تحت الثرى هم للعلا أصحابُ=باهى بهم نجمَ السماء ترابُ
طهْرٌ نقيٌ لمْ يُكدّرُهُ الألى=ضلوا عن الطهر النقيّ و غابوا
إيمانهم قهَرَ الطغاةَ ، ونورُهمْ=يسعى ومشهدُ صدقِهمْ خلابُ
شهداءُ ما عزوا بغير عقيدةٍ=هم أهْلُها ، وسمَوا بها وأصابوا
شبّوا على حُبّ الفداء لأجلها=عشقاً تحارَ لصدقِهِ الألبابُ
شبّوا على إعلائها بشجاعةٍ=فيها استوى شيبٌ قضوا وشبابُ
شهداءُ ما قرّتْ عيونُ عدوّهم=وهمُ أسودٌ في اللقاء غِضابُ
لهمُ بساحات الجنان منازلٌ=طابت بهم ، و همُ بها قد طابوا
يا ليتَ شعري هل سأصبحُ مثلهم=أم ضلّ خيلٌ دونهم و ركابُ!!
هم مسرعون إلى الجنان أعزةً=هم مقبلون و غيرُهم هيّابُ
ناداهمُ الرحمنُ جلّ جلالُهُ =هيّا إليّ فهرولوا وأجابوا
يسّابقون إلى الشهادة كلما =سنحتْ لهم فُرَصٌ همُ الطُلابُ
لهمُ من الحور الحِسان عرائسٌ=والحُسْنُ يدفعُ مهْرَهُ الخُطّابُ
رسموا لنا الفجّ الكريمَ لغايةٍ=عُليا وتُطرَقُ دونها الأبوابُ
تحت الثرى إنّ الكرامة تزدهي=قدْراً ، وتعلو للإباء قبابُ