تاريخ ذبيان وأنسابها

أحمد الجدع

المؤلف : أحمد عبد اللطيف الجدع

الناشر : دار الضياء للنشر والتوزيع

ذبيان ليست إحدى قبائل غطفان الكبيرة فحسب بل هي إحدى قبائل العرب الشهيرة ، وذات المكانة العالية ، وإذا عدت بيوتات العرب عُدّ بيت فزارة الذبياني، وهو بيت بدر بن عمرو الفزاري الذي آلت زعامته إلى حذيفة بن بدر، وكان أبناؤه هم سادة ذبيان عامة وفزارة خاصة ، وكان ابنه حصن بن حذيفة قد بلغ من السيادة مبلغها، وطارت شهرته بذلك حتى عظمه الذبيانيون وجعلوه السيد الذي بلغ من السيادة مداها البعيد حتى إنهم لم يصدقوا أنه يمكن أن يموت !

وورثه بالزعامة ابنه عيينة بن حصن الذي عاصر انبعاث الدعوة الإسلامية فاختار أن يكون في الجانب المعادي، وهو الذي قال عنه رسول الله r بأنه " الأحمق المطاع " .

وكانت ذبيان عامة وفزارة خاصة هي التي بعثت حرب داحس والغبراء وكان سيدها حذيفة بن بدر هو الذي أصر عليها وأدامها أربعين سنة .

وفي ذبيان فرعان كبيران : فزارة ومرة، وكان فيهما السادة والقادة ، ولم يكن بنو مرة ممن يساهم كثيراً في حرب داحس والغبراء ، بل كانوا أكثر ميلاً إلى وقفها وإنهائها، وهم الذين تحملوا الحمالات في سبيل وقف هذه الحرب .

ومرة هؤلاء ينسبون أنفسهم إلى قريش ، وفي هذا النسب حديث طويل يمكنك أن تلتمسه في ثنايا هذا الكتاب .

ومن أهم الرجال الذين اشتهروا من ذبيان الشاعر المعروف بالنابغة الذبياني ، وقد كان سفير ذبيان لدى ملوك المناذرة في العراق والغساسنة بالشام ، وكان ناجحاً في سفارته في أغلب الأحيان، وهو صاحب إحدى معلقات الشعر في العصر الجاهلي ، ثم بلغت مكانته في الشعر أن ارتضاه الشعراء حكماً بينهم، وكانوا ينصبون له قبة في سوق عكاظ ويلقون بين يديه أشعارهم حتى يقول رأيه فيها .

وكان بعض علماء الشعر يقدمونه على سائر شعراء الجاهلية ، وكان أكثر الناس إعجاباً بشعره عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

ذبيان من أكبر قبائل العرب ومن أبعدهم شهرة ، وهذا الكتاب الذي بين يديك يؤرخ لهم ويذكر أنسابهم.