قطيعٌ يُساقُ إلى حتفه=ويمضي ويهتفُ للسائقين
قطيعٌ يسيرُ بلا غايةٍ=ويُعرضُ عن صيحة الناصحين
قطيع يسيرٌ وراء السراب=وما في السراب سوى المجرمين
قطيعٌ يسير وتعنو الرقاب=لذابحها في ارتياح ولين
يسير ويمضي كأن القلوب=زوت روحها فهي ماءٌ وطين
يسير ويمضي كأن العقول=خوت فاستراحت وحلَّ الجنون
لقد هان هذا القطيع الجهول=لما ارتضى دربه في المجون
* * *=* * *
لقد ترك الله في كل أمرٍ=وطاب له باطلُ الكافرين
أُريد له أن يعيش صغيراً=ليصبح ألعوبة اللاعبين
وصاغوا له صنماً من تراب=وقالوا له اسجد مع الساجدين
وحفُّوه بالوهم في كل درب=وبالناعقين وبالتافهين
وبالزامرين وبالرامحين=وبالرَّاقصين وبالهازلين
وقالوا له ذاك رب العباد=وأقواله لك شرعٌ ودين
فمنه الوفاء بكل العهود=ومنه العطاء بملء اليمين
يعيش مع الناس في كل حال=بروحٍ شفيقٍ وقلبٍ حنون
أطعهُ ليرضى وتلقى المنى=وإلا.. فأنت من الهالكين
فقال "نعم" بل وكلي "نعم=وألف "نعم" مثلما تطلبون
* * *=* * *
لقد هان هذا القطيع الجهول=وصار ذليلاً من الصاغرين
لقد ترك الله في كل أمر=إلى صنم صاغه العابثون
وصارت أمانيه أكلاً وشرباً=وجنساً ولهواً وفرشاً ثمين
كذاك البهائم هذا مناها=... ومن ثمَّ فليركب الراكبون
* * *=* * *
عجيب أتذهب تلك النفوس=نفوسُ الأباة ويخلو العرين
نفوسٌ سمت فوق هام الحياة=فكانت هي النور عبر السنين
نفوسٌ علتْ في شموخ الإباء=وعزَّت على الكون في كل حين
وظلت تعيش بكل افتخار=مع النور في موكب الخالدين
* * *=* * *
عجيبٌ أهذا القطيع الذليل=حفيد دعاة الهدى الطاهرين؟!
أهذي المهازيلُ أحفادهم؟؟!=ذُهلتُ.. وران عليَّ السكون
وقلتُ محالٌ.. وران الأسى=عليَّ وقمتُ وقلبي حزين
وعزَّيتُ نفسي بذاك "الشعاع=وإن كان يبدو لعيني دفين
فلا بد للحق من رجعةٍ=ولا بد للنور أن يستبين
* * *=* * *
فيا إخوتي يا شباب الهدى=أنيبوا وكونوا مع المتقين
ويا إخوتي قد يطولُ الطريق=ويُمسي عسيراً على السالكين
فلا تيأسوا فالإله الكريم=يُذلِّلُ كل عسير حرون
إذا ما رأيتم شرود القطيع=فصبراً لعلهم يرجعون
ألا فاثبتوا فعسير الطريق=يذلُّ لكم عندما تثبتون