كبرياء الغرب في العالم الإسلامي
قراء في كتاب
محمد هيثم عياش
برلين /10/04/11/ تعاني بعض الشعوب الاسلامية العربية من فقر مدقع ، لا يعود سبب هذا الفقر لنقص من الموارد الطبيعية ، اذ ان منطقة الشرق الاوسط ومعها الخليج العربي تعتبر من اغنى مناطق العالم بالموارد فالى جانب النفط والغاز اللذين وهبهما الله تعالى لتلك الدول فهي تعتبر من اغنى دول العالم بالمياه الجوفيه فاذا ما اصيبت دولة ما في الغرب وخاصة في اوروبا بالقحط والجفاف فان تلك المنطقة تستطيع مد العالم بالمياه ايضا اذا ما قامت حكومات تلك الدول باستثمارها ، انما الفقر يعود الى عدم مبالاة حكوماتها بشعور شعوبهم وحاجتهم الماسة الى اصلاحات اقتصادية واجتماعية وبالتالي الى حكم الحزب الواحد والفرد . ولقد شعرت دول الخليج التي وهبها الله تعالى النفط وموارد طبيعية اخرى باستغلال الغرب لخيرات العالم الاسلامي فقامت بتطوير بلادها اقتصاديا وصناعيا حتى اصبحت تقارن الغرب في قوته الاقتصادية والصناعية فما ان حاولت بعض دول الغرب التحرش بسياسة تلك الدول الداخلية خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين وارسال تلك الدول فرقا عسكرية للمساعدة بحفظ الامن فيها انبرت تلك الدول والقمت الغرب حجرا برسالة تهديد صغيرة تقول لهم اياكم ان تتدخلوا في شئوننا فكفوا عن ذلك .
ومنذ بدء الاحتجاجات ببعض دول العالم الاسلامي العربي التي كانت تونس شرارة الاحتجاجات الاولى بدأ الغرب يضع يديه على جبينه من الهم والقلق والفزع من مستقبل علاقاته مع مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن فالغرب يعتقد انه اذ ما نتجت عن هذه التطورات قيام حكومات وطنية مخلصة لشعبها حريصة على تلبية مطالبهم ان يؤدي الى ازدياد الخطر على الكيان الصهيوني .
ويشير صاحب كتاب / الاسلام بين الغرب والصهيونية / هورست مالر وهو قاض ومحام كان من مؤسسي منظمة الجيش الالماني الاحمر ، وهي منظمة ماركسية كان لها نشاطات ضد حلف شمال الاطلسي / الناتو / وارباب الصناعة الالمان ثم انقلب ليصبح احد اعضاء مؤسسي النازية الجديدة في المانيا واحد مباركي تفجير مركز التجارة الدولي في نيويورك يوم 11 من ايلول/ سبتمبر عام 2001 ، ان اوروبا تنظر الى تونس ومصر وسوريا واليمن والاردن نظرة شعوب مسلوبة الارادة لذلك فهي قامت منذ بدء الاحتجاجات بدعمها ولكن على حياء ، فحكومة المستشارة انجيلا ميركيل المؤلفة من المسيحيين والفيدراليين قامت بتهديد حكومات تلك الدول بحجب المساعدات التنموية عنهم اذا لم يراعوا للانسان حقوقه ولم يساهموا بكبح جماح الحركات الاسلامية والمحافظة على امن الكيان الصهيوني ووجوده على ارض فلسطين فلذلك ساهم حاكما مصر وتونس السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك بتلبية مطالب الغرب كما ساهمت الحكومة السورية بتلبية مطالبه ايضا بعدم اشعال اي حرب ضد الصهيونية التي تعتبر السرطان القاتل الذي يريد افتراس جسد تلك المنطقة . صحيح ان النظام السوري كان وراء تشجيع حزب الله بحربه الذي شنها ضد الصهاينة في صيف عام 2007 الا ان ذلك النظام لم يساهم باطلاق طلقة رصاصة واحدة ضد اي عنصر من جيش الكيان الصهيوني لانه لا يريد إغضاب الغرب علما ان النظام السوري لا يقل اجراما عن النظامين المصري والتونسي السابقين ضد شعوبهما فالنظامين المذكورين ومعهما النظام العراقي السابق لم يطلقوا النار بشكل عشوائي على المتظاهرين مثل ما يفعله النظام الليبي بشعبه ولم ترد أنباء عن استباحة حسني مبارك لمدينة ما مثل استباحة النظام السوري لمدينة حماة في الثمانينات التي راح ضحيتها الالاف من سكان تلك المدينة ومع ذلك فان الغرب لم ينتقد النظام السوري على جرائمه القديمة والحديثة .
ويعتقد المؤلف ان تردد الغرب بتقديم مساعدات عسكرية للشعب الليبي الثائر ضد القذافي هو خشية ان تذهب المساعدات العسكرية ضده فخشية الغرب من الاسلام اكثر من خشيته على الصهيونية العالمية ومطالبه من حكومات الدول العربية احترام حقوق الانسان وارساء الحريات العامة انما هو من اجل كسب شعبية المسلمين حتى اذا ما اراد الغرب استباحة دولة اسلامية ما لقي ترحابا من شعوبها .
ويؤكد مالر 76 عاما الذي مُنِع مؤخرا من ممارسة مهنته وتغريم احد محاكم العاصمة برلين اياه بمبلغ يصل الى حوالي 50 الف يورو لاثارته حساسية الرأي العام ضد امريكا والصهيونية و في المانيا اضافة الى مقولته الشهيرة اثر تفجير مركز التجارة الدولية بنيويورك / الآن بدأ عصر الكبرياء بالانهيار / ان الغرب مصاب بمرض نفسي من الاسلام فلذلك ساهم بزرع سرطان الصهيونية في قلب العالم الاسلامي بمنطقة موطن الحضارات القديمة وموطن الانبياء فهو يطمع بتلك المنطقة منذ ظهور الاسلام فما ان هُزمّ في حروبه الصليبية الا وقام بشحذ افكاره لمحاربته عبر حروب العرب مع الصهيونية من اجل الاستيلاء على تلك المنطقة سياسيا واقتصاديا ونفسيا والاحتجاجات في العالم العربي تعتبر فائدة لدول الخليج لتبيث استقرارها سياسيا واقتصاديا ونهضة لشعوب المنطقة من المسلمين وغير المسلمين من جديد وضررا على الغرب ووليدتهم الصهيونية .
والحق يقال بأن الغرب مثل الكلب ان حملت يلهث او تتركه يلهث فمطالبته حكومات الدول العربية بالمحافظة على حقوق الانسان ليس لها اي أساس من الصحة فحقوق الانسان في الغرب مهضومة صحيح ان القضاء يعتبر مستقلا الا ان النصر دائما للاغنياء والعدالة الاجتماعية مفقودة تماما والتقارير حول حقوق الانسان في بعض الدول الاوروبية مهضومة .
والكاتب الممنوع من العمل الا ان القضاء الالماني فشل بلجم فمه عن الكتابة وقد تم توزيع هذا الكتاب الذي قامت دار نشر / المانيا الحرة / المحسوبة على النازية بتوزيعه في مكتبات تعتبر متعاطفة مع النازية الالمانية .