زاد المربين من القصص التربوي الهادف
من إصدارات دار الأعلام للنشر والتوزيع
اسم المؤلف : الدكتور إبراهيم بدر شهاب الخالدي
تاريخ الإصدار : 2010م (الطبعة الرابعة)
قياس الكتاب : 17×24 سم
لمحة عن الكتاب :
كما أن لكل علمٍ فن، ولكل فنٍ علم، فقد أصبحت التربية موضع اهتمام لدى الكثير من مفكرينا وكتّابنا، بعد أن كانت تقتصر على روتينٍ بسيط، يتوارثه الآباء عن الأجداد، ووصلنا إلى مرحلة منهجةِ التربية، والتماس فنونها وأفنانها، وبدأ المفكرون والكتاب والأدباء يتسابقون نحو القمة في هذا المجال، كل منهم يقصد بلوغ الذروة، وترك بصمة في هذا المجال المتجدد الذي لا ينبض- لا من أجل الشهرة - بل من أجل تهيئة جيلٍ إسلامي ينشأ على التربية الإسلامية، والتربية المنهجية الصحيحة، ولكن نرى أن مؤلف زاد المربين من القصص التربوي الهادف، لم يذهب بعيداً، بل حاول تجديد عادة أجدادنا بصورة أكثر نمواً وانتقاءاً.
فاستفاد من مبدأ "الحكواتي والقصاص" ومن حكاية الجدة تقصها على أحفادها، فخرج بثوب جديد لهذه القصص، محاولاً أن يبتعد عن الخرافة والخيال، وأن يجمع الكثير من قصص السابقين، ويصنفها حسب موضوعها العام، وقد نال عمله الكثير من الرضا، وكتابه لم يُسعد به الناشئة فحسب، بل أصبح المربي يقرأه لذاته قبل تلاميذه، والأم تتمتع بقصصه قبل أبنائها وبناتها.
والجميل في هذا الكتاب ومثيله من الكتب أنه يطلعك على مواقف وأحداث مرّ بها السابقون، ومعرفة تصرفاتهم، وطريقة معالجتهم لتلك المواقف، فيتركك تتأثر بمواقفهم، متمنياً أن تتقفى أثر بعضهم تارة، وأن تعتبر من بعضهم تارة أخرى.
قسم المؤلف كتابه إلى عدد من الفصول "في الأخلاق الطيبة"، "في الجهاد والفداء" ، "عبر وعظات ووصايا"، "في التربية والتوجيه" ، "قصص في العدل والظلم" ، "في المحن والشدائد" ، "في الأمانة والتقوى" ، "في العفة ومغالبة الشهوة" ، "طرائف ومواقف"… إلخ.
وهنا لا يسعني إلا أن اقتبس من كلام المؤلف عن كتابه….
"مما لا شك فيه أن القصة تعد أقدر الأساليب الأدبية على تمثيل الأخلاق، وتصوير العادات، ورسم خلجات النفوس، كما أنها – إذا شرف غرضها ونبل مقصدها – تهذب الطباع وترقق القلوب، وتدفع الناس إلى المثل العليا والقيم النبيلة : كالإيمان والواجب والحق والتضحية والكرم والشرف والإيثار. ذلك أنالقصص على اختلافها ولا سيما المحكمة الدقيقة منها تطرق السمع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر، وتسترسل مع سياقها المشاعر فلا تمل ولا تكل، ويرتاد العقل عناصرها فيجني من حقولها الأزاهير والثمار. ذلك أن في القصة سحراً يسحر النفوس، وقد يكون ذلك بسبب انبعاث الخيال الذي يتابع مشاهد القصة وأحداثها ويتعقبها من موقف إلى موقف، أو بسبب المشاركة الوجدانية لأشخاص القصة وما تثيره في النفس من مشاعر تتفجر وتفيض، أو بسبب انفعال النفس بالمواقف، حيث يتخيل السامع للقصة نفسه داخل الحوادث، ومع ذلك فهو ناج منها متفرج من بعيد"
وختاماً نرجو من الله عز وجل أن يجعلنا من المخلصين في القول والعمل، وييسر لنا الفائدة أنّا وجدت، فالحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها أخذها..