أبو ذر الغفاري، إسلامه ومعارضته
كتب .. كتب .. كتب :
واحد وثلاثون - رياض عبد الحسين البدراوي:
أبو ذر الغفاري، إسلامه ومعارضته
د. حسين سرمك حسن
كان المفكر الثائر الراحل "علي الوردي" يرى أن أبا ذر الغفاري كان شخصية غريبة ، فهو البدوي الوحيد الذي دخل الإسلام قبل الهجرة، وقال عنه النبي : ( رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده).
ويرى أن أهم ما قام به الغفاري هو الدعوة إلى الثورة من خلال مقولتين قالهما وسارتا في الوعي والضمير الإنسانيين حتى اليوم هما : ( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ) و ( إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر : خذني معك ). كما أن أبا ذر الغفاري نهى عن ( الكنز ) ، ورأى أن الزكاة وحدها غير كافية وأن على الأغنياء أن يعطوا الفقراء جميع الأموال التي يكنزونها بحيث لا يبقى لديهم إلا معاشهم ومعاش ذويهم.
وعن هذه الشخصية الإسلامية الفريدة صدر عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق كتاب "ابو ذر الغفاري : إسلامه ومعارضته" للباحث رياض عبد الحسين البدراوي (202 صفحة) .
حمل الغلاف الأخير كلمة تعريفية بموضوع الكتاب تشير إلى أن هذه الدراسة :
(تتناول شخصية من شخصيات الإسلام التي لا تُنسى ألا وهي شخصية أبي ذر الغفاري ، فجاءت لتسلط الضوء على مرحلتين من مراحل حياتها ، الأولى هي : إسلامه ، والأسباب الكامنة وراءه ، والدوافع التي حفزته على اعتناقه ، لتخلص إلى نتيجة مفادها هي : إن إسلام أبي ذر جاء عبر تفكير عميق وتأمل طويل وإيمان راسخ وتضحية فذة لم تشبه شائبة ، فهو لم يأت بدافع سياسي محاباة لرئيس قبيلة أو أخ أو صديق أو حبيب ولم يأت كوسيلة للتخلص من واقع اجتماعي سيء ولا من أجل تغير حال اقتصادي بائس ، بل جاء من أجل تغيير واقع مجتمع ، أحس بفساده وتشوق إلى إصلاحه ، فبحث عن منقذ فوجده في الإسلام . والثانية هي : معارضته والأسباب التي تقف وراءها وحقيقة الأهداف التي سعى أبو ذر إلى تحقيقها والنتائج التي أفرزتها تلك المعارضة لتخرج بالنتيجة الآتية : إن أبا ذر كان يريد لأمة الإسلام وحكامها أن يعيشوا الإسلام سلوكا وعبادة وجهاداً وحكما وإدارة ، كان يريد للحكام أن يكونوا خدمة صادقين للأمة لا جبابرة عليها ، كان يريد للأمة ألا تكون ذليلة صاغرة أمام حكامها إذا ما انحرفوا ، وألّا تسير خلفهم معصوبة العينين ، بل أمة نبهة ويقظة ، ومدافعة عنهم إذا ما صدقوا) .
وقد تكوّن الكتاب من مقدمة وقسمين : الأول عن إسلام ابي ذر فتناول الكاتب اسمه ونسبه ونشأته ، وإسلامه حيث يشير الكاتب إلى معلومة مهمة هي أن أبا ذر من قبيلة غفار المشهورة بالسطو وقطع طريق الحجاج ، وكان هو أيضا قاطع طريق ، لكن الإسلام العظيم تكفل بتحويله إلى طريق الإيمان والثورة والدفاع عن الفقراء . لقد كان من الأحناف قبل ظهور محمد (ص) بالدعوة . أما الثاني فعن معارضته من حيث أسبابها ودوافعها ونهجها ، ثم موقف السلطة من معارضته ، وأهداف تلك المعارضة ونتائجها . وختم الباحث كتابه بالإستنتاجات.