شيخَ الدُّعاة: الإمام الشهيد محمد مهدي عاكف
رثى الأستاذُ الشاعرُ د. محمد حكمت وليد شيخَ الدُّعاة الشهيد محمد مهدي عاكف الذي غادرَ هذه الدنيا الفانية يشكو إلى الله ظلم الطواغيت الذين لم يرحموا الطفل أو المرأة أو الشيخ الفاني الذي ناهز التسعين :
بكى الشآم وضجَّ النيلُ والهرمُ وأرسلتْ دمعَها في مكةَ الدّيمُ
وصوّحَ الزَّهرُ في الواحات وانطفأتْ تلكَ النُّجومُ وحلَّ الصمتُ والعدمُ
ماذا دهى الكونَ إنَّ النيلَ مكتئبٌ والدقهلية لا حسّ ولا نغم ُ
قالوا فقدنا حبيباً صادقاً وأخاً وعاكفٌ قدْ قضى لله يحتكمُ
الكلُّ يبكيكَ يا شيخَ الدُّعاةِ وما يفي بحقّكَ دمعُ الخلقِ كلّهم ُ
ماذا أقولُ وماذا يكتبُ القلمُ في حبِّ ( عاكفنا ) لهوٌ ولا سقم ُ
إني أحبّكَ في الله الذي نطقتْ بحبّه الأرضُ والأفلاكُ والنّجمُ
شيخٌ أبيٌّ بحبلِ اللهِ معتصم ٌ ومنْ يفزْ بحبيبِ اللهِ يعتصم ُ
عشرونَ عاماً بسجنِ البغي ما وهنتْ منكَ العزيمة أو أودى بكَ السَّقمُ
يا عاكفاً في بهيمِ الليلِ معتكفاً اللهُ مؤنسُهُ والحلُّ والحرَمُ
وفي محيّاهُ نورُ الحقِّ مرتسم ٌ وفي المقال نقاءُ الصدق يرتسمُ
قضيتَ عمركَ في عزٍّ وفي كرم ٍ مربيّاً لشبابِ كلّهم كرم ُ
أنشأتْ جيلاً بدينِ الله مفتخراً لما أفاضَ الورى وانفضّتِ الأممُ
من الحجاز إلى (ميونيخ) ما وهنت منك العزيمةُ أو كلّت بكَ الهممُ
مجاهداً في سبيل الله محتسباً مربياً لرسول الله يلتزم ُ
في ندوةٍ شعَّ منها النورُ وانطلقتْ في عالمٍ ملؤه الأكدارُ والظُّلمُ
فقامَ جيلٌ وقامتْ صحوةٌ عبرتْ عبرَ البلادِ فعمَّ الخيرُ والنعمُ
وصرتَ مرشدَ إخوانٍ عبرتَ بهم بينَ الصخورِ وليلُ الظُّلمِ محتكمُ
يحيا الرجالُ بأفعالِ الرّجالِ وكمْ حيا رجالٌ عن الأحياءِ قد فُصموا
سلّمتَ في السّجن روحاً شعشعتْ ألقاً لم يرحموا شيبةً أضنى بها السَّقمُ
ماتتْ ضمائرهم ساءتْ خلائقهم لا خيرَ فيهم، ولكنْ شرُّهم عممُ
اذا تبدّى لهمْ فرعونُ في صلفٍ خرّوا سجوداً إلى الأذقانِ كلّهمُ
والله حيٌّ وإن ماتتْ ضمائرهم واللهُ عدلٌ، وعدلُ اللهِ منتقمُ
يا عاكفَ الخيرِ قدْ جئنا نودّعكم وداعَ قلبٍ محبٍّ كلّه ألمُ
نمْ في سلامٍ بجناتِ الخلود وهلْ غيرُ الجنانِ لأربابِ الهُدى قِسَمُ
وسوم: العدد 739