كتاب : الأزمة الدستورية في الحضارة الإسلامية من الفتنة الكبرى إلى الربيع العربي
المؤلف محمد المختار الشنقيطي
الناشر: منتدى العلاقات العربية الدولية"- الدوحة- العام 2018م.
تقديم راشد الغنوشي.
*المقصود بالأزمة الدستورية في الحضارة الإسلامية:*
تلك المفارقة بين المبدأ السياسي الإسلامي والواقع التاريخي الذي عاشه المسلمون سياسيا، ولا يزالون يعانون تبعاته حتى اليوم،
ثم ما نتج عن تلك المفارقة من صراعات سياسية مريرة في تاريخ الحضارة الإسلامية منذ منتصف القرن الأول الهجري إلى اليوم.
*عن الكتاب*
الكتاب جاء في ثلاثة أقسام وستة فصول،
تناولت بالنقد والتحليل تجربة الحكم في الإسلام في مرحلة ما بعد عهد النبوة، وصولاً إلى الزمن المعاصر، وتجربة الإسلاميين في الحكم في مرحلة ما بعد ما يُعرَف بالربيع العربي وثوراته.
ومن بين أهم قضايا الكتاب،
مشكلة العلاقة بين النص المقدس، والنص الدستوري باعتبار أن الدستور هو أحد أهم مقومات الدولة بالمفهوم المؤسسي،
وشكل الدولة الإسلامية المطلوبة،
والإشكاليات المثارة حول الخلافة والإمامة في هذا الصدد.
الكتاب حَفِل بالمقدمات التي تناولت المفاهيم الأساسية التي تناولها الكتاب، ونظرات عقلية على واقع الأمة ومشكلات الدولة في عالمنا الإسلامي، ولاسيما المؤسسية، وإشكالية سوء فهم تاريخ الدولة الإسلامية ومدلولاته افي تجارب الإسلاميين في الحكم في العصر الحديث.
*القسم الأول من الكتاب*
تناول أمهات القيم السياسية بشكل عام من منظور نظري،
فتناول الأساس القيمي، والأساس الاجتماعي والأساس العقلي،
وقضايا ومسائل مثل الحرية والمسئولية والأهلية السياسية، ووجوب التمثيل السياسي، والشورى.
كما تناول ما وصفه بقيم الأداء السياسي، مثل حماية المال العام، والنصح بين الحاكم والمحكوم، وكفاءة اختيار العناصر التي تعمل في المجال العام، وما إلى ذلك.
*القسم الثاني*
تناول جوانب تاريخية متعلقة بممارسة الدولة الإسلامية على المستوى المؤسسي، والجذور البيئية؛ الثقافية والاجتماعية التي صنعت هذه الممارسة.
واهتم في هذا الإطار بمناقشة أفكار ابن خلدون في السياسة والعمران، وجذور الممارسة الاستبدادية في الفكر السياسي في الدولة الإسلامية، في مراحل تاريخية مختلفة، ودور الثقافات الوافدة مثل الثقافة الفارسية، في هذا الأمر.
*القسم الثالث*
ناقش قضية التغيير والإصلاح في عالمنا الإسلامي، منذ عصر الفتنة الكبرى وحتى ثورات الربيع العربي، والمشكلات التي رافقت هذه العملية طيلة المراحل التاريخية السابقة، وحتى الآن، وكيفية معالجتها، والوصول في النهاية إلى شكل من أشكال وحدة الأمة يقوم على مؤسسات الدولة، والنظريات الدستورية الحديثة.
*الخاتمة*
تشرح عن الثورات التي حصلت خلال الثلاث قرون السابقة (إنجليزية – فرنسية – أمريكية) و أوجه الشبه بينها و بين الربيع العربي ورأي مفكرين مثل فوكوياما، مايكل ريتشارد و كرين برينتون و السنهوري و الكواكبي و بن نبي
و كيف أن الخروج من هذه الأزمة يكون بالثورة على الاستبداد و رفض كل ما ثبتته تلك الامبراطوريات من قيم فاسدة
وقد بدأ هذا بالربيع العربي الذي جوهره هو طموح الإرادة الإنسانية للعدل و الحرية. يلي ذلك تحليل ونقد أراء المزيد من الكتاب و المفكرين و الكلام عن الدساتير الحديثة و مرجعياتها التي هي نتيجة مطالب شعبية و كيف أن معظم الدساتير الإسلامية هي "دساتير من ورق" و التأكيد على أن حكم الشعب الديمقراطي الصالح نتيجته العدل و أي طريق استخرج بها العدل فهي من الدين و ليست مخالفة له.
أما بالنسبة للخروج من الأزمة فيتلخص بالخروج من فقه الضرورات و هواجس الخوف من الفتنة إلى المبدأ و الثورة و تحويل القيم الأصلية لمؤسسات و إجراءات دستورية معاصرة ولا عودة للاستبداد فعبرة التاريخ تدل أن الاستبداد ليس أخف الضررين بل هو أصل الفتنة و جذرها و سببها و هو حرب أهلية مؤجلة فالواجب هو نفي اليأس و تعزيز الأمل والإيجابية.
وسوم: العدد 809