صفحات منسية في تاريخ الصحة الفلسطينية
الكاتب نعمان فيصل يصدر كتاباً جديداً بعنوان:
نعمان فيصل
غزة – بعد مضي عام على صدور كتابه الأول أعلام من جيل الرواد من غزة هاشم منذ أواخر العهد العثماني وحتى القرن العشرين، أصدر الكاتب/ نعمان عبد الهادي فيصل، كتابه الثاني بعنوان: صفحات منسية في تاريخ الصحة الفلسطينية من خلال حوار أجراه مع الدكتور رياض الزعنون، أول وزير صحة فلسطيني، في ظل أول حكومة فلسطينية، تقام على أرض بعد العودة على التراب الوطني.
يذكر مؤلف الكتاب نعمان فيصل في مقدمته للكتاب إن الغرض من إصدار هذا الكتاب إلقاء الضوء على أهمية العمل من خلال خطة إستراتيجية؛ يُشارك فيها الخبراء وجمهور المستفيدين، ويُرافقها خطة متابعة لتقويم ما أُنجز في الحقل الصحي، وتحديد التعديلات التي اقتضاها التطبيق. ويضيف فيصل إن تحقيق الانجازات في مجال الخدمات الصحية يقتضي الإيمان بمبدأ نبيل وهو مشاركة المؤسسات الصحية الأهلية والقطاع الخاص ومؤسسات الأمم المتحدة التي تعمل في مجال الصحة ويضيف الكاتب أيضاً لقد كان لقناعة الصحة الفلسطينية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين بالعمل المشترك معاً كمجموعة واحدة بين جناحي الوطن في قطاع غزة والضفة الفلسطينية نموذجاً متميزاً دون غلو أو تعصب وقد استطاعت وزارة الصحة بفضل القائمين عليها والمنتسبين إليها أن تؤسس لعشرات المشروعات الحيوية وأن تحوز ثقة الدول المانحة لما تبديه من جد في العمل، وقال فيصل: لعل من المفيد تنمية هذه التجربة وتعزيز الايجابيات فيها وتجاوز السلبيات وصولاً إلى الأفضل دائماً، ونقلها لأي شخص مهتم كما خصص الكاتب حيزاً في مقدمته للإشادة بدور الوزير الزعنون قائلاً: يدخل الدكتور رياض الزعنون سلسلة أعلام الطب من أبواب فسيحة وكثيرة يُستقبل من خلالها بكل ترحاب وتضفي ملامحه الجادة دائماً على شخصيته ارتياحاً لدى كل من عرفه؛ فاستطاع بانجازاته المتعددة في هذا المجال أن يسجل للصحة الفلسطينية مكانة دولية ومتميزة من خلال التواصل وخلق الكفاءات الطبية وتنمية قدراتها حتى شهد كبار الأطباء العالميين في عصره بكفاءة الطبيب الفلسطيني، وإسهامات وزارة الصحة الفلسطينية في خدمة الشعب ليس الشعب الفلسطيني فحسب، بل العربي والدولي أيضاً؛ فلا عجب أن يحتل الدكتور رياض الزعنون مكان الرواد في تاريخ فلسطين؛ فهو فصل مهم من فصول الرواية الفلسطينية واشتمل الكتاب على أربعة فصول بالإضافة لملحق الصور، ويبدأ الفصل الأول من الكتاب والذي حمل عنوان: (البدايات) تكلم الكاتب فيه عن الإرهاصات الأولى مع بدء مباحثات مؤتمر السلام في مدريد عام 1991, واحتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزه وأريحا وعندها يحدث فراغ في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين الذين رزحوا تحت سلطة الاحتلال الغاشمة طيلة 27 عاماً، وكيف شكل إمكانية حدوث فراغ في تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني هاجساً مقلقاً كالغمامة السوداء على صدور رواد العمل الصحي الأوائل ما لم يكن البديل جاهزاً للاستلام، ولعل من أبلغ الأمثلة على أفق خبراء الصحة الواسع وعلى رأسهم الدكتور رياض الزعنون في السنوات الأولى في إقامة السلطة الوطنية هو رسم خطة صحية لأبناء الشعب الفلسطيني ويتوقف فيصل أمام الدور الذي لعبته مؤسسات المجتمع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني بقيادة الدكتور فتحي عرفات في انجاز هذه الخطة كما أشار الكاتب إلى المعوقات والتحديات التي واجهت أول وزارة للصحة الفلسطينية وتطلبت جهوداً استثنائية من كل العاملين بالخدمات الصحية من أجل قهر التحديات المتلاحقة. وفي الفصل الثاني بعنوان: (الانجازات) أسرد فيصل عوامل النجاح في تحقيق النهضة الصحية التي نراها اليوم ويضيف قائلاً: هذه الانجازات لوزارة الصحة في أعوامها الأولى على صعيد تشييد المراكز الصحية الأولية وبناء المستشفيات والزيادة الملحوظة في عدد الأسرة الحكومية والمنشآت الأخرى ككلية الصحة العامة ومبنى المستودعات الطبية وكليات التمريض ومركز المعلومات الصحي وكذلك كلية طب غزة وغيرها تتحدث عن نفسها بأبلغ بيان وتعبر بكل صدق عن الجهود التي تضافرت لتحقيق هذه المنارة الصحية الفذة. كما خصص فيصل الفصل الثالث من كتابه لانتفاضة الأقصى عام 2000 باعتبارها علامة فارقة ليس على القطاع الصحي فحسب بل على جميع القطاعات الحيوية الأخرى وألقى الضوء الكاشف على أبرز انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإلى الأعباء الهائلة التي تحملتها المؤسسات الصحية والجهود المبذولة للنهوض بالوضع الصحي في ظل هذه الظروف القاهرة، ويتوقف فيصل مطولاً أمام الدور الذي لعبته وزارة الصحة الفلسطينية في تقديم شهادات صادقة وصور حية لمعاناة الشعب الفلسطيني الأعزل للجنة ميتشل لتقصي الحقائق ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وأشاد فيصل بالدعم العربي من خلال البنك الإسلامي للتنمية في جدة وكذلك إلى جهود محافظ فلسطين في البنك الإسلامي للتنمية الأستاذ جرار نعمان القدوة بعدما توقفت الدول المانحة عن تقديم مشاريع جديدة بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000 وينهي فيصل الفصل الرابع بتقديم رؤية في إصلاح النظام الصحي الفلسطيني ويخصص الكاتب حيزاً كبيراً من هذا الفصل للحديث عن بعض الأمور والصعوبات التي تزعج المريض عند زيارته المرافق الصحية مستمدة من انعكاس البيئة والواقع وتقديم حلول عملية مستقاة من العمل بالخدمات الصحية وصولاً إلى مؤسسة صحية عصرية تقدم خدمات ذات نوعية جيدة كما يبين فيصل على أهمية استقطاب الكفاءات الطبية والفنية في المهجر وكيف عملت الصحة الفلسطينية بقيادة الزعنون تسهيل ذلك، وكان من أبلغ الأمثلة جراح القلب ضرغام أبو رمضان والدكتور عماد تابري والدكتور ستيف سوسبي وفي نهاية الفصل قدم فيصل توصيات واقتراحات للنهوض بالخدمات الصحية في الرعاية الأولية والمستشفيات والخدمات المساندة وإعادة تأهيل الجرحى. ويشار إلى أن كتاب صفحات منسية في تاريخ الصحة الفلسطينية استغرق من الوقت في إعداده سبعة شهور من العمل المتواصل والمضني ويقع الكتاب في 253 صفحة (17.5* 25) وأودع لدى وزارة الثقافة الفلسطينية تحت رقم 4/ 2011.