سيَّارةُ الموتِ أم تاريخُ بلوانا = يُجددُ اليومَ بين الناسِ شكوانا
كم قد أصبْنا ، فليلُ الكربِ يجمعُنا = وكم ذُبحنا ، وسيفُ الغدرِ واسانا ؟!
أتضحكون ، وقد أودى بنا قَدَرٌ = وللكريمِ مقاديرٌ بدنيانا
أم أنَّها كشَّرتْ تيهًـا حضارتُكم = حضارةُ الزيفِ فضَّتْها قضايانا !
أين المروءةُ يا أهلَ التَّقدُمِ في = تلك البلادِ وقد أخفتْ لقتلانا
أركبتموهم وأغلقتم منافذَها = حتى يصارعَ مرَّ الموتِ مَن عانى
وقد علمتُم بأنَّـا الصُّمُّ ماسمعتْ = آذانُنا صرخةَ المفجوعِ نادانا
فحسبنا اللهُ إذ جرتُم على بشرٍ = ولم نجد عندكم خيرا وتحنانا
لكنْ رأينا قلوبًا غيرَ راحمةٍ = وأنفُسًا خيَّبتْ في التيهِ مسعانا
وَمَنْ يعشْ في المصيباتِ التي استعرتْ = نيرانُها في المدى ماكان إنسانا
إنْ لم يُحرِّكْ أساها من مشاعره = ويدفع الضيمَ آلاما و أحزانا
إنَّ البواكي على الأحبابِ في شجنٍ = ولم تُطِقْ إحداهُنَّ كتمانا
ذقنَ المكارهَ من كاساتكم ألمًــا = يبقى على الوجهِ أزمانا و أزمانا
شبابنا مثل دراري الأفقِ أطفأها = إهمالكم حقدكم قد عجَّ أضغانا
(ياأيمن ) الذكريات الحُلوةِ انكفأتْ = على يَدَيْ مجرمٍ أو عابثٍ خانا
ويارجالا تلقوها بشاحنةٍ = مشؤومة الوجهِ أحزانا وأكفانا
وياصبايا ويا أطفال أعدمكم = ظلمُ الحضارةِ نسيانا و نكرانا
لكم جميعا من الرحمنِ مرحمةٌ = وللطغاةِ أعـدَّ اللهُ نيرانا
ماضيَّعَ اللهُ من مثقالِ مظلمةٍ = فكيف والغربُ عاثَ اليومَ بهتانا
مولاهُمُ الشَّرُّ لافازوا بخستهم = واللهُ جلَّ جلالُ اللهِ مولانا