الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة
الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة
عرض: عبد العزيز الجبرين
تأليف: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
هي بحق دراسة علمية جادة حول مظاهر الغلو ومفاهيم التطرف والأصولية تقدم بها الأستاذ عبد الرحمن اللويحق لنيل درجة الماجستير ونالها بامتياز بجدارة واضحة، وقد جمع فيها المؤلف بين العمق الفكري والتأصيل الشرعي العلمي لذلك قال عنها المشرف عليها وهو الأستاذ زين العابدين الركابي: لئن سعدت بالإشراف عليها فإني أسعد اليوم بتقديمها كتاباً جم العلم ثر المعاني، رقيق الأسلوب يأخذ مكانه المحترم في المكتبة الإسلامية المعاصرة، وحينما يطلق الركابي ومدير تحرير "المجتمع" الأسبق عبارات التزكية تلك فهو لا يطلقها جزافاً بل عن معاناة. الإشراف والسير الدقيق لأفكار الكاتب والكتاب.
وقد خصص المؤلف دراسته تلك حول ظاهرة الغلو في الفترة الواقعة بين عام 1385 هـ إلى تاريخ إصدارها وهو 1412هـ ولم يكن ذلك التخصيص لتلك المرحلة جزافاً، بل بناء على أن هذه الفترة كما يقول المؤلف – تمثل نشوء تيار الغلو من جهة، وظهور اتهام المتمسكين بالإسلام به من جهة أخرى.
وقد كان أبرز أهداف طرق هذا الموضوع في نظر المؤلف هو دراسة مظاهر الغلو الموجودة اليوم، ونقدها في ضوء النصوص والقواعد الشرعية.
وقد جاءت أهمية الطرق لهذا الموضوع من خلال كونه موضوعاً عقدياً يتعلق بالدعاة إلى الله أنفسهم.. ولأن هناك من الظروف كما يرى المؤلف ويجعل دراسته ملحة مثل: بروز بعض أعمال الغلو وأفكاره في بعض المنتمين للتيارات الإسلامية، وغياب معنى الغلو في الشريعة عن أذهان الكثيرين، والأخذ مفهوم الغلو الحديث عند النصارى (الأصولية) أو عند العلمانيين (التطرف) مما يعزز الحاجة إلى بيان المعنى الصحيح بالإضافة إلى اتخاذ الغلو ذريعة لمحاربة الإسلام ذاته!!
وقد عرض المؤلف موضوع البحث من خلال أربعة فصول كالتالي:
الفصل الأول: تحدث فيه عن تحديد مصطلحات البحث ووسطية الإسلام ويسره من خلال تفصيل تلك المصطلحات في مصادرها اللغوية والشرعية.
- الفصل الثاني: وقد كان حول جذور الغلو في الدين التاريخية والنفسية والفكرية، وعن طبيعته وحجمه في الحياة المعاصرة، بالإضافة إلى مفهومه عند العلمانيين حيث يعبرون عنه (بالتطرف) وعند الغربيين حيث يسمونه (بالأصولية).
- الفصل الثالث: وقد عقده المؤلف حول أبرز مظاهر الغلو في العقيدة: كالتكفير والولاء والبراء وجماعة المسلمين والحاكمية، وأبرز مظاهر الغلو في الشريعة كإحداث أصول تشريعية جديدة، أو الغلو في التقليد أو ذمة، وكذلك التعسير والتشديد على الناس.
- الفصل الرابع: خصصة المؤلف لدراسة مظاهر الغلو العملية وكان تحت عنوان "مجالات الغلو العملية والسلوكية" كالتشديد على النفس وتحريم الطيبات أو تحريم الصلاة مع الجماعة!! أو تحريم التعليم!! أو اعتزال الجماعات وهجرتها، والقول بمرحلية الأحكام أو تحريم العمل الحكومي.
وقد اعتمد المؤلف في بحثه على النصوص والوثائق التي جمعها من كتب ووثائق ووسائل الغلاة، مثل جماعة شكري مصطفى وغيرها من الكتب.. ثم تحليل تلك النصوص والبرهنة على حقائقها التي استشفها الباحث، ثم عرض تلك الحقائق على ميزان الحكم الشرعي ونقده بمنظوره.
وخلص في نهاية البحث إلى أربع عشرة نتيجة أبرزها: أنها قضية عالمية مضخمة في العالم الإسلامي، وأنها تعد رد فعل للأوضاع الخاطئة في المجتمعات الإسلامية على شتى الأصعدة، وأن العلمانيين يصنفون جميع الدعاة في صف الغلاة، وخرج بعد ذلك بست عشرة توصية يجدر بكل داعية أن يمعن النظر فيها بتأمل ودراسة.