"الفرقان" بين حقّ وباطل يصطرعان في ميدان
بعداه المشرق والمغرب. الأول يتسلّح ،وينافح
عنه ما استطاع، والثاني يتسلح بعتوّه،
وهو المغضوب عليه والضال
وإلى أن يتحقق الموعود الرباني بنصر المؤمنين
يبقى عزاؤهم أنهم على حق ما امتدَّ الدرب وطال
وما كثرت الجراح. وتبقى هذه صيحة انتصار؛ عربون
انتماء، وإعادة اعتبار، ولفت نظر ، لمن غفا
أو سها أو أخطأ السبيل، ولم يكن من جند الحق،
رغم كونه من المؤمنين.
وَجْهُ التَّحدّي سافِرٌ وعُرامُ= فَعَلامَ بَعْدُ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
قَومي وإخواني بَني أهْلي وَمَنْ= تَعْنِيهِمُ الأَحْداثُ والأَيَّامُ
الجُرْحُ جُرْحُكُمُ فَفِيمَ تَجَاهُلٌ= عَنْهُ وَ فِيمَ تَنَابُذٌ وخِصَامُ ؟!
والحَقُّ حَقُّكُمُ فَفِيمَ تَسَاهُلٌ= فِيهِ و فِيمَ يُفِرِّطُ (الحكامُ )؟!
وَالجَمْعُ إنْ يَنْكِثْ فَمَنْ يَتَقَدَّمُ= و"العالمين" تَسَابُقٌ وَزِحَامُ
لَمْ يَبْقَ في الدنيا مَكَانٌ للّذي= قَصُرَتْ خُطَاهُ وَخَانَهُ الإِقْدَامُ
فَعلامَ نَرْضَى بالدَّنيِّةِ مَذْهَباً= ونَذِلُّ في عَرْضِ الحَيا ونُضَامُ
وعلامَ نَتَّبِعُ العَدُوَّ ونَلْتَقي= مَعَهُ، وَمَبْغَاهُ أَذَى وخِصَامُ
ونكونُ أجْناداً لَهُ وَعَدوّهُ= في العالمين: اللهُ والإسْلامُ
وعَلَامَ يا قَوْمُ القُعُودُ عَنِ الذي= يَجْري وَ فِيمَ تَوَدُّدٌ وَ وِئامُ
وكَأنَّكُمْ والظَّرْفُ ظَرْفُ مُصِيْبَةٍ= أَرْضَاكُمُ سَقَمُ الحَيَا الهَدَّامُ
أو أَنَّكُمْ والوَيْلُ يُتْرَعُ كَأْسُهُ=أَنْ لَيْسَ تَجْمَعُ بَيْنَكُمْ أَرْحَامُ
أَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تَدْعُكُمْ بُلْدَانُكُمْ= لِخَلاصِها أَوْ يَدْعُكُمْ إِسْلامُ
أَوْ أَنَّكُمْ لَمْ تُبْصِرُوا أَوْطانَكُمْ= تَرْدَى وَيَسْتَعْلِي بِها الأَقْزَامُ
وحِماكُمُ أَضحى مَشَاعاَ لِلَّذي= يَبْغي ومَنْ بِبِلائِهِ يُعْتَامُ
دَكَّتْ طَلائِعُهُ العِراقَ وَرُبَّما= دُكَّ الحِجازُ بُعَيْدَها والشَّامُ
بل قَبْلَهُ الأَفْغَانُ دُكَّتْ أَرْضَهُمْ= وَغَزَاهُمُ الضُّلالُ والجُرّامُ
وَلَرُبَّما السُّودانُ مُزِّقَ شَمْلُهُ= ودَهَاهُ مِنْ غَصَصِ الحياةِ زُؤَامُ
وكَأَنَّكُمْ أَصْبَحْتُمُ في رَأْيِهِمْ= شَعْباً خَلَا مِنْ ساحِهِ الإِقْدَامُ
أَوْ أَنَّكُمْ في عِدِّكُمْ وَعَدِيدِكُمْ=وَ الخَطْبُ يُرْعِبُ مَعْشَرٌ أَغْنَامُ
تَتَزامَرُونَ إِلى الوَقِيعَةِ دابُكُمْ= أَنْ يَسْتَقِرَّ لِمُسْتِبَدَّ نَظَامُ
أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ عَلَتْ آهاتُها= وَتَدَاعَتْ الأَحْقَادُ وَهْيَ حَرَامُ
يمشونَ في حُلَلِ الخُصُومَةِ شَاخِصاً= عُدْوَانُهُمْ قَدْ ألَّبُوا وَاعْتَامُوا
قد فُتَّقَتْ أَذْهَانُهُمْ عَنْ صَنْعَةٍ= في الكَيْدِ وَاسْتَعْلَتْ بِهِمْ فَتَعَاموا
وَمَضْوا يَكِيْلُونَ العِداءَ لِبَغْضِهِمْ= كَيلاً يَضِيقُ ببأسِه الأَقْوَامُ
فإذا بِهِمْ وَالْعَصْرُ عَصْرُ خُصُومَةٍ=كَيْلَ المَهانَةِ أُوْقِظُوا أَوْ نَامُوا
تَرْعَاهُ أَنْدِيَةٌ لَهُمْ مَبْثُوثَةٌ= وَيَحْوْطُهُ الأُجَرَاءُ وَالأَزْلامُ
وَبِهِ يَقُومُ الجارِمُونَ وَمَنْ لَهُمْ= سَطْوُ وَهُمْ في صَرْفِهِمْ أَغْشَامُ
فَإذا بِهِ يَعْمِيْهِمُ عَنْ واقِعٍ= جَلَلِ الحَوادِثِ مِلْؤُهُ الإِجْرَامُ
وإِذا بِعُدْوَانِ البريةِ صارخاً= يأْتِيْهِمُ يَحْدُو بِهِ الظُّلَّامُ
يَحْدُو بِهِ المَجْنُونُ والمَغْبُونُ مِنْ= مَنْ أَنْجَبَتْ أَوْ خَرَّجَتْ أَرْوَامُ
أَغْرابُ أَعْجَامُ السَّرِيْرَةِ مُطْلَقاً= يَحْدُوهُمُ الإِيذاءُ وَالإِيلَامُ
في لِفِّهِمْ وَعَدِيدِهِمْ قَدْ أَقْبَلُوا=لا يَعْقِلُونَ كَأَنَّهُمْ أَنْعامُ
أُمَمٌ تَدَاعى بَاتَ يَحْفُزُ كَيْدَها= نَحْوَ العِدَاءِ الحِقْدُ والْآثَامُ
لا يَرْعَوُونَ عَنِ الجريمَةِ قَصْدَهُمْ=في ظِلِّهِمْ أَنْ يَنْتَشي الإِجْرامُ
فُتِنُوا بِحُبِّ المُوْبِقَاتِ وَأوْلِعُوا= بالبَغْيِ وَاسْتَعْلُوا بِهِ وَتَعامُوا
وَعَلى السَّجِيَّةِ في مَواخِيْرِ الهوى= صَدَرَتْ أَوَاْمِرُهُمْ وَعَنْها حَامُوا
وَأَتَوْكَ يابْنَ الدِّينِ يابنَ مُحَمَّدٍ= أَوْ هامُهُمْ يَسْعى بِها الخُدَّامُ
مِنْ كلِّ مَعْتُوهٍ وَكُلِّ مُضَلَّلٍ= قَدْ عَشَّشَتْ في رَأَسِهِ الأَوْهامُ
أَوْ كُلِّ مَسْلُوبِ الإِرادَةِ وَاهِنٍ=قَدْ سِيْقَ مِثْلَما سِيْقَتِ الأَنْعامُ
أوْ كُلِّ مَأْخُوذٍ بِفِعْلٍ شَائِنٍ= مِنْ آبقينَ اصطَادَهُ الجُرَّامُ
شُذَّاذُ آفاقٍ وجُنْدُ رَذِيلَةٍ=تَحْدُوهُمُ الأَحْقَادُ والْآثَامُ
أَضْحَوا جُنُودَ المُعْتَدينَ وَأَوْغَلُوا= في الجُرْمِ وَاسْتَهْواهُمُ الإِجْرامُ
فَإِذا بِهِمْ وَالعَصْرُ عَصْرُ جريمةٍ= فِعْلُ تَضْيقُ بِهَوْلِهِ الأَيَّامُ
يَحْدُوهُمُ لِلْقَتْلِ رأَيٌ فاسِدٌ= وَيَقُودُهُمْ في قَتْلِهِمْ حاخامُ
والشَّيْخُ في سِجْنِ العُروبَةِ رابِضٌ= تَعْتَادُهُ الآلَامُ وَالْأسْقَامُ
سَجَّانُهُ لَيْثٌ غَضَنْفَرُ سَوْطُهُ= قَدْ لا يَفُوقُهُ في الأَذَى الصَّمْصَامُ
يَبْدُو عُبَيْدُ اللاتِ في قَسَمَاتِهِ=وَيَنُمُّ عَنْهُ فِعْلُهُ النَّمَّامُ
وكَأّنَّهُ فِيها المِكَرُّ إلى وَغَى= يَحْكي الأَلَدَّ الفَظَّ وَهْوَ كَهَامُ
صِرْفُ العَدَاوَةِ مُطْلقاً أعداؤهُ= حِرُّ يُفِكُّر أَوْ فَتَى مِقْدَامُ
أُسْتاذُهُ الغَرْبُ المُدِلُّ بِبغَيْهِ= المُسْتَهِيْنُ بِغَيْرِهِ الظَلَّامُ
الوَارِثُ الأَحْقادَ وَهيَ جِرِيَمَةٌ= والنَّابِشُ الأَحْقَادَ وَهْيَ حَرام
نهّابُ خَيْرَاتِ الشُّعُوبِ وَفَاعِلٌ= في أَهْلِها ما يَفْعَلُ الهَدَّامُ
قتّالُهُمْ إِنْ سَالَمُوا أَوْ حَارَبُوا= أَوْ عاهَدُوا والمُدَّعِي الهضّامُ
فَصْلٌ مِنَ العُدْوانِ يَتْبَعُ بَعْضُهُ= بَعْضاً وَيَسْتَعلي بِهِ الإِجْرامُ
يَأتِيْكَ يابْنَ الدينِ مِنْ واشُنْطُنٍ= يَوْماً ومِنْ لَنْدُنْ. وَلَيْسَ يُلامُ
ونُلامُ مِنْ بَعْضِ الحِراكِ مَعَ الأَذَى= في العالمين وَيَكْثُرُ الُلوَّامُ
وَنُعابُ بالرَّدِ الجَميلِ لِأَنَّهُ= يؤذي العَدُوَّ بِوَقْعِهِ وَنُلامُ
بل لا يُلامُ الجارِمُونَ لِأَنَّهُمْ= أَقْوَى وَيَشْمَخُ في الحَيا الجُرَّامُ
"بِلْفُورُ" أَقْطَعَ لِلْغَزَاةِ بِلادَنا= ما لَامَهُ في لَنْدُنٍ مَنْ لاموا
"والبِنْتُجُونُ" أقامَ رَسْمَ سِياسَةٍ=ليهود فيها الدعم والإلزامُ
فَإِذا بِأَمْرِيكا تَبَنَّى خَطّها=وَتَسيرُ يَعْمَيها هَوَى وخِصَامُ
ما لَامَها فِيها "الشُّيوخ" وَلَا أَبَى= مِنْهُمْ أَبِيٌّ عارِفٌ فَهَّامُ
بَلْ أَصْدَروا للنَّاسِ صَكَّ إِدانَةٍ= وَعَنِ الحقيقةِ والصَّوابِ تَعَامُوا
وَإِذا "بِجُورْجٍ" يَأَمُرُ الدُّنيا بِأَنْ= تَمْضي مَعَاهُ لِيُقْتَلَ الإِسْلامُ
قَدْ صَوَّرَ الإِسْلامَ رَمْزَ جَرِيمَةٍ= وَدَعَا لِيُقْتَلَ في الحَيا الجُرَّامُ
وأناط بالإِرهَابِ كُلَّ مُوَحِّدٍ= ثَبْتِ إذا ما رُوجِعَتْ أَفْهَامُ
فَإِذا بِلادُ المسلمينَ جَمِيْعُها= في حُكْمِهِ قَدْ طَالَهَا الإِعْدامُ
وإذا به تَدْبيرُ "لُوبي" مُجْرِمٍ= فِيما يقولُ وَيَدَّعِي حاخَامُ
شارونُ في حَبْكِ الجَرِيمَةُ جُورجُ في= تنفيذها ما اشتدّ فيها رجام
يَفتَنّ في صُنْعِ المكائِدِ ماهِرٌ=وَيُجِيْدُ دَسَّ الكيْدِ وهو حرامُ
وَكَأَنَّما الدُّنْيا لَهُ إرْثٌ عَلَى= رَغَبَاتِهِ قَدْ وزّعت أَقْسَامُ
وَكَأَنَّ سَاحَ العالمينَ مَسَارحٌ= وَكَأَنَّ أَهْلِيها بِها خدَّامُ
وإِذا بِها فِتَنٌ يُتَابِعُ بَعْضُهَا= بَعضاً وَيَسْتعلي بِها الأَقْزامُ
وَيَكُونُ حَظُّ المسلمينَ تَشَرْذُمٌ= وَيَكُونُ أَمْرُ نُهُوضِهِمْ إِجْرامُ
وَنَكُونُ والدُّنيا أوارُ كَرِيهَةٍ= سَفّودُها ما اشْتَدَّ فيها ضِرامُ
في كُلِّ أَرْضٍ مِنْ دِمانا دَفْقَةٌ= وَبِكُلِّ أَرْضٍ مِنْ إِبانا حِمَامُ
وإِذا بها حَرْبٌ يَشُبُّ أوارُها= تُكْوى بها في مَهْدِها الأَقْوامُ
خَصْمانِ يابنَ الدينِ يابن مُحَمَّدٍ= في ساحِنا الإِسْلامُ والإِجْرَامُ
هُمْ بَادَؤُوكَ بِهِا وَلَمْ يَتَوَرَّعُوا= عَنْ فِعْلِ سُوْءٍ مُنْكَرٍ وَتَعَامُوا
وَأَتَوْكَ إِرْهاباً وَطَاغُوتاً يُشَ=نُّ وَمَوْقِفاً عَجَّت بهِ الآثامُ
ما ذاكَ إلاّ أَنَّ أمرَ المُعتدي= يقضي بأنْ يُجْتَثَّ منكَ الهامُ
فاخترْ لِنَفْسِكَ مَوْقِفاً تَعلو بِهِ= إِنَّ الحياةَ مواقِفٌ وذِمَامُ
وَاجْهَرْ بِرَأْيِكَ في الحياةِ فإِنَّهُ= القَدَرُ الذي عَنْهُ الأَعِزَّةُ حَامُوا
فالأَمْرُ جَدٌّ وَهْوَ جِداً واضِحٌ= فُرْقَانُ تُفْرَقُ دُونَهُ الأَحْكامُ
وَلَعَلَّهُ الآتي الذي البُشْرى بِهِ= مهما تَأَخَّرَ طَلْعُهُ البَسَّامُ
مَقْدُورُهُ قَدَرُ الحَيَاةِ وإنْ نَبَتْ= بِكَ صَوْلَةٌ أَوْ باعَدَتْ أَعْلامُ
وَلَعَلَّهُ مِيْقَاتُ رَبِّكَ فانْتَهِزْ= يا مُسْلِمُ المِيقاتَ فَهْوَ خِتَامُ
وَلَعَلَّه الحسنى ويا بُشْرى لِمَنْ= ضَحَّى وَلَمْ تَقْعُدْ بِهِ الأَيَّامُ
وَأَبرَّ فِيها مَوْقِفاً وقَضِيَّةً= بِراً يَقَرُّ بِنَهْجِهِ الإِسْلامُ