وتَصيحُ: لا إرهابَ في إسلامِنا ما ثَمَّ غَيرُ الصَومِ والصلَواتِ
إنّ اللُتَيّا ، والّتيْ ، واللاتي= زلزلْنَني ، إذ هُنّ مِن زَلاّتي
زلزلتُهنّ ، فزُلزِلَتْ زِلزالَها= ذاتيْ بِهنّ، فهُنّ عَينُ الـذاتِ
مَنْ هُنّ ؟أو ماهُنّ ؟ما هَمّيْ هُنا= ما هَمّـني مِنْهُـنّ هَمٌّ عاتِ
ضَجّتْ لُغاتُ الكائناتِ بأضلُعي= إذْ تِهْتُ عن لغَتي ، فكُنّ لُغاتي
شَظّينَني ، شَظّيتُهنّ، وشُظّيَتْ= مِنّا ، وعَنّا ، سَطْوةُ الكَلِماتِ
وتَهَشّمَتْ فِلَقُ النَوى ،حَتّى استَوَى=في كَفّ كُلِّ سُدَىً هَشِـيمُ نَواةِ
وتطايَرتْ، وتعانقَتْ، وتلاحَمَتْ= خَلْقـاً جَديداً غامِـضَ القَسَماتِ
فتَغلْغلَتْ بِدَميْ شَظـايا أحْرُفٍ= مِنها ، بِلا كَـــلِمٍ ولا أصْواتِ
أَبْهَمْنَ ما ألهَمْنَ، مَعنىً أو صَدىً=وهَربـنَ مِن شَتّ إلى أَشتـاتِ
ونَفرنَ أرواحاً تروحُ وتغتَدي= بينَ الرياضِ الفِيحِ والفـلَواتِ
الخارجاتُ دَخَلنَ طِيناً في دَمٍ= والداخِلاتُ خَرَجْنَ في زَفَراتِ
وأنا المَزيجُ نَوازِعاً وفَواجِعاً= في حاضرٍ ماضٍ ، وماضٍ آتِ
* * *=* * *
ماالحَرْفُ ،إلاّ نِيّةُ مُهَراقَةٌ= خَضَـبَتْ أديمَ صَحيفةٍ ولَـهاةِ
أو طاقَةٌ دَفّــاقةٌ مَحْـبوكَةٌ= مَسْبوكَةٌ سَـيفاً بِلا شَـفَـراتِ
ولَهُ بهِ مِنْه علَيهِ شَواهِــدٌ= مَذَقَت لَهُ المأسـاةَ بالمَـلهـاةِ
لِلحَرْفِ رُوحٌ لا يَطيرُ إذا ذَوتْ=وإذا قَـلَـتْهُ ثَوَى مَعَ الأمْواتِ
هوَ فِتنةُ الدنيا ، وأستاذ الهَوى= فيها، ومَجلَى التّوْقِ والإخْباتِ
هوَ سيِّد الدنيا بَـليغاً أبْــكَماً= يَـقـتاتُ بالأبقَى مِن الأقواتِ
يَقتاتُ بالأدنَى،وبالأسمَى، وَما= يَسْري بِه ينسابُ في الغاياتِ
بِجَليلةٍ ، وصَغيرةٍ، وخَطيرةٍ= ويَسيرةٍ، ورَزِيَّـةٍ، وشَـكاةِ
الحَرفُ أعنَفُه وألطَـفُه فَمٌ= لإشارَةٍ، وعِبارَةٍ ، وصِماتِ
أشْقى وأتْقى،في الشَقاوَةِ والتّقَى= مِن نَفْسِه،إنْ ضَـلّ في مَوْماةِ
الحَرفُ وَحْيٌ واثِبٌ مُتَحفِّزٌ= يَهْفو إلى فِتْرٍ مِن الإنصاتِ
يتمَوَّجُ الإبداعُ فيه ، كأنهُ=خَـلْـقٌ تُمَوِّجُه يَدا نَحّـاتِ
مُتحَرّفٌ لِقتالِ حَرْفٍ مِثلِهِ= أو ضَمّهِ في ظِلّ جَفْنٍ شاتِ
لِلحُبّ،أولِلحِقْدِ،أو لِلعَدلِ،أو= لِلظُلمِ ..في السُبُحاتِ والنَزَوات
* * *=* * *
النارُ تُطعِمُني الشُواظَ وتَحتَسي= حُرَقي ..وأَرْحَلُ بين(هاكَ)و(هاتِ)
وتَـدُسُّ كابولٌ إلى بَعْـقـوبَةٍ= فالقُدسِ فالشيشانِ .. جَمْرَ سِماتي
تأبَى الأجِنّةُ أنْ تُرَى ،حَتّى تُرَى= أصْداءُ صَوتِ الطَّلقِ في طَلَقات ِ
واللاتُ تَصْـفَعُ رأسَها بِعبيدِها= وتَصيحُ: سُحْقاً ياعَبــيدَ اللاتِ
* * *=* * *
الشَيءُ مِن لا شَيءَ يُرفَع سيّداً= سِيْداً يَسُودُ بِخَـيْـبَةِ الساداتِ
والشَعْبُ ناسٌ ناسَ بَينَهُمُ الهَوى= فَنَسُوا فَحِيحَ الأوجُهِ النَحِساتِ
الشَعْبُ أقْسَى ما يَكونُ تَـشعُّباً= بِتَشعُّــبِ الأربابِ والراياتِ
الشَعْبُ دالِيَةُ الحُروفِ،غُصونُه=مِنْها.. ومِنهُ الرُوحُ في الثمراتِ
الشَعبُ ما شَعَبتْه إلاّ زُمْرَةٌ= زَوْراءُ ، بَينَ بَلاهَةٍ وسُباتِ
هيَ عُصْبةٌ مِنهُ ،وزِعْنِفَةٌ لَه= وُلِدتْ لَهُ مِنْ أخبَثِ الحَـيّاتِ
مُتَعَنقِدٌ عُنقودُها في سَقْـفِه= لَزِجَ المُحَـيَّا ، كالِحَ النَظَرات ِ
تَمتصُّه ،تَمتصُّ مُخَّ عِظامِه= وتَعُبُّ ما يُذريهِ مِن عَبَراتِ
لا بأسَ فيه سِواهُ ، طَلَّقَ بأسَه= فحَسَا مَريرَ البؤسِ بالحَفَناتِ
ما تَحتَه تَحْتٌ، ولكنْ فَوقَه= تِسْعونَ"فَوْقاً" مِن دُمَىً وحُواةِ
يَرنُو إلى زَيدٍ عَساهُ يُغيثُه= فَـيَزيدُ ما فـيهِ من الآهاتِ
ويَصيحُ: يا جُندَ الحِمَى.. وتَجيئُه= شَكْوَى تَرِنُّ: عَلا ثُغاءُ الشاةِ!
* * *=* * *
هَيهاتَ يَقهَرُ أمّةً أعداؤها= إلاّ وعُـدّتُهمْ قَـطيعُ وُشاةِ
وقَطيعُ شُذاذٍ، وفيلَقُ أعبُدٍ= مِن قادةٍ لبِسوا وُجوهَ طغاةِ
وعِصابةٌ كَسدَتْ كَسادَ مَطِيّها=لمّا امتطتْ خَيْلاً مِن الصفَحات ِ
واستَبدلَت بالسيفِ أبتَرَ عاجِزاً=تَغْذوهُ بالزفَراتِ والحَسَراتِ
وتَصُبّ للأتباعِ سَيلاً مِن مُنَىً=ورْديّةٍ ، ومَطامِحٍ وعِداةِ
وإذا تَحفّزَ تابِعٌ نَحوَ الوَغَى= رشَقتْه في نَزَقٍ بكأسِ عِظاتِ
فتخَدّرتْ أعصابُه ، فكأنّه= مَيْتٌ ، سِوَى ما فيهِ مِن لفَتاتِ
فمَدافِعُ المتَدافِعينَ إلى الحِمَى= دُفِعَتْ بحَشْدِ نَوادِبٍ وبُكاةٍ
* * *=* * *
فإذا الحَمائمُ لازَمَتْ أعشاشَها=وانْداحَ في الآفاقِ جَيشُ بُزاة ٍ
فلَربّما لقِيَ العِدا وعَبيدُهُمْ= ما لمْ يَرَوا قَبْلاً على الصَهَوات ِ