الـعـزّ المـصـوّر ( الوالد .. يرحمه الله )
طـَواكَ الـذي يـَطـوي الـوَرى ، كـيـفـما جـَـرى
فـنـَـم هـانـئـاً ، شَـيـخـيْ ، جـلـيـلاً مـوقـّـرا
هـوَ الـمـوتُ ، جـار قَـبـلَ تـَـكـويـن آدمٍ
عـلى كـلّ مَـن يـَـحـيـا ، قـَـضـاءً مـُسـطَّـرا
ولـو خُـيـّـر الأفـذاذ ، فـي شـكْـلِ مـَـوتِـهـمْ
وميقاتهِ ، شـيـخـيْ ، لــكـنـتَ مـخَـيـّـرا
*
أبـيْ وأخـيْ ، أودى .. وحِـصـنـيْ وسـيـّـدي
ومَـن صـَـبّ ، فـي قـلبـيْ ، الإبـاءَ الـمقـطّرا
سَـقـتْ روحـُه روحـيْ ، إبـاءً وحـِكـمـةً
لــو انـسَـكــبـا، فـي حـالـِك ، لـتَــنــوّرا
هو الشيخُ ، وابنُ الشيخ ، والشيخُ جَدّهُ
مصابيحُ عِزّ، عِزُّها أعجََـزَ الوَرى
هو الشيخُ عيسى ، سيّدٌ وابنُ سيّدٍ
بسلسلة عزّت : نقاءَ وجَوهرا
*
حروفُ لغات الأرض ، لو حَملتْ له
ثنائيْ ، لخارَ العزم منها ، وأقصرا
فحسبيْ ، إذا عزّ اللقاءُ ، وحسْبُه
إذا غاب عنّي ، قلت : بدرُ الدجى سَرى
*
تمتعْ ، أبا عبد اللطيف ، بروضةٍ
رأيناك فيها ، قبلَ أن تَسكنَ الثرى
عرفناك صبّاراً ، شكوراً ، وقد أتت
عليك ليالٍ تتركُ الأفْقَ أغبَرا
جَواداً ، إذا ما الضيفُ حَلّ ، قرَيتَه
بألطفِ أنسٍ ، قبلَ أن يَحضُرَ القِرى
*
ورثت ، عن الأجداد ، نبلاً ورفعَة
إذا زار عامُ المَحْل ، رَبْعَكَ ، أَمْطرا
دَهتك حشودُ الظلم والغدر والأذى
فقارعتَ جيشَ القهْر، حتى تقهقرا
وأكبرتَ شأن العِلم ، حتّى كأنه
ببيتك ، روحُ البيت ، بل كان أكبَرا
لزِمتَ التقى والبرّ، مذ كنت يافعاً
وغبتَ أبيّاً ، دون أن تتغيّرا
*
بَنوكَ تناءَوا، بين سجن وغربة
ولمْ تُلفَ إلاّ حامداً متصبّرا
كأنك في الخمسين ، رأياً وحكمة
وقد صرت في التسعين ، ضعفاً ومَظهرا
أقمتَ بأرض ، قد نشأتَ بغيرها
وعشتَ كريماً ، في المدائن والقُرى
*
فنمْ شيخَنا - رمزَ الإباء - معزّزا
ورُبَّ عُتُـلّ عاشَ صفراً ، وما درى
عليك ، من الرحمن ، ماهبّت الصَبا
سلامٌ ، إذا مامرّ بالقفر، أزهَرا
ولـو لـمْ يـكـنْ شـأنُ التـَمـاثـيـلِ هـيّـنـاً
لــكـانَ أبـيْ تـِـمـثــالَ عـِـزّ، مـُـصَـوّرا
وسوم: العدد 729