مؤسّسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية

مؤسّسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية

وإصدارُها الصِّحافي الجديد

فريد أمعضشو

[email protected]

في سياق السعي إلى مدّ جُسور التواصل، والانفتاح الواسع على أفراد أسرة التعليم والتربية، أصدرت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين جـريدةً ذات مُواصفات إخراجية راقية يَنْدر لها مثيل في مشهدنا الإعلامي التربوي، وذلك في دجنبر الماضي، وأسْنِدت مهمة إدارة النشر فيها إلى يوسف البقالي.

 وقد صدر من عددُها الافتتاحي، الواقع في ثماني صفحات، عشرون ألف نسخة، وجاءت موادّه موزعة على جملة من الأبواب التي هدفت إلى التعريف بالخِدْمات التي تقدمها المؤسسة للمنخرطين فيها وعوائلهم، وبالأنشطة التي قامت بها، وببعض المشاريع التي تعتزم إنجازَها مستقبلاً.

 وافتُـتِح العدد بخبر انطلاق العمل بالمدارس الأولى للتعليم الأوّلي التي أنشأتها مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، خلال شتنبر 2009، بعددٍ من مدن شمال المملكة وجنوبها وغربها ووسطها، في انتظار إنشاء أخرى، في المستقبل القريب، في مدن مغربية أخرى؛ بحيث إنها تتوخّى خلْق أزيد من مائة مدرسة شبيهة بتلك المُنشأة، في أفق 2012، تكون مؤهّلة لاستقبال أكثر من ثمانية آلاف طفل تتراوح أعمارُهم ما بين أربع سنوات وستّ. والجديرُ بالذكر أن المدارس المُشار إليها تقدم لأبناء الأسر التعليمية تعليماً متطوراً، وتربية فعّالة، وتُولي عناية أكبر لتعلم اللغات العالمية، ويتولى مهامّ تدريسهم جملة من الأطر الأكفّاء المُختارين من شتى مناطق المغرب، كما تتوفر تلك المدارس على بنية تحتية مجهّزة ومتقدمة مِن شأنها أن تُسْعف على تقديم تعليم وتربية من المستوى الرفيع. وتكون مقاعدُ الدرس محدودة كلَّ سنة، وتخضع عملية تسجيل قاصِديها، من أبناء أسرة التربية والتعليم، لمبدإ "أول وافد أول مسجَّل".

 وتلا هذا الخبرَ مقالٌ عن إنفلونزا الخنازير (H1N1)، يستهدف التوعيةَ بهذا الداء الذي شغل العالم كلَّه خلالَ السنة المنصرمة، والتنبيهَ على مخاطره، وإبرازَ أعْراضه، وتقديمَ بعض الإجراءات البسيطة التي من شأنها أن تحدّ من انتقال عَدْواه.

 وفي باب المُسْتجِـدّات، استعْرضت الجريدة، في عددها الأول، جملةً من أنشطة مؤسسة محمد السادس، وأخبارها الجديدة التي تهُمّ نساء التعليم ورجاله؛ منها الإعلان عن قرب فتح المؤسسة مكتبة متعددة الوسائط للعموم، في الرباط (العرفان)؛ وذلك في إطار المسلسل الذي انخرطت فيه، منذ إنشائها، والقائم على الدّمَقرَطة والعَصْرَنَة، والهادف إلى الحدّ من العُزوف عن القراءة والفوارق التي تحدّ من وُلوج عالم المعرفة والتكنولوجيات الحديثة.

 وقدّمت، في ملفها الدَّوري، تعريفاً مقتضَباً بأهمّ الخدمات التي تُسْديها المؤسسة لفائدة منخرطيها، وفي مجالات متنوعة (المساعدة على اقتناء السكن – تقديم قروض استهلاك – الاحتياط الاجتماعي – المساعدة على أداء فريضة الحجّ لصنفٍ من أفراد الأسرة التعليمية – إعانة للتنقل عبر قطارات المملكة خلال أغلب أيام الأسبوع – الترفيه – التعليم...)

 وتضمَّن العدد كذلك حواراً مركزاً مع د. جمال زيتوني؛ مدير الخدمات بالمؤسسة، جرد فيه حصيلة خدماتها لصالح المستهْدَفين بها، وشخّص واقعها الراهن، من خلال الوقوف عند حالات ملموسة، وأشار إلى بعض مشاريع المؤسسة التي توجد قيْد الإعداد؛ ومنها ما أوْمَأ إليه بقوله جواباً عن سؤال: "هناك في 2010 مشروع التكوين الذاتي عن طريق وسائط إلكترونية (إيليرنينك) الذي يُعتبر الشطر الثاني من مشروع "نافذة"، والذي سيوفر للمنخرطين إمكانية التكوين الذاتي، والولوج إلى محتوياتٍ تستجيب لحاجياتهم".

 وحوى العدد روبورطاجاً، بالصور الملوّنة، عن "رواق الفنّ" الذي دشّنته المؤسسة داخل مركَّبها الإداري والثقافي بالرباط، في يونيو 2009، ليكون مَعْرضاً يَعرض فيه مُنخرطوها، وغيرُهم كذلك، إبداعاتهم الفنية (لوحات تشكيلية – منحوتات...)، وقد جاء ذلك في إطار سعْيها إلى "التأسيس لحركة ثقافية وفنية مُسْـتَدامة ومتجدِّدة لفائدة منخرطيها".

 واخْتتِمَت موادّ العدد كلها بصفحة "ترفـيه" التي ضمّت أخباراً عن بعضٍ من أنشطة المؤسسة ذات الطابع الترفيهي والثقافي؛ كقيامها بتكريم المتفوّقين، من أبناء الأسرة التعليمية، في امتحانات البكالوريا عام 2009.

 والحقّ أن هذه الجريدة تشكل منبراً إعلامياً مهمّاً، ينضاف إلى المنابر الأخرى، الورقية والرقمية، المهتمة، خصّيصاً، بالشأن التربوي ببلادنا، يروم تمْتين العلاقة بين المؤسسة الراعية له وبين منخرطِيها، وإطْلاعَهم على مستجِدّاتها، وتعريفهم بما تقدم لهم من خِدماتٍ متنوعة في ميادين عديدة.