النساء القاتلات

دراسة تأريخية لدور المرأة في عمليات الاغتيال

عرض :  مازن جاسم الحلو

تأليف :  أ.د. فاضل جابر ضاحي

بعد أن صدر له مؤخرا كتاب ( الزواج السياسي في عصر المماليك ) والذي سيصدر في طبعة جديدة مزيدة ومنقحة ، صدر عن دار  رند  للطباعة والنشر والتوزيع للأستاذ الدكتور فاضل جابر ضاحي  كتابه الجديد ( النساء القاتلات : دراسة تأريخية لدور المرأة في عمليات الاغتيال )  يقع الكناب في ( 129 ) صفحة من القطع المتوسط . 

يتألف الكتاب من أربعة مباحث ، فضلا عن مقدمة وخاتمة . تناول المؤلف بين ثنايا الكتاب أمثلة لنسوة قمن بعمليات قتل سياسي أو غير سياسي ، حاكمة أو غير حاكمة ، وسواء فعلت ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ، أو ممن اتهمت بالقتل وقد تكون بريئة ، أو من تآمرت من أجل تصفية أحد الأشخاص ، أو حرضت على ذلك بدافع ما ، أو اللائي سهلن أمر القتل . أما الإطار الزمني  للكتاب فيمتد من عمق التاريخ القديم حتى نهايات العصور الإسلامية ، نظرا لندرة المعلومات المتوافرة حول هذا الموضوع وتشتتها في بطون المصادر التاريخية المختلفة.

إن من يلحظ  عنوان الكتاب لأول وهلة ، قد يتبادر إلى ذهنه انه محاولة للنيل من المرأة وإبراز الوجه الآخر لها ، غير أنه في الواقع محاولة لجمع أخبار هذه الفئة من النساء ، وتوضيح مواقفهن من عمليات القتل التي حدثت ومحاولة الدفاع عن بعضهن . لذا فأن المؤلف يذهب في مقدمة كتابه إلى القول من أن الدافع وراء الخوض في هذا الموضوع يكمن في جمع شتات الأخبار الواردة في هذا المجال ودور الأطماع والأحقاد السياسية والاجتماعية في هذا الخصوص

      إن الدلائل التي بسردها الكتاب تؤكد على أن هذه الحوادث لم تكن ظاهرة واسعة الانتشار ، بل أحداثا قليلة قياسا بالمدة الزمنية الواسعة التي تناولها المؤلف ، إذ بلغ عددهن خمس وخمسين امرأة فقط ، وبعضهن لم يثبت إدانتهن بالقتل أو قيامهن  بالتحريض على ذلك ، الأمر الذي يصب في صالح المرأة ، وليس ضدها .

ومن أبرز ما يخلص إليه الكتاب هو أن معظم النساء اللائي ذكرن في التاريخ على أنهن من القاتلات أو المتهمات بذلك ، إنما ذكرت أخبارهن واشتهرن لكون أغلبهن لكون أغلب الضحايا كانوا من المشاهير ، فهم أما حكاما كالخلفاء والسلاطين والملوك ، أو وزراء وقضاة ، حيث تستدعي شهرة المقتول شهرة القاتل ! وما تجدر ملاحظته من خلال الأمثلة الواردة في الكتاب إن السم  كانت له حصة الأسد في تنفيذ هذه المآرب لسرعة مفعوله وسهولة إخفائه !  يرى المؤلف أن تسجيل أخبار النساء القاتلات أو اللائي اتهمن بالقتل وحفظها في كتب التاريخ ، قد يشكل رادعا لمن تروم القيام بهذا الفعل خشية من سوء الذكر والنيل منهن .

يمثل الكتاب الحالي ( النساء القاتلات : دراسة تأريخية لدور المرآة في عمليات الاغتيال ) لمؤلفه الأستاذ الدكتور فاضل جابر ضاحي  إضافة نوعية للمكتبة العربية وهو جهد واضح لسد ثغرة في هذا المجال ، حيث يزخر الكتاب بالكثير من المصادر والمراجع التي أرخت للحقب التاريخية موضوعة البحث .