هل تعلم، فكر وخواطر – إلى أبناء الصحوة الإسلامية المعاصرة

الإهداء

إلى روحي أمي وأبي اللذين ربياني صغيراً ، وإلى روح ولدي حذيفة الثاوي في غوطة دمشق الشرقية: عروس الغوطة وجمالها ( حرستا القنطرة ) بين يانع الرياض وملتف الفياض .. الذي توفاه الله عز وجل بمرض السكر في 12/ 11 / يوم الأربعاء عام 2014م – في حصار الغوطة الفتّاك ، وجوع قاتل ، وانعدام لمادة الأنسولين .

أسأل الله تعالى أن يتقبله شهيداً – فقد مات غريباً وجائعاً ومريضاً – رأيته قبل عامين في الرؤيا يقول لي: (شهيد) ..

مقدمة

يقول الله –عز وجل- في كتابه العزيز{اقرأ باسم ربك الذي خلق۞ خلق الإنسان من علق۞اقرأ وربك الأكرم ۞الذي علم بالقلم۞علّم الإنسان مالم يعلم}-(سورة العلق).

الآية واضحة أن ديننا دين العلم والقراءة ولقد رحل علماء الأمة من السلف الصالح وتنقلوا بين البلدان ليتعلموا باباً من العلم أو يسمعوا حكماً في مسألة .. فهذا الإمام الشافعي –رحمه الله- رحل من مصر إلى الحجاز واليمن ثم إلى العراق في طلب العلم وعاد إلى مصر .

ورحل الإمام السيوطي –رحمه الله- في طلب العلم من مصر إلى النيجر وإلى الهند وإلى الحجاز واليمن والمغرب والشام ورزق التبحر في الفقه والحديث والتفسير والمعاني والبيان والبديع ولم يكن أشهر منه في زمنه ، ويعد السيوطي من الأئمة الذين حفظوا العلوم للخلف وسهلوا سبلها للمتأخرين . وقد ترك للناس أكثر من (300) مصنف ولو لم يكن له إلا الاتقان في علوم القرآن ، والمزهر في أصول اللغة ، والأشباه والنظائر في دقائق النحو ، والجمع على الجمع في فروع النحو وأصوله والصرف لكفاه ذلك فخراً .

وكان فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك –رحمه الله- يمشي من بيته في حي حدائق القبة إلى المعهد الأزهري في شبرة الخيمة وهو كفيف حوالي ثلاثة أرباع الساعة للعلم والدراسة صباحاً ويعود بعد الظهر .

ويقول الشهيد سيد قطب –رحمه الله- في تفسير الظلال :

((لقد قرأت في كتب الأمم أربعين عاماً وعندما قارنتها بثقافتنا الإسلامية وجدتها شيئاً ضئيلاً)) .

وذهب سليمان بن محمد أمين الحلبي من حلب إلى مصر عام 1798م ليطلب العلم في الأزهر وانتهت حياته العلمية شهيداً في سبيل الله بعد اغتياله الجنرال الفرنسي كليبر في مصر.

ولله الحمد والمنة أنني من هواة القراءة العلمية والثقافية ، وأحب المطالعة لدرجة الغرام ، وهي أنس نفسي وغذاء عقلي .

ولقد بدأت القراءة والمطالعة منذ عام 1970م وكان عمري خمسة عشر عاما وقرأت الكثير من الكتب والمجلات الإسلامية وسمعت الكثير من المحاضرات العلمية والخطب الدعوية والثقافية .

وإلى تاريخ كتابة هذه السطور أقرأ وأسمع .. ومررت في هذه المدة الطويلة التي شارفت على نصف قرن من الزمان - على كثير من المواقف . ووقفت على كثير من الحقائق فأردت أن أسطرها في كتاب ينتفع به المسلمون بخصوص أبناء الصحوة الإسلامية المعاصرة .

راجياً من المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم .

تمهيد

كتبت عن الاقتصاد وكيف تهدم مراكز الاقتصاد في بلاد العرب والمسلمين ، وتهدر أموال الأمة .

الدكتور محمود أبو السعود من أكبر علماء الاقتصاد في العالم العربي . أسس في مصر بنكاً لا يقوم على الربا . ونجح المشروع ، فأمره عبد الناصر بإدخال نسبة من الربا ولو بنسبة 2% فرفض . وذهب إلى أمريكا يخطط لاقتصادها وهدم البنك .

(قصر الشعب) في حي المزة بدمشق كلف خزينة سوريا 23 مليار و300 مليون من الليرات السورية.والرئيس الفرنسي جاك شيراك كان يسكن مع زوجته في غرفتين ومنافعهما .

وكتبت في السياسة ، ومما كتبت ((اعتقلت السلطات المصرية بعض زعماء اليمن في مصر بعد دخول الجيش المصري في اليمن عام 1962م فكان الزعيم اليمني يقول : كنا نطالب بحرية القول فأصبحنا نطالب بحرية البول)) .

ونقلت الكثير من أخبار العالم العربي ومن عدة دول منها الجزائر - عن الكهوف في الصحراء الجزائرية التي ما زالت تضم في بطنها هياكل عظمية للمجاهدين الذين تحصنوا بالكهوف عندما نفدت ذخيرتهم فَرشّتْ عليهم فرنسا الغازاتِ السامة وماتوا شهداء برحمة الله وفضله .

وعن مدينة أغادير في المغرب العربي وكيف وبين عشية وضحاها أصبحت بين أطباق الثرى .

ونقلت أخباراً من تونس وإيران ، ومن أوروبا وأمريكا ، وكتبت عن الحاضر المأساوي القريب للمسلمين في بعض الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية .

وملأت صفحات عريضة عن مصر وسورية ، وذكرت مواقف لبعض خلفاء المسلمين في الماضي البعيد والحاضر القريب ونقلت صفحات طوالاً من جهاد الأمير محمد عبد الكريم الخطابي في المغرب العربي . وكنت لا أعرف شيئاً عن جهاده إلا العنوان العام . وذكرت كثيراً من المسائل العلمية ومما ذكرته: (عود السواك يباع في أسواق لندن بجنيه استرليني عام 1980م) .

وتحدثت كثيراً عن الحقبة المظلمة السوداء في مصر وهي مدة حكم عبد الناصر من 23/7/1952 إلى 28/9/1970 م ، ومما ذكرته يوم مات أن حادثة المنشية في مصر في 26/10/1954م تمثيلية لاعلاقة للإخوان المسلمين بها لا من قريب ولا من بعيد . وذكرت ماقيل في الإخوان المسلمين وصرح به بعض قادة إسرائيل فقال (احذر عدوك : الإخوان المسلمون) .

وذكرت شيئاً من تاريخ سورية القريب وكيف كانت علاقة الحاكم بالمحكوم ، وكيف كان صاحب الحاجة يطرق باب الرئيس شكري القوتلي –رحمه الله تعالى- وينتظر هنيهة ثم يدخل، أما الرئيس هاشم الأتاسي –رحمه الله تعالى- فكان لايغلق بابه ويبقى مفتوحاً للجميع .

وتحدثت عن المخطط النصيري لحكم سورية ، وعن اجتماعات القرداحة وحمص عام 1963م ، وتحدثت عن عائلة الأسد وعن أصولها وأنه لم يكن لها وجود قبل عام 1850م في سورية ، وتحدثت عن مجازر حافظ الأسد ورفعت الأسد في سورية ولبنان .

وتحدثت عن الشيعة وعقائدهم الباطلة وماذكره أئمتهم في كتبهم من خرافات يضحك منها الطفل الصغير ومن هذه العقائد أن الأئمة عند الشيعة لايموتون إلا بإذنهم واختيارهم إلى آخر هذه الخرافات .

ثم دخلت إلى عالم الأدب وتناولت بعض القطوف الزاهية والأغصان الريانة ومنها قول الشاعر العباسي ابن الرومي :

ومنها هذه الزهرة من أدب الجاحظ ، يقول رحمه الله : ((عندما تتلطف حرارة الشمس في فصل الصيف يخرج البعوض طالباً رزقه من دماء الحيوانات ، ويخرج الخفاش طالباً رزقه من البعوض والذباب فيقع طالب رزق في فم طالب رزق)) .

ورحت أقلب صفحات التاريخ ونقلت عنه سطوراً مشرقة ومنها : ((كان عمر بن عبد العزيز يزور قبور آبائه وأجداده من بني أمية ويقول لمرافقه : هذه قبور آبائي وأجدادي من بني أمية – كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا لذتهم)) .

وسئل عبد الملك بن مروان : ما شيّبَك يا أمير المؤمنين ؟ قال : صعود المنابر .

وذكرت شيئاً من الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ومنها : أن بين كل سورة والتي قبلها رابطة ، والرابطة بين سورة النحل وسورة الإسراء ما يلي : أنزل الله –عز وجل- في سورة النحل قوله تعالى : {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ۞ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون۞}، وأنزل الله –عز وجل- في سورة الإسراء قوله تعالى : {وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا ۞} فربط الله –عز وجل- بين الشفأين : العسل في سورة النحل والقرآن في سورة الإسراء .

ونقلت الكثير من أخبار الحملة الفرنسية على مصر ومافعل نابليون فيها ، ومنها : أنه أشعل النار في مدينة إمبابة المصرية ثمانية وعشرين يوماً حتى كاد أهل إمبابة أن يموتوا عن آخرهم.

ونقلت من أخبار الشيوعية الكثير ومافعل زعماء الشيوعية في روسيا والصين بالمسلمين، ومافعله بعض زعماء العرب الشيوعيين في المسلمين فلقد قتل ستالين وشرد عشرين مليوناً من المسلمين ، وأن الذي خطط لمجزرة كركوك في العراق عام 1964م هم قادة الشيوعية في إسرائيل وسورية والعراق .

ونقلت مقالات لعلماء أوربيين في الحضارة الإسلامية ومنها ماقاله بريفولت : (مامن ناحية من نواحي تقدم أوروبا إلا وللحضارة الإسلامية فيها فضل ولها آثار حاسمة) .

وكتبت عن إنجازات الرازي من مؤلفات في علم الطب وتشكل موسوعة طبية متكاملة ، وقد كانت المرجع الأساسي لعلماء أوروبا في الطب والصيدلة والكيمياء حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي . وعن المستشفى الكبير الذي بناه الرازي (ولد في مدينة الري بالعراق عام 865 م وتوفي عام 930م) في بغداد بطلب من الخليفة عضد الدولة وكان هذا المشروع من أضخم ماعرفه الطب في القرن التاسع عشر الميلادي

وكان الأسلوب الذي اتبعته في كتابة هذه الصفحات أنني أتنقل من الاقتصاد إلى السياسة، ومن السياسة إلى المسائل العلمية ، ومنها إلى التاريخ والأدب حتى لا يمل القارئ ، ثم إلى ذكر أخبار وحوادث من العالم العربي والإسلامي ومن أوروبا إلى أمريكا..وهكذا .

وقد حوى هذا الكتاب من الأفكار والأقوال ما يشكل ثروة ثقافية واسعة عند الشباب في مختلف المجالات.

والحمد لله رب العالمين

محمود الغانم الدغيم

في شهر آب عام 2020

في عالم الاقتصاد

(١) هل تعلم أن الدكتور محمود أبو السعود وهو من أشهر علماء الاقتصاد في العالم العربي وأبرزهم في مصر ، عرض على جمال عبد الناصر إقامة مشروع بنك لايقوم على الربا فوافق مبدئيا وأقيم المشروع في القاهرة وظهرت بشائر النجاح وفتحت له فروع في سائر المحافظات المصرية، وأشرفت الأزمة الاقتصادية على النهاية ، وأشرفت مشكلة الفقر على الحل.

وفي هذا الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد المصري بالازدهار طلب عبد الناصر من أبو السعود إدخال نسبة ربوية في البنك ولو ٢٪ فودّع أبو السعود مصر و ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولعام ١٩76م كان يخطط لاقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية ، وتوفى - رحمه الله- في 23/4/1993م في أحد مشافي برمنغهام في بريطانيا أثناء زيارته لها.

(2) هل تعلم أن مصر أنفقت على حرب اليمن يوم دخلها الجيش المصري عام ١٩٦٢م وبقي إلى عام ١٩٦٧م أربعة آلاف مليون جنيه! وفي مصر أربعة آلاف قرية لو وضعت تلك الأموال الطائلة في ذلك الكم الهائل من القرى لأصلح الله حال مصر.

يقول الشيخ عبد الحميد كشك - رحمه الله- :(ولم يكن لمصر في حرب اليمن ناقة ولا جمل).

(3) هل تعلم أن العلماء في سورية من أصحاب الاختصاص قرروا في اجتماع لهم عام ١٩٧٨م أن في سورية من الثروات في بطن الأرض وعلى ظهرها مايكفي لثمانين مليون من السكان يعيشون في رفاهية والشعب السوري يعيش ٦٠٪ منه تحت خط الفقر؟

(4) هل تعلم أن جواهرلالنهرو الرئيس الهندي الشهير كان يرسل برقيات ورسائل إلى سفراء الهند في العالم يكتب فيها :

(ياسفراء الهند اقتصدوا ، فإن ثمن زجاجة من الخمر يكفي لإطعام عائلة جائعة في الهند).

(5) هل تعلم أن غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عام ١٩٧٣م  سافرت إلى بريطانيا في أحد الأعوام وكانت حاسرة الرأس ، وعندما نزلت في مطار لندن علمت أن ملكة بريطانيا أيامها لاتستقبل امرأة حاسرة الرأس فأخّرت الاجتماع مدة يومين واتصلت بإسرائيل ليرسلوا إليها قبعتها التي لايزيد ثمنها عن سبعة جنيهات مصرية حتى لاتشتري قبعة من أموال الشعب الإسرائيلي ؟

(6) وبالمقابل فإن السفارة المصرية في باريس استغاثت بمصر في ستينيات القرن الماضي لكي ترسل إليها مبلغاً طائلاً يغطي مشتريات حرم سامي شرف وزير قصر عبد الناصر، حيث بلغت قيمة المشتريات ثلاثين ألف جنيه ؟

(7) هل تعلم أن العقيد شمس بدران قائد السجن الحربي في مصر عام ١٩٦٥م ووزير الحربية عام ١٩٦٧م هرّب من مصر أحد عشر مليون جنيه إسترليني إلى لندن ولحق بها عام ١٩٧٣م ؟

(8) وهل تعلم أن (الضباط الأحرار) في مصر عرضوا على اللواء محمد نجيب - رحمه الله- بعد نجاح انقلابهم العسكري في ٢٣/يوليو/١٩٥٢م أن يمنح لكل ضابط شارك في الانقلاب على الملك عشرة آلاف جنيه مكافأة له فقال لهم :

(أول إحسان للبلد بعد نجاح الثورة سرقة الخزينة ؟!) .

ولما لم يوافق على الطلب قاموا عليه بانقلاب بعد سنة من الانقلاب الأول بقيادة عبد الناصر وبعثوا به إلى معتقل المرج في صعيد مصر حيث بقي أكثر من عشرين عاماً ؟

(9) هل تعلم أن العقيد معمّر القذافي الرئيس الليبي السابق عرض على مصر عام ١٩٨٠م شراء قبر عبد الناصر بألفين وخمسمئة (2500) مليون جنيه لكي يضعه في بنغازي أو طرابلس العاصمة لكي يزوره الناس ويطوفوا به ؟

(10) هل تعلم أن سورية أنفقت على تحصين الجبهة السورية (الجولان) بعد جلاء فرنسا في 17/4/1946م إلى عام ١٩٦٧م خمسة مليارات من الليرات السورية بناءاً ، وتحصيناً ، وأسلحة فباعها حافظ أسد عام ١٩٦٧م في مسرحية حرب حزيران بخمس مئة ألف دولار واشترتها أمريكا بل أثرياء اليهود الإمريكان لإسرائيل ؟

(11) هل تعلم أن العقيد علي شفيق أحد مراكز القوى في مصر أيام حكم عبد الناصر ومدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر العسكري وجد مقتولاً في شقته في لندن في ربيع عام ١٩٧٨م وفي الشقة مليون جنيه - ذكرها الشيخ عبد الحميد كشك - رحمه الله - في خطبته المسجلة رقم (٢٦٩) وهذا غيض من فيض ؟ 

(12) هل تعلم أن زهير محسن رئيس الدائرة العسكرية لمنظمة الصاعقة السورية المحسوبة على نظام (الأسد) قُتل في باريس في 26/8/1979م ومات عن ثروة ضخمة (مئة مليون دولار) وهو أحد أثرياء الحرب اللبنانية التي أشعل فتيلها حافظ أسد في 25/4/1975م وانتهت عام ١٩٩٢م ؟

(13) هل تعلم أن للدول البترولية في بنوك أوروبا وأمريكا لغاية عام ١٩٧٧م مئة وخمسين مليار دولار، يقول الشيخ كشك - رحمه الله- في خطبته المسجلة رقم (٢١٦) :

((تتمرّغ هذه الأموال في بنوك اليهود وشعوب المسلمين حفاة عراة )) ؟

(14) هل تعلم أن أغنياء الخليج صرفوا في أسواق لندن في صيف عام ١٩٨٠م ثماني مئة مليون دولار؟

(15) هل تعلم أن الرئيس الروسي خروشوف الذي مات عام ١٩٧٠م يوم كان يحكم روسيا في ستينيات القرن الماضي كان عنده حمَّام من البلور في البحر؟

(16) هل تعلم أن الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي سابقاً ليونيد بريجينيف (والذي مات في 13/11/1982م) كانت هوايته جمع السيارات الفاخرة ؟

(17) هل تعلم أنه عندما أثبتت المزارع الجماعية فشلها في روسيا قال خروشوف وهو من رجال الاشتراكية العلمية : ((إن الطبيعة تعاكسنا)) ؟

(18) هل تعلم أن قناة السويس في مصر تضخ في خزينة مصر كل يوم متراً مكعباً من الذهب؟ حدثني بذلك مهندس مصري مطّلع (وفي مصر فقر مدقع). 

(19) هل تعلم أن في مصر (البحر الأبيض ، والبحر الأحمر، وقناة السويس ، وبحيرة ناصر) ومع كل هذه الموارد الغنية بالماء فإن فيها أزمة أسماك ؟

(20) هل تعلم أن جان بول سارتر (والذي مات في 15/4/1980 م ) زعيم الوجودية في العالم مشى بسيارة في شوارع باريس بعد نكبة حزيران عام ١٩٦٧م وهو -صليبي متصهين- وبيده ميكرفون يذيع فيه: (اجمعوا لإسرائيل المال حتى تقتل به المسلمين) ، وخلال أربعة أيام جمع سارتر ألف مليون فرنك فرنسي بعث بها إلى إسرائيل ؟

(21) هل تعلم أن قصر الشعب الذي بناه حافظ أسد في حي المزة بدمشق كلف خزينة سورية ثلاثة وعشرين ملياراً وثلاث مئة مليون من الليرات السورية ؟

(22) وهل تعلم أن قصر الرئيس الروماني نيكالاي تشاوسيسكو استمر بناؤه سبع سنوات واشتغل به سبع مئة مهندس ، وعشرون ألف عامل . وكان فيه ثلاثة آلاف غرفة ويتربع على مساحة أربعة عشر كيلو متر مربع من أراضي العاصمة الرومانية بوخارست ؟

(23) هل تعلم أن الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو كان يملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية يمشي فيها القطار عدة ساعات بدون توقف ؟

(24) هل تعلم أن علي بوتو عندما تسلم رئاسة باكستان بعد الحرب الباكستانية الهندية في بدايات عام 1971م حوّل اثني عشر ألف مدرسة إسلامية إلى اثني عشر ألف مدرسة علمانية وشجع على فتح بيوت الدعارة في البلاد ؟

(25) هل تعلم أن مؤتمراً زراعياً عقد في ألمانيا الغربية في سبعينيات القرن الماضي . وذهب المندوب السوري وفي محفظته رزمة أوراق كتب فيها كلمته التي سيلقيها هناك وكان موضوعها ((البقر الشامي)) لكن المندوب الإسرائيلي سبقه إليها وتحدث عن البقر الشامي حيث إن البقر الشامي ذهب إلى إسرائيل عن طريق المهرّبين . فأرسل المندوب السوري إلى الحكومة السورية لكي ترسل له نشرة في موضوع زراعي آخر ؟

(26) هل تعلم أن جمال عبد الناصر استورد أيام حكمه لمصر مضخات من تشيكسلوفاكيا بثلاثة ملايين جنيه وجيء بها إلى مصر ووضعت في المخازن وأكلها الصدأ وسرق الباقي ولم تستخدم فيما جلبت له ؟

في عالم السياسة

(1) هل تعلم أن محمد حسنين هيكل - صحفي عبد الناصر- الأوحد ووزير الإعلام المصري - دعا سارتر زعيم الوجودية في العالم إلى زيارة مصر ، فجاء إلى مصر ومعه امرأة لاهي أمه ولا هي زوجته إنما هي عشيقته (سيمون دي بوفوار) ودخلا الجامع الأزهر رغماً عن علماء الأزهر ، ومن مصر طارا إلى إسرائيل فاستقبلته حكومتها استقبالاً حاراً حافلاً بالترحاب لسابق خدماته لها (المعروفة) ومنحته شهادة الدكتوراه العالمية الفخرية من جامعة بن جوريون ؟

(2) هل تعلم أن جمال عبد الناصر أمر اللواء محمود شوكت - أحد كبار المسؤولين في سلاح الجو المصري عام ١٩٦٧م - وقبيل حرب حزيران أن يترك الطيران جاثماً على أرض المطارات خارج الخيام الإسمنتية (الهنكارات) ، وعندما عارضه اللواء شوكت قال له عبد الناصر : (خلص يامحمود اتخدت قراري) ، وبقي الطيران مكشوفاً . وخلال ساعتين ونصف الساعة دمّرت إسرائيل خمسة وعشرين مطاراً حربياً بما فيها من طيّارات وعتاد من مدينة الإسكندرية في الوجه البحري إلى أقصى مدن الصعيد في الوجه القبلي.

(3) هل تعلم أن جمال عبد الناصر طاف على القواعد الجوية قبل الحرب وألقى كلمة في الطيّارين قال فيها: (يجب علينا أن نتحمل الضربة الأولى من إسرائيل ، حتى نكسب الرأي العام العالمي) وكان ذلك. وماذا بقي بعد الضربة الأولى ؟!

(4) هل تعلم أن أحد المسؤولين القريبين من عبد الناصر سأله قبل حرب حزيران عام ١٩٦٧م:

(ياسيادة الرئيس هل وضعت في الحسبان أمريكا إذا تدخلت لصالح إسرائيل؟

قال عبد الناصر: (نعم)) ، فالتفت ذلك المسؤول إلى زميل له يجلس بجانبه وقال له : (إن الرجل يكذب).

(5) وهل تعلم أن أحد الضباط المصريين سأل وزير الحربية (شمس بدران) : ماذا تفعل لو تدخّل الأسطول السادس الأمريكي لصالح إسرائيل ؟ ، فقال شمس بدران : بمجرد أن يطلق طلقةً واحدةً بدي أبططه.

(6) هل تعلم أن أحد كبار المسؤولين المصريين صرّح في عام ١٩٧٧م :  (إن الجيش كان يقاتل عام ١٩٦٧م بلا خطة وبلا قيادة) ، يقول الشيخ كشك - رحمه الله- في خطبته المسجلة رقم (216) : (كانت المسألة صراعاً على السلطة بين المشير عامر وأخيه ناصر ، وكان شمس بدران يبارك الخلاف بينهما حتى يصل إلى حكم مصر. ولكنّ الله سلّم ... لو أن شمساً هذا حكمها لغابت شمسها إلى يوم القيامة).

(7) هل تعلم أن الجاسوس اليهودي (باروخ نادل) أقام حفلةً عامرةً بالرقص والغناء ليلة الخامس من حزيران في قاعدتي أنشاص وبيرثمادة ، وقدّم الخمر للضباط المصريين الطيّارين بنوعيه الأصفر والأحمر، وعبّوا منه حتى الثمالة ، وقضوا الليلة يعانقون الغانيات ، واستيقظوا من سكرتهم على الطيران الإسرائيلي يدمر المطارات.

(8) هل تعلم أن السلطات المصرية اعتقلت بعض زعماء اليمن في مصر أيام دخل الجيش المصري اليمن عام ١٩٦٢م ، فكان الزعيم اليمني يقول وهو في السجن :

(كنّا نطالب بحرية القول فأصبحنا نطالب بحرية البول).

يقول الشهيد محمد مصطفى رمضان - الصحفي الليبي الذي اغتيل في ١١/٤/١٩٨٠ م وهو خارج من صلاة الجمعة في مدينة لندن ببريطانيا - :

(حدّثني صديق يمني جنوبي أن جمال عبد الناصر استدعاه إلى بيته في القاهرة ذات يوم وتكلّم معه كلاماً لايتكمله إلا أبناء الشوارع).

(9) هل تعلم أن جمال عبد الناصر جاءته عشرات الشفاعات بالشهيد سيد قطب فرفضها كلها، وكان آخرها من الملك فيصل - رحمه الله- فمزّق عبد الناصر الشفاعة وقال :

(كل هالشي مهتمين بسيد زفت) ؟

(10) هل تعلم أن الشيخ محمد الأودن - رحمه الله تعالى- وهو من كبار العلماء في مصر والعالم الإسلامي، اعتقله شمس بدران قائد السجن الحربي في مصر عام ١٩٦٥م  وأمر الزبانية أن يدخلوا معه كلباً اسمه عنتر وكان أعلى من الحمار ارتفاعاً.كان الشيخ الأودن - رحمه الله- أستاذاً للتفسير والحديث في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان عمره ثمانين عاماً ، ودخل السجن الحربي وهو يلبس قفصاً حديدياً لأن ظهره مكسور.

(11) هل تعلم أن الشيخ محمد الأودن طلب من المشير عبد الحكيم عامر أن يسمح لأحد أولاده بالدخول إلى السجن ليقوم على خدمته ولا يُعامل معاملة السجناء فاعتقل المشير كل أولاده ! يقول الشيخ كشك - رحمه الله- :

(والله لو نزل هذا الرجاء على قلب موشى ديّان لرقّ له).

(12) هل تعلم أن الشيخ محمد الأودن - رحمه الله تعالى- بعد خروجه من السجن هاجر إلى السعودية وعندما علم المرحوم الملك فيصل بقدومه في الطائرة خرج إلى المطار لاستقباله ،

يقول الشيخ كشك - رحمه الله- :

(إنه لم يستقبل الشيخ لذاته إنما استقبل الشيخ لعلمه).

(13) هل تعلم أن العقيد شمس بدران قائد السجن الحربي في مصر عام ١٩٦٥م جاء بأحد علماء الإسلام واسمه الشيخ علي سعود وأمره أن ينزل في ماء المجاري وناقشه الشيخ رحمه الله وقال له :

(سيدي : رأسي الذي يصلي لله ويسجد لله أضعه في ماء المجاري؟!

فقال له شمس: (إذا لم تفعل وضعت حذائي على رأسك فقتلتك) ،

فوضع الشيخ يديه على وجهه متلثماً وقال : (حسبي الله ونعم الوكيل) ونزل .

قال له شمس : (اذن فاصعد ).

قال له الشيخ : (والله لا أصعد حتى أنزل ثلاث مرات كما أتوضأ لله في اليوم ثلاث مرات حتى تكون كل واحدة منها شهيداً عليك أمام الله رب العالمين).

(14) هل تعلم أن مظاهرات حاشدة قامت في جامعات مصر في شهر شباط عام ١٩٦٨م، وعقد عبد الناصر اجتماعاً مع الحكومة المصرية في مساء ذلك اليوم ليناقشوا الوضع الراهن، فقام أحد الأعضاء وقال :

إن الشيخ كشك وراء تلك المظاهرات .

فقال له أحدهم : كيف ذلك؟

قال : رأيته يقود سيارةً في القاهرة.

قال له : الشيخ كشك أعمى ، ولم يجرؤ أن يقول له : هو في السجن.

(15) هل تعلم أن الأستاذ إبراهيم خليل القس وكان نصرانياً فأسلم وترك بلده في الصعيد وجاء إلى القاهرة وأخبرعبد الناصر بإسلامه فأهداه حذاءً مكافأةً له وتكريماً على إسلامه ، فقبل الأستاذ إبراهيم الهدية ولسان حاله يقول :

من عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية

(1) هل تعلم أن الشيعة الإمامية الاثني عشرية تقول : إن طاعة الإمام واجبة كطاعة الرسل ، وإن الأئمة معصومون مثل الأنبياء ، وأن المؤمن بالأئمة المعصومين من أهل الجنة وإن كان ظالماً أو فاسقاً أو فاجراً، وأن درجة الأئمة كدرجة الرسول (ﷺ) ، وأن الأئمة لهم الخيار والحق في تحليل الأشياء وتحريمها تماماً كالنبي (ﷺ) ، وإن مكانتهم ومنزلتهم عند الله مثل منزلة النبي (ﷺ) ، وهم أفضل وأرفع عند الله من جميع الرسل والأنبياء ، وهم يتمتعون بعلم ماكان ومايكون. (الأصول من الكافي) .

(2) وعلى الأئمة تعرض أعمال العباد في الليل والنهار ، وإن الملائكة تأتيهم وتتنزل عليهم ، وأنهم يملكون الدنيا والآخرة فيعطون من شاؤوا ما شاؤوا ، وهم لايموتون إلا بإذنهم واختيارهم. إلى آخر هذه الخرافات والتّرهات والأساطير التي يأبى المجنون أن يعرف بها أو السكران أن ينطق بها. ويقول الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) : (إن لأئمتنا مقاماً محمودا ًودرجةً ساميةً وخلافةً تكوينية لايبلغها ملك مقرّب ولا نبيٌ مرسل ، وإنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً محدقةً بعرش الله وجعل لهم من المنزلة والزُلفى مالايعلمه إلا الله).

وقال في موضع آخر من كتابه ذاك : (إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها، وإنه لايتصور فيهم - أي الأئمة- السهو والغفلة).

(3) يعتقد الشيعة أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- هو السبب الأول والأخير في ضياع الخلافة عن علي وذهابها لأبي بكرالصديق.وهو ليس عدواً فقط بل كافر ومرتد

وظالم.وهو أشد كفراً من إبليس نفسه. وهو في الدرك الأسفل من النار. والشيعة الإماميّة تتقرّب إلى الله بلعنه ليلاً ونهاراً. وهم يذكرون في كتبهم أن الإمام علي قد زوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء لعدوه عمر بن الخطاب وهم متفقون على بطلان هذا الزواج - كافر بمسلمة.

(4) يعتقد الشيعة الرافضة أن الإمامة ركن من أركان الدين والإسلام ولايصح إيمان المؤمن إلا بها. علماً أنه لايوجد بها نص صريح واضح في القرآن يُصرّحُ بإمامة علي وأبنائه وأحفاده - رضوان الله عليهم -. في الوقت الذي تحدّث القرآن الكريم عن أمور أقل شأناً من مسألة الإمامة كالرضاعة والطلاق والحيض والنفاس .

فهل مسألة الحيض والنفاس والزواج والطلاق أهم من الإمامة التي يدور عليها وحولها مناط الدين كله. بل يبنى عليها مصير الإنسان المسلم يوم القيامة ؟

(5) هل تعلم أن الله - عز وجل- ترضّى عن الصحابة وأنزل مدحه ورضاه عليهم إلى يوم الدين. وإليك بعض الآيات القرآنية الكثيرة في هذا الصدد :

{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا ً.......} - الفتح آية (١٨) .

{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} - الأنفال آية (٧٤) .

{محمد رسول الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا... }- الفتح آية (٢٩) .

وقوله عز وجل {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}- التوبة آية (١٠٠).

والشيعة الإمامية يسبّونهم ويطعنون بهم ويحطّون من قدرهم. وهم الذين قال عنهم النبي (ﷺ):

(لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه). - متفق عليه.

فماذا يقول علماء الشيعة عن هؤلاء الكرام الذين حملوا راية الإسلام إلى أقطار الأرض في الشرق والغرب.

وإليك هذين النصين للأقدمين من علماء الشيعة والمعاصرين :

يقول شيخ الشيعة الكليني - وهو من الأقدمين - في كتابه (الكافي) عن أبي بكر وعمر : (إن الشيخين أبا بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين علي - عليه السلام. فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

والخميني قال بكل وقاحة ووضوح : (إن أبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا خلفاء رسول الله (ﷺ) وآله بل وأكثر من ذلك : إنهم غيروا أحكام الله وحللوا حرام الله وظلموا أولاد الرسول (ﷺ) وجهلوا قوانين الرب وأحكام الدين) - (كشف الأسرار للخميني) .

(6) هل قرأت هذه الرواية المكذوبة عن الإمام الصادق - رضي الله عنه- التي أوردها المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) أنه قال : (والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقال رجل من أصحابه : جُعلت فداك . أعندكم علم الغيب؟ فقال له : ويحكم وسّعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتعِ قلوبكم فنحن حجة الله في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة. إلا بإذن الله).

والله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم وما من يوم وليلة إلا والحصى تلد إيلاداً كما يلد هذا الخلق) إلى آخر هذه الترّهات.

ويقول الكليني في كتابه (الكافي) عن عبد الله بن بشر عن أبي عبد الله أنه قال : (إني لأعلم مافي السموات ومافي الأرض ، وأعلم مافي الجنة وأعلم مافي النار) إلى آخر هذا التخريف.

(7) هل تعلم أن كل من يخرج على المذهب الإمامي يتعرض إلى الأذى ، والإقصاء ، والنبذ، والتشنيع عليه ، والقدح في علمه وسمعته ، وقد يصل إلى حد القتل كما حدث للعديد من أفاضل الشيعة ممن رفضوا هذه الاتجاهات والانحرافات وخرجوا على هذه الخرافات بعدما منّ الله عليهم بالهداية والتوفيق ولزوم مذهب أهل السنة والجماعة. فقد تم قتل البرقعي صاحب كتاب (كسر الصنم) ونجل الإمام أبو الحسن الأصفهاني، كما تم قتل السيد أحمد الكسروني والسيد حسين الموسوي رحمهم الله جميعاً وغفر لهم.

ويقول أحد شيوخ الشيعة (باقر المجلسي) في كتابه (حياة القلوب) :(إن الإمامة أعلى رتبة من النبوة) .

(8) هل قرأت هذه الكلمات للكليني في كتابه (أصول الكافي) وعن أبي عبد الله قال : (إن لله - تبارك وتعالى- علمين :

أ-علم أظهر الله عليه ملائكته وأنبيائه ورسله فما أظهر الله عليه ملائكته ورسله وأنبياؤه فقد علّمناه.

ب- وعلم استأثر به فإذا بدا لله في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا قبلنا).

ويقول الشيعة في كتبهم المعتمدة بأن الأئمة - عليهم السلام - يعلمون متى يموتون وأنهم لايموتون إلا باختيارهم، وأنهم يعلمون ماكان ومايكون، وأنه لايخفى عليهم شيء ، وأن الأئمة إذا شائوا أن يعلموا علموا فإذا تقرر هذا وفق معتقدات الشيعة وتصوراتهم فإنا نسأل الشيعة هذا السؤال :

(إن الأئمة عندكم معصومون من الخطأ والنسيان أو السهو وهم قادرون على تغيير الأحداث والأكوان فقد مات منهم تسعة منتحرين من خلال شربهم السم الزعاف وهم يعلمون مسبقاً طريقة ووسيلة موتهم أي بأي وسيلة سيهلكون.

فإن قلتم : إنهم لايعلمون الوسيلة التي من خلالها يموتون قلنا لكم : لقد انتفت عنهم صفة معرفة الغيب التي ادّعاها وزعمها علماؤكم.

وإن قلتم : إنهم يعلمون قلنا لكم : إنهم ماتوا منتحرين، والذي يموت منتحراً يموت كافراً).

ولقد ذكر عبد الرسول الموسوي في كتابه (الشيعة في التاريخ) : الوسيلة التي مات بها تسعة من الأئمة بدءاً من الإمام الحسن بن علي وانتهاء بالإمام العسكري والد المهدي المنتظر في نظركم وإليكم أسماءهم :

1. الحسن بن علي الزكي - مات سنة (٥٠) ه.
2. علي بن الحسين زين العابدين - مات سنة (٩٥) ه، واسمه السجّاد.
3. محمد بن علي الباقر - مات سنة (١١٤) ه.
4. جعفر بن محمد الصادق - مات سنة (١٤٥) ه.
5. موسى الكاظم ابن جعفر الكاظم - مات سنة (١٨٣) ه.
6. علي بن موسى الرضا- مات سنة (٢٠٣) ه.
7. علي بن محمد الهادي - مات سنة (٢٥٤)ه.
8. محمد بن علي الجواد - مات سنة (٢٢٠) ه.
9. الحسن بن علي العسكري - مات سنة (٢٦٠) ه.

فهؤلاء تسعة من الأئمة المعصومين ماتوا بالسم الزّعاف كما تقولون.

(9) هل تعلم أن الشيعة أصحاب المذهب الإمامي الجعفري يعتقدون أن المذهب الجعفري هو المذهب الحق ولا يصح إيمان المرء إلا به. حتى لو كان هذا الإنسان من أتباع المذهب الزيدي.

(10) وهل تعلم أن الشيعة الإمامية أصحاب المذهب الجعفري يكفّرون كل المسلمين الذين يخالفون الشيعة الإمامية في عقائدهم وتصوراتهم الدينية والمذهبية، واعتبار أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى كفرة ومرتدين وتستباح دماؤهم وأموالهم وأعراضهم ، كما يقول الشيخ الدرّازي البحراني في كتابه (المحاسن النفسانية في الفتاوى الخرسانية).

(11) أخي المسلم هل قرأت هذه العقائد الخرافية للشيعة الإمامية الاثني عشرية أولاً ؟

كذبوا على رسول الله (ﷺ) أنه قال لعلي ين أبي طالب : (من أحبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً)- من كتاب ابن بابويه القمّي (عيون أخبار الرضا) ج٢، ص٥٨.

أوردوا حديثاً منسوباً إلى الباقر أنه قال :(سواءٌ على من خالفنا أهل البيت لايبالي الله به إن صلى أو صام أو زنى أو سرق). (إحسان إلهي ظهير/ الشيعة والتشيع).

وروى الصدوق قال : (قال رسول الله (ﷺ) ياعلي : إن الله تعالى قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك فأبشر)- من كتاب ابن بابويه القمي (عيون أخبار الرضا) ج٢، ص٤٧.

وذكر العيّاشي في تفسيره عن أبي عبد الله جعفر أنه قال : (المؤمنون بعلي هم الخالدون في الجنة وإن كانت أعمالهم مسيئة، وحبّ علي حسنة لاتضر معه سيئة، وبغضه لاينفع معها حسنة ) إحسان إلهي ظهير من المرجع السابق.

بل وصل بهم الكذب على الله تعالى إلى هذا الحد، فقد أورد صاحب كتاب (منهج الصادقين) : (إن رسول الله (ﷺ) قال سمعت الله عزوجل يقول : علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، ونور بلادي، وأميني على علمي، ولا أدخل النار من عرفه وإن عصاني) إلى غير ذلك من الترّهات - المرجع السابق.

(12) هل تعلم أن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية تقول إن الشيعي مخلوق من طينة خاصة، والسني من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجهٍ معين. فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثّره بطينة السني، ومافي السني من صلاح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي. فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة. (ناصر القفاري).

ويقول الشيعة : إن أهل السنة والجماعة وبقية المسلمين غير الشيعة أولاد بغايا وزنا.

كما قال الكليني في كتابه السابق (الكافي) عن الإمام الباقر أنه قال : (والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا خلاف شيعتنا).

وحاشا لهذا الإمام العظيم أن يقول مثل هذا الكلام الساقط، إنما يقوله إنسان فاجر ومنحط طمس الله على قلبه وبصيرته وملأ الحقد قلبه.

القرآن مقدّس لكنه محرّف ومبدّل

هكذا يقول الشيعة

يقول عدنان البحراني في كتابه (مشارف الشموس) - ص١٢٦ إذ قال وكونه - أي القول بالتحريف من ضروريات مذهبنا.

يقول العالم الشيعي أبو الحسن العاملي : (وعندي وضوح صحة هذا القول، تحريف القرآن وتغييره بعد تتبع الأخبار وتفحّص الآثار بحيث يمكن الحكم به بكونه من ضروريات مذهب التشيّع. وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة، ويقصد هنا بغصب الخلافة أن أبا بكر وعمر قد حرّفا القرآن الكريم ليغتصبا الخلافة من الإمام علي وآل بيته من بعده. وهذا شيخ الشيعة وعالمهم سلطان محمد الخرساني يقول في كتابه (تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة) ص١٩ : (إعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير بحيث لايقع فيه شك).

وأشهر القائلين بالتحريف من علماء الشيعة هو المتحدث حسين بن محمد تقي النووي الطبرسي صاحب كتاب في دعوى التحريف وهو (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وقد جمع فيه أكثر من (٢٠٠٠) رواية عن الأئمة المعصومين على تحريف القرآن الكريم. وقد أثبت الطبرسي في كتابه أن جميع علماء الشيعة المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون بتحريف القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين. ويقول شيخ المحدثين عند الشيعة الكليني في كتابه (الكافي) : (إن القرآن الذي جاء به جبريل - عليه السلام- إلى محمد (ﷺ) سبعة عشر ألف آية، لكنّ الصحابة عندما جمعوا القرآن الكريم حذفوا كلّ مانزل بحق آل البيت وبخلافة علي)، ويقول الكليني في موضع آخر :( ما ادّعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كلّه إلا كذّاب، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله سبحانه وتعالى إلا علي بن أبي طالب - عليه السلام- والأئمة من بعده عليهم السلام).

(13) هل تعلم أخي المسلم ان هناك أحد عشر عالماً من علماء الشيعة يقولون بتحريف القرآن الكريم، وهاهي أسماؤهم :

1. علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره (تفسير القمّي).
2. محمود بن يعقوب الكليني في كتابه (الكافي).
3. محمد بن مسعود العياشي في تفسيره (العياشي).
4. عدنان البحراني في كتابه (مشارق الشموس).
5. الكاشاني في تفسيره (الصافي).
6. أحمد بن منصور الطبرسي في كتابه (الاحتجاج).
7. محمد باقر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار ومرآة العقول).
8. يوسف البحراني في كتابه (الدرر النجفية).
9. الخميني في كتابه (كشف الأسرار).

10.هاشم بن سليمان البحراني في كتابه (البرهان في تفسير القرآن).

11 . النور الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).

(14) وهل تعلم أنه ورد في كتاب الكافي للكليني هذا الكلام : (وإن عندنا لمصحف فاطمة - عليها السلام- ومايدريكم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله مافيه من قرآنكم حرف واحد. قلت هذا هو العلم. وماهو بذاك).

(15) هل قرأت قصة في كتب الشيعة بعنوان (مظلومية الزهراء)، وهي قصة غبيّة تزعم أن عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد اقتحموا بيت علي بن أبي طالب وضربوا زوجته حتى أسقطت جنينها وأن علياً كان مختبئاً.

ما أكذب الشيعة وأسقط أحاديثهم:

أولا : العرب لايتركون نساءهم يفتحن بيوتهنّ لرجال غرباء، فضلا عن فاطمة بنت النبي(ﷺ) بخلاف نساءهم الفاتحات أبوابهنّ للجميع ، ثانيا : الذين اتهموهم بذلك عمر وسعد وخالد هم الذين فتحوا بلاد فارس.

من الأدب والتاريخ

(1) هل تعلم أن الخليفة عمر بن عبد العزيز كان يزور قبور آبائه من بني أمية ويقول لمرافقه: (هذه قبور آبائي وأجدادي من بني أمية كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا لذتهم).

(2) هل تعلم أن الوليد بن عبد الملك كان كلفاً جدا بعمارة الجامع الأموي، فقال له أحد رجال الحاشية لقد أجحفت بحق خزينة الدولة، فقال له الوليد : (إن في خزينة الدولة ما يكفينا سبع سنوات).

(3) هل تعلم أن خزينة الدولة فاضت في عهد عمر بن عبد العزيز، وصار جباة الزكاة يطوفون في البلاد فلا يجدون لها آخذا. فوفّى الديون عن أصحابها، وزوّج الشباب وأعتق العبيد.

(4) وهل تعلم أن عمر بن عبد العزيز مات عن سبعة عشر ديناراً، وكان عنده ستة عشر ولداً.

(5) وهل تعلم أن عمر بن عبد العزيز سأل خادمه الذي دس له السم، لماذا فعلت ذلك؟ فقال : أعطوني ألف درهم، فأخذها منه ووضعها في بيت مال المسلمين.

(6) وسُئل عبد الملك بن مروان : ما شيّبك يا أمير المؤمنين؟ قال : صعود المنابر.

وكان عبد الملك بن مروان لايسمح لمغتاب ولا يعفو عن كذّاب، ودخل عليه رجل ذات يوم فتفحّص في وجهه، بل قرأ مافي وجهه فقال له : قبل أن تتكلّم، لا أعفوا عن كذْاب ولا أسمع لمغّتاب، وإذا أردت أن تمدحني فأنا أعلم بصفات نفسي. فاستأذن الرجل بالخروج وخرج.

(7) هل تعلم أنه كان لعمر بن عبد العزيز مرافق خاص أوسكرتير اسمه عمر بن مهاجر، فكان يقول له : ياعمر بن مهاجر إذا رأيتني نسيت أو حدت عن الطريق فخذ بمجامع صدري وهزّني هزّا عنيفا وقل لي ياعمر إنك ستموت.

(8) هل قرأت إرشادات وتوجيه الحسن البصري للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما سأله : بمن أستعين على الحكم يا حسن؟ قال : يا أمير المؤمنين أمّا أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك. فتعجّب عمر وقال : فبمن أستعين؟ قال : عليك بأهل الشرف فإن شرفهم يمنعهم من الخيانة.

(9) وهل تعلم أن الخليفة العباسي هارون الرشيد - رحمه الله تعالى - زار قبره قبل أن يموت بأسبوع، ووقف فوق القبر وقال : (اللهم يامن لايزول ملكه ارحم من زال ملكه).

(10) هل قرأت هذه الكلمات للمؤرخ المسعودي في كتابه (مروج الذهب) يقول : (كانت خلافة المتوكل على الله العباسي أحلى من أمن السبيل، ورخص السعر، وأماني الحب، وأيام الشباب).

(11) هل قرأت هذه القصيدة لإمام العلويين في عصره علي الهادي وقد وصل عنه وشاية للخليفة المتوكل أنه يحوك مؤامرة في بيته على الخلافة أو الخليفة فأرسل له رجال الشرط فوجدوه يصلي على حصير ويلبس صدّارا من الشعر فجاءوا به إلى الخليفة ولما وقف بين يديه بادره بهذه القصيدة :

(12) وهل قرأت هذه الأبيات لوالي خراسان نصر بن سيّار يخاطب رجال القبائل العربية ويحذرهم من الاختلاف والشحناء ، ويلفت أنظارهم إلى عدوهم اللئيم المحيط بهم ويتربص بهم الدوائر لينقضّ عليهم وهم الفرس والعجم فيقول :

هكذا الفرس وسيظلون كذلك إلى أبد ألآبدين .

(13) هل تعلم أن السيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد –رحمه الله- أمرت بحفر آبار على طريق الحج ليشرب منها الحجاج في صحراء الحجاز، وحتى لاينقطع الحجاج من الماء. وعندما اشتكى لها العمال وعورة الأرض وصلابة الصخر قالت لهم : اضربوا ولو كانت ضربة المعول تكلف ديناراً.

وفي فترة من فترات الضعف في الخلافة العباسية قطع القرامطة طريق الحج ثماني سنوات وهلك من الحجاج الكثير الكثير من شدة العطش في صحراء الحجاز وقتل القرامطة بعضهم بالسلاح الأبيض.

(14) هل قرأت هذه الطرفة عن الحسن البصري - رحمه الله- أنه سار في جنازة وكان الشاعر الفرزدق يمشي فيها، وعندما أنزلوا الميت في قبره سأله الحسن : ماذا أعددت لهذه الحفرة يافرزدق؟ قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله (ﷺ)، قال الحسن : هذه المفاتيح فأين الأسنان. ومن ثمّ قيّد الفرزدق نفسه بالقيود ولم يفك القيد من رجليه حتى حفظ القرآن.

(15) رُويَ عن ابن خلدون هذه المقالة، فهل قرأتها : (لاتوّلوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة. لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمّد نظراً لشعورهم بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول).

(16) هل قرأت هذه الوصية التي أوصى بها صلاح الدين الأيوبي ابنه وهو على فراش الموت: (يابنيّ إياك وسفك الدماء فإن الدم لاينام. وأوصيك بتقوى الله فهي رأس كل خير. وآمرك بما أمر الله به فإنه سبب نجاتك. وأوصيك بحفظ قلوب الرعية).

(17) هل قرأت وصية السلطان العثماني مراد ابنه محمد الفاتح، قال له :(يابنيّ وسّع رقعة البلاد بالجهاد واحترس لأموال الدولة من الضياع).

مسائل علمية

والآن أتحدث لكم عن مسائل علمية ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم، ومسائل علمية أخرى حدثنا بها رسول الله (ﷺ)، وماتحدّث به بعض علماء المسلمين في الماضي والحاضر.

(1) هل تعلم أن الله عز وجل خلق مستودعات في باطن الأرض لتحفظ المياه النازلة من السماء فإذا ما نقّب عليها الإنسان وجدها واستخرجها واستفاد منها، يشرب منها ويسقي دوابه وزرعه، قال تعالى : {وأنزلنا من السماء ماءً فأسكناه في الأرض وإنا على ذهابٍ به لقادرون}.-سورة المؤمنون آية (18).

(2) هل تعلم أن وضع مادة النحاس مع الحديد يزيده قوةً وصلابةً، قال تعالى : {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قِطرا} - القطر هو النحاس – سورة الكهف آية (96) .

(3) هل تعلم أن الشجر يحتاج إلى ظلمة الليل لينمو، فلقد أجريت تجربة في اليابان سلطوا الضوء على شجرة في الليل فتوقفت عن النمو.

(4) هل تعلم أن عود الأراك (السواك) يحتوي على العفص، ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات والإسهالات، كما يعتبر العفص مطهّراً ، وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم، كما يطهّر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزيف الدم منها. ولقد أثبت الدكتور عبد الحميد القضاة في جامعة كرّاتشي بباكستان أن السواك يقضي على خمسة أنواع من جراثيم الفم.

ويقول الدكتور ظافر العّطار : (إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على كربونات الصوديوم، وهي المادة المفضّلة لاستعمال المعجون السني من قبل مجمّع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الإمريكية ليُستعمل كمادة سنيّة وحيدة. وتوجد مواد أخرى مثل العفص الذي يساعد في حالات التهاب اللثة).

(5) وهل تعلم أن عود السواك كان يُباع في لندن عام ١٩٨٠م بجنيه إسترليني.

(6) وهل تعلم أن مدير معهد علم الجراثيم في ألمانيا الغربية قام بدراسة مركزة لعود السواك، وخرج بنتيجة أن عود السواك أفضل وأرقى صحياً من أرقى أنواع الفراشي والمعجون.

(7) وهل تعلم أن عود السواك ينبت في بلاد الحجاز فقط. فإذا ما كانت المرأة المسلمة تؤدي المناسك وحان وقت العادة الشهرية فإنها تأتي بقضيب الأراك ويكون رطباً فتدقّه وتشرب عصيره فيتأخر نزول الدم إلى مابعد قضاء المناسك.

(8) هل تعلم أن الطب كان يقرّر في النصف الأول من القرن العشرين أن الجنين يبدأ في بطن أمه مرحلةً رخوة ثم تبيّن له في النصف الثاني من القرن الماضي أنه يبدأ مرحلة صلبة والدليل قوله تعالى :{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين۞ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين۞ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين۞}-سورة المؤمنون

(9) وهل تعلم أن طالبا باكستانيا كان يدرس في إحدى جامعات بريطانيا عام ١٩٧٧م، وبينما كان يستمع لمحاضرة يلقيها الدكتور في علم الأجّنة، فقال الدكتور :(إن الطب في النصف الأول من هذا القرن كان يقرر أن الجنين يبدأ في بطن أمه مرحلة رخوة وفي النصف الثاني تبين العكس) ، فقام الطالب الباكستاني وقال له : (سيدي لقد أثبت القرآن الكريم هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرناً)، قال له الدكتور : (وماذا قال القرآن؟ ) ، فقرأ عليه الطالب الآيات الماضيات من سورة المؤمنون، قال الدكتور : (أعدها عليّ مرة ثانية)، فأعادها، قال الدكتور:(أيها الطالب لي معك لقاء في الغد) ، وفي اليوم الثاني حضر الطالب ومعه المصحف وقرأ تلك الآيات ، فقال الدكتور :(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله).

(10) هل قرأت عن هذه المسافات البعيدة والبعيد جداً في هذا الكون العظيم المتراحب ، بيننا وبين القمر 240 ألف ميل ، وبيننا وبين الشمس 92 مليون و870  ألف ميل ، ويصلنا ضوء الشمس في ٨ دقائق و9 ثواني. لو جاء العلم الحديث بمركبة فضائية سرعتها ٦٠٠كم في الساعة لتقطع المسافة بين الأرض والشمس تقطعها في ١٧ سنة و ٦ أشهر شريطة أن لاتقف في أي محطة للتزود من الوقود.

(11) هل تعلم أن قطر الأرض ١٢ ألف كيلو متر.

(12) هل تعلم أن وزن الأرض ٦٠٠٠ تريليون طن، ولكي تكتب هذا الرقم تكتب رقم ٦ وتضع عن يمينه سبعة وعشرين صفراً.

(13) هل تعلم أن نظرية ردة الفعل الشرطي أو مايسمونها سبق الوهم إلى العكس أو المنعكس الشرطي هي للإمام أبو حامد الغزالي الذي عاش من عام ٤٥٠ه إلى عام ٥٠٥ ه - رحمه الله تعالى- وسرقها المستشرق الروسي بافلوف.

(14) هل تعلم أن الدورة الدموية اكتشفها ابن النفيس وسبق هارفي الإنجليزي بمئات السنين وسبق سرفيتوس بثلاثة قرون في الاكتشاف وإثبات أن الدم يُنقّى في الرئتين، وابن النفيس هو أول من عرف بوجود أول أوعية داخل جرم القلب تغذّيها، وهو أول من وصف الشريان الإكليلي وفروعه.

ابن النفيس هو العالم المسلم الذي ولد عام ١٢١٠م في دمشق، وهو رئيس أطباء مصر له تشريح قانون ابن سينا والذي وصف فيه دورة الدم الصغرى، فكان له السبق في ذلك، وله أيضاً موجز القانون والكتاب الشامل في الطب، توفي في مصر سنة ١٢٨٨م.

(15) هل تعلم أن الاجتماع الذي عُقِد في نيويورك عام ١٩٥٩م للبحث في مسألة الروح من قِبَل ثلّة من علماء العالم في هذا الشأن. كان من بينهم العالم الروسي الكبير الذي بقي يبحث في أصل الحياة ٣٧ عاماً - ايفانوف أو بارين.

هذا الاجتماع لم يرجع بطائل، ولقد دام الاجتماع أياماً وخرج المجتمعون بالنتيجة التالية : (الروح سر من أسرار الله لم يمكن للعلم في الماضي ولن يمكنه في الحاضر والمستقبل أن يعرف شيئاً عن حقيقة الروح).

قال تعالى : {ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}-سورة الإسراء آية (85) .

(16) هل تعلم أن في أحد جناحي الذباب داءً وفي الآخر دواء ولايقتل الداء الموجود في الجناح الأول إلا الدواء الموجود في الجناح الثاني.

قال رسول الله (ﷺ) : (إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الأخر دواء).

(17) هل تعلم أن أحد علماء أوروبا أراد أن يدرس حديث رسول الله (ﷺ) : (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب الطهور) ، فجاء بكلبه وقدّم له الطعام وبعد أن انتهى الكلب من الطعام قام العالم بفحص الإناء فوجده يغصّ ويموج بملايين الجراثيم فاستعمل جميع أنواع المنظفات والمبيدات الحشرية وينظر في الإناء فيجده مايزال ممتلئاً بالجراثيم وأخيرا استعمل التراب ونظر بالمجهر الذي أعده لهذه التجربة فلم يرَ أثراً للجراثيم أبدا.

(18) هل تعلم أن رجلاً فرنسيا أراد أن يسافر إلى أمريكا وعنده كلب ولايريد أن يصبح كلبا لغيره بعد سفره فجاء بطعام لكلبه فأكل حتى شبع ثم سقاه ثم أدخله الحمام ثم أخرجه ومشط له شعره بعناية فائقة حتى إذا أصبح بحالة رائقة ورائعة جدا أطلق عليه النار وحمله إلى مقبرة الكلاب ودفنه وكتب فوق القبر : (هنا يرقد كلب فلان).

(19) وهل تعلم أن في باريس مقبرة للكلاب تزار يوم الأحد.

(20) وهل تعلم أن المادة إذا تجمدت زادت كثافتها إلا الماء إذا تجمد خفت كثافته. لماذا؟ حتى لاتموت الأحياء المائية في قيعان البحار والمحيطات.

(21) هل تعلم أن الله عز وجل خلق للجمل غشاء تحت الرمش وفوق البؤبؤ حتى إذا ما كان يسير في الصحراء وصارت الغبار أنزل الغشاء على عينيه فيصبح كالنظارة فلا تدخل الغبار في عينيه حتى إذا انقشعت الغبار رفع ذلك الغشاء.

(22) هل تعلم أن ذكر الطير إذا أراد أن يتزوج لايغتصب أنثاه بل يضع أمامها حبة ما أو أي شيء يُلتقط من الأرض فتنظر إليه فإذا أعجبها التقطت الحبة وطارت ومعنى ذلك قبول الخطوبة فيطير ورائها ويصبحان زوجين، وإن لم تلتقطها وطارت فمعناها ليست راغبةً فيه.

(23) هل تعلم أن قانون الجاذبية الذي ألف فيه علماء أوروبا مؤلفات ضخمة وأسهبوا في الحديث عنه موجود في كلمة واحدة في القرآن الكريم في سورة المرسلات في قوله تعالى : {ألم نجعل الأرض كفاتاً ۞أحياءً وأمواتاً} – سورة المرسلات- الكفت في اللغة العربية هو الجذب، يقول الشاعر العربي مادحاً قومه بالكرم :

الأرض تجذب إليها الإنسان حياً وميتاً. 

(24) هل تعلم لو أن كل ذبابة عاشت أكثر من أسبوعين لشكّل الذباب طبقةً فوق وجه الأرض سمكها ٥ سم.

(25)هل تعلم أن الهدهد مزوّد بقوة في رأسه تحت عرفه يرى من خلاله الماء في تخوم الأرض.

(26) هل تعلم أن أنثى الفأر بعد أن تلد ب ٢٤ ساعة تصبح قابلةً للحمل.

(27) هل قرأت هذه العبارة للشهيد سيد قطب - رحمه الله- في تفسير الظلال، يقول :(لقد ظللت أقرأ في كتب الأمم أربعين عاماً فلما قارنتها بثقافتنا الإسلامية وجدتها شيئاً ضئيلاً)، ثم يقول - رحمه الله- :(لقد قرأت كتاب العالم الأوروبي فلان في علم البصر فما وجدته إلا ملخّصا لكتاب الحسن ابن الهيثم البصريات).

(28) هل سمعت عن الزلزال الذي حدث في الصين في ٢٨/٧/١٩٧٦م وقضى على سبعمائة ألف إنسان فيها، وقبل أن تزلزل الأرض زلزالها سُمِعَ للديكة أذان عالٍ وللخيول صهيل عالٍ. يقول الشيخ عبد الحميد كشك - رحمه الله- في خطبته المسجلة رقم (٢١٦) : (لأنها رأت الملائكة التي نزلت لكي تزلزل الأرض، لأن الحيوانات ترى ما لا نرى وتسمع ما لا نسمع).

كان النبي (ﷺ) راكباً ناقته القصواء فخلأت، فقال الصحابة خلأت القصواء، فقال النبي (ﷺ) ما خلأت القصواء وماهولها بخلق إنما مرّت بقبر يعذّب صاحبه.

(29) هل تعلم أن رائد الفضاء الروسي تيتوف عندما نزل إلى الأرض من رحلة الفضاء قال: (بينما كنت أحلّق في سفينتي في الفضاء إذ نظرت من فتحة السفينة إلى الأرض فإذا الأرض كرة معلّقة في الفضاء، فلم اندهش لذلك ولكن اندهشت لسؤال دار في ذهني من الذي أمسك بها فلم تسقط وهي معلّقة في الفضاء).

(30) هل تعلم أنه يوجد في ألمانيا الغربية لعام ١٩٨٢م (٥٠٠٠) طبيب سوري، وإلى عام ٢٠٠٦م أصبح العدد (٦٠٠٠) طبيب.

(31) وهل تعلم أن أربعةً منهم اتفقوا أن يأتوا إلى سورية ويفتحو مشفى للتوليد في منطقة القلمون حيث أنهم من أبناء تلك المنطقة، ووصلوا إلى سورية، واستصدروا إذناً من الجهات المسؤولة، وبدأوا باستصلاح قطعة أرض واسعة لكي يبنوا عليها المشفى، وأخذوا يدورون في المعاملة على الدوائر صاحبة القرار، وبينما كان كبيرهم يقف في طابور طويل في إحدى الدوائر وإذا بالموظف القابع خلف الزجاج يرفع صوته ويقول للصافّين في الطابور : صفّوا كويس، صافين مثل الحمير، وسمعها الدكتور الكبير فجحدها وكتم السهم في كبده حتى وصل الموظف وناوله الأوراق (المعاملة) ونظر بها وإذا بها شهادات من مشافي أمريكا وألمانيا، وإذا بهذا الطبيب كادرٌ علمي كبير، فقال له : عفواً دكتور لقد بدرت مني كلمة أعتذر عنها، فقال له : معليش امضها، فمضاها وناوله إياها، فأخذها الدكتور ومزّقها شذراً مذراً وقال : هل مشفى اللي بدو يديره حمار بلاش تنفتح في سورية، ولملم رفاقه وعادوا إلى ألمانيا ينفعون بعلمهم أوروبا وحرم منهم بلدهم الذي ولدوا فيه ونشأوا وهو بحاجةٍ ماسةٍ إليهم، وأغلب ظني أن هذا الموظف الذي نهر الناس بهذه الكلمة نصيري علوي لايحمل أكثر من شهادة الثالث الإعدادي وفي أحسن الأحوال معه شهادة الثانوية العامة.

(32) وهل تعلم أنهم في ألمانيا الغربية لا يسلّمون منصب رئيس قسم في مشفى أو رئيس شعبة إلا إذا كان ألمانياً محضاً، حيث أنهم يتعصبون للعرق الآري، ومع هذا فقد توصّ كثير من الأطباء السوريين بكفائاتهم العلمية وجدارتهم وخبرتهم الفائقة إلى تلك المناصب.

(33) هل تعلم أن ابن سينا ألّف كتاباً في الطب اسمه (القانون) تقرّر في جامعات فرنسا ٣٠٠ عام ، ولقد طبع هذا الكتاب في النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري ٣٩ طبعة.

وهل قرأت هذه القصة عن ابن سينا :

كان يطالع في كتاب علمي واستعصت عليه مسألة وأُذِّن لصلاة العصر فطوى الكتاب وذهب إلى المسجد، ولما خرج رأى بائعاً يبيع كتباً على باب المسجد، ورأى الكتاب ذاته الذي كان يقرأ به فاشتراه لا لحاجته له إنما فقط لينفع البائع، وعندما عاد إلى البيت فتح الكتاب وقرأ المسألة ففتح الله عليه مغاليقها بسر الصدقة.

من البلاغة والإعجاز اللغوي في القرآن الكريم

(1) هل تعلم أن بين كل سورة وسورة من القرآن الكريم رابطاً، فما هو الرابط بين سورتي النحل والإسراء؟ ج: الرابط بين سورتي النحل والإسراء هو الشفاء، ففي سورة النحل تحدّث القرآن الكريم عن العسل وأن فيه شفاء للناس، وفي سورة الإسراء قوله تعالى :{وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا} فربط الله -عزوجل- بين الشفائين.

(2) هل تعلم لماذا عبّر القرآن الكريم عن الخلق والرزق بالفعل الماضي؟ قال تعالى :{وهو الذي خلقكم ثم رزقكم}، ج: لأنها مضيا حيث خلق ثمّ قدّر الرزق، وعبّر عن الموت والحياة بالمضارع، قال تعالى :{ثم يميتكم ثم يحييكم} لأن الإماتة والإحياء مستمران إلى يوم القيامة.

(3) لماذا عبّر القرآن الكريم في آيات الظهار عن عتق الرقبة ب {فمن لم يجد} وعبّر عن الصيام ب {فمن لم يستطع}، ج: عبّر عن عتق الرقبة بالوجود أو العدم لأنه سيأتي يوم يعتق فيه العبيد وقد تمّ عتق العبيد .

في عهد عمر بن عبد العزيز عندما أعلن بيانه التاريخي الخالد :(أن كل عبدٍ يريد أن يعتق فاعتاقه في بيت مال المسلمين، وكل من عليه دين فوفاؤه في بيت مال المسلمين، وكل شاب يريد أن يتزوج فزواجه في بيت مال المسلمين). وذلك بعد أن فاضت خزينة الدولة ولم يبق في بلاد المسلمين من يقبل الزكاة.

(4) هل تعلم أن الله -عزوجل- قال عن سفينة نوح :{وهي تجري بهم في موج كالجبال}-سورة هود آية (42) ، لماذا قال في ولم يقل على علماً أن السفينة تجري فوق الماء؟ ج: لأن الماء نازل من السماء ونابع من الأرض والسفينة غائصة بين هذا وذاك.

(5) هل تعلم لماذا مدح الله المؤمنين بأربع آيات وذمّ الكفار بآيتين.وتحدث عن المنافقين بثلاثة عشر آية في سورة البقرة؟

ج: لينبّه المؤمنين إلى خطورة المنافقين في المجتمع الإسلامي وأن المنافق أخطر على الإسلام والمسلمين ألف مرة من الكافر.

وهل أُتي الإسلام والمسلمين عبر التاريخ إلا من قبل هؤلاء. بدءاً من عبد الله بن سبأ، وتثنيةً بالرافض العلقمي وزير المستعصم العباسي الذي سعى بالتتار إلى بغداد فدمّروا الحضارة الإسلامية وقتلوا ملايين البشر في بغداد والشام ومصر ثمّ تصدّى لهم المظفّر سيف الدين قطز - رحمه الله- وأوقع بهم هزيمةً نكراء في معركة عين جالوت.

ومصطفى كمال أتاتورك الذي أسقط الخلافة الإسلامية عام ١٩٢٤م وأعلن علمنة الدولة. وأصبحت تركيا التي كانت قلعة الإسلام والمسلمين ودولة الخلافة خمسة ًقرون ، واسم عاصمتها استانبول (أم الألف مئذنة) دولة علمانيةً تحارب الإسلام حرباً شعواء وبعد ان تزعمت العالم بالإسلام خمسة قرون أصبحت بعلمانيتها شعرةً في ذيل المعسكر الغربي.

وجمال عبد الناصر الذي تظاهر بالإسلام وكان يزور قبر الإمام الشهيد حسن مع الإخوان ويقف فوق القبر ويقول مخاطباً صاحب القبر :(إنّا على العهد سائرون).

وحافظ أسد، ومعمر القذافي حيث سارا على خطى سيدهم جمال ودمّروا بلادهم كما دمّر مصر عبد الناصر.

(6) هل تعلم لماذا كانت سورة المجادلة أكثر سور القرآن ذكراً للفظ الجلالة (الله) ؟ ج : ليبين الله للمجتمع الإسلامي مدى حرمة وخطورة بيت الزوجية في الإسلام وقد كانت سورة المجادلة جواباً عن سؤال وحلاً لمشكلة في بيت مسلم كاد أن يهدم .

(7) هل تعلم أن القرآن الكريم عبّر عن أكبر حادث في الدنيا بأقصر العبارات لفظاً وأوسعها معنى : {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين}- سورة هود آية (44) .

(8) هل فكرت لماذا وضع الله - عز وجل- آية إجابة الدعاء بين آيات الصيام في أواخر سورة البقرة، قال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بس لعلهم يرشدون}؟ ج: ليفيدك الله  -عز وجل- أن الدعاء وقت الإفطار مستجاب فادعُ الله ماتشاء.

(9) هل تعلم لماذا صدّر سورة الإسراء بقوله :{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.... الخ}؟ ج : لأن كلمة سبحان تفيد العجب وأن مابعدها شئ عجيب، والسرى هو السير ليلاً. وكلمة العبد تفيد الذات أي الروح والجسد وكان الإسراء والمعراج في ليلة واحدة.

(10) هل تعلم أن كلمة (مقوِ) في القرآن في قوله تعالى عن النار :{ونحن جعلناها تذكرةً ومتاعاً للمقوين}- سورة الواقعة آية (73) - تفيد ثلاثة معان :

1- المقوين هم النازلون في القواء وهي الصحراء، يقول النابغة الذبياني في معلّقته :

٢- القوى هو الجوع ، قال حاتم الطائي :

٣- مقوٍ بمعنى مستمتع، كما قال مجاهد.

فهل رأيت كيف حشد المعاني المتباعدة في كلمة واحدة.

(11) ومن الإعجاز اللغوي قوله تعالى :{إنما المشركون نجَسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا...}-سورة التوبة آية (28)، لماذا قال نجَسٌ بفتح الجيم ولم يقل نجِسٌ بالكسر؟ ج: لو قال نجِسٌ بالكسر معنى ذلك أنتم متّصفون بالنّجاسة، أما نجَسٌ بفتح الجيم معنى ذلك أنهم النّجاسة ذاتها.

(12) هل تعلم لماذا ختم الله - عز وجل- آية وسائل السفر بالفعل المضارع؟ قال تعالى :{والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً ويخلق مالاتعلمون} –سورة النحل آية (8) .

ج: ليخبرك الله - عز وجل- أن وسائل السفر لن تبقى مقتصرة على الخيل والبغال والحمير بل ستتطور. وسُئل ابن عباس - رضي الله عنهما- عن {ويخلق مالاتعلمون} فقال: (صوته كالرّعد وحجمه كالرّخ) -الطائر، فخلق الله-عز وجل- لنا مالم يكن في عهد الصحابة ولا التابعين ولا تابع تابع التابعين. أصبحنا نمخر عباب الماء ونركب متن الهواء.

(13) هل تعلم أن كلمة عقل وردت في القرآن ٤٩ مرة، فعل تعقلون ٢٤ مرة، فعل يعقلون ٢٢ مرة، فعل عقل يعقل تعقل كل واحد مرة واحدة.

(14) هل تعلم لماذا قدّم الله - عز وجل- السمع على البصر في قوله تعالى :{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}-سورة النحل آية (78) ؟

ج: لأن الإنسان يسمع بمجرد أن يولد ولايرى إلا بعد سبعة أيام.

من أخبار المغرب العربي

الجزائر- المغرب- تونس- ليبيا

الجزائر

(1) هل تعلم أن في صحراء الجزائر كهوفاً فيها هياكل عظمية حتى الآن وسبب ذلك أن الفرنسيين كانوا يهاجمون الثّوار وعندما تنفذ الذخيرة عند الثوار يلجأون إلى الكهوف، فكان الفرنسيون لايجرأون على اقتحام الكهوف فيرشون الغازات السامة فيموت من بالكهوف. وحدثني أستاذ سوري درّس في الجزائر ست سنوات من عام ١٩٧٤ إلى عام ١٩٨٠م فقال :(لو مشيت في صحراء الجزائر وضربت بقدمك في الرمال لخرج منها عظام يعود تاريخها إلى أيام الاستعمار الفرنسي، حيث تناثرت عظام الشهداء في عموم الصحراء وغيّبتها الرمال).

(2) هل تعلم أن الجزائر قدّمت في سبيل الاستقلال وخلال مئة وثلاثين عاماً ثلاثة مليون شهيد.

(3) هل تعلم أن الجيش الفرنسي اقتحم قرية طينية جزائرية وأعمل فيها الهدم والقتل والإبادة فاختلط لحم الآدميين بالطين والتبن وأصبحت القرية أكواماً من التراب المعجون باللحم والعظام والتبن.

(4) أخي المسلم هل تعرف شيئاً أو قرأت عن الشيخ (العربي السبتي) الجزائري ؟ إليك هو :

إنه الأسد الشجاع فخر المسلمين وفخر الجزائر، إنه أحد شيوخ المالكية، وأعمدة الإصلاح في الجزائر، وأمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تخرّج من جامعة الزيتونة بتونس سنة 1914 م، ثم رحل إلى القاهرة سنة 1920م ، ودرس العلوم الشرعية في الجامع الأزهر، عاد إلى الجزائر - رحمه الله- في سنة 1927 م ليبدأ نشاطه الدعوي حيث بثّ الدعوة الإصلاحية وحارب البدع.

عندما اندلعت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي سنة ١٩٥٤م، كان يدعمها ويحرّض الناس على الجهاد في سبيل الله ويتواصل مع المجاهدين ويحثّهم على الثبات، وقد حاول الكثير من أصدقائه اقناعه بالخروج من الجزائر بعد أن أصبح هدفاً واضحاً للفرنسيين فكان جوابه دائماً : إذا كنا سنخرج كلنا خوفاً من الموت فمن يبقى مع الشعب.

علم الفرنسيون أن الشيخ العربي السبتي يتمتّع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له فأرسلوا له عن طريق إدارتهم في الجزائر عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره وبعد رفضه المستمر للتفاوض فقد رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلّص منه ولم يستحسنوا اعتقاله أو قتله علناً لأن ذلك يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمرين فتمّ خطفه.

قال المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر، وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ كما حضر مراحل اعدامه ، وكان منظر الإعدام سببا بالتحاقه بالمجاهدين كما ذكر.ولقد تكفّل بتعذيبه فرقة من الجنود السنغاليين في الجيش الفرنسي والشيخ بين أيديهم صامت محتسب لايتكلّم،حتى نفد صبر قائد فرقة القبّعات الفرنسية (لاقايارد) بعد عدة أيام من التعذيب. جاء يوم الشهادة حيث أُعدّ للشيخ قدر كبير ملئ بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والإسفلت الأسود.

أُوقدت النيران من تحتها لدرجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب، ثم طلب منهم (لاقايارد) حمل الشيخ فحمله أربعة من الجنود وأوثقوا يديه ورجليه ثم رفعوه فوق القدر المتأجج وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب والشيخ يردد بهدوء وصمت كلمة الشهادة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، ثم وضعوا قدميه في القدر المتأججة. فأغمي عليه، ثم أنزلوه شيئاً فشيئاً إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخّر وتلاشى رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. والرحمة من الله للشهداء الأبرار.

(5) هل تعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله- والشيخ محمد البشير الإبراهيمي هما اللذان أسسا جمعية العلماء في الجزائر وبدأا بدعوة الشعب الجزائري دعوة صادقة واعية للعودة إلى الإسلام، ونفخا فيه روح الثورة ضد فرنسا، وكان الإمام الجليل ابن باديس يقول :

ومما قاله الشيخ ابن باديس في رفيق دربه البشير الإبراهيمي :(عجبت لشعب أنجب مثل الشيخ الإبراهيمي أن يضل في دين أو يخزى في دنيا او يذل لاستعمار).

لقد وضع هذان الشيخان أسس جمعية العلماء عام ١٩١٣م وبرزت للوجود عام ١٩٣١م.

(6) هل تعلم أن الرئيس الجزائري (الهواري بومدين) قد صرّح بعد نجاح الانقلاب الذي قاده على الرئيس أحمد بن بيلا قبله في صيف عام ١٩٦٥م، وقال :(إن الذي دعاني أن أقفز إلى السلطة عام ١٩٦٥م أنني رأيت مئات الألوف من الشعب الجزائري تمشي في جنازة البشير الإبراهيمي فخفت أن يرجعوا إلى القديم - يعني الإسلام- ويتركوا الجديد الذي جاءهم به ابن بيللا - الاشتراكية-).

(7) هل تعلم أن الرئيس الجزائري بومدين قد حكم الجزائر ثلاثة عشر عاماً بسلاحين الجيش والمخابرات وكان الذي يشرف له على الجهازين خبراء من كوبا والاتحاد السوفييتي.

(8) هل تعلم أن الشيخ متولي الشعراوي - رحمه الله- درّس في الجزائر مدةً من الزمن أيام حكم (الهواري بو مدين) وقد بنت الجزائر سدّاً كسدّ الفرات في سورية. وقال بو مدين كلمة كالتي قالها وزير الخارجية السوري النصيري ابراهيم ماخس :(إذا نجح سد الفرات فلسنا بحاجة إلى مطر السماء)، فأعقب هذا التصريح سنون محل وانقطاع الغيث، انقطع الغيث في الجزائر، وأعلنت الحكومة عن صلاة الاستسقاء في أحد مساجد العاصمة الجزائرية وصلى الشيخ متولي الشعراوي (توفى رحمه الله في ١٧/٦/١٩٩٨م عن عمر ٨٧ سنة) إماماً بالمسلمين وخطب فيهم وطلب الغيث من الله. ودخل الرئيس بو مدين المسجد وهو يحمل مظلةً، وبعد أن انتهت صلاة الاستسقاء والدعاء المأثور فيها أراد بو مدين أن يخرج من المسجد فأشار له أحد مرافقيه أن انتظر قليلاً فإن السماء تمطر.

(9) هل تعلم أن الرئيس الجزائري (الهوارى بو مدين) عندما وقع في المرض في شهر أيلول عام ١٩٧٨م طار إلى الاتحاد السوفييتي وبقي ثلاثة أسابيع يتلقى العلاج فلم يُجدِ العلاج شيئاً فعاد إلى الجزائر ونام في غيبوبةٍ دامت ستين يوماً كان خلالها لا يأكل ولايشرب ولايبصر ولايسمع، واجتمع عليه (٦١)  واحدٌ وستون طبيباً هؤلاء الأطباء الكثيرون قاسوا ضغطه وحللوا دمه وحللوا بوله وحللوا برازه، ثم بعد ذلك خرجوا بنتيجة أن هذا المرض لايمكن اكتشافه لأنه أول مرض يقع في العالم، وبعد ذلك اكتشف المرض طبيب سويدي اسمه (لندستورم)، فسمّوا المرض باسم الطبيب (مرض اللندستورم).

لقد كان عُمر بو مدين يوم مات (٥٣) سنة، حيث أن ميلاده عام ١٩٢٥م وتوفي في ٢٧/١٢/١٩٧٨م.

من أخبار المغرب العربي مراكش

(1) هل تعلم أن مدينة أغادير في المغرب العربي في عام ١٩٦٢م أمستْ فوق الأرض وأصبحت تحت أطباق الثرى ولم يبق منها فوق الأرض سوى قارمة فندق، {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}-سورة هود آية (102) .

وبعد ذلك اكتشف العلماء أن تحتها كان فارغاً وعندما خُسِفَ بها نزلت في الحفرة الواسعة العميقة التي أعدّها الله لها في ضمير الغيب.

(2) هل تعلم أن الملك الحسن في عام ١٩٧٨م اعتقل سبعمائة شاب مسلم من أبناء الشبيبة المغربية المسلمة بتهمة قتل محام في المغرب اسمه عمر بن جلّون وقد قُتِل بعصا.

وأرسلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر المحامي شوكت التوني وهو من أبناء الجماعة لكي يدافع عنهم.

(3) هل تعلم أن الملك الحسن الثاني ملك المغرب العربي الذي مات في ٢٢/٦/١٩٩٩م كان يتعاقد مع مصر في كل عام بأن ترسل له عشرين مطرباً لكي يُسمعوه الأغاني هناك، ولقد أهدى سيارةً للمطرب المصري عبد الحليم حافظ ب (٧٠٠٠) جنيه.

تونس

هل تعلم أن الرئيس بو رقيبة عندما تسلّم زمام الأمور في تونس حارب الإسلام حرباً شعواء وقام بالأعمال الآتية :

1- إغلاق جامع الزيتونة في تونس وهو صرح علمي كبير يضاهي الجامع الأزهر، ومن الذين تخرجوا منه وأصبح من أعلام الأمة فضيلة العالم العلّامة الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله تعالى، الذي اشتغل بالسياسة ودعا إلى الجهاد والتحرير فحكمت عليه السلطات الاستعمارية الفرنسية بالإعدام فهاجر إلى دمشق مع عائلته عام ١٩١١م وأقام فيها مدةً طويلة، ودرّس في المدرسة السلطانية ثم سافر بعد ذلك إلى الأستانة وألمانيا، ثم عاد إلى دمشق ثانيةً ليواصل التدريس في المدرسة ذاتها، ولما احتل الفرنسيون سوريا هاجر إلى مصر عام ١٩٢٠م وعمل بدار الكتب المصرية بأجر زهيد لمدة خمس سنوات، ولمّا صدر كتاب (الإسلام وأصول الحكم) لقاضي المنصورة علي عبد الرازق (يقال أن كتاب علي عبد الرازق هذا لطه حسين وليس بعيداً أن يكون لمرجليون أستاذ طه حسين) انبرى له الشيخ محمد الخضر حسين وتصدّى لهذا الإفك المبين والكذب الصريح، وكذلك الحال حين ظهر كتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين الذي هاجم فيه القرآن الكريم ارضاءً لسادته.

اتجه الشيخ الخضر حسين إلى تأسيس الجمعيات الإسلامية فكان أحد مؤسسي جمعية الشبان المسلمين، كما أسس جمعية الهداية الإسلامية وكان رئيسها، وأخيراً اختير عضواً بمجمّع اللغة العربية بمصر، كما عُيّن عضواً في المجمع العربي بدمشق. تولّى مشيخة الأزهر عام ١٩٥١م، ثم اختلف مع رجال ثورة ٢٣ يوليو وترك المشيخة لغيره.

2- منع بو رقيبة تعدد الزوجات، ورفع سن زواج الذكور إلى عشرين سنة والإناث إلى سبعة عشر سنة.

3- بو رقيبة هو الذي ألغى الحجاب للمرأة في تونس بدعوى أنه يمثل مظهراً من مظاهر الطائفية البغيضة، وأنه ينافي روح العصر وسنة التطوير السليم، ولقد ظهر بو رقيبة على شاشة التلفزيون في احتفال شعبي وهو ينزع أغطية الرأس عن بعض النساء قائلاً انظري إلى الدنيا من غير حجاب.

4- منع صلاة الفجر في المساجد للشباب وبدأت المخابرات تلاحق من يصلي باستمرار.

5- حاول ثني الحجاج التونسيين من زيارة الأماكن المقدّسة وأداء المناسك لما فيه من إهدار لمقادير مالية من العملة الصعبة، ودعا إلى التبرّك بمقامات الأولياء والصالحين بدلاً عن الحج في خطاب ألقاه في صفاقس في ٢٩/٤/١٩٦٤م.

6- هل تعلم أن الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة أراد أن يلغي فريضة الصوم عام ١٩٦٢م بحجة أن الصيام يعطّل الإنتاج، وطلب من مفتي تونس ابن عاشور أن يفتي بذلك وعلى شاشة التلفاز بحضور لبو رقيبة.

فتقدْم المفتي وقال :(أيها الأخوة يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:{يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون...}-سورة البقرة إلى آخر الآيات، نفهم من الآية أن الله عز وجل فرض الصوم وبو رقيبة يريد أن يلغيه، فكذب بو رقيبة وصدق الله العظيم).

7- هل تعلم أن بو رقيبة منع تعدد الزوجات في تونس وراقبت المخابرات التونسية رجلاً تونسياً يتردد على دارين (بيتين) فاعتقلوه وعندما وقف أمام القاضي سأله : الدار الثانية التي تتردد عليها صاحبتها حليلة أم خليلة ؟ فقال : خليلة. لو قال له حليلة أي زوجة لأمره بطلاقها وحكم عليه بالسجن ستة أشهر.

8-في عام ١٩٧٥م ألقى خطاباً قال فيه :(إن في القرآن خرافاتٍ كثيرةً، وأكثرها تخريفاً قصة أهل الكهف)، ورد عليه الشيخ عبد الحميد الكشك رحمه الله في خطبته المسجلة (٨٣) أو (٨٤) - على ما أذكر- فقال : (يا بو رقيبة وقطع الله رقبتك ارجع إلى المرحلة الابتدائية فتعلّم فلا عيب عليك، ولكن العيب كل العيب أن تسبح في بحر القرآن المتلاطم الأمواج وأنت لا تحسن السباحة.

ماكان للقزم أن يطاول السماء، ولايمدُّ للشمس شلاء. وأخيرا فمن أين للخفاش أن يبصر الضيا وهل تألف الجعلان ورد الخمائل).

من أخبار إيران الفارسية المجوسية

للأمانة والتاريخ

(1) هل تعلم أن الفرس قبل ظهور الصفويين عام ١٥٠١م أي منذ خمسمائة عام مضى كانوا من أهل السنة والجماعة ، وكان معظم فقهاء السنة وأئمة الحديث من الفرس في ذلك العهد وأسماء كثيرة مثل البخاري والترمذي والطبري والخوارزمي والأصفهاني والشهرستاني والنيسابوري وغيرها من الأسماء هم في الأصل من البلدان الإيرانية المختلفة، ولكن بظهور الصفويين بقيادة اسماعيل الصفوي عام ١٥٠١م والذي عُرف بحقده على أهل السنة استطاع أن يحّول إيران السنية وتحت شعار (ياعلي) إلى الشيعة الإثنا عشرية، وترك الإيرانيين أمام خيارين لاثالث لهما التشيّع أو الموت.وصار التشيّع منذ ذلك العهد مذهباً قوميّاً في إيران. واليوم تحت شعار (ياحسين) يسعى هؤلاء الخارجون عن الدين وتحت ستاره للانتقام من أحفاد عمر الذي غيّب الإمبراطورية الفارسية عن الوجود وإلى الأبد في معركة القادسيّة عام ٦٣٦م التي قادها خال رسول الله (ﷺ) سعد بن أبي وقاص، حيث قُتِل في هذه المعركة القائد الفارسي رستم فرخزاد، وأصبح علي وولده الحسين أقرب إلى الفرس من العرب نسباً، حيث أن أم الحسين فارسية لهذا يطلبون الثأر لمقتل الحسين باعتبارهم أولياء الدم كما هو العرف في الشريعة ومن قبلها نظام القبائل وهم في الحقيقة يطلبون الثأر لمقتل رستم ومايمثله رستم مستخدمين حمق العرب من الشيعة وقوداً في معاركهم القومية المقنْعة بعمائم ولحى إسلامية.

(2) هل تعلم من هو الخليفة الإسلامي الذي أطلق على نفسه خادم الحرمين الشريفين؟ إنه السلطان العثماني سليم الأول، ولهذا الاسم قصة وهي : لمّا حاول الشاه اسماعيل الصفوي الشيعي الفارسي أن يحتل بلاد الحرمين فأرسل له السلطان سليم الأول جيشاً وهزمه شر هزيمة، وجاء السلطان سليم الأول ليزور الحرمين وكانت بلاد الحرمين جزءاً من الدولة العثمانية فنزل وهو في طريقه إلى بلاد الحرمين في مصر حيث أن بلاد الحجاز كانت تتبع سياسياً لمصر واستقبله العلماء والأشراف استقبالاً يليق به لانه دافع وحافظ على الحرمين، وإذا بخطيب مصري يقول له : (أنت من الآن حاكم الحرمين الشريفين) فبكى سليم الأول وطلب منهم أن يأتوه بمكنسة فأتوه بها فوضعها على رأسه وقال :(أنا خادم الحرمين الشريفين).

(3) هل تعلم أن الخميني ليس من إيران إنّما هو من الهند، إما يهودي صميم أو من طائفة السيخ، وجاء مع أبيه إلى إيران وأعلنا التشيّع.

(4) هل تعلم أن شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي حكم من عام ١٩٤١م إلى ١٦/١/١٩٧٩م كان يضع على رأسه ورأس زوجته (فرح ديبا) من الذهب مايعادل ميزانية دولة فقيرة، ورغم كل ماملك وجمع من ثروات هائلة وذهب مكدّس فلقد كان أسمى أمانيه في أيامه الأخيرة أن يجد لنفسه سريراً في مستشفى ينام عليه، ونام على السرير وفي غضون أيام تحوّل جسده إلى حقل لزراعة العمليات الجراحية ونفقت روحه في ٢٨/٧/١٩٨٠ م.

(5) هل تعلم أن شاه إيران كان يجمع حرّاس قصره من اللقطاء وأبناء الشوارع ويعلّمهم إذا سئلوا منذ الصغر من أبوك يا غلام؟ فيقول: (محمد رضا بهلوي)، ومن أمك ياغلام؟ فيقول : (الشهبانو فرح ديبا)، وكان يسمّيهم (الخالدون). فما خلد شاه إيران ولم تخلد فرقة الخالدين.

(6) هل تعلم أن شاه إيران خرج من إيران في ١٦/١/١٩٧٩م وهو يبكي وقد حمل معه حفنةً من تراب الوطن وقد هرّب من خزينة إيران ٢٢.٥ مليار ثم لحق بها طريداً شريداً.

(7) وهل تعلم أن شاه إيران عندما خرج من إيران مطارداً لم تستقبله دولة في العالم إلا مصر، حيث بقي خمسة أيام ثم إلى المغرب العربي، ثم إلى أمريكا والإعلام الإيراني يلاحقه، ومن أمريكا إلى باناما لإجراء عملية جراحية - حيث أنه يعاني من مرض السرطان من عام ١٩٧٣م، وعندما نام على السرير جاء من همس بأذنه أن الأطباء سيضعون له السم في جرح العملية فنهض عن السرير ولبس ثيابه وتوجّه إلى المطار، ثم أقلعت به الطائرة من باناما إلى جزيرة في البرتغال وهبطت به الطائرة لمدة (٤) ساعات ،ثم أقلعت إلى مصر، وفي ٢٤/٣/١٩٨٠م هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي ومن الطائرة المدنية إلى (الهليكوبتر) إلى الحوّامة إلى مستشفى المعادي لإجراء العملية، تمت العملية وخرج من المستشفى وعاش إلى ٢٦/٧/١٩٨٠م حيث أسعف إلى المستشفى بحالة خطرة، وفي ٢٨/٧/١٩٨٠م في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة نفقت روحه ودُفِن بجامع الرفاعي بالقاهرة - مات عن عمر ٦٣ سنة ، وشُيّعت جنازته بمراسيم عسكرية خرج فيها الرئيس المصري أنور السادات. وفي ٢/٨/١٩٨٠م يوم الجمعة أفرد له فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله خطبةً كاملة رقمها (٣٧٣) - استهلّها بقوله :(أرسل الملِك المَلَك إلى مستشفى المعادي فقبض روح الملك. فمن الملك؟).

(8) هل تعلم أن شاه إيران جاء بأحد الآيات وهو آية الله غفاري وقلاه بالزيت قلياً، وكان شاه إيران يُقطّع أصابع الأبناء أثناء التحقيق مع الآباء ليجبر الآباء على الاعتراف بالتهمة الموّجهة إليهم من قِبَل أجهزة السافاك البهلوية.

(9) هل تعلم أن الشاب المسلم نوّاب الصفوي قاد مظاهرة ضد شاه إيران في مصر فسلّمه عبد الناصر إلى الشاه فأعدمه وكان ذلك في عام ١٩٥٦م.

(10) هل تعلم أن الخميني عندما كان لاجئاً سياسياً في العراق بعد أن طرده الشاه من إيران عام ١٩٦٥م قام بجولة في شمال العراق، وعندما عاد مرّ في الطريق على بيت رجل شيعي فاستقبله وأكرم ضيافته، وبعد أن تناول الخميني ومرافقه طعام العشاء وحان وقت النوم سأل الخميني صاحب البيت هل عندك بنات للمتعة؟ قال نعم فطلب رؤيتهن ووقع اختياره على طفلة لايتجاوز عمرها ست سنوات وبقي يفاخذها طوال الليل وهي تصرخ بين يديه.

ولاعجب في ذلك فإن ذلك الزنديق البابكي الخُرّمي المانوي الزردشتي يبيح مفاخذة الرضيعة في بعض كُتبه.

(11) هل تعلم أن الخميني عندما طلب منه الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى مغادرة العراق حوّل كل أمواله إلى فرنسا، وكان من أغنياء إيران الكبار من خلال الخمس الذي يعطيه الشيعة للإمام ثم لحق بتلك الثروة الهائلة وأخذ يدير الثورة من باريس من خلال أشرطة الكاسيت، وبالمناسبة فإن فرنسا وبريطانيا من أقوى قلاع اليهودية في العالم، فكيف تكون الثورة إسلامية.

(12) هل تعلم أن الخميني ركب طائرة بيضاء من أحد مطارات باريس ووصل إلى طهران بمباركة الصهيونية العالمية والصليبية وعنايتهما، بل عاش تحت سمعها وبصرها إلى أن حان الموعد المحدد قذفت الصهيونية والصليبية بتلك الجرثومة إلى الشرق الأوسط ليؤدي الدور الذي أداه من تاريخ وصوله إلى إيران في ٨/٢/١٩٨٠م إلى أن نفقت روحه في ٤/٦/١٩٨٩م.

(13) هل تعلم أن الخميني قائد ثورة صفوية صهيونية ولخدمة اليهود في العالم كله، ولو كانت الثورة كما يقولون عنها إسلامية وكان قائدها مسلماً لما تركته الصهيونية يعيش في باريس حراً طليقاً ويوجّه الثورة من هناك، بل اغتالته كما اغتالت الكثير من قادة العمل الإسلامي من أمثال الأستاذ عبد العزيز شقاقي في قبرص في أحد المقاهي عام ١٩٩٤م.

(14) هل تعلم أن الخميني بعد وصوله إلى إيران بشهر واحد صرّح وقال:(سنطهّر مكة من النواصب وسنصدّر الثورة إلى دول الجوار) ، والنواصب عند الشيعة الإمامية هم المسلمون السنّة، ولقد نشرت الصحف الإيرانية هذا التصريح وقرأ الملك فهد ملك السعودية هذا التصريح في الصحف فاتصل بالرئيس صدام حسين رحمه الله وطلب منه أن يزور السعودية ، فذهب صدام إلى السعودية فأعطاه الملك فهد الصحيفة وقرأ التصريح ، فقال له الرئيس صدام والمطلوب؟ قال له الملك فهد علينا المال وعليك الرجال، فبدأت المدفعية العراقية تضرب مواقع الجيش الإيراني في شهر نيسان عام ١٩٨٠م ، وفي ٤/٩/١٩٨٠م قصفت طائرة إيرانية حربية هدفاً في بغداد حيث أرسل الخميني طائرتين سقطت إحداهما وأُسِرَ الطيار ونفدت الثانية، وفي ٢٢/٩/١٩٨٠م زحفت القوات العراقية على الأراضي الإيرانية وبدأت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات وانتهت في شهر آب عام ١٩٨٨م.

(15) هل تعلم أن الحرب التي شنّها الرئيس صدام حسين رحمه الله على إيران واستمرت ثماني سنوات أخّرت المد الشيعي على البلاد العربية المجاورة عشرين عاماً، يرحم الله الرئيس صدام.

(16) هل تعلم أنه عندما مات الخميني في ٤/٦/١٩٨٩م أمر حافظ أسد عامله على تدمر العميد غازي الجهني رئيس السجن - وهو ضابط نصيري من لواء اسكندرون مهاجر إلى سورية واستقر في مدينة المخرَّم شرق حمص - أن يجلد السجناء جميعاً عند قراءة التفقد وتمّ ذلك.

(17) هل تعلم أعظم وأغلى حفل في التاريخ والأكثر تكلفة حتى الكلاب دخلته مرصّعة بالألماس لم يكن في قصر أو منتجع إنما كان في الصحراء ، حضره زعماء العالم كله وغابت عنه السعودية، قيل عنه حفلٌ للشيطان وسُمِيَ بالعشاء الأخير في عام ١٩٧١م، كانت إيران تستعدّ للاحتفال فيه بمرور ألفين وخمسمائة عام على تأسيس مملكة الفرس وكانت في ذلك الوقت تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي منح نفسه لقب ملك الملوك شاهٍ شاه وذلك تمهيداً لما كان يخطط لإقامته وهو حفلٌ يكون الأعظم والأكبر في التاريخ يحكي عنه العالم أجمع.

عاشت إيران في الخمسينات من القرن الماضي والستينات أوضاعاً غير مستقرة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فقد عرفت البلاد انقلاباً ضد الشاه أفشلته الولايات المتحدة وبريطانيا، كما تضاعف فيها أعداد الفقراء والمعتقلين. وحتى أولئك الذين يتم إعدامهم.

كان شاه إيران يحكم إيران بالحديد والنار وأعلن أنه مؤيد بسلطة إلهية وأنه ملك الملوك.

وأراد للعالم كله أن يشاهد عظمته وقوته وسلطانه فاختار يوماً مميزاً لتحقيق غايته حيث في عام ١٩٧١م ستكون ذكرى الألفين وخمسمائة لتولّي قورش الكبير الحكم في بلاد فارس، فأراد شاه إيران أن يكون قورشاً آخر، فاختيرت مدينة (تخت جشميد) الأثرية في قلب الصحراء مكاناً لإقامة الحفل، واختير شهر أكتوبر من عام ١٩٧١م موعداً لانطلاقه لكن التحضير بدأ قبل الموعد المحدد بعام كامل، حيث وضعت لجنة بصلاحيات أكبر من الحكومة الإيرانية مهمتها التخطيط للحفل.

وكانت أولى المشكلات التي صادفتهم هي افتقار إيران للبنية التحتية التي تمكّنها لاستضافة هكذا حفل، فعلى الرغم من أن الشاه كان من أغنى الأفراد في العالم إلا أن بلاده كانت من أفقرها فقررت اللجنة بناء مايشبه مدينة متكاملة في الصحراء يتم تجهيزها لاستقبال الحاضرين وبناء خيام لإقامة الوفود فيها عوضاً عن الفنادق ، وفي صحراء مدينة (تخت جشميد) تمّ اختيار مساحة تساوي مساحة مدينة صغيرة، وتمّ تحويلها لغابة شجريّة واستورد الإيرانيون لذلك خمسة عشر ألف شجرة، كما تم استيراد خمسة عشر ألف نبتة مزهرة، وليجرِ توفير المياه لسقاية هذه النباتات تمّ الحفر في كامل المنطقة بحثاً عن المياه الجوفية كما تمّ نقل تراب صالح للزراعة من مناطق خصبة إلى الصحراء كي يتمكن (جورج تريفو) وهو خبير أزهار فرنسي من تشييد حديقة معطّرة، كما تم رش مبيدات حشريّة على مسافة ثلاثين كيلو متر في الصحراء للتخلص من الحيوانات الزاحفة والسامّة حفاظاً على سلامة الحاضرين.

كما استورد الشاه أكثر من خمسين ألفاً من الطيور المغرّدة من أوروبا وأُطلقت في الغابة الاصطناعية التي شيّدها الإيرانيون.

وأقيم ملعب جولف في المكان أشرفت عليه كبريات الشركات الأوروبية ، أما بخصوص الخيام التي كانت ستخصّص لاقامة الوفود والحضور فقد استعان الشاه بشركة جانسن الفرنسية التي صمّمت أجنحة ملكية داخل كل خيمة وعلى الطراز الفارسي كي تظهر عظمة الشاه.

كما زُودت كل خيمة بنظام تكييف وتبريد، كما احتوت كل خيمة على غرفتي نوم وحمّامين وغرفة جلوس ومطبخ بطاهٍ محترف وخدم متاحين على مدار الساعة لتلبية حاجات الضيوف ، ومازاد من تكلفة هذه الخيم أنها بُنيت على مدار عام كامل في فرنسا ثم تمّ نقلها بطائرات خاصة إلى إيران، وبالإضافة لخيم الضيوف أقيمت خيمتان عملاقتان واحدة لاستقبال الضيوف وأخرى للطعام والولائم، وتمّ التعاقد من أجل طهيه وتوفّره مع مطعم مكسيم الباريسي الشهير الذي أغلِقَ مقره في باريس طيلة أسبوعين قبل الحفل ونقل معداته وطاقمه إلى إيران، كما تمّ استيراد مايقارب ثمانية عشر طناً من الأطعمة من باريس، كما أمر الشاه ببناء مطار خاص بمدينة شيراز الأقرب لموقع الحفل لاستقبال الوفود وتوزيعهم وكذلك من أجل التحضيرات على مدار ستة أشهر.

أقامت القوات الجويّة الإيرانية جسراً جويّاً بين باريس وشيراز لنقل مستلزمات الحفل، ولتأمين الحفل انتدب الشاه أكثر من خمسة وستين ألف عنصر من شرطته السريّة لحراسة المكان ، كما شنّت قوات الأمن الإيرانية حملات استباقية ضد المعارضة تحسباً لأي تشويش على الحفل ولم تتوقف التحضيرات هنا بل أنفقت إيران الملايين للترويج للحفل قبل انطلاقه، حيث دفعت بكبريات الشركات في العالم لبث أفلام ترويجية عن إيران وشاهها واحتفالها، وتمّت زراعة الطريق إلى المطار بأشجار الصنوبر ، كما تمّت انارتها على طول خمسين كيلو متر في بلد كان ربع سكانه بلا ماء ولا كهرباء، وأقيم في مدينة شيراز فندقان لإقامة الوفود الإعلامية والصحفيين، ولم يبق سوى إرسال الدعوات التي وصلت العالم كله وتمّت دعوة الملوك والأمراء والسلاطين والحكام والرؤساء كافة، وأيضا دعوة النجوم والمشاهير ورجال الأعمال ولم يتبقَ أحد ذا منصب أو جاه في العالم لم تصله دعوة الشاه بإستثناء السعودية التي كانت في تلك الفترة على علاقات سيئة مع طهران ، كما هو حال البلدين دائماً.

اليوم المنتظر في يوم ١٤/١٠/١٩٧١م وهو اليوم الذي اختير ليكون يوم الحفل المنشود والذي سيستمر لثلاثة أيام.

بدأ الحلم الذي أراده الشاه بالتحوّل إلى حقيقة، وبدأ توافد المدعوّين بداية من وسائل الإعلام ثم تبعتهم الوفود السياسية. 

والبلد الذي يعتذر رئيسه عن الحضور لأسباب طارئة كان يرسل وفداً بدلاً منه ليكون أكبر تجمّع لرؤساء العالم وملوكه بعد مبنى الأمم المتحدة.

وبدأت مراسم الحفل بدخول الشاه عابراً سجادة حمراء مطرّزة يدويّاً ومتوسّطاً حدائق الورود المعطّرة مرتديّاً ماقال إنه تاج ملك الملوك وأوسمته وحاملاً صولجانه وأعلن انطلاق الحفل لتبدأ الفرق الموسيقيّة التي جُلِبت من كل مكان لامتاع الحاضرين الذين توافدو على المكان بسيارات ليموزين وصل عددها إلى ٢٥٠ سيارة. وفتحت زجاجات الشراب المعتّق والذي وصل عمر بعضها لأكثر من مئتي عام وكان سعر الزجاجة منها في ذلك الوقت يصل إلى آلاف الدولارات، وكانت سمة الحفل الذي نُقِل على الهواء في حينها هي البذخ والذي تجسّد حتى في الحاضرين الذين ارتدوا أغلى التصاميم وأفخرها حتى أن ملك أثيوبيا في ذلك الوقت دخل الحفل برفقة كلبه المرصّع بالألماس.

وعلى مدار ثلاثة أيام عاش الحاضرون حفلاً لم يشهد له العالم مثيلاً والذي تجسّدت فخامته في مأدبة العشاء التي أعتُبِرت الأضخم في العالم، حيث قُدّم الطعام على مأدبة طولها سبعون متراً لتدخل بذلك موسوعة جينتس العالمية وعلى مدار ست ساعات استمر قرابة ستمائة من الضيوف بتناول عشائهم وشرابهم والاحتفال بملك الملوك.

ولتصف صحيفة التايم الحفل في ذلك بأنه أعظم تجمّع في القرن، بينما وصفته مجلات أخرى بأم الحفلات وحفل القرن وحفلٌ بمليار دولار، فقد قُدِّرَت تكلفة الحفل بما يعادل مليار دولار في زمننا الحالي على أقل تقدير.

العشاء الأخير لأيام بعد الحفل ظلّ العالم كله يتحدّث عمّا فعله الشاه بينما وجدت فيه المعارضة الإيرانية فرصةً للهجوم على الشاه الذي أنفق مئات الملايين من أجل الاحتفال لثلاثة أيام فقط ، حتى أن الخميني وصف الحفل في ذلك الوقت بمهرجان الشياطين وساد الغضب كافة تيّارات وشرائح المجتمع الإيراني خاصة بعد رؤيتهم للعالم كله يتنعّم بأموالهم بينما هم محرومون حتى من أبسط الخدمات ، وظلّ الاحتقان سيد الموقف ويوماً بعد آخر ازداد الغضب في الشارع الإيراني، حتى أن الشاه لاحقاً وبعد سنوات خرج يعتذر عمّا فعله لكن الأوان كان قد فات.

فبدأت الثورة في إيران عام ١٩٧٧م إلى عام ١٩٧٩م أطاحت بنظام الشاه برمّته ومات من أراد أن يكون ملك الملوك رجلاً هارباً يبحث عن ملجأٍ له، حتى أن الإيرانيين في سبيل التخلص من الشاه رضوا في البداية بحكم الخميني رجل الدين الذي يوصف بالمتعصّب فقد أذاقهم الشاه مرارة العيش وجميع أنواع الظلم والقهر. سقط الشاه وحكمه وقالت الصحافة وقتها إن حفل عام ١٩٧١م كان المسمار الأخير في نعش الشاه، ووصف بالأوصاف الصحفية بالعشاء الأخير الذي كلّف الشاه أكثر من عشرات ملايين الدولارات، فقد كلّفه عرشه وحكمه للأبد.

(18) هل تعلم أن رئيس وزراء إيران عباس هويدا في عهد الشاه بقي رئيساً للوزراء ثلاثة عشر عاماً لم يشرب من ماء إيران قطرةً واحدة بل كان الماء يأتيه مثلّجاً من باريس.

(19) هل تعلم أن عباس هويدا عندما اعتقله الخميني وأدخله زنزانةً في أحد سجون الشاه وكانت ضيّقة لم تتسع له حيث كان ضخم الجثة ، فقال لهم لو وضعتموني في زنزانة أوسع ، قالوا له أنت الذي بنيتها.قال رسول الله (ﷺ): (كن كما شئت، كما تدين تدان) ، ويقول الشاعر :

مسائل علمية (2)

(1) هل تعلم أن الطفل يعرف ثدي أمه بدقات قلبها ؟

(2) هل قرأت هذه العبارة للعالم الأوروبي (بريفولت) :(ما من ناحية من نواحي تقدّم أوروبا إلا وللحضارة الإسلامية فيها فضل ولها آثار حاسمة) ؟

(3) هل تعلم أن الخليفة عضد الدولة طلب من العالم المسلم الرّازي المولود عام ٨٦٥ م والمتوفي عام ٩٣٢م بمدينة الرّيّ بناء المستشفى الكبير في بغداد ففعل وكان هذا المشروع من أضخم ما عرفه تاريخ الطبّ حتى القرن التاسع عشر الميلادي ؟

(4) هل تعلم أن علم الفلك عربيّ بامتياز، اشتغل به اليونانيون والهنود والصينيون ثم العرب، وكان العرب هم أصحاب الريادة فيه، إلى ثابت بن قرّة – ٨٣٦ م إلى ٩١٥ م - الذي وضع نظرية الاعتدال، وقاس قطر الأرض في عهد هارون الرشيد، وقال بدوران الأرض حول الشمس.

ولد ثابت بن قرّة بين نهري دجلة والفرات، والتقى الخوارزمي وأُعجب به وصحبه إلى بغداد حيث اشتغل بالعلوم والكشوف والفلك والطب والرياضيات ، عمل ثابت بن قرّة في المرصد الفلكي الذي شيّده المأمون في بغداد عام ٨٥١م.

(5) هل تعلم أن كتاب الجبر لمؤلفه العالم الفلكي عمر الخيّام الذي يفوق كتاب الخوارزمي وقد ضمنّهُ حلولاً هندسية وأخرى جبرية لمعادلات من الدرجة الثانية مع تنسيق بديع للمعادلات وقد ترجم الكتاب إلى الإنجليزية عام ١٩٣٢م، واعتُمِد في العديد من الجامعات .

(6) هل تعلم أن الجبرتي العالم المصري الشهير لايختلف عن أي عالم من علماء أوروبا، والفرق بينهم وبينه أن علماء أوروبا وجدوا نظاماً ومؤسسات اجتماعيةً احتضنت أبحاثهم، والجبرتي وأمثاله بُدِّدت أعمالهم على يدي سلطة سفيهة منهارة آخر المماليك، ثم ابتليت مصر بالاستعمار الغربي وممثله محمد علي باشا الذي عزل العلم عن الأزهر لا حرصاً على التقدم العلمي بل لتأكيد تخلفنا النهائي في السباق الحضاري، إذ أنه يستحيل نهضة حقيقية بمعزلٍ عن الأزهر.

ولذلك كان قرار إنشاء المدارس موّجهاً ضد الأزهر وضد كل المحاولات الجادة لتحقيق النهضة.

(7) هل تعلم أن كريّات الدم الحمراء تبلغ خمسة ملايين في المليمتر المكعب الواحد، وأمّا الكريّات البيضاء فهي عشرة آلاف في المليمتر المكعب الواحد. وكل ٥٠٠ كرة حمراء يقابلها كرة بيضاء، وهذا في حال الأمان أما إذا حدث غزو خارجي للجسم فيرتفع عدد الكريّات البيضاء إلى ٤٠ ألف، ولو اختلّ مثل هذا التوازن لأصيب العبد بالسرطان.

(8) هل تعلم أن نور الدين الزنكي رحمه الله تعالى بعد انتصاره على الصليبيين أسس البيمارستان النوري (المستشفى) سنة  ٥٥٠ه من المال الذي حصل عليه كفدية من بعض ملوك الفرنج الذين أسرهم أثناء الحرب الصليبية.

سمّي المستشفى باسم (البيمارستان الكبير النوري) وجعله وقفاً على الفقراء والمساكين والمحتاجين. وبقي هذا المستشفى عامراً إلى ١٣١٧ ه، ولقد صار هذا المستشفى مركزاً علميّاً كبيراً مرموقاً حيث قدّم للعالم العربي والإسلامي أعداداً هائلة من الأطباء والصيادلة الذين لايزال التاريخ يتحدّث عن مكانتهم العلمية بافتخار. ومن بينهم أسعد المطران الذي يُعتبر بحق حجةً في العلوم الطبيّة، وذلك لإعداده العلمي والخلقي في معالجة الناس ولخبرته الواسعة في مزاولة مهنة الطبّ والتدريس.

وكان أسعد بن المطران نصرانيّاً ثم اعتنق الإسلام في مسقط رأسه دمشق على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى. حيث جعله طبيبه الخاص في الحال والترحال، وكان إلى جانب عمله كطبيب في بلاط صلاح الدين الأيوبي يقوم بتدريس طلابه ومعالجة مرضاه في البيمارستان الكبير النوري بدمشق.

(9) أخي المسلم ماذا تعرف عن العالم الإسلامي الكبير (أبو الفرج ابن الجوزي)؟

ج : انحصرت علوم اليونان التي وصلت إلى علماء العرب والمسلمين في العلوم الطبية والرّياضيّة والجغرافية والفلكية والفلسفية.

لهذا السبب اندفع علماء العرب والمسلمين في العلوم الشّرعية واللغوية ومن بينهم ابن الجوزي إلى دراسة ما أفرزته القريحة اليونانية ليس فقط في العلوم الطبيّة ولكن في العلوم التجريبية الأخرى لكي يقفوا بأنفسهم على مصادر بناء حضارتهم العلمية. لذا كتب كثير من علماء العرب والمسلمين في مجال العلوم الطبّية علماً بأنهم لم يمارسوا مهنة الطب.

وقد أجادوا إجادة عظيمة بجمعهم بعض الأفكار الطبيّة الهامة وتدوينها في مولفاتهم، والحقيقة أنه لولا مجهودات هؤلاء العلماء الكبار أمثال ابن الجوزي لاندثرت هذه الأفكار العلمية الهامّة لتطوير العلوم الطبيّة كما استخرجوا منها ثروةً هائلة من المصطلحات العلميّة التي أثرت لغة الاشتقاق (اللغة العربية).

والجدير بالذكر أن علماء العرب والمسلمين لم يستغرقوا مدة طويلة حتى أصبحوا قادة الفكر القادرين على تصحيح علوم اليونان علاوة على إضافاتهم العلمية الجديدة والجريئة التي لم يسبقهم إليها أحد، وبذلك كوّن علماء العرب والمسلمين تراثاً علمياً رائعاً صار فيما بعد الأساس الذي ارتكزت عليه الحضارة العالمية الحديثة.

ابن الجوزي اخذ هذا اللقب عن جده الذي كان يسمّى الجوزي لجوزة كبيرة في داره.

اختلف المؤرّخون في ولادته، والراجح أنه ولد عام ٥١٠ ه وتوفي عام ٥٩٧ ه، ينتهي نسبه لأبي بكر الصدّيق، قضى ابن الجوزي معظم حياته في طلب العلم حتى أصبح محدّثاً وحافظاً وفقيهاً وواعظاً وطبيباً مؤرّخا ومشاركاً في الضروب الأخرى من المعرفة.

كان يحضر مجلسه مئة ألف أو يزيدون لا يضيّع من زمانه شيئاً، يكتب في اليوم أربعة كراريس، ويرتفع له في كل سنة من كتابته خمسون إلى ستين مجلّداً. وله في كل علم مشاركة، ولكنّه في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحُفّاظ، ولديه فقه كافٍ. جُلّ غذائه الفراريج ، ولباسه الأبيض، نشأ يتيماً على العفاف والصلاح، وكانت سيرته في منزله المواظبة على القراءة والكتابة.

قال على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعيَّ هاتين ألفي مجلد، وتاب على يديّ مئة ألف مسلم، وأسلم على يديّ عشرون ألفاً من اليهود والنصارى.

وعظ الناس ذات يوم وكان في مجلس الوعظ عند الخليفة العبّاسي المستضيء فالتفت ناحيته وقال له : إن تكلّمتُ خفت منك وإن سكتُ خفت عليك وإن قول القائل لك اتق الله خير لك من قوله لكم أهل بيت مغفور لكم.

كان عمر بن الخطاب يقول : إذا بلغني عن عامل لي أنه ظلم فلم أغيره فأنا الظالم.

يا أمير المؤمنين كان يوسف لايشبع في زمن القحط حتى لاينسى الجائع. فبكى المستضيء وتصدّق بمال كثير، وأطلق المحابيس، وكسا خلقاً من الفقراء.

ومن أروع ماكتب ابن الجوزي في حقل العلوم الطبيّة كتاب (المنافع الطبيّة) الذي يحتوي على المعلومات الأولية الضرورية في هذا الفن الحيوي جمعها ونقّحها بلغة عربية عالية من مصنّفات أطباء العرب والمسلمين الأوائل، لذا انتشر هذا الكتاب في الشرق والغرب فكان له تأثير كبير في ميدان الطب.

كتاب (مختار اللفظ في الطب الروحاني) ، وكتاب (تدبير الأشياخ) ، وكتاب (لغة الأمان في الطب) ، وكتاب (الباه)، وكتاب (النائم الغمرعلى حفظ مواسم العمر)، وكتاب (الشيب والخضاب)، وكتاب (شفاء علل الأمراض).

لقد كان ابن الجوزي البحر في التفسير، والمرجع في الحديث، والعملاق في السير والتاريخ، والعلّامة في الفقه، والمشارك المجتهد في العلوم الطبيّة لذا ترك آثاراً جليلةً يُرجَعُ إليها عند القيام بعمل علمي جاد.

يقول الإمام الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء) الجزء الحادي والعشرون : لم يأتي مثله قبله ولابعده فهو حامل لواء الوعظ والقيّم بفنونه مع الشكل الحسن والصوت الطيّب والوقع في النفس وحُسن السيرة.

(10) هل تعلم أن مؤتمراً صحيّاً علميّاً عُقِدَ في (بونيس أيرس) بالأرجنتين ضمّ ٧٥٠٠ علميٍّ ، ومثّل ٨٠ دولة ، وبحث ٦٠٠ بحث . كان على رأسها غذاء الأطفال ومشكلة الطفولة فقالوا : الغذاء الرئيس للطفل هو لبن الأم لأن فيه مصلحةً للطفل ومصلحةً للأم، أمّا مصلحة الطفل فإن لبن الأم في الشهور الأولى يشتمل على عناصر تمنع المرض أن يقترب من الطفل ولذلك ترى اللبن في الشهور الأولى أصفر اللون لأن الله زوّد فيه بموادّ كيماوية فيها مناعة للأطفال من الأمراض.

أمّا مصلحة الأم فإن الرضاعة تحصّنها صحيّاً طوال فترة الرضاع عن طريق الهرمونات الخاصة بتحضير اللبن في الثديين. أضف إلى ذلك أن لبن الأم يُكسب الطفل استقراراً نفسيّاً وعصبيّاً وجسمانيّاً.

أما نفسيّاً فإن الطفل عندما يوضع على صدر أمه لا يرضع لبناً إنما يرضع عطفاً وحناناً.

(11) هل تعلم هذه العجيبة في مخلوقات الله ؟

الهدهد ذكر في القرآن الكريم، إنه طائرٌ لا يتزوج إلا مرةً واحدة ، وبعد وفاة زوجته لايتزوج ، ويطلب الزواج بتقديم ورقةٍ أو حشرةٍ أو دودةٍ في منقاره وهو ناشرٌ عرفه، وهو تاجٌ جميل، ويقدّم الطعام لمن يتقدّم لها لإرضائها، فإن أكلتها بمنقارها فهذا يعني القبول، ثم يأخذها إلى العش الذي بناه لها ، وهو غالباً ثقبٌ في شجرة، فإن قبلت العش يتم الزواج، وتبيض الزوجة من خمس إلى سبع بيضات، وبعد الفقس يتناوب الزوجان على إطعام الصغار، وهو غايةٌ في الوفاء، فإذا وجد مكاناً فيه طعام أو ماء صاح على زوجته فلا يقرب الطعام إلا معها، وإن غابت ظل يطير بحثاً عنها وهو يصيح، وإن ماتت يظل كلما تذكرها يصيح، ويذهب إلى الأماكن التي كانوا يطيرون لها، ويصيح متذكراً ذكرياته الجميلة. الهدهد سدس طوله منقاره لسهولة البحث عن الديدان والحشرات في الأرض، الهدهد له حاسةٌ لاتوجد عند غيره فهو يستشعر وجود الماء في باطن الأرض.

كان النبي سليمان –عليه السلام- يعتمد عليه كدليل بحث لمواضع الماء في قعر الأرض، فإن دلّه على مكان الماء أمر الجنّ بالحفر فيجدون الماء. ومن أسمائه المعاصرة (مهندس الماء) . ويستطيع الهدهد قطع مسافاتٍ طويلةٍ من الطيران تصل آلاف الكيلومترات دون تعب او عطش أو جوع ، فيطير من دولةٍ إلى دولة كسفره من سبأ إلى فلسطين.

شوهد في مواقف كثيرة وهو ينصت دون صياح عند الأذان أو الصلاة أو تلاوة القرآن. حرَّم النبي (ﷺ) قتله لما فيه من أسرار لا يعلمها إلا الله.

(12) أخي المسلم ماذا تعرف عن بيت الحكمة في بغداد في خلافة أبو جعفر المنصورالتي استمرت من عام ١٣٦ه إلى عام ١٥٨ه ؟

هو حركة ترجمة لجميع الفنون والعلوم وخاصةً الطبية.

فجميع ما تُرجم في خزانة ٍ محكمة ٍ كانت نواة بيت الحكمة، وعندما تولّى هارون الرشيد الخلافة (١٧٠ه إلى ١٩٣ه) وقد عُرِفَ بحماسته للعلم والعلماء وجمع الكتب العلمية والأدبية والشرعية. لذا اتجه العلماء في عهده إلى ترجمة الكتب إلى اللغة العربية، ومن هنا بدأت فكرة بيت الحكمة، وقد تم انشاؤه في عصره المزدهر، وقد رتّب فيه كتبه وكتب جده المنصور. أما في خلافة ابنه المأمون (١٩٨ه إلى ٢١٨ه) فاشتعل الفتيل بشدة وصار بيت الحكمة عبارةً عن أكاديمية ٍ للعلوم العربية والإسلامية في بغداد، يفد إليه الباحثون وطلاب العلم من أرجاء المعمورة.

ومن الجدير بالذكر أن الخليفة المأمون كان يشرف بنفسه على بيت الحكمة ويُساهم في المناظرات العلمية التي تُعقد في رحابه. فلله درُّ بيت الحكمة.

ولقد كان بيت الحكمة يحتوي على قاعات للمحاضرات وللمجالس العلمية، وغرفٍ منوّعة ٍ لأعضاء إدارته ومخازن كثيرة لحفظ المخطوطات والكتب النادرة ومكاتب راقية للمترجمين والمؤلفين وفيه مدرسة لتعليم صناعة الترجمة ومستشفى لتدريب طلاب العلوم الطبيّة ، وقد تولّى إدارته جهابذة الفكر في العلوم جميعها مثل سهل بن هارون ومحمد بن موسى الخوارزمي ويوحنّا بن ماسويه وحنين بن إسحاق المتوفي عام ٢٥٩ه، ولقد امتياز بيت الحكمة في بغداد عن غيره من مراكز العلم والثقافة بأن ليس له صبغة مذهبية.

فمذهبه الأول والأخير المؤهلات العلمية لذا ازدهر ازدهاراً رائعاً وكان العلماء خاصةً الأطباء يتناقشون ويتناظرون بالأمور الطبيّة التي تعود على الجمهور بكل خير وكان يحضر ولاشك خلفاء بني العباس هذه المداولات ويدلون بآرائهم كغيرهم ولاشك أن الذين تولّوا رئاسة بيت الحكمة كانوا على جانبٍ كبير ٍ من العلم والأدب ومكارم الأخلاق ولذلك كانت الحريّة والصراحة سائدتين فيه.

وكان بيت الحكمة مقصداً للعلماء والمفكرين للبحث والاستقصاء لبعض الموضوعات التي تجول في نفوسهم والحكمة في اللغة معناها مايوافق الحق والحقيقة والعلم والحلم. وهذا هو نبراس بيت الحكمة وكان يحتوي على مخطوطات نادرة يصعب الحصول عليها في مكان آخر، ولقد كان الهدف من تأسيس بيت الحكمة هو نشر الروح العلميّة النقية البعيدة عن التعصب.

لكن المحزن حقاً أن ملايين الكتب والمخطوطات أُحرِقَت ونُهِبَت.

أحرق الصليبيون حوالي ثلاثة ملايين مخطوط وكتاب على سبيل المثال في دار العلم في طرابلس الشرق.

عدا مافعله التّتار في بغداد ومالعبت به أيدي الإسبان وأتلفتّه من الكتب والمصنفات في الأندلس.

(13) أخي العربي المسلم هل قرأت عن الطب العربي وعن أطباء العرب ؟ إليك مايلي:

الحارث بن كلدة بن علاج الثّقفي من أهل الطائف ومن قبيلة ثقيف العربية العريقة، أسس طبه على كل من التجربة العلمية والقياس، لم يؤكد المؤرخون متى ولد أما وفاته فإن التحريّات توحي بأنه مات عام ٥٠ه في مسقط رأسه الطائف.

عاصر الحارث بن كلدة رسول الله (ﷺ) والخلفاء الراشدين، وتوفي في عهد معاوية، وكان النبي (ﷺ) يوصي بالتّطبّب عنده لبراعته في ميدان العلوم الطبّية وإخلاصه لمهنته. درس وتلقى علومه الطبّية في بلاد فارس بالمدرسة الطبّية في مدينة جند يسابور وتخرّج منها بتفوّق ملفت للنظر، طلبت منه حكومة فارس البقاء في بلادهم لمزاولة المهنة - مهنة الطب فبقيَ ردحاً من الزمن يعالج المرضى هناك وحصل على ثروة عظيمة وعاد إلى مسقط رأسه يمارس مهنة الطب في فترة ظهور الإسلام وانتشاره، وسُئلَ مرةً ما الحمية ؟ فقال : الاقتصاد في المأكل والمشرب.

اشتهر كسرى انوشروان (٥٣١م إلى ٥٧٩م) وهو كسرى الأول حاكم فارس بحبه للعلم والعلماء وهو الذي بنى مدينة جند يسابور وأسس فيها مدرسةً طبيّة وفيها تلقّى الحارث بن كلدة تعليمه وعن طريق الحارث وصلت المعلومات الطبّية المتقدّمة إلى جزيرة العرب وهي التي كانت في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الأفكار الطبّية المبنيّة على التجربة والقياس.

كان كسرى أنوشروان من المعجبين بالحارث بن كلدة الثقفي فدعاه ذات مرّة إلى مجلسه العامر بالعلماء المتميزين بجميع فروع المعرفة ودار بينهما حوار مستفيض يعتبره المؤرخون للعلوم ناموساً طبّياً مفيداً وقد نقل موفق الدين بن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) بعضاً من المحاورة كالآتي:

كسرى : فما أصل الطب ؟

قال الحارث : الأزم.

كسرى : فما الأزم ؟

قال الحارث : ضبط الشفتين والرفق باليدين .

كسرى : فما الدواء الدوي ؟

قال الحارث : ادخال الطعام على الطعام، وهو الذي يفني البريّة ويهلك السباع في البرّية.

كسرى : فما الجمرة التي تصطلم تستأصل الدواء ؟

قال الحارث : هي التخمة إن بقيت في الجوف قتلت وإن تحللت أسقمت.

كسرى : فما تقول في دخول الحمّام ؟

قال الحارث : لاتدخله شبعان ولا تغشى أهلك سكران ولاتقم بالليل عريان وتقعد على الطعام عصبان وارفق بنفسك يكن أرضى لبالك وقلّل من طعامك يكن أرضى لنومك.

كسرى : فماذا تقول في الدواء ؟

قال : مالزمتك الصحة فاجتنبه، فإن هاج داءٌ فاحسمه بما يردعه قبل استحكامه ، فإن البدن بمنزلة الأرض إن أصلحتها عُمِّرَت وإن تركتها خَرَبَت.

كسرى : فأي اللحم أفضل ؟

قال الحارث : الضأن الفتيّ ، والقديد المالح مهلك للأكل واجتنب لحم الجزور والبقر.

كسرى : فما تقول في الفاكهة ؟

قال الحارث : كُلها في إقبالها واتركها إذا أدبرت وولّت وانقضى زمانها.

كسرى : فما تقول في شرب الماء ؟

قال الحارث : هو حياة البدن وبه قوامه ، ينفع ماشُرِبَ منه بقدر، أفضله أمرأه وأرقه وأصفاه.

كسرى : فما لونه ؟

قال الحارث : اشتبه خفي على الأبصار لونه.

كسرى : فما هذا النور في العينين ؟

قال الحارث : مركّب من ثلاثة أشياء، فالبياض شحم، والسواد ماء، والنّاظرريح.

كسرى : فعلى كم جُبِلَ طبع هذا البدن ؟

قال الحارث : على أربع طبائع : المُرْة السوداء وهي باردة يابسة، والمُرّة الصفراء وهي حارّة يابسة، والدّم وهو حارٌّ رطب، والبلغم وهو باردٌ رطب.

كسرى : فلم لم تكن من طبعٍ واحد ؟

قال الحارث : لو خُلِقَ من طبع واحد لم يأكل ولم يشرب ولم يمرض ولم يهلك.

كسرى : فمن طبعين لو كان اقتصر عليهما ؟

قال الحارث : لم يجُز لأنهما ضدّان يقتلان.

كسرى : فمن ثلاث ؟

قال الحارث : لم يصلُح، موافقان ومخالف ، فالأربع هو الاعتدال والقيام.

كسرى : فما أفضل ماعولجت به الرياح ؟

قال الحارث : بالحقن الليّنة والأدهان الحارّة الليّنة.

كسرى : أفتأمر بالحقنة ؟

قال الحارث : نعم، قرأت في بعض كتب الحكماء أن الحقنة تنقّي الجوف وتكسح الأدواء عنه والعجب لمن احتقن كيف يهرُم أو يُعدم الولد، وإن الجهل كل الجهل من أكل ما قد عُرِفَ مضرّته ويؤثر شهوته على راحة بدنه.

كسرى : فما الحمية ؟

قال الحارث : الاقتصاد في كل شئ، فإن الأكل فوق المقدرة يضيق على الروح ساحتها ويسدّ مسامها (ثقوبها ومنافذها).

كسرى : لله درك من أعرابي، لقد أعطيت علماً وخُصْصت فطنةً وفهماً.

خلاصة القول : لقد احتوت هذه المحاورة الطبّية السابقة على بعض الآراء والأفكار الطبّية التي تدلُّ على خبرة الحارث بن كلدة الواسعة بشؤون الطب والعلاج، لذا لاغرابة أن تُنقّح هذه المحاورة ويُعمل منها كتاب الطب المعروف (محاورةٌ في الطب) للحارث بن كلدة، وبقي كتاب (محاورةٌ في الطب) وثيقةٌ تاريخية متضمّناً ماتوصّل إليه أطباء العرب قبل الإسلام.

صفحات مضيئة من تاريخنا المعاصر

أخي المسلم ماذا تعرف أو ماذا قرأت عن جهاد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي وماقيل فيه؟

((أيها الأمير لقد أتيتُ إلى القاهرة خصيصاً لكي أتعلَّم منك)) .

الثائر الشيوعي

تشي غيفارا - ١٩٦٠

((إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه، إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام، ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية)). 

السير كورني عضو مجلس

العموم البريطاني - ١٩٢١

((دخلت على عبد الكريم في خندقٍ أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته مبتسماً مرحاً مقبلاً يضرب ببندقيته الطائرات. فتعجبتُ من هذه الظاهرة البشرية الفريدة)).

الصحافي الأمريكي

فانس شون - ١٩٢٦

نذهب إلى مدينة أغادير في المغرب العربي فهناك شيخ من شيوخ قبيلة الأمازيغ اسمه عبد الكريم الخطابي. رُزِق بمولود عام ١٨٨٣م فسمّاه محمد تبرّكاً باسم رسول الله (ﷺ) وربّاهُ تربيةً صالحة، وقام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى مدينة فاس حيث جامعة القرويين ليتعلّم فيها الحديث والفقه الإسلامي. وماهي إلا سنوات حتى أصبح محمد بن عبد الكريم الخطابي قاضي القضاة في مدينة مليلة المغربية وهو مايزال في عمر الشباب. كانت ظروف المغرب في تلك الأونة أشدّ من أن يتخيلها إنسان. 

وحيث أن المغرب العربي الإسلامي كان مصنع الأبطال عبر التاريخ، فمنه خرج مجاهدوا دولة المرابطين إلى الأندلس، ومن المغرب أبحرت دولة الموحدين إلى أوروبا، ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة بقيادة طارق بن زياد. 

فقرّرت الدول الأوروبية إنهاء ذلك الخطر. 

فعقدوا مؤتمراً اسمه مؤتمر الجزيرة الخضراء عام ١٩٠٦م بمشاركة ١٢ دولة أوروبية لإنهاء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبد ، فاستولت فرنسا على القسم الجنوبي موريتانيا، وأخذت إسبانيا الصحراء المغربية. وبين هذا وذاك احتلّت ألمانيا وبريطانيا مدناً أخرى. 

وهنا تحرّك الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما الله خيراً،. وبدءا بتجميع القبائل تحت راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في استانبول. عند ذلك قتل الإسبان الشيخ عبد الكريم وأسروا ابنه محمد وألقوه في أحد السجون على قمة جبل في المغرب، وبطريقة أسطورية صنع لنفسه حبلاً من القماش ومن الفراش الذي ينام عليه ولسوء الحظ لم يكن الحبل كافياً ليصل به إلى الأرض بعد أن قفز إليها فكُسِرَت ساقاه وأغمِيَ عليه، فكشفت سلطة السجن أمره وأعادوه إلى السجن، ثم أطلقوا سراحه فعاد وكوّن جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل. وابتكر فناً جديداً في الحرب، وهو حرب العصابات وحفر الخنادق. اعترف به الزعيم الفيتنامي (هو شي منه) واستطاع الأمير محمد عبد الكريم تلقين الإسبان درساً قاسياً في كل الحروب التي خاضها معهم. ولمّا تضاعفت خسائرهم أمر ملك إسبانيا (الفونسو) بإرسال جيش من مدريد قوامه (٦٠) ألفاً بقيادة صديقه الجنرال (سلفستري). 

والتقى الجيشان في معركة (أنوال) ، الجيش الإسباني العرمرم بدباباته وطائراته ، وثلاثة آلاف مقاتل بأسلحتهم البدائية. ولكن الحقيقة أنهما خصمان اختصما في ربهم، فئة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين، وكان النصر للمسلمين، حيث قُتِلَ من الجيش الإسباني ثمانية عشر ألفاً وأُسِرَ منه عشرات الألوف، ولم يسلم من القتل والأسر سوى ستمئة جندي عادوا إلى إسبانيا هاربين. 

وبعد هذا النصر المؤزّر أسّس الأمير محمد إمارة الريف الإسلامية في شمال المغرب الإسلامي وخلال ثلاث سنوات من إماراته قام بتعليم الدين الإسلامي للناس خالياً من الشعوذة والدروشة ثم قام بإرسال البعثات العلميّة لدول العالم وقام بتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية الإسلام. 

أحسّت الدول الأوروبية بالخطر فحشدت نصف مليون جندي ودار القتال واحّتدمت المعارك وكانت المفاجئة أن انتصر عشرون ألفاً من المجاهدين بقيادة الأمير محمد على النصف مليون جندي، فاضّطر قادة الجيوش الأوروبية بشراء ذمم بعض شيوخ الطرق الصوفيّة فقام هؤلاء الخوّنة بقتال الأمير وأصدروا فتوى بحرمة القتال مع الأمير الخطابي ثم ألقت الطائرات الإسبانية والفرنسية الغازات السامّة والأسلحة الكيماوية على المدنيّين وحاصر الأسطول الإنجليزي سواحل المغرب العربي فأخذ الأمير يقاتل الخونة والصليبييّن ومعه مئتا مقاتل فقط عاهدوا الله على الشهادة ، ويئس الصليبيون من هزيمة المئتي مجاهد فلجأوا إلى الصلح ثم نكصوا بعهدهم كعادتهم وخطفوا الأمير ونفوه إلى جزيرةٍ في سواحل المحيط الهندي لمدة عشرين عاماً ثم ماذا كان؟ 

لم يصدّق (عبد الرحمن عزام) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه وهو يقرأ تلك البرقية السريّة التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام ١٩٤٧م (عاجل سرِّي للغاية) :

(لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخاً أسيراً مكبلاً بالسلاسل يُشتبه أن يكون ذلك البطل الإسلامي الذي اختفى منذ عشرين عاماً والسفينة في طريقها إلى فرنسا وستمرغداً بميناء بورسعيد المصري، لذا وجب التنبه) .

وما أن فرغ عزام باشا من قراءة البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع الملك فاروق لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب. فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته ، وماهي إلا لحظات حتى صدر قرار إلى الضبّاط المصريين في قناة السويس باعتراض تلك السفينة واحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هوية ذلك الشيخ الكبير. وبعدها بأقلّ من ٢٤ ساعة أحضر الضبّاط المصريون إلى الملك شيخاً بلحية بيضاء كالثلج ، يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها ، تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهر العظمة والسمو لاتخفى على أحد، يلبس لباساً أبيضاً غاية في البساطة ، وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات السلاسل والأغلال وكأنها نُحَتت في جلده نحتاً . فلما أصبح هذا الشيخ بين يديّ الملك فاروق سأله الملك : من أنت ؟ فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر بعيني صقر متوثّب ثم قال بكل شموخٍ وأنفة : (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي). 

من أخبار الحملة الفرنسية على مصر في شهر تموز عام ١٧٩٨م

(1) هل تعلم أن نابليون بونبارت هو أول من أعطى لليهود وعداً في فلسطين عبر حملته التدميرية التي أفنى فيها ١٢٪ من الشعب المصري ، واقترف خلال عامين أبشع مجزرة في التاريخ عندما قتل الأسرى في يافا وتشبه إلى حد بعيد قتل الأسرى المصريين في سيناء بعد حرب العار عام ١٩٦٧م ؟

(2) هل تعلم أن نابليون عندما احتل مصر في شهر تموز عام ١٧٩٨م واقتحم مدينة إمبابة المصرية أشعل فيها النار ٢٨ يوماً حتى كاد أهل إمبابة أن يموتوا عن آخرهم ؟ 

(3) وهل تعلم أن نابليون عيّن نائباً لمحافظ القاهرة اسمه (بارطملي) فكان يقود سريّة قوامها مئة من الأورام والجزائريين والمغاربة المتوحشين وكان أحب شيء إليه قطع الرؤوس بالجملة وإذا لم يجد من البدو المتمرّدين من يحمل رؤوسهم إلى القاهرة كان يعزّي نفسه برؤوس بعض الفلاحين العاثري الحظ الذين يصادفهم في عودته إلى المدينة ؟ 

(4) هل تعلم أن قائد الحملة الفرنسية بعد كليبر (مينو) اقترح إنشاء مصنع للجوخ في القاهرة لسد الحاجة الماسّة إلى الأجواخ التي انقطع ورودها من أوروبا بسبب الحصار البحري. لكن اللجنة الإدارية الفرنسية عارضت المشروع لأن المصريين سيسرقون أسرارها. وأخيراً تم الاتفاق على إنشاء المصنع ولكن لايُقبل فيه عامل مصري.

وقال الجبرتي رحمه الله : (لقد أحضر المصريون ما يحتاجون إليه من الأخشاب وفروع الأشجار والحديد وجمعوا إلى ذلك الحدّادين والنجّارين والسبّاكين وأرباب المصانع الذين يعرفون ذلك. فصار هذا كله يُصنع ببيت القاضي والخان الذي بجانب الرحبة التي عند بيت القاضي).

ويقول (مسيومارتان) أحد مهندسي الحملة الفرنسية وكان شاهد عيان لثورة القاهرة الثانية : (لقد قام سكان القاهرة بما لم يستطع أحدٌ أن يقوم به من قبل. فقد صنعوا البارود وصنعوا القنابل من حديد المساجد وأدوات الصنائع، وفعلوا مايصعب تصديقه، وماراءٍ كمن سمعا، ذلك أنهم صنعوا المدافع).

وقال الجنرال كليبر في يومياته :(استخرج الأعداء مدافع مطمورة في الأرض، وأنشأووا معامل البارود ومصانع صبّ المدافع وعمل القنابل، وأبدوا في كل ناحيةٍ  من النشاط ما أوحت به الحماس والعصبية. هذه هي بوجهٍ عام حالة القاهرة عند قدومي إليها. وإني لم أكن أتصوّرها في هذه الدرجة من الخطورة، تمّ ذلك في ثلاثة أيام).

(5) هل تعلم أن الجنرال الفرنسي كليبر الذي تسلّم قيادة الحملة بعد نابليون في مصر فرض على مدينة القاهرة وحدها أثني عشر مليون فرنك فرنسي، بينما بلغت كل ميزانية الحملة الفرنسية التي اعتمدتها الحكومة الفرنسية تسعة مليون فرنك؟

(6) وهل تعلم أن نابليون بونبارت كان يوصي جنوده عندما احتل مصر عام ١٧٩٨م ويقول :(اذبحوا بالسناكي ووفّروا الرصاص) .

(7) وهل تعلم أن إخواننا المصريين أتوا بما أوحش الفرنسيين بتأييد ثورة القاهرة الثانية فقد أنشأووا في أربعٍ وعشرين ساعةً معملاً للبارود في بيت قائد آغا بالخرنفش. وأنشأووا معملاً لإصلاح الأسلحة والمدافع، ومعملاً لصنع القنابل وصبّ المدافع. جمعوا له الحديد والآلات والموازين، وأخذوا يجمعون القنابل التي تتساقط من المدافع الفرنسية في الشوارع ويستعملونها قذائف جديدة للضرب. 

ومما حدث أثناء حملة نابليون على مصر أن طفلاً لايتجاوز عمره أثنى عشر عاماً في قرية الفقاعي التابعة لمدينة بني سويف على الضفة الغربية لنهر النيل تقدّم وغافل جنود الجنرال (ديزيه) تغفّل جواسيسهم بقيادة يعقوب واستولى على بنادقهم فرآه جندي وتعقّبه وهو يحمل البنادق إلى أن أدّركه وضربه بالسيف على ذراعه وساقه جريحاً إلى الجنرال (ديزيه) للاقتصاص منه، وعندما سأله الجنرال عمّا دعاه إلى ارتكاب هذا العمل أجابه الغلام رابط الجأش ناظراً إلى السماءِ : إن الله القادر على كل شيء قد أمره بذلك، فسأله الجنرال عمّن حرّضه، فقال :(لم يحرضّني أحد، وإنما ألهمني الله أن أفعل مافعلت)، ثمّ رفع رأسه ونظر إليه وقال في هدوء :(دونك رأسي فاقطعوه) فدُهِش الجنرال من شجاعته واكتفى بأن يجلده بالسوط ثلاثين جلدة، ونظرته إلى السماء لاتنفي إسلامه وإن رجحت قبطيّته. 

(8) أخي هل قرأت عن مذبحة (يافا) عندما دخلها نابليون بجيشه أثناء حملته على مصر وكان تاريخ المذبحة من 7 إلى 8 آذار /١799م. 

يقول الرافعي رحمه الله : وقد أسرف الفرنسيون في القتل بعد إخماد ثورة القاهرة الأولى ولم تأخذهم رحمة حتى بالنساء، فقتلوا كثيراً منهنّ، وهذا من أفظع ما سُمِعَ به من التنكيل. 

ثمّ أتمّ الجيش الفرنسي فتح يافا بنفس الأسلوب الذي تمّ به فتح القدس منذ ثمانية قرون، وحالما استولى الجنود على المدينة أعملوا السيف في نحو ألفي جندي من الحامية كانوا يحاولون التسليم، وراح الفرنسيون يقتلون أعدائهم كالمجانين طوال ذلك المساء كله والليل كله، فالرجال والنساء والأطفال والمسيحيون والمسلمون وكل من له وجه إنسان سقط صريع جنونهم. 

وكان تعليق السفّاح نابليون على المذبحة :(بلغت سورة الجند قمّتها فأعملوا السيف في كل إنسان). وقاست المدينة بعد نهبها الأهوال التي تقاسيها مدينة مقتحمة ، ولقد أرسل نابليون اثنين من قادته هما : (بوهارنيه وكروازييه) ليريا الذي يمكن عمله لإعادة النظام إلى المدينة ، وناداهما الجنود والترك من نوافذ القلعة وصاح الترك عليهما بأنهم على استعداد للتسليم إذا وعدوا بأن لايعاملوا كما عُومِلَ بقية أهل يافا، وأعطاهم قائدا نابليون تأكيدات شفوية بأن رجال الحامية لن يُقتلوا، وعلى هذا الوعد خرج رجال الحامية وخرج الجنود وسلّموا أسلحتهم، فلما رأى بونبارت قائديه يعودان مع بضعة آلاف من الأسرى اصفرّ وجهه وقال ساخطاً :(ماذا تريدانني أن أفعل بهم) ، ثم أمر نابليون بذبح ثلاثة آلاف أسير، وفي دفتر حسابات لأحد الجنرالات الفرنسيين تجد هذه الأرقام :

1- في ٧ آذار أثناء الهجوم مات أكثر من ألفي تركي. 

2- وفي ٨ آذار رُمِيَ بالرصاص ٨٠٠ تركي. 

3- وفي ٩ آذار رُمِيَ بالرصاص ٦٠٠ تركي. 

4- وفي ١٠ آذار رُمِيَ بالرصاص ١٠٤١ تركي. 

الجملة ٣٤٤١ تركياً ، وفي ٨ آذار وهو اليوم الثاني من أيام المذبحة أرسل الله الذي من عنده تأتي الطيّبات الطاعون على الجيش الفرنسي، وصبّه على رؤوسهم بسخاء، ومن المؤن التي استولى عليها الفرنسيون في يافا ٤٠٠٠٠٠ جراية من البسكويت و ٢٠٠ قنطار من الأرز و قد نهبَ الجنود أكثر من هذا. 

يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى في خطبته المسجّلة رقم (١٠٠) : (بعد أن خرج نابليون من الأزهر وقد جعله اسطبلاً للخيول ومزّق المصاحف والكتب وألقاها تحت أرجل الخيل.

اجتمع علماء الأزهر في الأزهر وأخذوا يقرأون القرآن حتى إذا أتموا ختم القرآن عكفوا على قراءة صحيح البخاري والدعاء مستمر على جيش نابليون، فدّب فيه الطاعون وصار يموت يوميّاً بالعشرات وربما بالمئات ، فوقّعت فرنسا اتفاقية الجلاء ورحلت إلى غير رجعة. 

(9) أخي المسلم هل قرأت او قلّبت صفحات التاريخ الحديث تبحث بشغف عن هذا البطل المسلم ابن الصحراء الليبية (عمر المختار) الذي دوّخ الإيطاليين وأفقد موسليني صوابه ؟

في خيمة لإحدى القبائل البدويّة التي يرجع نسبها إلى قبيلة قريش العدنانيّة قرّر رجل يدعى المختار بن عمر أن يصطحب زوجته عائشة بنت محارب لكي يحجا معاً بيت الله الحرام، وفي الطريق توفي أبوه تاركاً طفلاً اسمه عمر، نشأ يتيماً وتربّى في بيئة صحراوية بدويّة خرّجت فرسان الصحابة من قبل، شبَّ عمر المختار وأصبح فارساً لايُشَّقُ له غبار، وفي بداية القرن العشرين ذهب إلى تشاد ليجاهد مع أخوانه ضد الغزاة الفرنسيين ويلقّنهم دروساً في فنون القتال العربي الأصيل، ثمّ أخذ يتنقل بين القبائل ينشر الإسلام فيها. 

وفي ٢٩/٩/١٩١١م زحفت إيطاليا إلى ليبيا واحتلّتها احتلالاً عسكريّاً ، فعاد عمر المختار إلى الجهاد المسلّح وأخذ يشن الغارات تلو الغارات ضد الغزاة رافعاً هذا الشّعار : (لن أهزم ومعي روح الإسلام وعدالة محمد (ﷺ) وإن قُتِلتُ فلي في الآخرة سكينة المؤمن ومثوبة الإستشهاد) . وبدأت الصحف الإيطالية تتداول اسم عمر المختار وتغيّرت أربع حكومات في إيطاليا نتيجةً للهزائم المتلاحقة للجيوش الإيطالية المتعاقبة على يديّ عمر المختار. 

ومن كلماته وهو يجاهد الإيطاليين :(لإن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي). 

وتابع المجاهد عمر المختار ومن معه من المجاهدين الليبيين جهادهم ويكبّدون الإيطاليين خسائر فادحة وجسيمة بالأرواح والمعدّات. وهنا أخذ موسليني على عاتقه إنهاء أسطورة عمر المختار، فأرسل مجرماً من مجرمي الحرب اسمه (غراتسياني) فقام هذا السفّاح بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وكانت الخطة كالتالي : 

بنى جداراً من الأسلاك الشائكة بين ليبيا ومصر ليحول بين الإمدادات المصرية للمجاهدين الليبيين، وأنشأ أكبر معسكر للاعتقال في التاريخ، وزجّ به ثمانين ألفاً من الشعب الليبي رجالاً ونساءً، ثم أدخل إليه المواشي من إبلٍ وبقرٍ وغنم، ومات الليبيون ببطء، فلم يبقَ إلا خمسة عشر ألفاً.

ثم قام هذا السفّاح بإلقاء نصف طن من القنابل على مدينة (الكفرة)، كما قام وحوش موسليني باغتصاب الفتيات، أما كبار السن من الشيوخ والنساء فقد أخذوهم مغلولي الأيدي والأرجل إلى الطائرات وأسقطوهم من علو أربعمئة متر فوق الصخور.ويضحكون قائلين :(لاتنسوا أن يبعث لكم محمد بالنجدة).

وبعد جهادٍ مرير دام عشرين عاماً وقع المختار أسيراً في كمينٍ نُصبَ له. وعندما أخذ المحقق يحقق معه كان صريحاً وشجاعاً جداً.

سأله المحقق : أأنت قتلت الجنديين الإيطاليين في مكان كذا ؟ ، قال : لا.

سأله المحقق : أأنت قتلت الضابطين الإيطاليين في مكان كذا ؟ ، قال : نعم.

وأخيراً حكموا عليه بالإعدام شنقاً وعمره يناهز السبعين عاماً، ورثاه أمير الشعراء أحمد شوقي فقال :

لقد مات الليبيون في معسكرات الاعتقال التي شيّدها السفاح الأكبر (غراتسياني) جوعاً وبرداً وحرّاً وسقماً، ودارت الأيام، ونشبت الحرب العالمية الثانية في بداية شهر أيلول عام ١٩٣٩م وانتهت بهزيمة دول المحور (ألمانيا - إيطاليا- اليابان) ، ودخلت قوات الحلفاء إيطاليا ونشروا فيها المجاعة ، حتى أن الفتاة الإيطالية كانت تسلّم نفسها لجندي الحلفاء مقابل لفافة من الدخان أو كسرة من الخبز.

وهُتِكَت الأعراض في إيطاليا. وفي نهاية الحرب هرب موسليني من إيطاليا وهرّب معه صناديق الذهب التي سرقها من خزينة الدولة. حيث ربطها بأسفل القارب الذي أبحر على متنه في إحدى البحيرات الإيطالية، ولاحقته البحّارة الإيطالية واعتقلوه وجاؤا به إلى روما، وفي أكبر ميادينها علّقوه من رجليه كالذبيحة ، رأسه إلى الأسفل ورجلاه إلى الأعلى، وبدأ الرصاص ينهمر عليه كالمطر الغزير، وزوجته كلارا تشاهد ذلك.

وفي أواخر عام ١٩٨٠م عثرت البحّارة الإيطالية على صناديق الذهب التي هرّبها موسليني قبل ٣٥ عاماً. وأخذ الشعب الإيطالي يلعن موسليني من جديد وهكذا النهاية.

أما نهاية عمر المختار فقد كانت الشهادة في سبيل الله شنقاً على الأعواد وليس من رجليه مهاناً ذليلاً حقيراً كموسليني .

لقد لقى الله عمر المختار رافع الرأس مشرئب العنق مشمخر الأنف، مات على أيدي أعدائه الإيطاليين الغزاة وليس على يد شعبه. وفي عام ١٩٨١م أخرج الأستاذ مصطفى العقّاد رحمه الله فلماً عن جهاد عمر المختار، وأخذ الشعب العربي والمسلمون في العالم يترحمون عليه في كل مكان ، أما موسليني فعندما كشفوا سرقاته في أواخر عام ١٩٨٠م أخذ شعبه يلعنه من جديد.

استشهد عمر المختار رحمه الله في ١٦/٩/١٩٣١م.

(10) أخي المسلم هل قرأت هذه المعلومة في كتاب (حاضر العالم الإسلامي) لمؤلفه الأمريكي (لوثروب استوارد) أن سرحاً من الجنود الإيطاليين دخلوا على أسرةٍ ليبية مكوّنة من تسعة أشخاص، كانت تستعد لتناول طعام الفطور، فقتلوهم قبل أن يتناولوه.

(11) أخي المسلم هل قرأت عن البطل الكردي المسلم والشاب المؤمن طالب العلم (سليمان بن محمد أمين الحلبي) ؟

ذهب سليمان الحلبي ليدرس في الأزهر الشريف عام ١٧٩٨م وعمره لايزيد عن اثنين وعشرين عاماً. وكان نابليون قد احتل مصر احتلالاً عسكريّاً في شهر تموز من ذلك العام. ورأى هذا البطل كيف انتهك هذا السفّاح حُرمة الأزهر ومزّق الكتب والمخطوطات وحوّل الأزهر إلى اصطبل للخيول، ورأى كيف قتلوا شيخه الشرقاوي، فحمل في قلبه غلّاً أسوداً تحوّل إلى نارٍ حارقة.

حدث خلاف في حكومة الإدارة في فرنسا فعاد نابليون إلى فرنسا على ظهر باخرة حيث اتخذ الليل جملاً له، وخلّف وراءه الجنرال كليبر، فأسرف الأخير في اعتقال العلماء وزعماء الحركة الوطنية ، وفرض غرامات على الشعب المصري كانت باهظةً جداً. فقرّر سليمان الحلبي أن ينتقم من كليبر، فجاء إلى علماء الأزهر والتقاهم في إحدى غرف رواق الشوام (إلى اليمين من الجامع الأزهر أربعة أروقة بنتها الدولة العثمانية لطلاب العلم: رواق الشوام، المغاربة، السفارية، الأتراك) وفي الدور الثاني تحديداً. الذي مايزال عامراً ومسكناً لطلاب العلم إلى عام ١٩٨١م، حيث حوّله الرئيس المصري حسني مبارك إلى مغفر للشرطة وأغلق بقية الأروقة بعد مقتل الرئيس المصري (أنور السادات) في ٦/١٠/١٩٨١م.

وطلب سليمان الحلبي من علماء الأزهر أن يساعدوه في تلك المهمة الخطيرة، فقالوا له : ياسليمان أنت سوري فما علاقتك في مصر؟ فقال لهم رحمه الله بمنطق المسلم الحر الصادق : لا تفريق بين المسلمين، كلّ بلاد المسلمين بلادي.

وعندما ادركوا صدقه وتصميمه على تنفيذ المهمة وعملية الاغتيال أعطوه المخطط كاملاً أين يسكن الجنرال كليبر، ومتى يأتي إلى دار الحكومة ليباشر عمله، ومتى يخرج من قصره، ومتى يعود.

فشحذ سكيناً طويلاً، ولفّها في جريدة، ولبس ثوب متسوّل فقير - وهذا المظهر مألوف في مصر، وبقي يراقبه ٣٣ يوماً حتى ظفر به. وعندما خرج كليبر أشار له بيده سائلاً منه المال، فمدّ كليبر يده إلى جيبه ليعطيه، فانقضّ عليه كالصقر الجارح يمزّق أحشائه. وهجم عليه رجال الحرس فأخذ يطعنهم بالسكين، ثم لاذ بالفرار. لكن الفرنسيين تمكّنوا من اعتقاله وحرقوا له إحدى يديه حتى بان العظم وهو حيّ، ثم وضعوه على الخازوق فمزّق أحشائه، وبقيَ مصلوباً تأكل الطير منه، ثم أنزلوا الجثة وقطعوا رأسه، ثم أخذوا السكين التي طعن بها كليبر والجمجمة إلى باريس. وفي عام ١٩٨١م نشرت مجلة الحضارة الإسلامية التي كانت تُصدرها جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن جمجمة رأس سليمان الحلبي والسكين التي قتل بها كليبر مازالتا في متاحف باريس إلى الآن - عام ١٩٨١م.

والمقصود من هذا الاحتفاظ زرع الحقد في قلوب الفرنسيين على العربي المسلم.

وأعجبُ من هذا مايلي : في عام ١٩٩١م كنت في سجن تدمر فحدّثني أخ دمشقي (الأخ أبو أنس هواري شقيق عدنان الهواري) وكان حكماً دوليّاً بكرة السلة فقال : إنه ذهب إلى فرنسا في أحد الأيام، وذهب إلى قرية الجنرال كليبر فرأى في إحدى ساحات القرية ثلاث أهرامات مصنوعة من الطين المدعّم ؛ خوفو - خفرع- منقرع - وتمثالاً للجنرال كليبر واقفاً فوق الأهرامات رافعاً إحدى رجليه وواضعها فوق الهرم. هذا هو الحقد الصليبي على المسلمين.

ويقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله في خطبته المسجلة رقم (١٠٠) : (بعد أن خرج نابليون وجيشه من الأزهر دخل علماء الأزهر إليه وأخذوا يقرأون القرآن والدعاء مستمر على الجيش وقائده، ثم قرأوا صحيح البخاري فدبّ الطاعون في الجيش، وأخذ يموت بالعشرات إن لم يكن بالمئات في كل يوم. وخلف كليبر الجنرال مينو، ولم يكن عنده من الكفاءة العسكرية والقيادة كسلفه. فوقّعت فرنسا اتفاقية الجلاء ورحلت إلى غير رجعة).

في عالم الأدب

(1) قال هانئ بن قبيصة الشيباني يوم ذي قار : (يامعشر بكر هالكٌ معذور خيرٌ من ناجٍ فرور، إن الحذر لاينجي من القدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنيّة ولا الدنيا ولا الدنيّة، استقبال الموت خيرٌ من استدباره، الطعن في ثغر النحور أكرم منها في الأعجاز والظهور، يا آل بكر قاتلوا فما من المنايا بد).

(2) وخطب عبد المطلب عند سيف بن ذي يزن بعد انتصاره على الحبشة فقال : (إن الله تعالى أيها الملك أحّلك محلّاً رفيعاً باذخاً شامخاً  ، وأنبتك منبتاً طابت أرومته وعزّت جَرثومته ونَبُلَ أصله وبَسَقَ فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن، فأنت - أبيت اللعن- رأس العرب وربيعها الذي به تخصب ، وملكها الذي به تنقاد ، وعمودها الذي عليه العماد ، ومعقلها الذي إليه تلجأ العباد، سلفك خير سلف، وأنت لنا بعده خير خلف، ولن يهلك من أنت خلفه ، ولن يخمُل من أنت سلفه، نحن أيها الملك أهل حرم الله وذمته وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا بكشف الكرب الذي مدحنا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزءة) .

(3) سيدة عربية توصي ابنتها ليلة زفافها وتقول :(أي بنيّة، إن الوصية لو تركت لفضل أدب ٍ تركت لذلك منكِ، ولكنّها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل ، ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لفنى أبويها وشدت حاجتهما إليها لكنت أغنى الناس. 

أي بنيّة إنك فارقت الجو الذي منه خرجتِ وخلّفتِ العُش الذي فيه درجتِ إلى وكرٍ لم تعرفيه وقرينٍ لم تألفيه فاحملي عني خصالاً عشراً تكن لكِ ذخراً :

أما الأولى والثانية .. فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة .. أما الثالثة والرابعة .. فالتعهد لموقع عينيه .. والتفقد لموضع أنفه .. فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمنّ منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف .. وأما الخامسة والسادسة .. فالتفقد لوقت طعامه .. والهدوء عند منامه .. فإن حرارة الجوع ملهبة .. وتنغيص النوم مكربة .. وأما السابعة والثامنة .. فالعناية ببيته وماله .. والرعاية لنفسه وعياله .. أما التاسعة والعاشرة .. فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا .. فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره .. ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه .. فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير .. وأشد ما تكونين له إعظاما .. أشد ما يكون لك إكراما .. ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاكي .. وهواه على هواكي .. فيما أحببت أو كرهت .. والله يصنع لك الخير

يا ابنتي كوني له أرضاً يكن لك سماءً وكوني له أمة يكن لك عبداً.

(4) أوصت أعرابية ولدها فقالت :

أي بني! إياك والنميمة، فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين، وإياك والتعرض للعيوب، فتتخذ غرضاً وخليق الا يثبت الغرض على كثرة السهام؛ وقلما اعتورت السهام غرضاً إلا كلمته حتى يهى ما اشتد من قوته؛ وإياك والجود بدينك والبخل بمالك. وإذا هززت فأهزز كريماً بلين لهزتك، ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها؛ والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم، ومن جمع الحلم والسخاء أجاد الحُلة ربطتها وسِربالها.

(5) ومما قاله العرب :

أن أرنباً التقط تمرة؛ فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضّب، فقال الأرنب: يا أبا الحِسْل! قال: سميعاً دعوتما. قال: أتيناك لنحتكم إليك. قال: عادلاً حكّمتما. قال: فاخرج إلينا. قال: (في بيته يؤتى الحكم)، قال: إني وجدت تمرة، قال: حلوةً فَكُليها. قال: فاختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير، قال: فلطمتُه. قال: بحقّكِ أخذتِ، قال: فلطمني، قال: حرّ انتصرَ، قال: فاقضِ بيننا؛ قال: قد قضيت! 

(6) وصية ذو الأصبع العدواني وهو على فراش الموت، قال لابنه :

أَلِنْ جَانِبَكَ لقَومِكَ يُحِبّوكَ ، وتَوَاضَعْ لَهمْ يَرفَعُوكَ ، وابْسُطْ لهم وجْهَكَ يُطِيعُوكَ ولَا تَسْتَأْثِر عَلَيهِم بِشَيءٍ يُسَوِّدُوكَ ، وأكْرِمْ صِغَارَهُم ، واسْمَحْ بمَالِكَ ، وارحْمِ حَريمَك ، وأعْززْ جَارَكَ ، وأعِنْ منِ اسْتعانَ بك، وأكْرمْ ضَيفَكَ ، وأسْرع النّهْضَةَ فِي الصّريخِ فإنّ لك أجلًا لا يعدُوكَ! ، وصُنْ وجْهَكَ عن مسْأَلَةِ أحَدِ شَيئًا فبِذلكَ يُتَمّ سُؤْدُدُكَ.

(7) قال مروان بن زنباع العبسي:

يا بني عبس احفظوا عني ثلاثا: من نقل إليكم نقل عنكم، وإياكم والتزويج في البيوت السوء، واستكثروا من الصديق ما استطعتم، واستقلوا من العدو ما استطعتم فإن استكثاره ممكن.

(8) لقد زار القس بن ساعدة خطيب العرب وأسقف نجران كسرى ذات يوم فسأله كسرى هذه الأسئلة وأخذ يجيب :

س : ما أفضل الأشياء ؟

قال : أعاليها .

س : ما أفضل العقل ؟

قال : معرفة المرء بنفسه .

س : فما أفضل العلم ؟

قال : استبقاء الرجل ماء وجهه .

س : فما أفضل المال ؟

قال : ما قضيت به الحقوق .

(9) ومن خطب قس أيضا :

(إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الرجال ملوكهم، وأفضل الملوك أعمهم نفعًا، وخير الأزمنة أخصبها، وأفضل الخطب أصدقها، الصدق منجاة، والكذب مهلكة، والشر لجاجة ، والحزم مركب صعب، والعجز مركب وطي، آفة الرأي الهوى، والعجز مفتاح الفقر، وخير الأمور الصبر، حسن الظن ورطة، وسوء الظن عصمة، ومن فسدت بطانته كان كالغاص بالماء، شر البلاد بلاد لا أمير فيها ، شر الملوك من خافه البريء، المرء يعجز لا محالة (أي الحيلة) ، أفضل الأولاد البررة، خير الأعوان من لم يراء بالنصيحة، أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته، يكفيك من الزاد ما بلغك المحل، حسبك من الشر سماعه، الصمت حكمة وقليل فاعله، البلاغة الإيجاز، من شدّد نفّر، ومن تراخى تآلف) .

ما استحسنته من شعر العرب

(1) قال الأفوه الأزدي :

(2) ومن جيّد قول النابغة الذبياني يعتذر للنعمان بن المنذر :

أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني = وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ

فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشنَني = هَراساً بِهِ يُعلى فِراشي وَيُقشَبُ

حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رَيبَةً = وَلَيسَ وَراءَ اللَهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ

لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً = لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ

وَلَكِنَّني كُنتُ اِمرَأً لِيَ جانِبٌ = مِنَ الأَرضِ فيهِ مُستَرادٌ وَمَذهَبُ

مُلوكٌ وَإِخوانٌ إِذا ما أَتَيتُهُم = أُحَكَّمُ في أَموالِهِم وَأُقَرَّبُ

كَفِعلِكَ في قَومٍ أَراكَ اِصطَنَعتَهُم = فَلَم تَرَهُم في شُكرِ ذَلِكَ أَذنَبوا

فَلا تَترُكَنّي بِالوَعيدِ كَأَنَّني = إِلى الناسِ مَطلِيٌّ بِهِ القارُ أَجرَبُ

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً = تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ

فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ = إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ

وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ = عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ

فَإِن أَكُ مَظلوماً فَعَبدٌ ظَلَمتَهُ = وَإِن تَكُ ذا عُتبى فَمِثلُكَ يُعتِبُ

(3) ومن شعر النابغة وأبياته السائدة في اعتذارياته :

(4) وقال امرؤ القيس في رحلته مع صاحبه عمر بن قمئة الليثي وقد غرّه في رحلته :

سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَر = وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا

فَدَع ذا وَسَل لا هُمَّ عَنكَ بِجِسرَةٍ = ذُمولٍ إِذا صامَ النَهارُ وَهَجَّرا

عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ = أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا

إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ = وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا

كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِب = مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا

ذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ وَقَد أَتَت = عَلى خَمَلى خوصُ الرِكابِ وَأَوجَرا

فَلَمّا بَدا حَورانُ وَالآلُ دونَهُ = نَظَرتَ فَلَم تَنظُر بِعَينَيكَ مَنظَرا

بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ = وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا

فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّما = نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتَ فَنُعذَرا

تَقَطَّعُ أَسبابُ اللُبانَةِ وَالهَوى = عَشِيَّةَ جاوَزنا حَماةَ وَشَيزَرا

(5) ومن جيّد قول زهير بن أبي سلمى :

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ = بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها = مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً = وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ

وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً = فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ

فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها = أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ = تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ

(6) ومن جيّد قول الحطيئة في المديح الذي لا يشقّ له غبار :

النابغة الجعدي

شاعر مخضّرم وصّاف للخيل مشهور، قال الشعر في الجاهلية ثم أجبل دهراً، ثم نبغ بالشعر عند ظهور الإسلام ، وهو من عقلاء الجاهلية ، لم يشرب الخمر لما تفعل الخمر بالعقل، وهجر الأوثان والأزلام، وذكر دين إبراهيم وصام واستغفر فأعجب النبي (ﷺ) بشعره، وعاش النابغة طويلاً في الإسلام، فأقام مهاجراً حتى أيام عثمان، فأحس بضعفٍ في نفسه فاستأذن عثمان ورجع إلى البادية فأذن له، ثم شهد صفين مع علي، وظاهره بلسانه ويده، ونال من معاوية وبني أمية، ولما آلت الخلافة إلى معاوية كتب إلى مروان أن يأخذ منه أهله وماله، فدخل النابغة على معاوية ومروان عنده فأنشده أبياتاً قال فيها :

فقال معاوية لمروان : ما رأيك ؟ قال له : أرى ألا ترد عليه شيئاً، فقال معاوية : ما أهون والله عليك أن ينجحر هذا في غار ثم يقطّع عرضي عليّ ثم يأخذه العرب فترويه. أردد عليه كل شيء أخذته . ثم كان في شيعة ابن الزبير فأجزل له العطاء.

ثم خرج النابغة إلى أصبهان مهاجراً بعد فتحها ومات بها، وقيل أنه عاش ١٨٠ سنة وما انفضت له سن.

ومن عيون شعره هذه القصيدة التي أنشدها النبي (ﷺ) :

(*)  أوقرا : اجلسا بوقار.

(**) الجون : الأدهم.

ومن شعره يرثي أخاه وحوحاً وابنه محارباً يقول :

ومن جيد الشعر هذه الأبيات للمرقّش عمر بن سعد في الحماس :

في عالم السياسة (٢)

من أخبار مصر أيام حكم عبد الناصر

(1) هل تعلم أن عبد الناصر اعتقل البهائيين قبيل حرب حزيران عام ١٩٦7م وأخرجهم بعد الحرب ، فمرّ زعيم البهائيين على الشيخ عبد الحميد كشك وقال له : لقد خرجنا ياشيخ كشك وخلِّ ربك الذي دخلت السجن من أجله يخرجك من السجن.

وبعد يومين جاء السجّان ومعه الجريدة وقال للشيخ عبد الحميد رحمه الله : ياشيخ لقد مات زعيم البهائيين.

(2) هل تعلم أن مسؤولاً مصريّاً ذهب إلى السودان عام ١٩٥٤م لحل مشكلة السودان ، فرقص رقصةً سودانية ، فقال أحد البريطانيين : تعلّمنا من المصريين دبلوماسيةً جديدة وهي دبلوماسية الرقص.

(3) هل تعلم أن جمال عبد الناصر كان يستورد السلاح من الاتحاد السوفييتي عام ١٩٦٥م من صديقه خروشوف ويصدّره إلى قبرص إلى مكاريوس ليقتل به المسلمين الأتراك في الجزيرة.

(4) هل تعلم أن جمال عبد الناصر جاء ليصلي الجمعة في الجامع الأزهر ذات يوم، وكان في الجامع مقرئ يقرأ القرآن من سورة الكهف قوله تعالى : {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...}-الكهف اية ٢٩، وكان يقلّب الآية على أوجه القراءات.. فمن شاء، فمن شيء.. ويقصد من هذا التقليب والتمطيط أن يستقبل عبد الناصر وحاشيته بقوله تعالى : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} - الكهف آية ١٠٧،  يقول الشيخ كشك رحمه الله في أحد دروسه المسائية في مسجد عين الحياة : (وشاء ربك يا أخا الإسلام أن يدخل عبد الناصر المسجد والمقرئ يقرأ قول الله تعالى : {... إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه بئس الشرابُ وسائت مرتفقا} - الكهف الآية ٢٩) .

(5) هل تعلم أنهم عندما دفنوا عبد الناصر وأنزلوه في القبر وكان معهم أحد القرّاء فقرأ على القبر قوله تعالى : {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ۞ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ۞ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ۞ لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ۞ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ۞ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ۞ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ۞ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ ۞ قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ۞ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ۞ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ۞ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ۞ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ۞ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ۞ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ۞ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}-

سورة الواقعة  الآيات ٤١-٥٦ .

(6) هل تعلم أن سجّاناً مصريّاً كان يُخرج المساجين إلى دورات المياه ، وكان أحدهم مصاباً بالدوسنتاريا فكان يحتاج إلى وقت طويل حتى ينتهي، وكان السجّان يخرجه قبل أن ينتهي، وذات يوم جاء السجّان إلى الشيخ عبد الحميد رحمه الله وقال له : ياشيخ أدعُ لزوجتي بالشفاء فإنها أصيب بالدوسنتاريا ، فقال له الشيخ: أعطِ فلاناً الوقت الكافي ويسشفي الله زوجتك، وكان ذلك كذلك.

(7) هل تعلم أن السجّانين المصريين جاءوا ذات يوم صباحاً إلى المساجين بوجبة الفطور وكانت فولاً مليئاً بالسوس ، فسأل أحد السجّانين المساجين : الفول مسوّس، فقالوا له : السوس مفّول !

وذات يوم أعطى أحد السجّانين (بصلة) إلى الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وقال له : لاترمِ القشور بالكوريدور لأنها من الممنوعات ، فقال له رحمه الله : اطمئن سآكلها بقشرها.

(8) هل تعلم أن ستاد ناصر في مدينة نصر بالقاهرة ينام تحت أعشابه ورماله آلاف الجثث من الإخوان المسلمين الذين ماتوا تحت التعذيب في السجون المصرية من عام ١٩٥٤م بعد حادثة المنشية إلى عام ١٩٦٥م ومابعده، حيث كانوا يلفون السجين بعد موته في بطانية ويأخذونه إلى صحراء العبّاسية ليدفنوه، وكان شمس بدران قائد السجن الحربي يقول للجلّادين : ادفنوا الجثة وأعيدوا البطانية لأنها عهدة.

يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله في خطبته المسجلة رقم (٢١٦) : (فكم من أناس ماتوا بجرة قلم من صلاح نصر أو من سيده، وكم من أرواح أزهقها وحش مصر الكاسر شمس بدران وحسن خليل).

وكم من أجسام دُفِنَت في صحارى العباسية لم يكشف التاريخ عنها بعد، وسيكشف عنها في مستقبل الأيام.

أسمعت بالإنسان يُنفخ بطنه حتى يُرى في هيئة البالون !

أسمعت بالإنسان يُضغَطُ رأسه بالطوق حتى يبتلى بجنون !

أسمعت بالمظلوم يُلهَبُ ظهره حتى يقول أنا المسيء خذوني! 

متفرقات

(1) هل تعلم أن السفّاح منّاحيم بيجين ذبح في ٩/٤/١٩٤٨م بدير ياسين بفلسطين ٢٥٥ رجلاً وطفلاً وامرأة فسمّوه السفّاح بيجين، وحافظ أسد ذبح في سورية ولبنان أكثر من مئة ألف من المسلمين سوريين وفلسطينيين فسمّوه الرئيس المناضل !

(2) هل تعلم أن شمعون بيريز مهندس الشرق أوسطية قال : نريد شرق أوسط جديد بعقلٍ يهودي وعمالة عربية ؟

(3) هل تعلم لماذا يحب اليهود رقم ٧ ؟ لأنه عقد مؤتمر بال في سويسرا في عام ١897م بقيادة تيودورهرتزل، وفي عام ١٩٠٧م بدأت الهجرة إلى فلسطين ، وفي عام ١٩٣٧م وُضِعَ الحجر الأساسي في جيش الهاجاناه، وفي عام ١٩٤٧م صدر قرار التقسيم، وفي عام ١٩٥٧م كان الإبحار في إيلات، وفي عام ١٩٦٧م كان نصرهم على العرب.

(4) هل تعلم أن القائد البريطاني مونتجمري الذي انتصر على القائد الألماني رومل في معركة العلمين في الحرب العالمية الثانية كان متديناً لأبعد الحدود، لم يدخّن ولم يعاقر الخمر ولم يكشف ذيله على حرام، وكان في حياته متقشفاً، وهو من أعظم قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

(5) هل تعلم أن زوجة العقيد ناظم الطبقجلي رحمه الله تعالى ذهبت ومعها ابنها يوم العيد إلى مقبرة الغزالي في بغداد لتزور قبر زوجها ، وجلست بجانب القبر تدعو وتذرف الدموع الغِزار، وكان ذلك بعد شهر رمضان من عام ١٩٦٣م وتقول : إلهي أنت تعلم أن لك عبداً ظالماً اسمه عبد الكريم قاسم قتل زوجي، ويتمّ أولادي، وأصبحت أرملة، وأنت تجيب دعاء المظلوم فانتقم يارب للمظلومين ، وفي اليوم الثاني أو الثالث من هذا المشهد حدث انقلاب على عبد الكريم قاسم بقيادة المشير عبد السلام عارف رحمه الله تعالى. وأخذوه إلى الإذاعة وقتلوه ورموه في نهر دجلة.

(6) هل تعلم أن المثقّفين العرب الذين تخرّجوا من معاهد الغرب خرجوا بنتيجة أن القومية عقيدة وإيديلوجية قائمة بذاتها وهي معادية للإسلام، بينما الإسلام رافد ثقافي.

هذا المفهوم كان ورقةً رابحةً استخدمها الاستعمار في الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية.

وكان قائد جيوش الحلفاء في تلك الحرب ضابطاً يهوديّاً اسمه لورانس، ويعمل تحت إمرة القائد الصليبي اللنبي.

(7) هل تعلم أنه عندما سُمِح بالأذان في اللغة العربية في تركيا خرج الأتراك من بيوتهم يرقصون، وذُبحت مئات النعاج شكراً لله أن الله مدَّ في عمرهم إلى أن أدركوا هذا اليوم المجيد.

(8) هل تعلم أن المستشرق اليهودي المجري غولدزيهير ألّف كتاباً اسمه (العقيدة والشريعة) وهو خلطٌ من الآيات والأحاديث، حيث وضع آيات من سورة الإسراء مع آيات من سورة البقرة، وآيات قرآنية مع أحاديث قدسيّة، وأحاديث نبوية مع آيات قرآنية، فرد عليه فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله وطيّب ثراه في كتابه (دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين) قال في مقدّمة الرد :

بعد أن قرأت مؤلّف هذا الرجل فوجدته خلطاً من الآيات والأحاديث غالبت نفسي مراراً على أن أُخفي في نفسي شعور الاحتقار لهذا الرجل فما استطعت.

(9) هل تعلم أن الدكتور أمين المصري رحمه الله تعالى ذهب إلى بريطانيا ليناقش رسالة الدكتوراه، فوجد كتاباً مقرّراً في الجامعات البريطانية اسمه (أئمة الكذب في الإسلام - أبو حنيفة، الشافعي، مالك، أحمد بن حنبل)، فطلب من إدارة الجامعة أن تكون رسالته ردّاً على هذا الكتاب، فرفضت طلبه، فقدّم رسالةً في علم النفس، وأخذ الشهادة بها، وعاد إلى دمشق.

أدبيّات

(1) هل تعلم أن أحد الفضلاء قال في مدح بغداد مايلي : بغداد جنّة الأرض، ومدينة السلام، وقبة الإسلام، ومجمع الرافدين، وغُرَّة البلاد، وعين العراق، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيّبات، ومعدن الطرائف واللطائف، وبها أرباب الغايات من كل فن، وآحاد الدهر في كل نوع.

(2) وهل تعلم أن أبا إسحق الزّجاج قال في بغداد : هي مدينة الإسلام، فإن الدولة النبويّة والخلافة الإسلاميّة عششتا فيها وفرّختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعها ، وإن هواءها أغذى من كل هواء، وماءها أعذب من كل ماء، وإن نسيمها أرقُّ من كل نسيم، وهي من الإقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل العراق موطن الأكاسرة في سالف الأزمات، ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام.

(3) هل تعلم أن ابن العميد حاكم الطالقان كان إذا طرأ عليه أحد منتحلي العلوم والآداب وأراد أن يمتحن عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصّها وتنبّه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة فضله وعنوان عقله.

(4) أخي المسلم هل قرأت عن دمشق الشام وجمالها وعن تاريخ نضالها ؟

لقد كانت يوماً من عواصم الحضارة والعمران، وقلاع القوّة والعزّة ، وكان حاكمها هو السيد المطاع في ثلث المعمورة، في بقعةٍ تمتدّ من حدود الصين وأواسط روسيا إلى إسبانيا وقلب فرنسا، وكان البحر الأبيض المتوسط بحيرةً في أملاكه الواسعة، يملك أكثر شطآنه، وتتجول أساطيله في لججه وخلجانه، ثم تضاءل هذا الملك الكبير ونقّص الدهر من أطرافه فضمّ بعضها إلى بعض حتى صارت دمشق بلدةً تعيش على هامش الحياة.

معرض دمشق الدولي وكان مرجاً أخضراً على كتف بردى، وهو وقف إسلامي. وفي الربوة وهي مدخل الوادي الذي يأتي منه بردى، وهو من أجمل أودية الدنيا. لقد جمعت دمشق مالم تجمع مثلها مدينة في الدنيا، ميراث ضخم من الماضي جعلها أقدم المدن المسكونة في الأرض بلا خلاف، وفيها كل شيء، فيها الجبل والوادي والسهل والقفر والجنان والبساتين والأنهار الجارية والثمار الدانية ، وكل هذه المناظر تستطيع رؤيتها بنظرةٍ واحدة من فوق جبل قاسيون.

حاربنا في ميسلون حرباً مرتجلة لم نعدّ لها عدّتها ولم نرسم خطّتها فانهزمنا ودخل غورو دمشق، وجعل جنده يطؤون الأرض التي كان يمشي عليها بلال وأبو الدرداء ومعاوية، وظنّ أنّه حلّ محلَّ الأخلاف من بني أمية الذين :

فهل خصعنا وخنعنا ؟ لا بل ناضلنا وكان نضالاً صعباً ومريراً، خضنا إليه سواقي من الدم، من دماء أعدائنا ودماء شهدائنا وتخطينا ركاماً من الجثث، وبذلنا آلافاً من المُهَج، وحملنا فيه من الشدائد والصعاب ما ينوء ثقله بالصخور الراسيات، تعاقبت الثورات في الشمال السوري وعلى الساحل، ثم كانت الثورة الكبرى عام ١٩٢٥م ، ثم بدأت حرب الشوارع، حتى جاء الاستقلال.

إن هذا الاستقلال كالثروة التي يجمعها البخيل قرشاً إلى قرش، يجوع في سبيلها، ويشقى لجمعها، فيأتي وارثه أو يأتي من ليس له بوارث ولاله في إرثه حق فيبذّرها باليمين والشمال، لاينفقها على أمته ولا على وطنه ولكن ، وتعرفون ما الذي يُقال بعد لكن، والمعروف لا يعرّف.

أعود إلى دمشق، وهل فارقتها حتى أعود إليها ! إن ذكرياتها في قلبي، ومشاهدها ماثلة أمام عيني، وفي كل نفس من أنفاسي عبق من أريج الغوطة، ونفحة من عبير دمشق. إن قلب دمشق هو الجامع الأموي مهما تتسع وتمتد، وقلب القاهرة الأزهر. دمشق الأخلاف من بني أمية والملوك من آل أيوب.

أما الأموي الذي تزوره اليوم فليس الذي بناه الوليد، إنه احترق مرّات، وهذا البناء ثمّ عام ١٣١١ه أثر الحريق الأخير بناه معلّمون من أهل صنعة البناء في دمشق ، مافيهم من درس الهندسة لأنهم من العباقرة الذين اقتبس علم الهندسة من عبقرياتهم. أُعيدت الآن فسيفساء الأموي كما كانت أيام الوليد. لقد ظلّت أسرارها مجهولة عشرة قرون فكشفها أحد خدّام الجامع الأموي.

إن الإنسان مفطور على الحنين إلى ماضيه، من ينسى الأمس وهو أبو اليوم، كما أن اليوم أبو الغد، لذلك تحرص الأمم على على آثارها، الآثار بقية الماضي، الماضي زمان ومكان وأحداث وناس، وقد ذهب الناس فلا يرجعون وانتهت الأحداث فلا تُستأنف، والزمان الذي تصرّم لايعود، فلم يبق إلا المكان ومافيه من أشياء.

فإن اعتنينا بالآثار فنحن لانعبدها ولانقدّسها، ضلَّ من يقدِّس تراباً أو حجراً، ولكن نذكر فيها ماضينا - أي ننظر إلى أنفسنا في أمسنا.

ومازالت دمشق الشام مهوى الأفئدة والقلوب ومحطّ ركب طلاب العلم، ومهوى النفوس للسياحة والجمال- وإليكم هذه الباقة الغنّاء من قصائد الشعراء في دمشق.

يقول أحمد شوقي رحمه الله :

وقالت السيدة عائشة الباعونية - بنت حي الصالحية في دمشق :

وقال آخر :

وقال أحد طلاب العلم ممن طلب العلم في الشام :

وقال غيرهم من الشعراء :

(5) هل قرأت هذه المقالة القيّمة والبليغة جداً للعالم الجزائري الكبير والداعية العظيم محمد البشير الإبراهيمي يتحدّث فيها عن مصر :

يامصر، هكذا نسميك بما سمّاك الله به، فكفاك فخراً أن الله عز وجل هو الذي سمّاك بهذا الاسم الخالد الذي تغيّرت ملامح الأرض ولم يتغير. سمّوك عروس الشرق فكأنما أغروا بك الخُطّاب، ووسموك بمنارة الشرق فلفتوا إليك الأعين الخرز. وقديماً سمّوا بغداد دار السلام فجنوا عليها وكأنما دلّوا المغيرين عليها ، ولو سمّوها دار الحرب لأوحى هذا الاسم وحده بما تنخلع منه قلوب الطامعين وتخنس له عزائمهم فغفراً يامصر فما هذه الأسماء إلا من خيال الشعراء. 

ومازلت مذ كنت مهوى أفئدة العظماء والفاتحين، حازك الإسكندر وملكك قمبيز، وحلّ فيك بطليموس وقياصرة الرومان فخلّفوا فيكِ آثار الرومان وإشارةً من حكم اليونان. ومامنهم إلا وأمهرك المهر الغالي، وماهذه المخايل اللائحة على صفحاتك إلا بقايا مهورك الغالية. 

وفتحك عمرو بن العاص فأمهرك هداية الإسلام كلها وبيان العرب كله. ولعلّ أثبتها أثراً وأثمنها قيمةً وأشبهها بشمائلك من عمرو بن العاص.

أنتِ اليوم مأزر الإسلام، فكلّما سيتم الهوان في قطرٍ أو رماه زنديقٌ بنقيصة خفّ إليك يلتمس الغوث والدفاع، فلك على المسلمين فضل الحماية لدينهم وعليهم أن يطيروا خفافاً وثقالاً إلى نجدتك ثمّ لا منّة لهم عليك ولاجميل. 

لعمرك يامصر إنهم لم يحاربوك بالسلاح إلا ساعةً من النهار إنما حاربوك بالزمان كله. 

حاربوك بالأستاذ الذي يفسد الفكر، والكتاب الذي يزرع الشك، وبالعلم الذي يمرّض اليقين، وبالصحيفة التي تنشر الرذيلة، وبالبغي التي تُدخل الفاحشة على البيوت. 

فإن استطعتِ أن تصومي عن هذه الأسلحة وتذيبيها بأيدي أصحابها فما أمرك إلا واحدة أن تقولي إني مسلمة.

هوامش من تاريخ سورية الحديث

(1) هل قرأت هذه المعلومة في كتاب (لعبة الأمم) لمؤلفه الأمريكي مايلزكوبلاند يقول : 

إن انقلاب حسني الزعيم في سورية في ٣٠/٣/١٩٤٩م نحن الذين صنعناه بأيدينا. 

(2) هل قرأت هذه الكلمات في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى يقول :

كنت أدخل على الرئيس شكري القوتلى متى شئت أفتح الباب وألج أو أقرعه وأنتظر هنيهةً ثم أدخل، أما هاشم الأتاسي رحمه الله تعالى (ولد عام ١٨٧٥م وتوفي عام ١٩٦٠م) فقد كان خيراً منهم بقي بابه مفتوحاً للجميع، وبقي أباً للجميع، لم تختلف حياته وهو رئيس عما كانت عليه قبل أن يكون هو الرئيس، حتى الشرطي الذي وقفوه على الباب (باب داره) قال له يوماً وأنا أسمع عشية ليلةٍ باردة: (يا ابني رح إلى أهلك وأولادك فاسهر معهم، وأنا لا أحتاج إليك فالحامي هو الله)، فلمّا تردّد أكدّ عليه الكلام وشدّد الأمر حتى انصرف، فما كاد يبتعد حتى ناداه ومشى إليه خطوات فأعطاه مبلغاً من المال ليأخذ به شيئاً إلى عياله. 

كان الرئيس هاشم الأتاسي رحمه الله تعالى يجول كل عشيةٍ جولةً حول أطراف البلد بسيارته ليس أمامه حرس ولاوراءه جنود، وكان يصلي في مسجد المرابط القريب من القصر الجمهوري بالمهاجرين. والقصر كان في دار الوالي ناظم باشا الذي أنشأ حي المهاجرين، فكانوا يبعثون له من القصر قبل صلاة الجمعة من يمدُّ له السجادة - سجادة صغيرة يُحفظ له بها مكانه في الصف الأول، فيجيء حسن آغا المهايني الذي ترك حي الميدان وسكن في طرف المقهى في ساحةٍ آخر الخط - أي خط المهاجرين، فيترك المسجد كله ليصلي على هذه السجادة ولايقوم عنها، فلما كثر ذلك منه جاءه الشرطي يسأله أن يقعد في مكان آخر - وسأله بلطف ولين، فيصرخ الآغا بأعلى صوته  : يا ابني هذا بيت الله فليس لأحدٍ من العبيد أن يفضّل نفسه على غيره في بيت سيده إلا بإذنه، إن المسجد ياولدي لايُحجز فيه مكان  لأحد، من سبق كان هو الأحق بالمكان.