اهجرْ أساكَ فليس ينفعنا الأسى= واجعلْ كفاحَكُ للعُلا متحمِّسا
نحِّ الهزيمةَ عن حياتكَ جانباً= عانقْ جهادَكَ كن لمَجْدِكَ فارسا
وكن الفتى عند الكريهةٍ ثابتاً= رجُلاً بدِينكَ للعقيدةِ حارسا
قاومْ هواكَ تقرَّ عينُكَ بالعُلا= حُرّاً أبيّاً لا ذليلاً بائسا
وارفعْ لواءَ المؤمتين مؤيداً= للحقّ في البذل الشريفِ منافسا
واسْدُ النصيحةَ للعبادِ برحمةٍ= فيّاضةٍ بالحُبِّ رفقاً هامسا
واجعلْ بريدَ محبّةٍ في بسمةٍ= تغزُ القلوبُ بها ، ولا تكُ عابسا
أمّا كلامُ الطيبينَ فجُدْ بهِ= للناس ريّانَ المشاعر مؤنِسا
إنْ جَنَّ ليلٌ فيهِ أشعِلْ شمعةً= للناس ، لا نلعنْ ظلاماً دامسا
وافتحْ نوافذَ للضياءِ و للسنا= كالصبح يشرق من محاسنهِ المِسا
مستشرفاً أملاً به تزهو الدُنا= زهواً يغازلُ في الكآبة بائسا
كُرَبُ الحياةِ لها المليكُ هو الذي= إنْ قالَ أبشِرْ يا عُبَيْدُ فقلْ عسى
قل للغيومِ هناكَ في كبِدٍ السّما= إني أرى يوماً سيشرقُ مُشمِسا
أوَ بَعْدَ أن عشنا الحياةَ تجارباً= أيَحِلُّ أنْ نأسى ويقتُلَنا الأسى؟!!