الرقابة الأسرية في عصر البث العالمي

قراءة في كتاب:

المباشر من وجهة نظر المعلمين"

عرض: أنور إبراهيم

من المهم الحديث عن دور الرقابة على التلفاز ومشاهدة الأطفال له، مما يدفع الخطورة عن الأمم ذات الخصوصية، وخاصة الخصوصية الدينية مثل البلاد الإسلامية، وهذا الكتاب يناقش موضوع الرقابة على التلفاز بإجراء دراسة ميدانية على مجموعة من معلمي المراحل المختلفة ودورهم وطريقتهم في الرقابة على أولادهم وكيفية المنع "بالإقفال أحياناً وبالمناقشة أحياناً أخرى" الكتاب يناقش مشكلة، كما ينتهي إلى عدد من النتائج والتوصيات.

يقول الكاتب: إن الإعلام وجد بوجود الإنسان، والتلفاز من أكبر المؤثرات الإعلامية، ولقد لفتت السنة المطهرة الأنظار إلى أهمية الرؤية، فقال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله أخي موسى أخبره الله – سبحانه وتعالى – أن قومه قد ارتدوا فلم يلق الألواح، ولما رآهم ألقاها فليس المخبر كمن رأى" والأقمار الصناعية وطريقة البث المباشر جعلت التلفاز أداة جذابة تشغل الأطفال وتتأثر باهتمامهم.

وموضوع الدراسة هو الرقابة على التلفاز وأهميتها داخل الأسرة السعودية، والدراسة محاولة للإجابة عن سؤال: ما مدى وجود الرقابة من قبل الأسرة على برامج التلفاز التي يشاهدها أبناؤها؟

وهل يترتب على عدم الرقابة أي أخطار؟ وما هي؟ وما الرقابة التلفازية؟

وهل يمارس أولياء الأمور من المعلمين الرقابة على التلفاز، وما وجهة نظرهم حيالها؟!
وأهمية الدراسة تنبع من أهمية موضوع الرقابة في المجتمع، حيث إن الأطفال يمكثون الساعات الطويلة أمام التلفاز، لا يمنعونهم عن المكوث أمامه فترات طويلة، مما يشير إلى انعدام الرقابة، أو ضعفها الشديد.

الرقابة والبث المباشر

الرقابة تقييد رسمي لأي تعبير عام يعتقد أنه يهدد السلطة الحاكمة أو نظام الآداب، وهناك نمطان للرقابة:

أ- مانع: قبل النشر.

ب- عقابى: بعد النشر، والرقابة في المجتمع السعودي، وقاية وحصانة للمجتمع عموماً بجميع مستوياته وأفراده من التأثير المضر.

الرقابة والحرية:

المعنى اللغوي للحرية: الشرف والطيب وكرم الأصل فالأحرار من الناس أخيارهم، والمعنى الاصطلاحي: القدرة على معرفة ما لا يضر الآخرين،

والحرية قسمان:

أ- مادي "المسكن والمهنة".

ب- معنوي "الكفر والاعتقاد" وفي الإسلام تعني التمتع بكامل الحرية شريطة ألا تخرج عن حدود الله.

خلفية تاريخية:

عرفت الرقابة عند اليونان وفي بريطانيا، وارتبطت بالغرض السياسي، والإسلام شرع الرقابة وجعل في يد الرقيب نوعين من الروادع هما:

رادع شرعي غير خاضع للاجتهاد البشري.

ورادع خاضع للاجتهاد "التعزيرات"

والرقابة في الإسلام أنواع: هي رقابة الضمير من داخل الإنسان، ورقابة المجتمع برفض السلوك الشائن، وهذا ديدن المجتمع الإسلامي، وتنقسم رقابة المجتمع إلى:

رقابة عامة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ورقابة خاصة، وهي مراقبة رب الأسرة للأطفال وهي موضوع الكتاب.

أهمية الرقابة:

للرقابة أهمية كبيرة وضرورة لمنع خطر التلفاز ببرامجه التي تمتاز بقدر كبير من السطحية والتفاهة، كما أن رقابة الأطفال لها أهمية أيضاً لأن التلفاز يسيطر على أذهانهم، إذ يشاهدونه يومياً، ويعتبر وسيلة ترفيه مهمة عندهم، ولذا كانت المراقبة تربي الطفل إيمانياً وخلقياً وعقلياً وعلمياً وبذلك تكتمل نفسية الطفل.

يتحدث الكاتب عن إيجابيات البث، ومنها جعل الصلة بين المشاهد والبرامج أكثر حرارة، ومتابعة أحداث العالم أولاً بأول، وله أيضاً سلبيات منها أن بعض البرامج تشرف عليه الكنائس، وهو ترسيخ للهيمنة الفكرية الغربية، وتشجع الطلاب على تناول المخدرات والجريمة، ويتحدث الكاتب عن السياسة الإعلامية في السعودية، وأن هدفها تأصيل مبادئ الإسلام، وترسيخ العادات العربية وتدعو إلى التضامن العربي.

المؤلف: هليل بن محيسن بن سراج العميري

الناشر: جامعة أم القرى "سلسلة الرسائل العلمية".