شهيد
أدمعي فاضت بعيني عندما
قيل لي استشهد ذاك البطل
أدمعي فاضت ولكن وقفت
في المآقي بثبات تسألُ
لم لا تفرح بالمستشهدِ؟!
هيَّجتني أدمعي إذ سألت
وأثارتني وأذكت ألمي
وأرتني الليل والفجر معاً
فأطلَّ الفجرُ في قلبي الظمي
فتثبتُّ ولم أرتعد
تغرب الشمسُ ويأتي بعدها
أسحمٌ يشتدُّ عند الغسق
أتُرى يفرقُ من غيبتها
من يراها من وراءِ الأفق
أو ترى يندبها من أحد
غير أنَّ الخطب قد أرهقني
وانتظارُ الصبح قد أرَّقني
إنني ألمحُ فجراً مشرقاً
لكن النفسُ غدت تسألني
من لهذا الفكر بعد السيد؟
يا إلهي أنت أدرى بالألى
هيأوا السفن فغاب القائد
أنت أدرى بالألى حثُّوا الخطا
ومشوا صبحاً فمات الرائد
من لهم في السير إن لم تجد؟!
جُرحنا ما زال يجري دمُه
وعلى أرض محضناها الهوى
كم غرسنا العزَّ في أرجائها
ونشرنا النور فيها والهدى
هي في قبضة وغدٍ معتد
جُرحُنا ما زال يجري دمُه
وبأيد خانت العهد الوثيق
غدرت بالشعب ثم انفتلت
تضعُ الأشواك في كل طريق
وتظنُّ الليل يبقى سرمدي
نسيت يا صاحبي أن الألى
دفنوا الباطل بالأمس صحوا
ولئن ناموا قليلاً فلقد
هجروا اليوم هواهم ومشوا
بثباتٍ مشية المجتهد
فضعي الأغلال في أقدامهم
واعبثي ما شئت فيهم وارتعي
عرفوا الدرب ولن يثنيهم
أبداً وقعُ العذاب الموجع
كيف؟! والميدان أشهى موردِ
* * *
إنما الصبحُ قريب فجره
فتهيأ للغدِ المرتقب
أنت جنديٌ ولا تدري متى
تنسف الطاغي بسوط اللهب
ثم تبني المجد فوق الفرقد
وسوم: العدد 753