يا مبدِعاً بين الخليقةِ شاعرا= بُشراكَ إنْ حُزتَ النهايةَ في الفِرى!!
ولقد ذكرتكَ في أوائلِ ثلةٍ= تهَبُ الحياةَ شذى البيان مُعطَّرا
قد كنت تحيي من موات قلوبنا= ببديع حرفك داعياً ومبشِّرا
كم صغتَ من دُررِ البيان قلائداً= أيقظتَ من صدقٍ لديك ضمائرا !!
وتمجّ شهْدكَ عاشقين مُجاجَهُ= كم ذا يعانقُ من حروفكَ كوثرا !!
لكنْ رضيتَ ختامَ عمْركَ مَغنماً= بهوىً ، لتصبحَ في انبطاحِكَ سادرا
صادرتَ مَجْدكَ والكرامةُ صوتُها= ميْتٌ وجُرْحُ الحرْفِ أصبح غائرا
وطرحتَ شِعرَكَ جانباً فجعلتَهُ=بُوقاً تصدّرَ للنفاق مشمِّرا
والحرْفُ عِرْضكَ بعتَهُ بدراهمٍ=أرأيتَ عِرْضاً إذ يُباعُ ويُشترى !!
سُبيَتْ قصائدُكَ الجميلةُ كلها= واهاً لها ، إن عُدْنَ بَعْدُ حرائرا
فارفع لحرفكَ بالكرامة قدْرَهُ= واجعله في كنف الأمانة مُزهِرا
تغزو الدياجي بالبيان ، ونورُهُ= يعلو ليصعدَ في القلوبِ منابرا