عربية معمري تتألق عبر ديوانها (غطرسة مساء ممطر)
عربية معمري تتألق عبر ديوانها
(غطرسة مساء ممطر)
صدر عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر ببسكرة، في حلة بهية، ديوان للشاعرة عربية معمري تحت عنوان (غطرسة مساء ممطر) وهو عبارة عن قصائد من الشعر الحر.
وهو يتكون من إهداء وشكر و22 قصيدة في 69 صفحة من القطع المتوسط.
الإهداء جاء في صياغة بديعة تقول الشاعرة: إلى والدي الكريمين، إلى كل من أحبهم وأحترمهم وأخشى أن ينزلق حرفي بذكر الأسماء فأظلم قلوبا أودعتني دعما وأيادي سكبت لي خرير عطائها. إليكم جميعا.
ثم الشكر لشخصيتين بارزتين على المستوى الثقافي البسكري وهما:
السيدة سودة دو مديرة المكتبة العمومية ببسكرة والتي تعمل جاهدة من أجل دعم المطالعة وإحياء دور الكتاب وتشجيع الثقافة.
والسيد محمد الكامل بن زيد القاص والروائي المعروف ورئيس فرع بسكرة لاتحاد الكتاب الجزائريين، كما أنه صاحب مطبعة علي بن زيد للطباعة والنشر والتي شقت طريقها نحو مستقبل زاهر في خدمة الثقافة المحلية خاصة.
وتنوعت القصائد الـ22 بين عاطفية ووطنية وقومية وتسجيل ذكريات وإهداءات واجتماعية.
ولعل أرق قصيدة هي التي كتبتها في رثاء فتاة اسمها إيمان توفيت في عمر الزهور.. اقرأ هذا التصدير: إلى أجمل وردة أزهرت في الربيع، وذبلت في الخريف، ورحلت في منتصف الطريق، إلى القلب الذي بكى صغيرا وغادر كبيرا، إلى روح روحي: إيمان.
وقد توزعت هذه القصائد بين الصفحة الواحدة و10 صفحات.
فالقصائد التي تمثلت في صفحة واحدة أو أكثر قليلا: دعيني، لحظة صدق، حين تمضي الجميلة، خذلتني الصحارى، مطاردة في عنق زجاجة، دعوا الحجر يتكلم، طقوس ورقة، رسالة قبل المساء، بعد المساء.
وأما القصائد التي كانت في صفحتين وأكثر: امرأة من الزمن الرائع، قالت لها الدجالة، حلم وراء مخيم، صيحات آخر الليل، اعترافات شاب متعب، مأدبة بدوية، ضجر حمامة، مهلا لا ترحل، رحيل نحو البرية، أحب أن أستريح، نداء الشقراء.
وقصيدة واحدة كانت في 5 صفحات: وهي بعنوان: سؤال ألف عام
وأطول قصيدة كانت في 10 صفحات بعنوان: حبيبتي.
وهذه مختارات سريعة من هذا الديوان:
قصيدة خذلتني الصحارى وهي تتحدث عن قضية فلسطين، تقول من جملتها:
خذلتني الصحارى
كل سطوري حروفها بيوت مستعارة
أطفالي جرحى
وجرحهم لا يوارى
لم أنجب سوى قصيدة
وبضع مسامات تود الانتحار
بكيت خلسة وخبأت دمعتي في رحم حجارة
لكنهم سرقوها
وهتفوا وداعا فقد وفلارنا حجارة
خذلتني الصحارى.. ألخ
ومن قصيدة قالت لها الدجالة
توغلت في أدغال عينيك
فلم أر
غير دموع
بقايا سنين
إبريق قهوة
غادرته لفحة النار
وفنجان وسط الصخور
قلب يقتله الهذيان
وأخيرا، نختار من قصيدة حبيبتي:
حبيبتي
سألت الديار عنك
قالوا أنك بها لا تسكنين
ناديتك
فلما لا تجيبين
قالوا أنك رحلت
وبيدك قلم
دونت به آخر ما كنت تفكرين
ساعة..
اختصرت دموعك في لحظتين
فيها للحياة بابتسامتك تودعين
أعرفك..
أتقن رسم تقاسيمك الجميلة
أحلامك التي كنت لها تنتظرين
أجدك بين الغرف تهرولين
أنفاسك تلاحقني كل حين
إلى أين أهرب منك
وأنت بداخلي تسكنين
.. ألخ
قصائد رائعة حقا
وهذا تعريف للشاعرة الكاتبة بقلمها:
وليدة هذا الحرف المنتصب على حافة الذاكرة والنائم على حكاية سفر تسافر مع حبر كل مساء لتعانق جذور الموج الذي يطل من بعيد.. هي عربية معمري كاتبة جزائرية من مواليد مدينة ينسكب منها الشعر سيدي عقبة. خريجة جامعة بسكرة متحصلة على شهادة ليسانس محاسبة لديها العديد من الأنشطة الأدبية. كانت عضوا في نادي الفكر والأدب بجامعة محمد خيضر، نالت العديد من الجوائز، كما ساهمت في العديد من الأمسيات الشعريات، فائزة بجائزة تلفزيون الشرق الأوسط لأحسن قصيدة. نشرت لها العديد من المقالات والأشعار في الصحف والمجلات. أهمها العربي الكويتية وصحيفة الديار اللندنية بلندن.