الفكر والأسلوب في مسألة العروبة

كتاب صدر حديثاً:

الطبعة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية

صبحي غندور*

[email protected]

(كانون الثاني/يناير-2011)

منشورات: "مركز الحوار العربي" في واشنطن

هذا الكتاب:

كان من المفترَض أن يصدر هذا الكتاب مع بداية العام 2011 ليكون مساهمةً متواضعة في الدعوة لإطلاق نهضة عربية جديدة تُصحّح ما هو سائد في البلاد العربية من مفاهيم خاطئة وأوضاع فاسدة وانقسامات مفتعلة بين أطياف الأمَّة الواحدة وحتّى الوطن الواحد.

لكن العام 2011 بدأ بحركات تغيير عربية شبابية تجاوزت كلَّ ما هو موجود من حكومات ومعارضات لتؤكّد حيويّة الأمَّة العربية، خاصّةً جيلها الجديد الذي له الآن شرف إطلاق شرارة النهضة المنشودة.

في كتاب "الفكر والأسلوب في مسألة العروبة" وقفة خاصة عند دور الجيل العربي الجديد وكذلك عند ضرورة التلازم بين عناصر (الفكر والأسلوب والقيادة) لنجاح أي حركة تغيير في المجتمعات.

جاء في الكتاب:

"يخطئ من يعتقد أنَّ الواقع السّيئ في المنطقة العربيّة هو حالة مزمنة غير قابلة للتغيير. فقانون التطوّر الإنساني يفرض حتميّة التغيير عاجلاً أم آجلاً. لكن ذلك لن يحدث تلقائيّاً لمجرّد الحاجة للتغيير نحو الأفضل والأحسن، بل إنّ عدم تدخّل الإرادة الإنسانيّة لإحداث التغيير المنشود قد يدفع إلى متغيّرات أشدّ سلبيّة من الواقع المرفوض.

إذن، التغيير حاصل بفعل التراكمات المتلاحقة للأحداث كمّاً ونوعاً في المجتمعات العربيّة، لكن السؤال المركزي هو: التغيير في أي اتجاه؟ هل نحو مزيدٍ من السوء والتدهور والانقسام أم سيكون التغيير استجابةً لحاجات ومتطلّبات بناء مجتمع عربي أفضل؟!

 وحتّى يحدث التغيير للأفضل، فإنّ المراهنة تكون دائماً على الأجيال الشّابة ودورها الفاعل في صناعة المستقبل. فأيُّ جيل جديد هو الذّي نأمل منه إحداث التغيير؟

 إنَّ " الجيل القديم" في أي مجتمع هو بمثابة خزّان المعرفة والخبرة الذي منه يستقي "الجيل الجديد" ما يحتاجه من فكر يؤطّر حركته ويرشد عمله. فيصبح "الجيل القديم" مسؤولاً عن صياغة "الفكر" بينما يتولّى "الجيل الجديد" صناعة "العمل والحركة" لتنفيذ الأهداف المرجوّة.

 هنا يظهر التلازم الحتمي بين الفكر والحركة في أي عمليّة تغيير، كما تتّضح أيضاً المسؤوليّة المشتركة للأجيال المختلفة. فلا "الجيل القديم" معفيّ من مسؤوليّة المستقبل ولا "الجيل الجديد" براء من مسؤوليّة الحاضر. كلاهما معاً يتحمّلان مسؤوليّة مشتركة عن الحاضر والمستقبل معاً. وبمقدار الضّخ الصحيح والسليم للأفكار، تكون الحركة صحيحة وسليمة من قبل الجيل الجديد نحو مستقبل أفضل".

***

".. في كل عمليّة تغيير هناك ركائز ثلاث متلازمة من المهم تحديدها أولاً: المنطلق، الأسلوب، والغاية. فلا يمكن لأي غاية أو هدف أن يتحقّقا بمعزل عن هذا التّلازم بين الرّكائز الثلاث. أي أنّ الغاية الوطنيّة أو القوميّة لا تتحقّق إذا كان المنطلق لها، أو الأسلوب المعتمد من أجلها، هو طائفي أو مذهبي أو مناطقي.

ولعلّ في تحديد (المنطلقات والغايات والأساليب) يكون المدخل السليم لدور أكثر إيجابيّة وفعاليّة للشباب العربي اليوم.

 فعسى أن نشهد قريباً ولادة جيل عربي جديد يحرص على هويّته الثقافيّة العربيّة ومضمونها الحضاري، وينطلق من أرضيّة عربيّة ووطنيّة مشتركة تعتمد مفهوم المواطنة لا الانتماء الطّائفي أو المذهبي أو الأصول العرقيّة، وتستهدف الوصول - بأساليب ديمقراطيّة لا عنفيّة - إلى " اتّحاد عربي ديمقراطي" حرّ من التّدخّل الأجنبي، وتتساوى فيه حقوق الأوطان وواجباتها كما تتساوى في كلٍّ منها حقوق المواطنين، رجالاً كانوا أم نساء".

                

* (مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن)