في الأحواز…الصين دولة استعمارية بامتياز
لم يرد أسم الصين في قائمة الدول الاستعمارية بل الصين نفسها كانت وفي فترات من الزمن ضحية الاستعمار الياباني ولكن اليوم وفي ظل العولمة والتنافس الاقتصادي ما بين الدول دخلت الصين هذه القائمة وأصبحت الشركات الصينية بمثابة الجيوش الاستعمارية والعمال الصينيون هم جنودها الأوفيا في تنفيذ الخطط والمشاريع الأستعمارية دون رحمة.
اشارت ذات مرة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً الى الاستعمار الصيني في القارة الافريقية حيث يتخوف العالم من أن تؤدي خطط ومشاريع الصين الأستعمارية إلى إخفاء هويات الشعوب الأفريقية ومحو تراثها ولكن في الحالة الاحوازية الأمر يتجاوز إخفاء الثقافة والتراث بل وصل الى المشاركة العلنية في عملية الفصل العنصري الممارس من قبل إيران ضد العرب الاحوازيين.
وتشرف قيادات الحرس الثوري الإيراني في مقر خاتم الأنبياء للبناء والإعمار على نشاط الشركات الصينية العاملة في مجال اكتشاف واستخراج النفط والغاز في الاحواز ويتم هذا الاشراف من خلال دائرة الاكتشاف والتنقيب المحسوبة على شريكة النفط الايرانية والتي تضم عددا من ضباط الحرس الثوري ومن مهامها ابرام العقود مع الشركات الصينية.
من أهم الشركات الصينية المتقاعدة مع طهران والمتواجدة في الاحواز وأكثرها اجراما بحق الاحوازيين هي شريكة « سينوبيك »«Sinopec» وبجانبها شركة «سنسلسي »« CNLC » و هاتان الشركتان معروفتان ب“صفقة القرن” المبرمة مع إيران والتي قيل عنها انها تعادل حوالي 100 مليار دولار امريكي.
تمتثل الشركات الصينية لأوامر قیادات الحرس الثوري في مقر خاتم الأنبياء حيث تمنع قيادات الحرس الثوري وبدوافع عنصرية وبحجج أمنية توظيف العرب الاحوازيين من عمال ومهندسين وخبراء وأصحاب شركات ومؤسسات خدمية وابعادهم من العمل مع الشركات الصينية التي تشارك طهران في نهب ثروات الشعب العربي الاحوازي.
تتوزع مكاتب التوظيف التابعة لشركة « CNLC » و شركة «Sinopec»على مراكز المحافظات الفارسية في ايران هذا بالاضافة الى المكتب الرئيسي لهاتين الشركتين في مدينة الاحواز والواقع في منطقة الخزعلية(بيج كارون)مقابل دائرة الاكتشاف والتنقيب التابعة لشركة النفط الإيرانية.
أما ورشات العمل والمنشئات التابعة لشركة سينوبيك «Sinopec»الصينية العاملة في حقول الحويزة« آزادجان» والجفير« يادآوران» تقع حوالي 70 كيلومترا في الجنوب الغربي من مدينة الاحواز أي 10 كيلومترات غربا عند نقطة 55 كيلومتر في طريق الاحواز المحمرة.
وتشارك الشركات الصينية في تنفيذ سياسات الحرس الثوري الإيراني والتي تصب في خانة التطهير العرقي ضد الاحوازيين ولم یخف مدراء هذه الشركات السياسات العنصرية بل يطلبون من الباحثين عن فرص العمل أن يملئوا استمارات خاصة فيها سؤال واضح عن العرق والدين لطالب الوظيفة وفي حال معرفة الموظف الصيني بأن المتقدم هو من أصول عربية أو من أهل السنة يقوم بسحب الاوراق وتمزيقها ومن ثم رميها في سلة المهملات ويأمر بطرد المتقدم من دائرة التوظيف.
واذكر هنا بعض الانتهاكات التي تمارسها الشركات الصينية ضد العرب في الاحواز ومنها:
– تخصيص فرص العمل وحكرها على المستوطنين الفرس لاسيما اللور والبختياريين منهم و لا يسمح بتوظيف العرب وأهل السنة في جميع المنشئات التابعة للشركات الصينية.
– لا يسمح بعقد عقود لمشاريع خدمية صغيرة مع شركات محلية أصحابها عرب او من أهل السنة.
– عدم تجاوب ادارة الشركة مع شكاوي أصحاب الاراضي المغتصبة وتقوم بطرد المحامين العرب.
– لم تتجاوب الشركات مع شكاوي نشطاء البيئة المحليين حيث عمليات الاستكشاف و الاستخراج و ايجاد الطرق وبناء المنشئات التي تقوم بها هذه الشركات تسببت باضرار فادحة للبيئة الاحوازية خاصة وأن المشاريع تنفذ على مساحات شاسعة من هور الحويزة تم تجفيفها بغرض استخراج النفط.
– تعتبر هذه الشركات أن المستوطنين الفرس واللور هم أصحاب الأرض ولهذا تقوم هذه الشركات بدعم المشاريع الثقافية والرياضية الخاصة بالمستوطنين اللور والبختياريين وتتبرع لهم باستمرار بالأموال وتستثني العرب من هذا الدعم في حين تشير جمیع الوثائق القانونية في الأمم المتحدة أن الاحوازيين هم أصحاب الارض وسكانها الاصليين.
وبالعودة الى سياسات شركة « CNLC » وشريكة «Sinopec» والممارسات العنصرية ضد الاحوازيين نجد أن النظام الإيراني هو من استغل الصينيين وآتى بهم حتى ينفذوا له الحلقات الأخيرة من مسلسل برنامج التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي لصالح المستوطنين على حساب العرب من جانب والاحتماء بقوة الصين السياسية ونفوذها في مجلس الأمن من جانب آخر بقيت كسب صوت الصین بجانب روسيا لصالح مشاريعها النووية والتوسعية في المنطقة.
و ما تشهده المدن والقرى الاحوازية من موجة هجرة شرسة وهروب الشباب الاحوازي المتعلم وغير المتعلم من الجحيم الذي فرضته إيران بدعم ومساندة الشركات الاستعمارية الصينية في الاحواز يعد جريمة بحق الأنسانية ويعتبرمن النتائج الطبيعية والحتمية لمثل هذه السياسات العنصرية التي رسمتها طهران و نفذتها بكين ضد ابناء شعبنا العربي الاحوازي.
وسوم: العدد 884