الهزيمة والطبقات المهزومة

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع

"الهزيمة والطبقات المهزومة"

للكاتب الفلسطيني سلامة كيلة

جهاد أبو حشيش

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب "الهزيمة والطبقات المهزومة" للكاتب والباحث الفلسطيني سلامة كيلة في 121 صفحة من القطع المتوسط.

وضع الكاتب مدخلاً تحليلياً مكثفاً لتثبيت الخلفية التاريخية فيما وراء الهزيمة العربية، مشيراً إلى أن محاولات التطور استمرت منذ بداية القرن التاسع عشر حينما أدت غزوة نابليون بونابرت إلى الشعور بالحاجة إلى "اللحاق"، واتخذت أشكالاً متعددة منذئذ.

وحقّب الكاتب هذا التاريخ الطويل في ثلاث مراحل مختلفة، رغم أنها تضمنت تحقيق الأهداف ذاتها. المرحلة الأولى بدأت مع محمد علي باشا (وربما داود باشا في العراق، وخير الدين التونسي في تونس)، واعتمدت على التحديث من "فوق"، أي عبر الدولة. والمرحلة الثانية بدأت نهاية فترة الدولة العثمانية وطمحت إلى الاستقلال عنها وتأسيس دولة عربية حديثة. ولكن كذلك مواجهة الميول الاستعمارية للرأسماليات الأوروبية. ولقد بدأت بفئات مثقفة عملت على تأسيس حركة قومية عربية دعت إلى تحقيق اللامركزية في إطار الدولة العثمانية أولاً، ثم سعت لتحقيق استقلال العرب ووحدتهم. وعادة ما يطلق على أفكار هؤلاء "عصر النهضة العربية".

 والمرحلة الثالثة التي بدأت بنشوء الحركة القومية العربية الحديثة، ووصولها إلى السلطة في عدد من البلدان العربية عبر انقلابات عسكرية قام بها الجيش. لكن الجيش هو الذي حكم واتخذ هذه الحركة وشعاراتها غطاءً لسيطرته. ولقد مثلت الفئات الفلاحية الوسطى والفقيرة أكثر مما مثلت الفئات الوسطى المدينية التي شكلت تلك الحركة. وبالتالي عبرت عن أزمة الريف أكثر مما عبرت عن أزمة المجتمع، رغم أنَّ الريف كان يشكِّلُ الثقل الأساسَ في المجتمع.

ويحاول الكاتب الإجابة عن أسباب فشل المحاولات الثلاث، و لماذا العجز عن تحقيق التطور و لماذا لا زلنا لم ننجز اللحاق، مع الإشارة لجهود المفكر السوري الراحل ياسين الحافظ في كتابه الشهير "الهزيمة والايدولوجيا المهزومة"؛ ليخلص إلى أن سبب الهزيمة هو الطبقات التي قادت عملية التغيير وحاولت تحقيق التطور. حيث إنّ التطور وتحقيق الانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة لم يكن يتقاطع مع مصلحة تلك الطبقات، لهذا كانت تحقق خطوة لكنها سرعان ما تتخلى عن مشروع التطور مسارعة لتحقيق مصالحها. لهذا فقد تحققت خطوات في مسار التطور، لكن مشروع التطور ظلَّ مجهضاً. حيث عملت الطبقات التي انتصرت (وهي البرجوازية المتداخلة مع الإقطاع، ثم الفئات الوسطى الفلاحية) على التكيّف مع النمط الرأسمالي العالمي التي كانت تتمرَّد عليه، وتكييف الوضع المحلي بما يخدم مصلحة الرأسمال الامبريالي عبر تحوّل فئات منها إلى أثرياء جدد يوظفون أموالهم في الهوامش التي يسمح بها ذاك الرأسمال. بمعنى أن مصالحها باتت تتقاطع مع مصلحة الرأسمال الامبريالي، وباتت جزءاً تابعاً في إطار تكوينه العالمي.

 يذكر أن كيلة من مواليد مدينة بير زيت في فلسطين سنة 1955، له عدة أبحاث ودراسات فكرية، ومنها: العرب ومسألة الأمة، نقد الماركسية الرائجة، إشكالية الحركة القومية العربية -محاولة توضيح، الإمبريالية ونهب العالم، مقدمة عن ملكية الأرض في الإسلام، الاشتراكية أو البربرية، أطروحات من اجل ماركسية مناضلة، عصر الإمبراطورية الجديدة، مشكلات الماركسية في الوطن العربي، العولمة الراهنة: آليات إعادة إنتاج النمط الرأسمالي، الأبعاد المستقبلية: المشروع الصهيوني والمسألة الفلسطينية.