نحو ثقافة إسلامية معاصرة

عن مكتبة الفلاح في الكويت صدرت الطبعة الأولى لكتاب جديد من تأليف الدكتور عمر سليمان الأشقر عنوانه "نحو ثقافة إسلامية معاصرة"، والكتاب يقع في حوالي ثلاثمائة وست وخمسين صفحة من القطع المتوسط، وهو حصيلة مطالعات كثيرة ودراسات متواصلة في علوم مختلفة انتهى بها المؤلف جزاه الله كل خير إلى هذه الخلاصة في مجال الثقافة الإسلامية. وهذا الكتاب يقع في مقدمة وسبعة أبواب.

وقد وضع المؤلف في المقدمة تصوراً وافياً للثقافة الإسلامية حيث حدد مفهومها وأصولها وعلومها وأهم معالمها ومراجعها، وبين خصائصها وألقى الضوء على الثقافة الغربية التي تزاحم الثقافة الإسلامية في ديار الإسلام، ورصد الانحراف الذي طرأ على الثقافة الإسلامية الأصيلة، وختم المقدمة ببيان عناوين الدين الإسلامي ومراتبه وعلومه والعلوم الرئيسة التي تدور في فلك الشريعة الإسلامية، وهي العقيدة والأخلاق والفقه مع إعطاء فكرة واضحة عنها، وحدد المراجع التي يرجع إليها في كل علم من هذه العلوم.

وفي الباب الأول الخاص بالعقيدة بين المؤلف أهمية العقيدة والمناهج التي سلكها العلماء من قبل في إثبات العقائد، وأشاد بالمنهج القرآني وحذر من المنهج الفلسفي والكلامي وتناول كل أصل من أصول الاعتقاد بشيء من التفصيل، وختم الباب بالتحديث عن أثر الإيمان في الأفراد والجماعات.

أما الباب الثاني فخصص للآداب الشرعية ومكارم الأخلاق. وعرف في الباب الثالث الفقه الإسلامي وأقسامه وموضوعاته وفرق بينه وبين الشريعة الإسلامية، وألمح إلى مساره عبر القرون والأسس التي قامت عليها الشريعة الإسلامية.

وتعرض المؤلف في الباب الرابع للأسرة في الإسلام مبيناً أهميتها ومنهج الإسلام في تكوين الأسرة راداً على الشبهات التي أثيرت حول تعدد الزوجات كاشفاً اللثام عن أدعياء التقدم الذين يزعمون مناصرة المرأة.

وعرج المؤلف في الباب الخامس على نظام العقوبات في الإسلام ورد على بعض الشبهات التي تثار حول العقوبات في الإسلام، كما أعطى صورة عجلى لوضع الجريمة في العالم الغربي.

وكان النظام الاقتصادي الإسلامي مدار البحث في الباب السادس حيث تعرض المؤلف لأهم المبادئ التي يقوم عليها هذا النظام معرفاً بالمجالات الاقتصادية الإسلامية.

أما الباب السابع والأخير فخصص للنظام السياسي الإسلامي فدلل على وجود هذا النظام ثم تحدث عن مميزات الدولة الإسلامية ووظيفتها.

والكتاب في مجموعه يعطي فكرة عن الإسلام وعن العلوم الدائرة في فلكه في وقت تحاول التأثيرات الغربية إذابة الشخصية الإسلامية وفي وقت أصبح العالم الإسلامي بحراً لجياً هادراً يموج بالأفكار والنظريات.