظَالِماً وَقَدْ هَتَكُوا أَقْداسَهُمْ هَتْكَ وَاغِلِ
وشَنُّوا عليهِمْ باسِمِهِمْ حَرْبَ ظالِمٍ تَوَخَّى دَماراً في جَمِيعِ المَنَازِلِ
وفي النَّجَفِ الأحداثُ دَلَّة وأكدّتْ على ضَعَةِ المُلْتاثِ والمُتَخاذِلِ
وما هِيَ في الفَلُّوجَةِ اليومَ بالتي يَغُضُّ عليها الطرفَ ابنٌ لِفَاضِلِ
وَقَدْ أَصْبَحُوا في كربْلا مُسْتَمِرَّة يُعَانُونَ مِنْ كَيْدِ الأنامِ الأراذِلِ
فيا قائِماً بالأَمْرِ في الشامِ إنَّها مسائِلُ تَلْوي العُنْقَ عِنْدَ التَّسَاؤلِ وَتُوْجِبُ مِنَّا أنْ نكونَ ذَوي نُهَى إذا اشْتَجَرَتْ آفاتُها في التَّنَاضُلِ
أَلَيْسَ شِعارُ القومِ (نحن) وإنْ بَدَتْ مساحَةُ (نَحْنُ) فَوْقَ حَجْمِ التَدَاوُلِ
وَأَنَّ عَدِيدَ القومِ يَمْنَعُ بَعْضَهُ إِذا أَزِفَتْ دَهْياءُ ذاتُ قنابِلِ
وأَنَّ الشآم الرَّحْبَ أَوْسَعُ دارةً وأكْثَرُ مَدْعاةً لِنُصْحِ (المُقَابِلِ)
وأَصْمَدُ في وَجْهِ الغزاةِ وإنْ بَدَتْ جَحَافِلُ تَقْفُو الشَّرَّ إِثْرَ جحافِلِ وذلك أدْنى ما يُقَالُ وإِنَّها مقولَةُ صِدْقٍ تُسْتَحَقُ لقائِلِ
وهلْ نحنُ إلّا الأَهْلُ يُنْزَغُ بَيْنَهُمْ بِفِعْلٍ قَدِيمٍ أو حَدِيثٍ مُذَاحِلِ
وما في بلادِ اللهِ مَأْوَى لِقَاصِرٍ إذا أعْيَتِ الأحداثُ عن فِعْلِ فاعِلِ فكُنْ للحمى الحامي وحاذِرْ عَدُوَّهُ فَإِنَّ عداءَ القومِ زرعُ مَشَاكِلِ وَأَرْفِقْ بِمَكْنونٍ مِنَ الأمْرِ بائِنٍ وَوَطّء ـ هداكَ اللهُ ـ أُفْقَ التَعَامُلِ
خُذِ العَفْوَ إنَّ العَفْوَ شَمْلَةَ عِزِّنا وَحَوِّطْ بإِحْسانٍ كريمَ المَدَاخِلِ
وَفَتّحْ مِنَ الأَبْوابِ ما كانَ مُوْصَداً وَهَيَّ السَّبيل الرحب للمتفائِلِ
وخلِّ السلامَ المَحْضَ يَبْسُطُ شَمْلَهُ على وَطَنٍ يُرْضِيهِ بَسْطُ الشَّمائِلِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الفتّانِ مِنْ كُلِّ مَعْشَرٍ سَما ما سَمَا أَوْ كانَ بَيْنَا الأَسَافِلِ
لَعَلَّ (بَسُوْسَ) الدارِ يُنْقَضُ غَزْلُها وَتَنْزاحُ نَكْباءٌ تَلُفُّ بِكَاهِلِ
وذلكَ كَيْلا يُسْتثَارَ خِلافُنا فيَعْكُرُ والأيامَ صَفْوُ المناهِلِ
وما نحنُ بـ (العيارِ) يُوتِرُ قَوْسَهُ ولا بالفتى الموتُورِ والمُتَحامِلِ
ولكنْ أَخُو قَوْمٍ تَوَخَّى حَقِيقةً وَلَمْ يَبْغِ مِنْها غَيْرَ مَوقِفِ راجِلِ
أصابَ وأخطأ ذاكَ ظَرْفٌ بِحِينِهِ تَخَطّى معاييرَ الإِخا في التَعَامُلِ
وليس علينا والرياحُ هُبُوبُها على غَيْرِ ما نَهْوى سوى فِعْلِ عاقِلِ
رِياحٌ تَهُبُّ اليومَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ وتَعْدُو على الأَقْداسِ عَدْوَ المُقاتِلِ
يُثَوِّرُها مَنْ راحَ يَنْشُرُ حِقْدَهُ وَيَسْعى بِأَشْكالِ العِداءِ المُصاوُلِ
لَهُ اليومَ في سُوحِ العراقِ مجازِرٌ تعدَّت بعظم الجُرْمِ جُرْمَ الأوائِلِ
وَبَعْدُ وما أدْراكَ في أيّ ساحةٍ تدورُ رحاةُ البغي بعد التَمَاهُلِ
تَدُورُ على الأهْلِيْنَ دَوْرَ جريمَةٍ وتَنْسَلُّ كالأَفْعى بِكُلِّ المَعَاقِلِ
إِذا لَمْ نُواجِهْها بِرَأْيٍ وحكمةٍ يكُونُ لها وَقْعٌ كَوَقْعِ الزلازِلِ
فَيَهْتَزُّ صَرْحُ العِزِّ مِنَّا وَيَرْتَدي مَسُوحَ الرَّدَى مَنْ ليسَ فيها بِخَامِلِ
وَيَجْرَعُ فيها مِنْ زُؤامٍ وَيَغْتديْ غُدُوَّ ذَلِيلٍ أَوْ غُدُوَّ مُنازِلِ
وذلكَ أمْرٌ يُوجِبُ الفِعْلِ طَيْفُهُ على مَعْشَرِ الحُسْنى وأهْلِ الفَضَائِلِ
ويا هُدْهُداً في رحلة الصيفِ بارِحاً إلى فَنَنٍ في الشامِ سكنَى بلابِلِ
تَحَمَّلْتَها مِنِّي رِسَالَةَ آمِلٍ وإنْ قِيْلَ لَنْ تُجْدي رسالةُ آمِلِ
تُحَبَّرُ في صنعاءَ تَحْمِلُ هَمَّنا وَهَمَّ كَثيرٍ مِنْ مُقيمٍ وراحِلِ
إلى صاحِبٍ قدْ شَكَّلَ الحُبَّ همه على قمة من قاسيون المناضل عسى ولعل الحب يَفْتَحُ قَلْبَهُ فَيُسْهِمُ في حَلٍّ لهذي المسائِلِ
فَنَخْلُصُ مِنْ بلوى أَخَلَّتْ وَفِتْنَةٍ أَصَابَتْ سُويداءَ الحِمَى في المَقَاتِلِ
وَتِلْكَ لَعَمْرُ اللهِ حُسْنى نجلُّها وَنَطْلُبُها ـ صدقاً ـ بشتّى الوسائلِ
صنعاء:18/8/2004م
الصيحة
أو ذُبِحَ الإِسلامُ مِنَ النُّقْرَةِ
(الصيحةُ؛ أو ذُبِحَ الإِسلامُ مِنَ النُّقْرَةِ.) صَريخُ الإِسلامِ
إلى أَهْلِهِ؛ وهي استنهاضٌ عاقِلٌ، أو عتابٌ مُوَجَّهٌ،
أو تحذيرٌ إلى من يَهُمُّهُ الأَمْرُ؛ من شيعةٍ أو سُنَّةٍ على
سواءٍ، مِمَّنْ يأسُونَ لِحالِهِ، أو يُشَكّلُونَ بعضَ أدواتِ العُدوانِ
في الإغارةِ عليهِ، فضلا عن المعنيّينَ بالأَمْرِ جميعاً في إيرانَ وغيرها من كبارِ
مسؤولينَ و مِنْ زُعماءَ محليينْ ومن عامِلينَ في مجالِ الدعوةِ الإسلاميَةِ
في العالمِ الإِسلاميِّ كُلِّهِ، مِمّنْ تتسِعُ قلوبُهُمْ لِلكلمة الصادقةِ
تبْحَثُ لها عن قلبٍ صادِقٍ، وللفِكرةِ النبيلةِ تبحَثُ لها عَن فِكرَ
نبيلِ، أو يخافُونَ يوماً تتقلَبُ فيهِ القلوبُ والأبصارُ؛ أن يقالَ
لَهُمْ ذات يوم : ((وقفوهم فإنهم مسؤولون))
ذبحَ الإِسلامُ مِنَ النُّقْرَةْ واستَفْحَلَ أَمْرُ بني العِتْرَةْ
الحِقْدُ يَؤُزُّهُمُ أزّاً والغَزْوُ يزيدُهُمُ سُعرا
أتُّوناً يَبْدو مُلْتِهَباً مِنْ حَدِّ دُهوكَ إلى البَصْرَةْ
مِنْ حَدِّ الشَّامِ لِبَاكِسْتا نِ مِنَ الأفْغَانِ إلى مِصْرَ
مِنْ أقْصَى الغَرْبِ لِأَقْصَى الشَّرْ قِ مِنَ القَفْقَاسِ لِسو مَطرةْ
الكُلُّ يُنادي وَا أَسَفَا ذبِحَ الإسلامُ مِن النُّقرَةْ
يا مرجع يا رمز الجهل ياواعظ يأمر بالقتل
ما دَخْلُ حُسَيْنٍ بالأمْرِ وَحُسَيْنٌ مِنْ أهْلِ الفضل
وَكذاكَ الصَّحْبِ مَعَ الأهْل بَلْ كُلُّ الأطيافِ الأخرى
قد صَاروا إلى الحَكَمِ العَدْلِ الرَّحْمَنِ الوَاحِدِ ذي القُدْرَةْ
مِنْ أَمْسِ القَوْمِ إلى اليومِ وقُرونٌ مَعْ أخرى تَتْرى
لو عُدَّتْ تلك جِنايَتُهُمْ ذبِحَ الإسلامُ مِنَ النُّقْرَةْ
أعَلِيٌّ يا زَوْجَ (الزَّهرا) ما رأَيُكَ بالتُّهَمِ الكُبرى
ما رأيُك إنْ يُسْفَكْ دَمِّي أوْ دَمَّ أُخَيَّتِنا الصُّغرى
إنْ كانَتْ تُدْعى عائِشَةً أو كُنتُ بها أُدْعى عَمْرا
أو كانَ القَتْلُ يطالُ بِها الحَيَّ السُنَّي على غَرَّةْ
لِيُداهَمَ فيه العُبَّادُ وَلِتُهْتَك أسْتَارٌ حُرَّةْ
أَوَ لا سَيَكونُ مُؤَدَّاهُ ذَبْحُ الإسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
أعَلِيٌّ يا زوجَ (الزهرا) يا فَهْماً يقْضي يا نَظْرَةْ
إِنْ كُنْتَ قُتِلْتَ بِها ظُلماً أو طال القَتْلُ بها الزَّهْرا
ما ذنبي في القَرْنِ العشرِينْ أنْ تُحْسَب تِلكَ لِيَ وِزْرا
ما ذنبي إن خُبِّرْتُ بِها وازْدَدْتُ مَعَ الزمَن الخِبْرَةْ
وعَرَفْتُ يقيناً لا كَذِباً ما كانَ بِهاتيكِ الفَتْرَةْ
أَوَلَيْسَ بإشعالي فِتناً ذَبْحُ الإِسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
أَعَلِيٌّ يا رَوْجَ (الزَّهرا) يا رَمْزَ الفُسْحَةِ والنُّصْرَةْ
أَوَلَيْسَ العَفْوُ مِن الدينِ والحِلْمُ كذلكَ والفِطْرَةْ
والأَمْرُ بِمَعْروفٍ أجدْى مِنْ فِعْلٍ يرمي في الحِفْرَةْ
فَعَلامَ عصانا في شَقَقٍ والبَيْضَةَ نَهْصُرُها هَصْرا
وعلامَ مع الأَحْلافِ على إخْوانِ الموقِفِ والفِكرَةْ
أَوَلَيسَ بذلك ـ مَعْذِرَةً ـ ذَبْحُ الإِسلامِ من النُّقْرَةْ
يا قاضي العَدْلِ أَيا قاضٍ احكُمْ بالعَدْلِ وخُذْ حِذرا
واسْمَعْ نصاً لن تنساهُ مِن شُلْوٍ طالوهُ بَتْرا
أنا ذا حُمِّلْتُ بها وِزْراً مِنْ قَبْلِ الخلْقِ وأن أُبْرا
اقْضِ يا قاضٍ واستَقْضِ لا تُنْقِصُ حَقّاً أو قَدْرا
إنْصَافاً مَحْضاً للدينِ لا يَهْضِمُ زيداً أَوْ عمرا
إذ أن الهَضْمَ جَريمةُ مَنْ ذَبَحَ الإِسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
يا مَرْجِعُ يا أَهْلَ الحَضْرَةْ مَنْ أحْدَثَ هاتِيك الثَّغْرَةْ
مَنْ سَنَّ القَتْلَ على الشَّبَهِ مَنْ سَوَّدَ في القومِ النَّظْرَةْ
مَنْ راحَ يُنَبِّشُ في قِدَمِ وَيُعِيْدُ لِذي تِرَةٍ وتِرَه
مَنْ أعْطى الغَزْوَ وَلاءَهُ مَنْ؟ مَنْ أركَبَهُ الفَرَسَ الخَضْرا؟
مَنْ عَاهَدَهُ؟ مَنْ سانَدَهُ مَنْ أَوْكَلَهُ أمْرَ العِتْرَةْ
أَوَلَيْسَ بذلك في الدينِ ذَبْحُ الإسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
يا مَرْجِعُ يا أَهْلَ الحَضْرَةْ عُودُوا للدينِ ولِلفِطرَةْ
عُودوا لِسَلامٍ يَجْمَعُنا لِلعَيْشِ بأوطانٍ حُرَّةْ
لِلْعَفْوِ العامِ بلا حَصْرٍ لِمُسَامَحَةِ تَمْحُو وِزْرا
لِيَعُمَّ إخاءٌ في الأرضِ لِتُرَفْرِفَ رايَتُنا الكُبْرى
وَيَقيناً إن يَحْدُثْ هذا يُرْضي الزَّهْرا وأبا الزَّهْرا
بَلْ إنْ لم يَحْدُثْ سادتنا ذُبِحَ الإِسلامُ من النُّقْرَةْ
يا مَرْجِعُ يا أهل الحَضْرَةْ يا مَصْدَرَ هاتِيك الفِكرَةْ
يا أصْلَ الموقِفِ في عُسْرٍ وآصْلِ الجَفْوَةِ والنَّفْرةْ
ما رَأيُكُمُ إن جَدَّ الجَدْ إن ثارتْ بالحالِ الثورةْ
إنْ جاءَ الرَّدُ على عَجَلٍ في العالَمِ أجْمَعَ عَنْ بَكْرَةْ
الكُلُّ ينادي بِقَتْلِ الرَفْــ...............ـضِ وأَهْلِ الرَفْضِ بلا فَتْرَةْ
أَوَلَيسَ بِذَلِكَ إِنْ يحْدُثُ ذُبْحُ الإِسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
يا مَرْجِعُ يا أَهْلَ الحَضْرَةْ عَفواً إن شِئتُمْ بَلْ نَظْرَةْ
بالنَّصْبِ وبالرفْضِ اليومَ إِشْعالٌ للأرضِ الخَضْرا
والنَّبشُ عنِ الماضي عَمَلٌ يُفْضي للنَّغْرَةِ والنَعْرَةْ
والسَّيْرُ مع الطاغينَ سِوى جُرْمٌ لا تَقْبَلُهُ فِكْرَةْ
قَتْلٌ للدينِ وأَهْلِ الدينِ وَطَمْسُ الدينِ مَعَ الفِطرَةْ
أَوَلَيْسَ بذلك إن يَحْدُثْ ذَبْحُ الإِسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
إيرانُ الدولةِ والفِكرةْ عَمَّقْتُمْ في التَّخْمِ الحفرة4
ما خافَ اللهَ ولا والى مَنْ ناصَرَ في الأَرْضِ الكُفْرَ
مَنْ كانَ على شَعبيْ إِلْباً أو شَدَّ لِهُولاكُو أَزْرَهْ
مَنْ ساعَدَهُ مَنْ شارَكَهُ مَنْ وَسَّعَ آفاقِ الثَّغْرَةْ
مَنْ أحْدَثَ أمراً في الإسلا مِ فَكانَ لِذي تِرَةٍ ظِئْرا
أَوَلَيْسَ بذلك وا أسَفا ذَبْحُ الإِسلامِ مِنَ النُّقْرَةْ
وأقولُ لِيَسْمَعَ إخْواني مِنْ أهل التّقوى والفِطرَةْ
أَوَلَيْسَ الذَّرةُ مُكْتَسَباً إنْ تَمْلِكْ إِيْرانُ الذَّرّةْ
أَوَلَيْسَ القوّةُ مُدَّرعاً لِلْمُسْلِمِ تَمْنَحُهُ القُدْرَةْ
أَوَلَيْسَ الإِسلامُ السَّمْحُ هُوَ مَكْسَبُ أُمَّتِنا الكُبرى
أَوَلَيْسَ وفاقاً يَجْمَعُنا هُوَ خَيْرٌ من هذي النَّعرة
فعلامَ الذَّبَح من النُّقْرَةْ إيرانَ الدولةِ والفِكْرَةْ
النِّــــــــداء
(النداء( نداء عَقْلٍ ووجدانٍ، ومشاعِرَ
وأحاسيس، تُحِسُّ فَتُرهِصُ بما تُحِسُّ؛
لجيلٍ معاصِرٍ يَتَعَرَّضُ كُلُّهُ للإبادة، ولأمّةٍ
غُزِيَتْ في عُقْرِ دَارِها، ولا زالَ العدوانُ
يَتَأَذّنّها بالغزو.
إنَّها صيحةُ الضَّميرِ من أجْلِ مزيدٍ من التفكير،
وصَيْحَةُ العَقْلِ مِنْ أجْلِ مَزِيدٍ مِن الفِعْلِ، والدعوةُ
العاقِلَةُ، من أجلِ المواقِفِ الفاعِلَةِ؛ كل ذَلك قبلَ
أن يفوتَ الأوانُ. ولاتَ ساعةُ مَنْدَمٍ لو كانوا
يعلمون.
يا عامِرَ القَلْبِ يا صدِّيقُ يا عَرَبي الأَمْرُ جَدٌّ وما في الجَدِّ مِنْ لَعِبِ
حَذَارِ فالنَّارُ تَضْرى في مَرابِعِنا وليسَ دونَ ضِراها أيُّ مُنْقَلَبِ
حَمَائِمُ الدَّوْحِ مِنْ وُكْناتِها هَرَبَتْ وَبُلْبُلُ الدَّوْحِ في مَنْأَى ومُغْتَرَبِ
وفارِسُ الدَّوحِ مَسْلوبٌ تَأَذَّنَهُ وَحْشٌ وأوْغَلَ في مَمْنُوعِهِ الأَشِبِ
(قُدْسٌ) تهاوى، وأمجادٌ غَدَتْ خَبَراً وَمَعْلَمٌ صارَ في أَكْنَافِ مُسْتَلِبِ
(فَتْحُ الفُتُوحِ) تَقَضَّى أَمْرُهُ فَغَدَا كأَنَّهُ لم يَكُنْ في سالِفِ الحقَبِ
لم يَبْقَ (مُعْتَصِمٌ) يُزْهى بِنَخْوَتِهِ وَلا (رَشِيدٌ) يُناجي السُّحْبَ لا تَغِبِ
ولا (ابنُ عبَّادَ) تَسْتَعْلي مَرُوءَتُهُ فلا يُبالي إذا (الإِسْلامُ) لم يُصَبِ
ولا (المُظَفَّرُ) (إِسْلامَاهُ) تَبْعَثُهُ بَعْثَ الحُمَيَّا، فَيَلْوِي عُنْقَ مُغْتصِبِ
كَرَّ الزَّمانُ عَلَيْنا كَرَّةً ذَهَلَتْ مِنْها النُّفُوسُ وباءتْ بَعْدُ بالتَبَبِ
أَلْقَتْ بذي التَّاجِ مِنْ عَلْياءِ عِزَّتِهِ وَصَيَّرَتْ أَمْرَ مُسْتَعْلٍ إلى خَربِ
وافَتْ مَنُونُ حِمَامٍ أَنْفُساً زَهَقَتْ وأَتْلَفَتْ حَالَ مَيْسُورٍ وذي نَشَبِ
وغُيبَتْ شَمْسُ آلٍ لَمْ يَعُدْ لَهُمُ إلّا الصَّرِيخُ وإلّا ثَوْرةُ الغَضَبِ
مُلطَّمِين على الأَعْقابِ أَنْهَكَهُمْ جَوْرُ اللَيَالِيَ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ سَغَبِ
لا يأَمَنُونَ على عِرْضٍ وَلَوْ حَرَصُوا وآفَةُ الأَمْنِ فِيهِمْ (حاكِمٌ عربي)
أبناءُ في رَكْبِهِمْ تَسْعَى جنايَتُهُمْ كأَنَّهُمْ قَدَرٌ وافى بِمُنْقَلَبِ
نامْوا على الضَّيمِ في الدُّنْيا وَأَسْلَمَهُمْ إلى المُنُونِ بِها مُسْتَوْغَرُ الدَّأَبِ
وأوْغَلُوا في الجناياتِ وقد علموا أَنَّ الجِنايَةَ لا تُبْقِي على أَرَبِ
وَغَلَّقوا بَابَ إقْدامٍ وَقَدْ عَرَفُوا أَنَّ الأَذلّاءَ في الأدْنى مِنَ الرُّتَبِ
دُعَاؤهُمْ مِنْ مُثَارِ الحِقْدِ مَبْعِثُهُ وَدَابُهُمْ مِنْ مُثَارِ الحِقْدِ في النَّسَبِ
تَحُوطُهُمْ أُبَهٌ شَلّا وَتُقْعِدُهُمْ عَنِ المَسِيرِ قُعُودَ العاجِزِ التَّعِبِ
فإِنْ وَقَفَتْ على رَسْمٍ لَهُمْ ذَرَفَتْ عَيناكِ مِنْ هَوْلِ ما لاحَظْتَ مِنْ نَكَبِ
قد قَتَّلُوا بَعْضَهُمْ ظلماً وأَشْغَلَهُمْ حُبُ المناصِبِ عَنْ حُسْنى وعَنْ رَغَبِ
فَغُلِّقَتْ مِنْهُمُ الأَفْهامُ وانْصَرَفُوا عَنِ المَكارِمِ واسْتَغْنَوْا عَنِ الحَسَبِ
وآثَرُوا أَنْ يَكُونوا تَابِعاً ودُمَى أَوْ كالبَيَادِقِ في جَدٍّ وفي لَعِبِ
يُسَارِعُونَ إلى ما يُنْدَبُون لهُ لا يَسْأَلُونَ عَنِ المَغْزَى أَوِ السَّبَبِ
كالطَّيرِ تَرْجُفُ من خوفٍ حَشَاشَتُهُمْ وَتَسْتطيرُ لِلَوْمٍ كانَ أو عَتَبِ
أنَّى تُوافَ تَجِدْ ذلَّاً وَمَضْيَعَةً ولا تُوافى بِغَيْرِ الذُلِّ مِنْ حَلَبِ
حتّى اسْتَخَفَّ بِهِمْ جمعاً عَدُوُّهُمُ وَصَارَ أمْرُهُمُ في كَفِّ مُغْتَصِبِ
(اللهُ أكْبَرُ) كَمْ سِرْنا وساوَرَنا هَمٌّ وكَمْ بِحِمَانَا كانَ مِنْ عَجَبِ
وَكَمْ نَهَضْنَا وناوَأْنا وكَمْ ذَرَفَتْ مِنَّا العُيونُ، وكَمْ أَلْحَفْنا في الطَلَبِ
وَكَمْ خَرَجْنَا فَلمْ يُجْدِ الخُروجُ ولمْ تُفْلِحْ بِمَنْ خَرَجوا حُسْنى مِنَ الدَأَبِ
قد حَاطَنا البغيُ حَوْطاً مُتْعِباً وَمَشَى مِنْ حَوْلِنا جَيْشُ أَزْلامٍ مِنَ الرَّهَبِ
حُشدٌ عَلَيْنا أَبَالِيْسٌ إِذا هُرِعُوا إِلى تَقَفِّي خُطانا أو لِمُطَّلَبِ
يُلاحِقُونَ ظِلالاً مِنْ تَوُجُّسِنا وَيَرْصُدُونَ وَجَاساتٍ مِنَ الهُدُبِ
)أَبْطالُ) كَمْ داهموا بَيْتاً وكم خَرَبوا بَيتاً وكم هَدموا مِنْ مَعْقِلٍ أشِبِ
وكم تَداعَوْا إلى جُلَّى وكم فَعَلُوا وكم أشاعوا بِدُنْيا القومِ مِنْ رِيَبِ
شِبْهَ الفناءِ إذا حَلُّوا بمنزلةٍ حَلَّ الهوانُ ولم يَسْتَثْنَ مِنْهُ أَبي
(خُدَّامُ) سَيِّدِهم لم يَخْدِمُوا وطناً ولم يُشِيدوا لَهُ عِزَّاً بِمُحْتَرَبِ
بل كُلُّ ما كان منهُم أَنَّهُم وُقِفوا على مُلاحَقَةِ الصِّدّيقِ والعربي
كَأَنَّهُم مِنْ بني إبليسَ أنْجَبَهُمْ أو أَنَّهُم من بني إبليسَ في الحَسَبِ
(فَوارِسٌ) أُوقفُوا للشَّرِّ وانْشَغَلُوا بكلِّ ما في دُنا الأشرارِ من كَذِبِ
فكانَ ما كانَ من بَلْوى تُحِيطُ بنا ومِنْ صَغَارٍ ومِنْ آهاتِ مُكْتَئبِ
ومِنْ تَدَاعٍ إلى أوطانِنا طَمَعاً بالأرضِ والعرضِ بالحاني وبالرُّطَبِ
مِنْ كُلِّ جنسٍ ولونٍ أقبلوا أمماً إقْبالَ سُعْرٍ فَمِنْ حُمَّى ومِنْ كَلَبِ
حِلْفاً تَحالَفَ فيهِ الحِقْدُ والطَمَعُ تَحَالُفاً مُفْرِطاً في القصدِ والطَلَبِ
شِبْهَ الذئابِ على قِطْعانَ سائِبةٍ تَعْدو وتَعْدو بِحَدِّ النابِ والنُّوَبِ
تُدْمِي القلوبَ وما انفَكَّتْ على بَشَمٍ تَعْوِي لِتَجْمَعَ رَهْطَ الحِقْدِ والشَغَبِ
أو كالأفاعي أَحَابِيلاً مُفَبْرَكَةً بِفِعْلِ حرباءَ كمْ فازتْ بِمُطَّلَبِ
أَنْيابُها للبَرِيءِ الحُرِّ تفترسُ وَسُمُّها للْزَبُونِ التابعِ الخَرِبِ
(حِلْفٌ) مِنَ البَغيِ مَشؤومٌ مُطالَعُهُ يَجِيشُ في صَفِّهِ حِلْفٌ مِنَ الكَذِبِ
لم يَعْرِفِ الناسُ عَنْهُم قِيدَ أُنملةٍ فِعلاً مِنَ الخيرِ أو حُسنى مِنَ الطِيَبِ
كأَنَّما اللهُ للطُّغيانِ وَظَّفَهُم أو أنَّهُ خَصَّهُم بالرَّيْبِ والرِيَبِ
فأَعْلَنُوها على الإسلامِ قاطِبةً شَعْواءَ تُنْذِرُ بالتَّحْرِيبِ والحَرَبِ
(جَهَابِذٌ) أَوقَدُوا للحربِ وَقْدَتَها وجَيَّشوا كُلَّ مَوتُورٍ وكُلَّ غَبي
صَبُوا أذاهُم على الأوطانِ ما سَلِمَتْ مِنْهُم حَشاشَةُ شيخٍ طاعِنٍ وصَبي
وقد تَأَذَّتْ من عُدوانِهم أُمَمٌ باتَتْ تُعاني ضُرُوبَ الخوفِ والرَّعَبِ
في الشرقِ والغربِ ما زالتْ مُعَرَّضَةً لِشَنِّ غاراتِهم شَنّاً بلا سَبَبِ
هَدْماً وحَرْقاً وتَدْمِيراً فما تَرَكُوا مِنْ وادِعٍ آمِنٍ أو مَعْقِلٍ أَشِبِ
دُورُ العِبادةِ جاسُوها علانِيَةً وأوْغَلوا في حِماها غِبَّ مُنْقَلَبِ
طَالوا لِمصَاحِفَ بالعُدوانِ وَانْتَهَكُوا حُرْماتِها لم يخافوا ثَورَةً لِأَبي
وَحَمَّلُوا تِبْعَةَ (الإِرهابِ) كَامِلَةً للمسلمينَ، وبَرَّوا ساحةَ الجُنُبِ
وأَوْقَعُوا أُمَّةَ الإِسْلامِ قاطِبَةً في الاتهامِ. ولم يسْلم تُراثُ نَبِي
هذي الرسومُ المسيئآتُ التي نُشِرَتْ تَحْكي جِناياتِ مَفْطُورٍ على الكذبِ
(شَخْصُ النبيِّ) أرادوا مَسَّ عِصْمَتِهُ ولم يُبالوا بلومٍ كانَ أو عَتَبِ
هُمْ أَعْلَنُوها حُروباً لا حُدُودَ لها بعدَ المَسَاسَ بِشَخْصِ (المُصطفى العربي)
وَوَزَّعُوها على دُنياهُمُ أملاً في أنْ تُسَعَّرَ كالنيرانِ في الحَطَبِ
حُمَّى تُحِمُّ ولا تُبْقِي على أَثَرٍ مِنَ العلاقةِ أَوْ فَضْلٍ مِنَ الأَدَبِ
لم يترُكُوا هامِشاً للوُدِّ يَجْمَعُنا أَو مَوقِفاً مُنْصِفاً يُحْكى لذي أَرَبِ
وقد أساؤا لدينِ اللهِ واعْتَبَروا تلك الإساءةَ مِنْ حَقٍ ومُكْتَسَبِ
قد مَوَّهُوا فِعْلَهُم واللهُ يَعْلَمُ ما قد كانَ مِنْ فِعْلِهِمْ في سالِفِ الحُقَبِ
واليومَ نُوْصَمُ بالإرهابِ أَجْمَعُنا ونُستطالُ بسكينٍ مِنَ الغَضَبِ
وَتُعْلَنُ الحربُ إعلاماً وعسكرةً ويَنْفِرُ القومُ في الضافي وفي الأُهَبِ
قد أَعْلَنُوها بواشنطنْ مُدَوِّيَةً (حَرْبَ الصليبِ) على (الإِسلامِ) فارْتَقِبِ
حرباً يطولُ مَداها وَهْيَ مُوجِعَةٌ لِكُلِّ قلبٍ بِسَهْمِ الحقدِ مُنْضَرِبِ
سَيَعْلَمُ الجمعُ مِمَّنْ خابَ فَأْلُهمُ ماذا تُرِيدُ وتبغي أمةُ الصُلُبِ
هُمْ يُحْسِنونَ بِهم ظناً ومسألةً وفي ظُنُونِهِمُ ما ليسَ في الكُتُبِ
فيا محمدُ يا محمودُ يا رجُلُ إنَّ البَليَّةَ لن تُبْقي على حَسَبِ
ولن يدومَ خَصَاصٌ فارِهٌ أبداً ولا بَقِيَّةُ ما اسْتبقيتَ مِنْ نَشَبِ
إنْ لم تُعِدَّ لهذا الأمرِ عُدَّتُهُ وتَنْشُدَ النَّصرَ في حُسْنى من الطَلَبِ
فاخْتَرْ لِنَفْسِكَ بين العِزِّ منزلةً وبين ذُلٍّ مدى الأيامِ مُرْتَقَبِ
واعْلمْ بأنَّ نفادَ الصَّبْرِ أَوَّلُهُ رأيٌ وآخِرُهُ عزْمٌ لِمُحْتَرِبِ
وأنَّ منْ داهَمَ العُدْوانُ مَوْطِنَهُ كانتْ عَلْيهِ (لِزاماً ثَورةُ الغَضَبِ)
ذمار:21/3/2006م
النَّذِيرُ
(النَّذِيرُ) صَيْحَةٌ مُبْصِرَةٌ وَسْطَ دُخانٍ كثيفٍ،
وظلمةٍ مُحِيقةٍ. تُبينُ في الزحمةِ، وتشخصُ
في العتمةِ، وتصدعُ بالخِطابِ في لحظةِ الاشتباكِ
وإبانَ المفاصَلَةِ . تَعْضُدُ المجاهدين في جِهادِهِمْ،
وتسنِدُ المناضلينَ في نِضالِهِمْ، وتتأذَنَ المُقْعِينَ
على أدبارِهِمْ مِنَ المغْضُوبِ عليهم بِصُبْحٍ يُنتَقَمُ فيهِ منهم.
قال تعالى يتهدد قوم لوطٍ، وما قومُ لوطٍ مِنهمُ ببعيد:
"إنَّ موعدهُمُ الصبحَ أليسَ الصبحُ بقريبٍ."
راحت تغادينا الأماني الخلّبُ والدَّهْرُ والأيامُ كلٌّ قُلَّبٌ
ما لاحَ بَرْقٌ في سماء واعِدٌ إلّا وعارضَهُ جهامٌ مُتْعِبُ
أو بان من أفق المكارهِ رَائِقٌ إلّا وعَكَّرهُ الزمانُ الأجْدَبُ
جَرَّتْ علينا السافياتُ ذُيولَها وغدتْ بِأَشْكالِ البَلا تتصَبَّبُ
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ لا أبا لكَ نَفْخَةٌ ثُعبانُ يَنْفُخُها ويَنْفُخُ عَقْربُ
سُمٌّ زُعافٌ في حُلوقِ أَحِبَّةٍ أَشْجى وأَدْمى والحقيقَةُ أَصْعَبُ
فإذا بكيتَ بكيتَ جَرْحاً نازِفاً وإذا أَسَيْتَ أَسَيْتَ دَمْعاً يَسْكُبُ وإذا وصَلْتَ وَصَلْتَ حبلاً جافياً وإذا رجوتَ رَجَوْتَ ما لا يُطْلَبُ
حبلُ النَّوى بَعْدَ النَّوَى والمُرْتَجى صارت بأيدٍ تستخِفُّ وتَلْعَبٌ
وأصَابَها كَيْدُ الزمانِ وَرَيْبُهُ ومِنَ المصائِبِ ما يَجِلُّ وَيَصْعُبُ
إبانَ تَنْفَضُّ العُرى وَيُرى على أفْنانِها ما لا يروقُ ويُعْجِبُ
وَيَصِيرُ نَفْخُ الكيرِ مَبْعِثُ لَمَّةٍ يَدْعُو إليهِ مُعَطِّلٌ ومُخَرِّبُ
وإذا الحياةُ كأَنَّها من فِعْلِهِمْ قِدْرٌ يفورُ أو حُسامٌ يَضْرِبُ
وإذا الصَّغارُ مَعَ الصَّغارِ كأَنَّهُ القَدَرُ الذي ما مِنْ لَدُنْهُ مَهْرَبُ
وإذا مُتَلْفِزُهُ ومُخْرِجُ بَثِّهِ صناجَةٌ يَبْكي عَليْهِ وَيَنْدُبُ
وإذا الجميعُ على الجميعِ مَبَاحِثٌ شَيْخٌ يُلَوْجِسُ أو صَغِيْرٌ يَرْقُبُ
حتّى غَدَوْا أُضْحُوكةً بينَ الوَرى وأبانَ عَوْرَتَهُمْ رَخْيصٌ مُغْرِبُ
وإذا بأجواءٍ يُعَكِّرُ صَفْوَها ابنُ يُمَوْمِسُ أو زَبونٌ يُعْرِبُ
وإذا بأهواءٍ تَصِيرُ كأَنَّها هَوْجَاءَ ثَوَّرَها دعيٌّ يَشْغَبُ
أهواءُ شتَّى في مطاراتِ البَغَا ومِنَ البَغَا ما لا تَطِيقُ المُعْرِبُ
شِلْوٌ تناهَشُهُ وُحُوشُ بريَّةٍ جَوْعَا على بَشَمٍ تَثُورُ وَتَغْضَبُ
فقدَ الحِراكَ كأنَّهُ مَيْتٌ وفي فَمِهِ كلاليبُ الهوانِ تُكلَّبُ
فإذا تَحَرَّكَ قِيْلَ في سُخْرِيّةٍ أَلقُوا عليهِ القَبَضَ إنَّهُ مُرْهِبُ
وإذا كلانا يا صديقُ بِمَهْمَهٍ جزعاً نحارُ مِنَ الضياعِ وَنَهْرُبُ
أَنَّى تلفّتْنا نرى غِيلانَها تسعى وبالعينِ المريضةِ تَرْقُبُ
ونرى شَياطينَ العُباب تَزُفُّ في عُدوانِها .وَلِضَرْبِنا تتأهَّبُ
مِنْ أينَ نَفْلُتُ والهوامُ تجَمَّعَتْ وَبِأَمْرِ سَيَّدها تَكيلُ وتَضْرِبُ وبأيِّ أسبابِ الحياةِ نَرُومُ مِنْ عُدْوانِها بَعْدُ الخلاصَ ونَطْلُبُ
للهِ مِن آلِ العُمومَةِ أَشْعَبٌ أضْحى بِكُلِّ مَفَازةٍ يَتَشَعَّبُ
يَتَلَمَّسُ الشَّهواتِ صِلاً أَغْبَرَا وَيَتِيهُ في دنيا الصَّغارِوَيَصْخُبُ
يحكي لمزّيقياءَ عَمْرٍو ظلّهُ وبعاهةِ التَمْزيقِ فيهِ مُعْجَبُ
يبني القصورَ إلى القصورِ يَلِزُّها وبِسُوحِها الممنوعُ والمُتَهَيَّبُ
وتراهُ في الماخورِ سَيِّدَ نَفْسِهِ طَلْقَ اليدينِ شَمَرْدلا يَتَمَعْجَبُ
لا يرعوي عَنْ غَيِّهِ وكأَنَّهُ قَدَرٌ يوافي أُمَّةً تَتَسَيبُ
وافى الزمانَ بِمُدْنَف أنْفاسُهُ حرَّى تضيقُ بِشَقْوَتَيْهِ وَتُلْهِبُ
مَلْيون بَرْميلٍ من النَّفطِ الذي نَفَطُوهُ حَوْلَ سَرِيرِهِ أوكَبْكَبُوا
لم يَكْفِهِ والقومُ حولَ سرِيرِهِ يَلْحَظْنَهُ بِلَوَاحِظٍ تَتَكَهْرَبُ
يَشمَمْنَ مِنْ سِيكارِهِ نَفَثَ الهوى ومن الهوى المشْبُوبُ والمُتألَّبُ
وكأَنَّهُ ليثٌ أَبانَ نواجزاً فَأَبَيْنَهُ في المُلتقى وَتَهَيبَّوا
للهِ مَزّيقْياءُ كم أبْعَدْت في ال...............................تَغْرِيب والتغريب جدّاً مُتعبُ
وَرَكِبْتَ مركبَ معتدينَ وكُنْتَ في زُمَرِ العداءِ مَعَ العدى تتحزَّبُ
وَرَغِبْتَ عَنْ أَصْلٍ كريمٍ ماجِدٍ وَغَدَوْتَ في أَصْلٍ مَعَارٍ تَرْغَبُ
وكأنَّ رايْسِزْ مِنْكَ أَضْحَتْ عَمّةً أو أنَّ جُورجاً صَارَ مِنْكَ بِها الأَبُ
فَغَدَوْتَ مُنتمياً لِذُلِّكَ صَاغِراً تُلْهِيْكَ مُطرِبَةٌ وآخَرُ مُطْرِبُ
وَقَعَدْتَ مَقْعَدَ مَنْتَمِينَ ولَمْ تَكُنْ تُنْمى لِغَيْرِ جرائرٍ أوْ تُنْسَبُ ما هَمَّك العربُ الكرامُ ولمْ تَكُنْ ابناً لهم إن يُضربوا أو يُنْكَبُوا
ما دامَ كأسُكَ مُتْرَعاً بالخَمْرِ وال خَمَّا ريسترضي هواكَ وَيُطْرِبُ
فاتْرُكنا واتْرُكْ أَهْلَنا و بِلادَنا والحَقْ بقومٍ شرَّقوَا أو غرَّبوا
إنَّا سَنُوقِدُ شَمْسَنا مِنْ زَيْتِنا وَنُديمُ شعلَتَها بِدَمٍّ يُسْكبُ
وإذا الدِّمَا أَعْيَتْ وكانَتْ نَزْرةً أرواحُنا نُورٌ يضيءُ وَيُلْهِبُ
سَنَرُدُّ بالصاعينِ دَيناً واجباً مِنْ كَفِّ ذي تِرَةٍ يَثُورُ وَيَغْضَبُ
ونَسُلُّ ماء العينِ مِنْ سُرَّاقِهِ في أيِّ أرضٍ كان مِنْها المَهْرَبُ
ليست تُخومُ الأرضِ تحْجُزُ بيننا أعْيَتْ على الجاني وضاقَ المذهَبُ
حقاً سَنَطْلبُهُ بِهِمَّةِ إِخْوَةٍ ما طالَ طوْلٌ أو تَرَاخى المُطْلَبُ
بِأَكُفَّ تُرْفَعُ يا يغيضُ إلى السَّما وسواعِدٍ بحسام أحمدَ تَضْرِبُ
بعزيمهٍ اللهُ أحْكَمَ أمْرَها عُمَريَّةٍ ولآلِ أحْمَدَ تُنْسَبُ
فالصبحُ مَوْعِدُهُ حقيقةُ مَوْقِفٍ للمُؤْمِنين وكُلُّ مَنْ يَتَحَزَّبُ
قَدَرُ الإلهِ أبانَ مَنْهُ ملامِحاً بالعينِ يَبْصُرُ طَلْعَهُ المُتَرَقِّبُ
هذا صلاحُ الدينِ يُسْرِجُ خَيْلَهُ فكراً توقَّدَ أو شباباً يَغْضَبُ
أبناءُ عادوا للحياةِ أَحِبَّةً يَحْدُوهُمُ الأمَلُ الكريمُ الطَّيِّبُ
في كُلِّ أَرْضٍ يَشْخَصُون أَعِزَّةً مَهْما جَنَى الجاني وعَزَّ المطْلَبُ
أرواحُهُمْ رَخُصَتْ بِفِعْلِ عقيدةٍ سَمْحاءَ تأذَنُ بالكفاحِ وَتَرْغَبُ
وأَجَلَّهُمْ طَلْعٌ هُنالِكَ شاخِصٌ يَمْتاحُ مِنْ نُسْغِ الحياةِ وَيَسْكُبُ
لو يَسْمَعُونَ بِدَعْوَةٍ أو صَيْحَةٍ في أي أرضٍ تقتضي أن يذهَبوا
طاروا إليها مُسْرِعين وَخَلَّفُوا مُتَعَ الحياةِ لِمَنْ يُرِيدُ وَيَطْلُبُ
فَعَلَيْهُمُ مِنِّي السلامُ تحيةً وَلَعَلِّني مِنْهُمْ أكونُ وأُنْسَبُ
ذمار:30/12/2008م