أليسَ يَـشْـفَـعُ ، والأبصارُ شاخِصَةٌ
في الحَـشْرِ، إذْ كُلُّ صَوتٍ ، ثَـمَّ ، قـدْ خَشَعا!؟
إنْ كان مَعنايَ ، مِن مَعناكِ ، مُـنـتزَعا= فأنـتِ - يارُوحُ - رُوحُ المَـعـنـيَـيْـنِ ، مَعا
لازِلـتِ ، يا دُرَّتيْ الـبَيضاءَ ، مُـوغِـلةً=في الصَدْرِ.. حَظُّـكِ مِنْه : ما وَعَى ورَعَى
يا نَـبْضَةَ الحُبّ والإيمانِ ، في كَـبِديْ= مازِلتِ لا تَـعْرفـينَ اليأسَ والجَـزَعــا
إنْ كنتُ إيّـاكِ ، أوْ إيّـايَ كنتِ ، فقدْ= كـنّا سَـناً ، مِنْ ضِـياءِ المصطَـفَى لَـمَعا
هِـمْـنا بِهِ .. وبِهِ كُـنّا لَـه تَـبَـعاً= أكْـرِمْ بهِ قـائِـداً للخَـلْـقِ ، مُـتّـبَـعا
هَـلْ تَـذكُـرينَ زَماناً كانَ أوّلـُه= ظُـلماً ، وأرداه وجْـهُ العَـدلِ ، إذْ نَصَـعا!؟
إذْ قـلتِ ، قَـبْـلُ ، وقـلتُ: الليلُ أرهَـقَـنا= وقـلتِ ، بَعْـدُ ، وقلتُ : النُورُ قـدْ سَـطَعا
نُـورُ النـبُـوّةِ هـذا ، لامِراءَ بـهِ= وأيُّ نُـورٍ، سِـواهُ ، يَـطْـردُ الـوَجَعا!؟
نُـورُ النـبُـوّةِ هذا ، نُورُ أحْمدَ ذا= نُـورُ الـذيْ حَـطّـمَ الأهْـواءَ والـبِـدَعا
نُـورُ النَـبيِّ الأبِيّ البَـرِّ، ما شَهِدتْ= نِـدّاً لَه الأرضُ ، مِنْ داعٍ سَـعَـى ودَعـا
هذِيْ المَـآذنُ : كم نَـدّتْ مَـرابِـعَها = بِـذِكـره.. وشَـذاه ، فـوقَـها ، رَبـَـعا
يَخشَى الـجَحـيمَ ، على أبناءِ أمّـتِه=كَمْ رَدّهمْ - مُـشْـفِـقاً - عَنها ، وكَـمْ وَزَعا!؟
* * *=* * *
أطَـلّ بِشْـراً ، على الدنيا ، فكانَ لَها= بَعدَ الضَلالِ ، الهُـدَى والحُـبَّ والـوَرَعـا
أطَـلَّ بَـدْراً بَهِـيّـاً ، في سَريرتِه= طُهْـرُ النَدَى .. وتَـنامَى الطُهرُ ، واتّـسَعا
ما كانَ كَوكَبَ عَصْرٍ مَرّ ، أو بَـلـدٍ..= للدَهرِ كانَ.. جَـميعاً.. بالـذيْ جَـمَعـا
وكانَ أسْـطَـعَ ما فيْ الدَهرِ، مِنْ وَهَـجٍ= وَحْـيُ الإلـهِ إلـيهِ ، بالـذيْ شَـرَعـا
أسْـنَى السَـنا ، في جَبينِ الدَهْـرِ، مؤتَـلِـقٌ= مِنه .. يَعود الورى عُـمْياً ، لو انقطعا
* * *=* * *
أخلاقُـه مِن كِتابِ الله نابِـعَـةٌ= أكْـرِمْ به مَـنـبَعاً.. يَـهْـديْ لِما نَـبَعا !
ألَـيسَ أسْـمَحَ سَـمْحٍ : مُهْـجَةً ويَداً= وطَـلْعةً ، مِن سَـناها العِـزُّ قـدْ طَـلَعا!؟
أليسَ بَحْـرُ النَدَى والبِـرِّ، مُـنحَدِراً= مِن راحَـتَـيْـهِ ، وسَيلُ العَـزْمِ مُـنـدَفِعا!؟
أليسَ أكْـرَمَ مَن أَوحَى الإلـهُ لَـهُ= فكانَ أكْـرَمَ مَـنْ لَـبَّى ، ومَـنْ صَـدَعا!؟
أليسَ مَن زانَـتْ الدنيا دِيانَـتُه !؟= فَـمَـنْ رأى مِثْـلَـها ، دِيـناً.. ومَنْ سَـمِعا!؟
ألـيسَ مَنْ كانَ مَولاهُ وقُـدْوتَـه= أعَـزّه الله ، بالإيـمـانِ .. فـارتَـفَـعـا!؟
* * *=* * *
فَـلَوْ دَرَى شانِـئوه الـبُـتْـرُ ، كَـمْ ظَـلَموا = ألـبابَهـمْ ، لَـتَـوارَوا ، في الثَرى ، هَـلَعا!
أو أسرَعوا ، فاحـتَـسَـوا مِن نَهْـرِ دَعْـوتِه= ما يَـفْـثَـأُ السُـمَّ ، مَـنـقوعاً.. ومَن نَـقَعا
فدَعوةُ (الرحْـمَةِ المُهْـداةِ قدْ نَـزلَتْ=كيْ تُـنقِـذَ الخَلـقَ ، لا كيْ تَـنشُـرَ الفَـزَعا
بُـشْرَى لِكلّ امْـرِئٍ ، في الكَونِ ، وامْـرأةٍ= يـابـؤسَ مَن صَـمّ منه السَـمعُ .. فامْـتَـنَعا
الجِـنّ والإنـسُ مَـيْـدانٌ لِـدَعْـوتِـه= والبِـيضُ والسُـودُ.. مَن عادَى ، ومَن خَضَعا
بالـيُـسْـرِ والحُبّ أرْسَى مَـنـهَجاً وسَطاً=وفَـلّ ، بالعَـدلِ ، سَيفَ الظُـلْـمِ.. فارتَـدَعا