محمد الفاتح ‏‫

كنت قد سألت الشيخ الحبيب العالم الدكتور أبو جمال محمد صادق آيدن نزيل الطائف لسنين عديدة المقيم في اسطنبول هذه الأيام أمده الله تعالى بالصحة و العافية عمن لم يحج من خلفاء المسلمين في الدولة العثمانية فذكر أن محمد الفاتح كان مشغولًا بالجهاد عن الحج فتوكلت على الله تعالى :

 قالوا حججت نعم حججت وحجتي

      عن قائد من أعظم القواد 

قالوا و من هذا العظيم و ما اسمه

   لتخصَّه بالشعر و الإنشاد

قلت الذي ورث الخلافة كابرًا

   عن كابر من بعد عهد مراد

و على خطى عثمانَ سار ميممًا

   و أقام صرح العدل و الإرشاد 

ثم انبرى نحو العدو بجيشه

    و جياده تجري بإثر جياد 

و مضى يشق طريقه نحو العُلا 

     و كأنه أسد من الآساد

من بشّر الهادي به بحديثه                      

بالفتح في أمد من الآماد 

واختصه بالذكر من بين الورى 

    بكلامه من حاضر أو باد 

أيام أخبر قبلً ذلك باسمه

   و على رؤوس القوم والأشهاد

علم أعزّ الله فيه دينه 

    كأمير قوم في ربًى و وهاد

ولكم به صدحت به بلابل روضنا 

   في أيكها أو غصنها الميّاد 

و لكم به غنى الزمان ورفرفت 

   أعلامه في منحنًى أو واد 

في فتحِ قسطنطينة يومًا على 

    يده برغم الكفر و الإلحاد

فتحٍ به الرحمنُ خلّد ذكرَه    

    في الفاتحين كطارق بن زياد 

و القادةِ العظماء قبلُ كخالدٍ

   و أبي عبيدةَ في ربوع بلادي

وصلاح في حطين أو سعد المدا

   ئن والمظفر في الوغى وعماد

 ها هم أباطرة الزمان ومن بنَوْا 

  أعلى الصروح وها همو أجدادي 

وهناك حيث النصر في الميدان قد 

    كانا معًا يومًا على ميعاد 

تُخشى السيوف صياقلًا  مسلولة ً 

  وتهاب لكن ليس في الأغماد 

هذا الذي لما يزل علمًا على ال

      إيمان و الإقدام و الإعداد

حشد الجيوش بهمة وأعدها      ليدك فيها دولة الأوغاد 

وعلى يديه تبددت ريح العدا 

   من بعد تضحية له وجهاد 

وهو الذي أجرى السفائن جرّها  

   فوق الربى ليباغت المتمادي 

وهو الذي هدم  الحصون بعزمه

    و أذل أهل الشر و الإفساد

أذكى بها النيران صبّح أهلها

   فإذا بهم في الأرض كون رماد

وإذا بحصن المعتدين وقد بدا    

    للناظرين مجلّلًا بسواد وتحطمت صور المعابد بعدها 

  روهوت بزنطة بعد طول عناد

فترى  النصارى في جميع بلادهم 

 رزلبسوا من الإذلال ثوب حداد

و تشرذموا متفرقين  فلا ترى

   من قومهم من رائح أو غاد

هذا هو البطل العظيم وحاله 

   من  كان للأعداء بالمرصاد

هذا هو البطل العظيم لسانه

   ر ما ملّ من قول ومن ترداد

أنا كيف كنت أرى الجميع أحبتي 

 رزوالقومَ قومي والبلادَ بلادي 

هذا الذي جاد الإله به لنا    

    فبنى به مجدًا على أمجاد 

اسم على اسم نبينا أكرم به        في الترك من ابن و من أحفاد 

الفاتح الميمون فاتلُ نشيده    

   و به ترنَّم صادحًا يا شادي

وسوم: العدد 737