شرنقة التحيز الفكري، الأنماط و التجليات
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « شرنقة التحيز الفكري » للباحث والناقد "د. مصطفى عطية جمعة".
الكتاب يقع في 212 صفحة من القطع الكبير ، ويعالج إشكالية التحيز الفكري في أبعادها الثقافية والمعرفية من خلال فصوله التي تناولت الموضوع من زوايا مختلفة ، عبر طرح القضية في دراسات متعددة ومتنوعة ، وهذا ما يميِّز الكتاب ، ويقدِّم من خلاله الباحث الإضافة العلمية المبتغاة ، حيث إنه لا يكتفي بالتنظير ، وإنما يضع عينه على التطبيق من خلال تقديم التحيز في موضوعات متعددة...
فالفصل الأول يعالج ظاهرة التحيز كما بدت في مؤلفات "إدوارد سعيد" ، وكيف انتصر للنقد العلمي الإنساني الموضوعي ، بعيدًا عن التحيزات الغربية واستعلائها على العالم ، عبر النظرة الأفقية المتعمقة لمسيرته الحياتية ، وأيضًا لمؤلفاته المتعددة ، التي انحازت لقيم عظيمة.
وفي الفصل الثاني ، نتوقف عند بُعد جديد في التحيز ، ألا وهو تجليات الدين في النقد الأدبي الغربي ، وكيف أن النُّقَّاد الغربيين كانت لهم انحيازاتهم الخاصة ، التي تخالف ما أعلنوه من حِيدة وموضوعية وإنسانية ، فالنقد الأدبي الغربي جزء من المركزية الحضارية الغربية ، بكل تجلياتها المعرفية والفكرية والدينية.
وفي الفصل الثالث ، واصلنا قراءة التحيز من منظور منهجية التلقي ، وذلك بالإبحار في فكر أحد النُّقَّاد العرب الكبار ، ألا وهو "د. شكري عيَّاد" ، والذي وقف موقف المناقش والمتأمل لمجمل التجربة النقدية العربية المعاصرة ، وكيف تلقت هذه المناهج بكل ما تحمله من تحيزات فكرية فلسفية ومعرفية غربية ، وهو ما أدَّى إلى ما يُسمى صدمة المناهج الحداثية، وحالة الرفض الكبرى التي وجدتها في البيئة الثقافية العربية.
ويأتي الفصل الرابع ليعالج موضوع الساعة ، وهو التطرف الفكري ، وكيف يمكن مواجهته أدبيًا ، من خلال تعميق المنظور الإسلامي في الأدب العربي.
أما الفصل الخامس فهو مقارنة بين مشروعين فكريين مهمين ، الأول للفيلسوف المغربي "طه عبد الرحمن" ، والثاني للناقد الأدبي المصري "عبد الوهاب المسيري" ، وهما معاصران ، وعمل كلٌّ منهما بشكل منفرد ، في نقد الحداثة الغربية ، من منطلق تحيزهما العقلاني والأخلاقي للحضارة الإسلامية وخصوصيتنا الثقافية.
وسوم: العدد 946