إدارة التوحش

إدارة التوحش

لأمن السعودي ضبطه بحوزة الإرهابيين ومراقبون يشككون في مؤلفه

إيلاف تستعرض كتاب "إدارة التوحش" الأصولي

اعتبر المرحلة الراهنة بأنها أخطر مرحلة ستمر بها الأمة

ويطالب بجر الولايات المتحدة إلى حربٍ خارج أراضيها

إيلاف: 27/6/2008

"إدارة التوحش"، كتاب يحكي عنوانه مضمونه، ويُصنِف مؤلفه الناس بين مسلم يؤيدهم، ومنافق وكافر، يجب محاربته، ويعد هذا الكتاب امتدادا لكتب نظرية دأبت الجماعات المتشددة على تأليفها منذ عشرات السنين تنادي خلالها بضرورة استخدام العنف كوسيلة للتغيير. كتاب إدارة التوحش كان بحوزة المقبوض عليهم من المجموعات الإرهابية خلال الحملة الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن السعودية، وينظر خلاله المؤلف لعملية تغيير الأنظمة بالقوة من خلال استباحة الدماء وكسب مشاعر الناس بأطروحات لا تمت للواقع بصلة.

ويصف مؤلف الكتاب أبي بكر ناجي، في غلاف كتابه المرحلة الراهنة بأنها اخطر مرحلة ستمر بها الأمة، كما يصف العالم بأنه يعيش مرحلة الفناء الحضاري، حيث أن الانحلال الأخلاقي والفساد وصل إلى أعلى مراحله في كافة أنحاء العالم.

ويتحدث صاحب الكتاب، في مطلع كتابه، عن النظام الذي يدير العالم منذ اتفاقية سايكس بيكو وهي المرحلة التي تلت الحرب العالمية الأولى وسقوط الخلافة العثمانية، ويتكلم عن مركزية القوى العظمى،

وينادي بضرورة المواجهة العسكرية مع الغرب وضرب المصالح الاقتصادية ومصالح الشركات البترولية لإرباك العدو، والمقصود هنا الدول العربية، والأنظمة العربية بشكل عام، ولعل في بيان وزارة الداخلية السعودية الأخير، ما يؤكد تورط مؤلف هذا الكتاب في توجيه الفئات الضالة التي حاولت استهداف المنشآت النفطية السعودية.

ويركز المؤلف على التنظير لما بعد مرحلة سبتمبر 2001م، وضرورة استدراج الولايات المتحدة لحروب خارج الأراضي الأميركية،لتفريق قواتها وإضعافها، وتركيزه على العمليات الإرهابية التي تمت في السعودية منذ عام 2003 وتفجيرات بالي وغيرها للاستفادة منها في عمليات جديدة.

ويقول إن تعديلات طرأت على عمل المجموعات الإرهابية، بعد أحداث سبتمبر حيث استبعدت بعض المناطق من مجموعة المناطق الرئيسية، على أن يتم ضمها لتعمل في نظام بقية الدول، وأدخلت كل من بلاد الحرمين "السعودية"، ونيجيريا، مع دول أخرى تعتزم هذه المجموعات القيام بعمليات فيها وهي الأردن والمغرب وباكستان واليمن.

ويلاحظ على الكتاب كثرة الإحالات إلى مراجع أخرى مع نهاية كل فصل تقريبا، واهتم الباحثون بهذا الكتاب، بشكل لافت، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنكليزية، وقام رجال السياسة الأميركيون بدراسته بتأني، ولقي كتاب "إدارة التوحش" رواجا واسعا على مواقع الانترنت، حيث قدرت الروابط التي بث إليها ب11 ألف رابط إلكتروني.

وبقيت شخصية مؤلف الكتاب (أبي بكر ناجي) غامضة لحد كبير، ويقول مراقبون إنها شخصية وهمية لضابط مصري، هو سيف العدل، منسق الشؤون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة، وهو صاحب كتاب الخونة ويقيم حاليا في إيران. ويحتوي الكتاب على خمسة مباحث يتحدث في الأول عن "لتعريف بإدارة التوحش، فيما يتكلم في المبحث الثاني عن طريق التمكين الذي يركز خلاله على أهمية توتير العلاقات بين الدول وتوظيفها لصالحهم، في حين يفرد المبحث الثالث لأهم القواعد والسياسات التي تيسر لهم عملهم يركز خلالها على الإدارة العسكرية، واتخاذ القرارات، وفي المبحث الرابع يتكلم عن أهم المشاكل والعوائق التي يمكن أن تعترضهم.

ولعل أكثر ما يميز توحش مؤلف هذا الكتاب في طرحه هو تكفير كل من يختلف معه في الرأي وتشدده في طرحه ومغالطاته في الاستدلال بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية التي لم يستطع توظيفها بل على العكس من ذلك كانت هناك مغالطات كثيرة في هذا الكتاب الذي يبين مدى خطورة منظري هذه الجماعات وما يمثلونه من فكر هدام يهدد مقدرات الأمة.

وفي المبحث الخامس، يناقش الكتاب آلية العمل الجهادي، من خلال التركيز على الضربات الكبيرة، وينتقد تواجد مسؤولين عسكريين في بعض الدول الإسلامية، كما ينتقد بعض الحركات الإسلامية التي لا تتعامل بالجهاد والقتال، مستشهدا بحديث القدسي " قاتل بمن عصاك من أطاعك " .