راقتني قصيدة "أروى" نظمها الشاعر حيدر الغدير في ابنته فقلت في نفسي : حري بي أن أكتب لابنتي الوفية مزنة لما هي عليه من طيب خصال وعلم وحكمة فهي أهل لذلك وكان والدها الحسناوي أول ما كتب للأطفال قصيدة "بنتي مزنة" وها أنا أسير على منواله" رحمه الله" فقلت في ابنتي :
مزنة ابنتي كم صنت من أسراري؟= أنت المنار وأنت من سماري
أحتار في وصف يضمد خاطري= فيفيض وجدي مسبلا أشعاري
بالحكمة الشما عرفت وبالهدى= بالحق دوما تسعفين قراري
أشبهت والدك بصدق عزيمة= تسعَين للعلياء بالإصرار
وتفيض عينك إذ ترين معذبا= قد أنهكته ضراوة الفجار
سمت وأفعال خلقت لمثلها=بنتي الحبيبة يا رعاك الباري
كالأم تحنوعلى الكسير برأفة=خضراء تدمي جبهة الاعسار
تحنو على الإخوان ترقب ظلهم= تدعو طوال الليل والأسحار
العلم تعشقه وليس تفاخرا=من حكمة فضلى إلى الأشعار
وتظل ترشف من رحيق تراثنا= علما وتكره سيء الأخبار
من مثل مزنة في الوقار وفي النهى=من مثلها في الود والايثار
من مثلها تبغي الرضا من ربها= من أمها ،من سائرالأطهار=
فخري بها أن جاوزت أقرانها= لا للسفاسف لا إلى الأشرار
تستنبط الأفضال من دهر مضى= تستدرك الإحسان للأبرار
وتفيد من يبغي النجاح بحرقة= لا تمنع خيرا وترضي الباري
طابت خصالك فلذتي يا وردة= بزغت على الأكوان طول نهار
رباه وفقها ووفق جمعنا=ياخالقي يا غافر الأوزار
أدم الهداية والصلاح لأسرتي= وارحم أبوهم غرة الأخيار
اجعل محمد في الجنان وجمعنا= مع أحمد المختار في الأبرار