شعر شاكر العاشور
ست وستون – جواد محسن الباهلي:
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب بعنوان "شعر شاكر العاشور – دراسة موضوعية وفنّية" للناقد "جواد محسن سالم الباهلي" .
ومن الأمور التي تُفرح المرء في هذا الكتاب أن يكون هذا الجهد أصلاً رسالة قُدّمت من الباحث لنيل شهادة الماجستير في شعر شاكر العاشور من كلية الآداب بجامعة البصرة كما يشير الباحث (ص 7) .. صارت مغنّية الحي تُطرب .
وقد أشار الباحث في "مقدّمة" الكتاب إلى أنه قد آن الأوان لأن تظهر هذه الرسالة لشاعر مختبىء بين قوافيه ، متسلّح بسلاح العواطف الإنسانية النبيلة والدفاع عن كرامة الإنسان وعن التراث العربي الأصيل ، فهو شاعر وناقد ومحقق) (ص 9) .
وفيما يتعلّق بالتحقيق فقد عرضتُ في موقع الناقد العراقي أكثر من ثلاثة كتب قام العاشور بتحقيقها سابقاً ، كما نشرتُ مقالة عنوانها (من يهتم بجهد شاكر العاشور ؟) نُشرت في موقع الناقد العراقي أولاً ، ثم في أكثر من صحيفة وموقع ثانياً .
ثم يعرض الباحث جواد الباهلي جانبا من خصائص العاشور الإبداعية فيقول :
(كان محبا للتراث العربي الذي يمثل حصيلة فكره الذي عبّر فيه عن كل القضايا التي تخص المجتمع ، كالمرأة التي احتلت مكانة كبيرة في شعره ، وكذلك البحر ، الذي يحتل مساحة رؤاه .
وفي كل ما تقدم كان الشاعر يعيش مع الإنسان في معاناته وألمه وغربته ، وما ينتابه من شعور بالضياع والحرمان ، وهو يحاول في شعره طرح قضايا المجتمع ) (ص 9) .
(أمّا عن أثر شاكر العاشور في الشعر الحديث ، فقد كانت له مساهمة بارزة في إغناء الشعر الحديث بالمعاني والصور والأخيلة ، حيث مدّه بالأفكار والألفاظ الجديدة ، ويقترب منه القارئ أكثر عندما يتعمق في تجربته الشعرية ، إذ يجد الرقة في شعره ، والدقة في اختيار الكلمات ، وكذلك قدرته على الإيحاء .. وتلك الأشياء مهّدت له طريقا واسعاً لأن يدخل الساحة الأدبية .. حيث نطق ألعاشور بكل ما هو صادق ومؤثر , متغلغلاً في أعماق النفس الإنسانية) (ص 12) .
ضمّ الكتاب "مقدّمة" عرضنا جوانب منها قبل قليل ، وتمهيدا عن حياة الشاعر ، وثلاثة فصول تناول الباحث في الأول منها : الموضوعات الشعرية لدى شاكر العاشور (الشعر الاجتماعي ، وصف البحر ، وصف الريح ، ظاهرة الغربة ، وموضوعة الحرب) .
أمّأ الفصل الثاني فقد خصصه الباحث لموضوعة الدلالات الشعرية (دلالة المكان والزمان ، التناص في شعره ، دلالة الحزن والصمت ، جدلية الموت ، وجدلية الحلم) .
أما الفصل الثالث والأخير فقد طرح فيه الباحث موضوعة : الدراسة الفنّية (اللغة ، الصورة الشعرية ، الموسيقى ، بناء القصيدة ) .
وفي الخاتمة لخّص الباحث نتائج بحثه في مجموعتين :
1-نتائج الموضوعات الشعرية
2-النتائج الخاصة بالدراسة الفنية المتكونة من اللغة والصورة الشعرية والموسيقى والبناء.