حملني جناح البِرَّ من ولدي الحبيب الدّكتور محمّد إلى ( شيكاغو ) ،
وذلك ليحضر مؤتمراً لطب الأطفال ، ونزلنا في فندق ( حياة ريجنسي) وكان رقم غرفتنا 12 في الدور 25 وكانت مطلة على نهر بحيرة ( متشيجن)وتبحر فيه زوارق النرهة وهو يناجي ناطحات السحاب التي تغازله من علو !!
هذي ( شِكاغو ) في السّما تتعالى= قد راودتْها السُّحبُ عن ليلاها
فلعلّها تحظى ببرق جمالِها = كي تُسقيَ العطشى مَعينَ هواها
ليلاكِ شيكاغو تشدُّ قلوبَهم = بحبالِ حسْنٍ فارحمي صرعاها
ها هم يجاذَبُهم جمالُ طبيعةٍ =وجمالُ غيدٍ هام مَن لبّاها
ماءٌ وخضراءٌ ووجهُ نضارةٍ= أفلا يهيمُ القلبُ حين يراها ؟!
بل إنّه يرجو البقاء بظلّها = حتّى تُبلّغُه الدّنا أخراها
* * *=* * *
ويشدُهم منكِ الفخامةُ والذُّرا= في ذي الحضارةِ ، يا لَهول سناها
سبحانكَ اللهمّ أعطيتَ النّهى = علماً ليبني للدُّنا محياها
حتّى علَوا قمم الحضارة وارتضّوا = ألا تكونَ الرّوحُ في مبناها
هي قد خلت من نور مَن خلق الورى = ولذا تراها ترتضي طغواها
رجسٌ وظلمٌ والضّلالةُ دربُها= لا ترتضي طهراً لِحُسْنِ نساها
غيداؤها تبدي محاسنَ جسمها = وكأنّها تدعو عيون فتاها
بل إنّها تدعو الذين أضلّهم = شيطانُهم ، هيّا إلى مغناها
أفلا اكتست هذي النّساءُ كما اكتست =هذي الطّبيعةُ ، سبّحت مولاها
خضراء يانعة تسرُّ عيونَنا= وزوارق الأحلامِ طاب رؤاها
هيّا فشاهدها ونهراً قد جرت = فيه الزّوارقُ ، والنّسيمُ علاها
فتغيبَ عنك همومُ دنيا كُدِّرَتْ = فيها الحياةُ ، فبئس مَن غشّاها
إنّ الحياةَ إذا استقام مسيرُها =فهي السّعادةُ في ذرا معناها !!