أما آنَ الأوان ُ أرى صباحي = و نورَ الحقّ يشرقُ بالكفاحِ!
أنا القدسُ الأبيّةُ في انكساري = أنا رهْنُ الأسى منذ اجتياحي
وهل يوما بُنيَّ أراك َ تصحو= فما نيْلُ المُنى بالمستراحٍ ؟
أجرْني يا بُنيَّ فإن عِرْضي = حرامٌ أن يُدنّسَ بالسِفاحِ
أما عيبٌ عليك إذا تداعتْ = كلابُ الأرضِ ناهشةً جراحي!
أما عيبٌ عليكَ إذا تعدَّوا= على شرَفي وعِرضي المستباحِ!
لحا اللهُ الوجوهَ إذا تلاقتْ= على بِشْرٍ و وُدٍ وانشراح
تمدُّ يدَ المودّة للأعادي= وتعلنُ عن هواها بامتداحِ
فقلتُ لها ألا قرّي وطيبي= دعي الحُكّامَ للخزي المُباحِ
همُ سِرُّ البليَّةِ في بلادٍ = هُمُ سِرُّ الأسى في كل ساحِ
بهم ذقنا الهزيمة نصفَ قرْنٍ= تباعاً ، كلهم أهل ُ انبطاحِ
فما ترجو البلادُ بهم صلاحاً= ولا أملاً يبشّرُ بالفلاح
ولكنّ الإباءَ قرينَ قومٍ = مع الأنفال عاشوا و الانشراحِ
همُ الأمل الذي للحقِّ ماضٍ= وأبقى لي من الخُطَبِ الفِصاحِ
بهم فاضَ الإباءُ مُجَاجَ عِز= وفاضَ المَجدُ كالماءِ القَراحِ
بهم إن الغدَ المأمولَ آتٍ = وفجْري قادمٌ زاهي الصباحِ