ثورتنا “عقد من الأمل والألم”
عشر سنوات من الأمل والألم عاشها الشعب السوري على كامل أراضي سورية وفي المهجر، أمل بالخلاص وألم من المعاناة، أبدأ مقالتي بتحية إلى:
شهداء الثورة الذين قضوا ولم يشهدوا النصر، إلى المعتقلين في سجون الاحتلال الأسدي الذين يكابدون الألم والتعذيب، آملاً من الله فرجاً قريباً لهم.
إلى أمهات الشهداء والمعتقلين المحتسبات الصابرات على مصابهنَّ، المنتظرات عدالة وطنية تقتص لهنَّ.
أكتب إليكم مجموعة من التغريدات أطلقتها بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق الثورة السورية “ثورتنا” رغبتُ من خلالها توجيه رسائل ورؤى وجدتها مفيدة لتكون محل حوار ونقد.
التغريدة الأولى:
البعث فكرة خبيثة، ونهج أعوج، وهيكل فاسد، وسلوك شاذ، لكن للأسف تحول خلال عشرات الأعوام من الاستبداد إلى ثقافة هيمنت على معظمنا سواء انتظمنا فيه أم لم ننتظم.
لن تستقيم العدالة ولن تُنال الحرية ولن تعود الكرامة حتى نطهر أنفسنا من ذلك الرجس.
التغريدة الثانية:
أن تكون ثوريًا، فأنت لست بفاسد ولا ظالم ولا عميل ولا متسلق، أنت نزيه وعادل ومخلص ومعطاء، حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا.
التغريدة الثالثة:
المدخلات نفسها تؤدي إلى المخرجات نفسها، والتصويب يحتاج مراجعات، كسرنا الأصنام لكننا لم نبنِ بعدُ صرح حرية الإنسان.
آه وآه من قلة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر.
التغريدة الرابعة:
قامت الثورة بسبب الاستبداد والظلم السياسي والأمني والاقتصادي.
للظلم في سورية حوامله التي تتمثل بالسلطة الحاكمة، وأجهزتها، وحزب البعث ومؤسساته، والأجهزة الأمنية، والمؤسسات الاقتصادية، ورجال الأعمال الفاسدين، واحتكار الثروة عن طريقهم في يد أجهزة السلطة والأمن والبعث.
المحاسبة الحقيقية تكون لهذه الحوامل المتسببة بقيام الثورة، محاسبة تقوم على العدالة وإنصاف الضحايا والمظلومين.
وحتى ذلك الوقت لا يجب أن يركبوا ظهورنا مرة أخرى.
التغريدة الخامسة:
أن تكون ثوريًا
فأنت سوري خالص لست طائفيًا ولا مناطقيًا.
أن تكون ثورياً
فأنت تحمل مصطلحات الثورة وهي (الحرية، والعدالة، والكرامة، والنزاهة، والإخلاص) ولا تحمل مصطلحات تجعلك سجينها كأسماء المناطق ومصطلحات الأدلجة اليسارية واليمينية.
أن تكون ثوريًا
فأنت تجمع ولا تفرق، وتحب ولا تكره، وتنصف ولا تظلم.
أن تكون ثوريًا
فأنت تهدف لتحرير (سورية) لا حلب ولا أعزاز ولا إدلب ولا سراقب ولا الغوطة ولا دمشق ولا حمص ولا القصير.. فهدفك إذًا كل شبر في سورية.
التغريدة السادسة:
في سورية قبل الثورة، وبخطة ممنهجة، فتك الفساد بالطبقة الوسطى فضلاً عن الحيتان الكبار، فكانت الأجهزة البيروقراطية في الدولة أهم حوامل الفساد المالي والأخلاقي، وكانوا في خدمة السلطة وحيتانها الاقتصاديين وسيفًا مسلطًا على المواطنين.
هذه المعادلة يجب أن تكون واضحة؛ لأنها كانت من أهم أسباب قيام الثورة، وإن لم نتجاوز هذه المعادلة باتجاه مجتمع الفضيلة والنزاهة نكون قد ضحينا بدماء الشهداء وبنية الدولة دون ثمن.
التغريدة السابعة:
في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السلمية
يأبى النظام الجبان المجرم إلا أن يذكرنا بأن انتقال الثورة من سلمية إلى مسلحة لم يكن إلا بسبب بربريته وهمجيته.
يقصف المدنيين الآمنين في جرابلس والباب؛ لأنه فاشل مفلس، نسأل الله السلامة لأهلنا في الشمال السوري.
التغريدة الثامنة:
لمن ينتقد تحول الثورة من سلمية إلى مسلحة أقول: لولا هذا الانتقال لما كنت اليوم تتنقل من منظمة لأخرى ومن بلد لآخر لحضور المؤتمرات التي تنتقد فيها عسكرة الثورة، بل كنت إما قابعًا في سجون النظام أو لاجئًا لا تملك قوت يومك، أو مغنيًا في ساحات الوطن بالروح بالدم نفديك يا بشار.
أتحدث عن العسكرة المستندة إلى مبادئ الثورة والمنتمية إليها، متحفظًا على تجاوزات لا تناسب مقام الثورة من البعض.
التغريدة التاسعة:
مع مرور عقد على الثورة السورية نستذكر شهداءنا، وأخصُّ إخوتي (صخر حلاق، ومحمد نور مكتبي، وعبد الباسط عرجة، وأمين عبد اللطيف، ويمان اللبني، وفراس الهيب).
نحتسبهم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فهنيئًا لهم، اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء واحشرنا تحت لواء سيد الأنبياء.
التغريدة العاشرة:
التغريدة العاشرة والأخيرة في الذكرى العاشرة لقيام ثورتنا
عشر خلاصات:
1-ثورتنا ليست ثورة جياع، بل ثورة حرية وكرامة وعدالة.
2-ثورتنا بدأت سلمية وأبى المستبد المجرم إلا أن يستدرجها للسلاح دفاعًا عن الأرض والشرف.
3-ثورتنا لها أصدقاء مبادئ وأصدقاء مصالح، فأما أصدقاء المبادئ فيرضخون أحيانًا لتوازنات القوى ومصالحهم الوطنية، وأما أصدقاء المصالح فقد وجدوا مصلحتهم مع الديكتاتور ولم يجدوا عميلاً في المعارضة يخدمهم أكثر منه.
4-غرف الموك والموم خدعوا فصائلنا في لعبة الإمداد بالسلاح والحرمان منه.
5-لا منتصر عسكريًا في سورية، لا النظام ولا المعارضة.
6-التسوية السياسية ماضية وزمن إنجازها مجهول.
7-لن ترضي التسوية السياسية ثورتنا، لكنها مرحلة عبور إلى الحرية.
8-هياكل الثورة دون استثناء يغلب عليها الوطنية والتفرق والضعف.
9-مسارات التسوية السورية أمر واقع لمن يريد الاستمرار في العمل الوطني والشأن العام، وعلى الجميع استثمار ما يمكن استثماره من هذه المسارات.
10-لا خصومات مع الدول؛ لأنها لا تفيد الثورة، وعلينا المثابرة في تحصين أنفسنا بسلاح الردع وذكاء المفاوضات والعلاقات الطيبة مع الأصدقاء الدوليين حتى إن كانوا من أهل المصالح.
أخيرًا:
لقد ضيَّع المجتمع الدولي فرصتين لمحاسبة الأسد تحت الفصل السابع، الأولى عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، والأخرى صور قيصر التي أثبتت القتل تحت التعذيب، لقد تم إثبات انتهاكات وجرائم حرب على النظام تفوق ما تم إثباته على (كاراديتش، وهتلر) مجتمعين، فإلى متى الصمت والانحياز للمجرم أيها القائمون على حفظ الأمن والسلم الدوليين؟!
وسوم: العدد 921