نفثة ألم !؟
(1)
لا تَرفعي صوت العويلْ
فأنا المٌكبًلُ والقتيلْ
خمسون ٓعاماً قد مضى
مِنْ عمريَ المحزون ِ
يَغمرُني البلاءْ
وانا أُمَنِّي النفسَ بالفَرَج ِ القريبْ
وأنا أُغَطِّي عجزيَ المشلول َ
بالوعد ِالكذوبْ ؟!
(2)
لا ترفعي صوتَ العويلْ
فأنا المكبل والقتيل
وأنا يُحاصرُني الأ ذى
والظلمُ والإرهابُ والليلُ الطويلْ
قيّدْتُ نفسي باختياري
فاعْذُريني
ليس لي وطنٌ أعُدُّ نجومَهُ
فالكلّ ُ يُنذِرُني إذا أفصحتُ عن ألمي
بسجنٍ أو رحيلْ !؟
(3)
لاترفعي صوت العويل
فأنا المكبل والقتيل
أتجرَّعُ الآهاتِ في كهفِ المَهانَة ْ
لاتقبلي عذرا لنا
ما هزّنا أبدا نُواحْ
كلا ، ولم نفتحْ قلوبا للأ سى
لَمًّا الحِمى أمسى يُباحْ
وغَدَتْ مشاعرُنا
وقد طال المَدى
كالرملِ تَذروهُ الرياحْ
وحياتُنا مُلِئَتْ نِفاقا - يا أسيرةَ عجزِنا
والخوفُ صَيّرَناقطيعا يُستباحْ !؟
لاترفعي صوت العويل
حُزني وحُبّي يابسانِ
كنخلةٍ عَجفاءَ أنكرَها النخيلْ !؟
(4)
لاترفعي صوت العويل
فليس لي يا غزةَ الأحرار ِ! ياشهباءُ ! يادوما ! وياحمصُ الجريحةُ في شآمِ العزِّ ! غيرُ اللهِ
والصَّبْرُ الجميلْ
واللهُ لي نِعْمَ الوكيلْ
حسبي وحسبُكِ أنْ كشفتُ زُيوفهم
وعرفتُ مَنْ يحنو عليكِ
ولا يُطأطِئ للدخيلْ
كشفتْ دماؤكَ – يانزيفَ جِراحِنا -
كلًّ الدًّعاوَى التافهاتْ
وَبدَا المُزيًّفُ في قبَاحةِ وجهِه ِ
مِثلَ العَدُوِّ صَفاقة ً
وَأضاءَ في ظلماتِنا وجهُ الأصيلْ !!؟
وسوم: العدد 750