ألفية ابن مالك.. في النحو واللغة..
ألفية ابن مالك.. في النحو واللغة.. ألفها الامام مالك.. في مدينة حماة… وحصرا في مسجد القان ( الآن)..
ولهذه التسميه قصة… وهاك القصة…
[ ألفية بن مالك كتبت في جامع "الآن" ]
ابن مالك عالم لغوي من مشاهير علماء اللغة العربية في النحو والصرف، إنه محمدبن عبد الله بن مالك الطائي الجياني نسبة إلى مسقط رأسه "جيان" مدينة أندلسية
يعود أصله إلى قبيلة طيء العربية الشهيرة
ولد في الأندلس عام 600 ھ الموافق 1203م وتتلمذ على أيدي كثير من علمائها حتى هجر الاندلس آنئذ أثناء سقوط معظم مدنها في أواخر أيامها !!
وغادرها إلى بلاد المشرق عالما ومتعلما حتى ذاع صيته في أنحاء المعمورة كلها وأصبح مقصد المتعلمين والدارسين لعلوم اللغة ونحوها وصرفها !!
زار كثيرا من المدن العربية الهامة وكان حيث يحل يصبح مقصدا للعلماء والمتعلمين لما له من الأهمية بمكان
نزل في مدينة حماة ومكث بها زمنا عند مشايخ وأعيان آل الكيلاني وحصرا عند قاضي حماة الشيخ شرف الدين هبة الله المعروف ب"ابن البارزي" في حي الكيلانية آنئذ
وتفاجأ ابن مالك عندما خالط أهالي حماة في ذلك الوقت أنهم لم يعيروه اهتماما بالغا كما كانت بقية المدن تهتم به كعالم كبير
وكان ابن مالك حيثما يسير ويلتقي بأهالي هذه المدينة عامتها وخاصتها كان يجد من يناقشه وبقوة في علوم اللغة العربية، وكيف لا وقد لقبت هذه المدينة من قديم الأزل بلقب الطير الناطق لفصاحة أهلها لغة وشعرا !
فأثار ذلك حنق ابن مالك واحب أن يثبت لأهالي حماة أنه عالم متمكن له وزن وقيمة علمية كبرى !
فاعتكف في جامع "الآن" وليس "القان" شهرا كاملا خرج بعده بألفيته التي اشتهرت فيما بعد بألفية ابن مالك!!
وهي ألف بيت من الشعر جمعت قواعد اللغة العربية كلها ومسائلها في أبيات شعر من بحر الرجز !!
وجامع "الآن" الذي كتبت فيه هذه الألفية هو جامع صغير يتوسط حي الباشورة القديم وأجمل أحياء حماة بكل مافيها قولا واحدا !!
ويعرف المسجد باسم جامع "القان" وهذا خطأ لغوي شائع! واللفظ الصحيح هو جامع "الآن"
فعندما دخل أبو عبيدة بن الجراح فاتحا مدينة حماة عام17 ھ 638م واحتدمت المعركة على تل الدباغة والباشورة والقلعة والتف المسلمون من جهة القلعة يمينا ويسارا ومن جهة الجنوب في تل الدباغة وعندما انتهت المعركة وانتصر المسلمون ورميت سهام النصر النارية في الهواء من جهة القلعة دلالة على انتهاء المعركة في القلعة
ومن جميل المصادفة انتهاء المعركة أيضا في تل الدباغة في وقت واحد !!
عندها نزل أبو عبيدة من على صهوة فرسه يتصبب عرقا وكان موقعه تماما أمام هذا الجامع الصغير وكان كنيسة في ذلك الوقت
وقال أبو عبيدة قولته التاريخية: "الآن قد فتحت حماة) وتوافق الوقت وقت صلاة العصر فأمر بالأذان وأقاموا أول صلاة فيه وسمي نسبة لقول أبي عبيدة "جامع الآن" !!!
نعم إنه جامع يحمل الكثير من القصص التاريخية الحموية وفيه كتب ابن مالك ألفيته الرائعة الجميلة، لم لا وقد تكاملت كل العناصر العلمية والفنية والبشرية والدينية، وقديما ضربوا مثلا عن جمال هذا الحي العابق الموحي بكل أطياف الروعة و يفوح بالأكابرية والجمال والأخلاق الكريمة، ألم يضربوا ذلك المثل: (( اللي بدو حلوة وأمورة ياخدها من الباشورة))
فهل من العجب أن يكتب بن مالك ألفيته في هذا الحي وفي "جامع الآن" !!!!
-------------------
المصادر:
-كتاب مملكة حماة الأيوبية، تأليف غسان سبانو
- مجلة مجمع اللغة العربية الأردني العدد 84 ص205
-نفح الطيب؛ ج2 ص222
-تاريخ الأدب العربي، تأليف بروكلمان ج 5ص277
وسوم: العدد 800