لم يُعد لي إلا.. أنا

صدرت عن دار فضاءات حديثاً

مجموعة قصصية للقاصة محاسن الحمصي

صدرت حديثا المجموعة القصصية المعنونة بـ" لم يعد لي إلا .. أنا " للكاتبة الأردنية محاسن الحمصي، وتقع المجموعة في 200 صفحة من القطع المتوسط، لوحة الغلاف والرسوم الداخلية  بريشة  الفنانة الأردنية  ميس بشارات .

بلغة شفيفة قادرة على البوح تفتش محاسن الحمصي في سراديب قصصها الموغلة في البحث عن أنا المرأة المتشظية حد النزف ، لتجد أنها مضطرة للخوض في عوالم الأنا الغارقة في الغياب، محاسن التي تعجن مفرداتها بدراية نادرة لتبني عوالم متفردة للأنا الغارقة في أنويتها، المتكئة على الوجود الجمعي لا لتذوب فيه بل لتؤكد تفردها ولتصر على أن أناها هي الملجأ الأخير لها، ويتضح ذلك من خلال انتقائها لعنوان المجموعة.

ويلاحظ قارئ نصوص محاسن أن الهم الوطني والهم الذاتي لا ينفصلان لديها، بل يلتقيان ليشكلا هذه الأنا المتمردة على عدمية المعاش وسلبية الكائن، ونلاحظ خاصة في القسم الثاني من الكتاب الذي أسمته "قصص في حجم الكف" أن الجملة ارتدت نصالها القادرة على الجرح، وخلخلة السكون، حيث تقول في قصة  "مقامات"

يطلّ المذيع على الشاشة الفضيّة، يُـقلّب الأوراق:

-  مساء الخير، إليكم نشرة الأخبار...

تشييع جنازة (...) في موكب مهيب،(تقرير يستغرق ربع ساعة).

تشييع جنازتين في ظلّ رؤوس البنادق،(تقرير لمدة خمس دقائق).

تشييع جنازات تحت وابل من القذائف و بحور من دماء: (بدون تقرير).

ثم ينتقل المذيع إلى خبر آخر، يقلبُ الصفحة، و... أطفئ الجهاز!!

 وعن كتابة القاصة الحمصي يقول  الكاتب والروائي  والصحفي السعودي هاني نقشبندي:

"الخوف والأمل ، يطل كل منهما بين اسطر كلمات محاسن الحمصي ، خفية تارة ،  وعيانا تارة اخرى. الخوف غريزة  ،  والأمل فضيلة ، وهما في المجمل لا يأتيان بلا ارداة كالحزن تماما ،  لا يأتي دون ارادة تحرك الجسد الآخر داخل جسدنا.

إنها الكتابة النسائية التي تترجم آلام المرأة التي لا نعرفها نحن الرجال،  ولا نحس بها ، كيف ونحن على الأغلب من يصنعها.

في بعض مقاطع محاسن يتجلى ضعف انثى مكسورة ، وفي مواقف أخرى اعجبتني تلك المرأة التي صنعتها ، وجعلتها ترفض الانهزام والانكسار.

فظلم الآخر لا ينبغي القبول به،  ذلك انه فعل اختياري،  من ارتضى به استحقه.

إنها كلمات تستحق أن يقرأها الرجل ليعرف كيف تفكر المرأة ، كما هي بلسم لكل امرأة عانت من القسوة ،  والخيانة ، والحرمان.

إنها مجموعة انسانية من الخوف والأمل، غريزة وفضيلة، تخلصنا من بعض آثامنا الكثيرة".

اما على الغلاف الخلفي فقد تربعت قصة " تفتيش" :

أخلع الأساور، الخواتم ، العقد الفضيّ ، أخرج من حقيبتي الهاتف الجوّال، سلسلة    المفاتيح ، قارورة العطر، زجاجة الماء..

أضعهم في السلّة أمامي ، وأمر عبر الجهاز الإلكتروني..

يستوقفني رجال الأمن: لا يمكنكِ العبور!!

- جواز سفر ساري المفعول ، الفيزا مفتوحة، التذكرة...!!

- تحملين ممنوعات..!!

- مااااااااااااااااذا؟؟

وتضم المجموعة في فهرسها قصص قصيرة : لم يعد لي إلا أنا، سماء تنذر بشتاء قاس، من وحي الاخبار، رسالة من امرأة، حوار على وتر مقطوع، من جيب قلبي .. لك وردة، وكسرت أرجل الخوف، مطرب برسم البيع، على قلق كأن الريح تحتي، نصف ساعة... ونصف، ،.. ويطول الدوار... ، على سفر... ، خط الأحلام، رشفة قهوة بطعم الذكريات، مشاهد من عرس الدم، الصعود العكسي، نهايات، لوحة على جدار القلب ، وبي رغبة في البكاء، من وحي جلسات بوح نسائية.

أما في قصص في حجم الكف والتي اتبعت تقنية القصة القصيرة جدا فوردت العناوين التالية: عكاز، المعلم، انتظار، وجع، وجبة سريعة، مرور، من الحب ما قتل، فوتوشوب، عصيان، العائلة السعيدة، جيران، قبضة ريح، رومانسية، تفتيش، مقامات، العار، كبرياء، إحباط، لهفة، العسل المر، بطالة، ميراث، فكرة، شيخوخة، كنز، صداقة، الحوت، ضيف.