للأقصى أنزف شغفي ديوان جديد

للشاعر الفلسطيني خضر محمد أبو جحجوح

خضر محمد أبو جحجوح

مخيم النصيرات/ غزة

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

صدر للشاعر الفلسطيني خضر محمد أبو جحجوح ديوانه الشعري السادس، (للأقصى أنزف شغفي) عن مكتبة اليازجي في غزة، يقع الديوان من 80 صفحة من القطع المتوسط 14×20، ويشتمل على قصيدة واحدة. تشكل إضافة نوعية لتجربة الشاعر، وفيها تتعانق الغنائية بالدراما، في تشكيل تصويري جميل يشد المتلقي إلى دائرة التأمل والمشاعر المنفتحة على تأويلات نصية، ووقفات جمالية، حيث الحوار والسرد والوصف والغناء والتناص الديني والتراثي والتاريخي، والأدبي، وتغلغل العمودي في شعر التفعيلة ضمن تشكيل إيقاعي جميل يعزف على وتر التجانس والتموج والتآلف ضمن إطار الجمال في الوحدة والتنوع. بلغة تتميز بقوة التركيب، وسلاسة الألفاظ وانسيابها مع دهشة الواقع النفسي، وتعانقها في انزياحات تركيبية ومعيارية .

تحكي القصيدة واقع الألم المنبجس من تراكمات الواقع العربي، والتكالب العالمي، ويمتزج فيها نهر البكاء والألم،  بنهر الأمل والاستشراف، ناهلا من تراث البشرية عبر مسارها الطويل حكاية الوجع الفلسطيني/ العربي. الذي شكل تجربة الشاعر وألهب قريحته؛ فنزف شغفه وحبه وألمه وأمله في مرثيته الطويلة، التي امتزج فيها الأنين بالحلم، وتماهى فيها الألم والأمل وسال على ملامحها الشغف.

وظف الشاعر نص التوراة ليرسم فلسفة الاحتلال وتبريره لوجوده، ووظف المعنى القرآني في حكاية ذي القرنين وبنائه السد، لإبراز المفارقة الدرامية الدامية، التي انبنت على واقع التباين بين فعل الخير الذي قام به ذو القرنين ونيته خدمة الآخرين، وفعل الذين يبنون الجدر والسدود، وفي نيتهم قهر أبناء جلدتهم، وسحق كرامتهم وتجويعهم، ووظف وعد الآخرة المشار إليه في سورة الإسراء، والخليفة المنتظر المذكور في الحديث النبوي الشريف، واستدرج من التاريخ القديم سبارتاكوس، وبركان فيزوف، وجيش موسى، وهيروديا رمز الشهوة اليهودية، وقتل الأنبياء، ونبوختنصر، وحكاية سبي بابل، والمغول، وعنترة، والفتح العمري للقدس، وقيس، وليلى،  ومن التاريخ المعاصر سجن جوانتنامو، وحصار غزة، وخنوع العرب، وحكاية الصمت العربي، وأحزان المسجد الأقصى، ونزيف العراق، وضياع النخوة العربية، وحالة الصمت التي تتسع دوائرها لتترك الحليم في حيرة لا يعرف اتجاه بوصلته، وجسدت القصيدة واقع الأمل والتفاؤل المتأسس على ثورة شاملة يعقبها إعادة ترتيب معطيات الواقع وفق رؤية تتكئ على المفهوم الديني الناصع، بقيادة خليفة جديد يرفع لواء النصر والعزة والكرامة، ويشيد ملك المسلمين وعاصمتهم القدس. في تشكيل تصويري مفعم بالصور المستحدثة الجميلة. القصيدة مفعمة بالشعرية والإدهاش غنية بالصور ومظاهر التشكيل الجمالي المختلفة في بعديها الزماني والمكاني. وهي بحق لوحة جديدة تضاف إلى تجربة الشاعر العميقة المتميزة.