العدد الجديد من مجلة الكلمة
الإسلام والسرد، السودان اليوم، الرواية التركية
جراحات الاعتقال وزمن الخرائب العربية
صدر العدد الجديد {38 يونيو2010} من مجلة الكلمة الالكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ. لتواصل مسيرة الحضور بعد توقفها الاضطراري شهر يناير الماضي، المسيرة التي انطلقت بإصدار عدد شهر ماي المنصرم وعلى موقع جديد {alkalimah.net}. في العدد الثماني والثلاثين نقرأ للباحث العراقي عبدالله ابراهيم وهو يقارب العلاقة الباكرة بين الإسلام والسرد، ويكشف عن موقف الإسلام من فعل القص، وعملية السرد وتقديره لدورها المهم في صياغة الوعي، وبلورة اليقين. في حين تشخص في ذاكرة الدكتور صبري حافظ تضاريس خريطة قديمة لدارة جبرا إبراهيم جبرا في بغداد، فيوغل في جماليات المكان، ويؤكد على تواشج فضاء البيت مع سيرة ساكنه المبدع وتاريخ الثقافة والفن في فلسطين والعراق. كما يتبدى هول احتراق الدارة وانهيارها الأخير إبان الاعتداء على القنصلية المصرية المجاورة، على أنه تدمير لحفريات الذاكرة الإبداعية في زمن الخرائب العربية. وهكذا نقرأ في باب دراسات «جرح الاعتقال بتاء التأنيث» للباحث المغربي يحيى بن الوليد حيث يواصل تناول «الكتابات مابعد السجنية» بالمغرب، والتي تتناول تجربة الاعتقال السياسي، ويخصص هذه الدراسة لجرح الاعتقال الذي عانته المرأة المغربية. كاشفا عن المشترك والمختلف بين كتابات الرجل وكتابات المرأة في هذا المجال، وعن خصوصية الكتابة السجنية التي تميزها عن غيرها من كتابات المرأة المغربية. وتتوقف الباحثة السوادنية خديجة صفوت عند «أحزاب المعارضة السلطة والمعارضة الدهماء» ضمن مشروعها الدؤوب والمتواصل لتأسيس مهاد نظري جديد ومعالجة جدلية لما يدور في واقعنا المعاصر. ويكشف الباحث عبدالرزاق القلسي في دراسته «الحجاب: تعدد الأصوات السردية والرؤى» عن قراءة متفحصة لرواية (ثلج) للروائي التركي أورهان باموك حيث قدرة الفن الروائي على كشف طبقات متعددة من الجدل ما بين السياسي والاجتماعي. الناقد التونسي مصطفى القلعي يخص الكلمة بدراسة تحليلية لنص (كليلة ودمنة) حول «المفكر ونقد السلطان» تعري آليات العلاقة التي تنهض عليها مؤسسة الحكم العربية. وينتهي الباحث المصري حسين عيد في «موهبة الفنان واحترافه» عند البنية التحتية للموهبة متقصيا قوانينها العابرة للأجناس الأدبية.
كعادته يخص الكلمة الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف بنص شعري جديد «خشف خلف السياج»، فيما يزين العدد الجديد نصوص الشعراء عبدالوهاب العودي، عبداللطيف الإدريسي، عباس مجيد سعيد، منذر العيني، ابراهيم زولي. باب سرد يفتتحه الكاتب السوداني الحسن بكري بنصه الروائي (أحوال المحارب القديم) رواية سودانية بديعة بدلالات صوفية سحرية، هذا الى جانب نصوص قصصية للمبدعين رجب سعد السيد، مصطفى عطية جمعة، حسن لشهب، محاسن الحمصي، نجيب كعواشي.
في باب النقد، والى جانب دراسة الناقد صبري حافظ، تطفو ذكريات الشاعر المصري فرانسوا باسيلي وهو يقدم صورة تتبدى فيها فرادة الروائي جمال الغيطاني ضمن نص التاريخ الأدبي. في دراسته «تجليات الغيطاني في المكان والزمان». ويناقش الباحث السوري صبحي حديدي «عواصف التأزم الآتية» حيث يناقش الباحث السوري آراء الاقتصادي جاك أتالي التي تقول بأن أزمة الاقتصادات الغربية ستأتي على أنظمة الديمقراطية، قبل اقتصاداتها السياسية. أما الباحث الفلسطيني محمد الأسعد فيحاول الإجابة على سؤال «هل نعرف لماذا نكره أنفسنا؟»، حيث يقوم بتفكيك آلية السيطرة والسلطة الاستعمارية. الشاعر التونسي عبدالوهاب الملوح يسلط الضوء في «القصة القصيرة جدا: شعرية مغامرة» على الفنية السردية التي تميز هذا النوع، بموضعتها على تخوم الشعرية. في حين يقارب الناقد الأدبي محمد معتصم رواية «القوس والفراشة» للكاتب المغربي محمد الأشعري. يجول في مراحل السرد كرحلةُ بحثٍ عن خصائصها التي تتأتى من جدل الحاضر، لتتخطاه إلى جمال التخييل وخطاب المناورة على الخسارة والخراب.
باب علامات يخطه الكاتب المغربي الدكتور محمد زهير مستعيدا صورة «عبدالله ابراهيم:1918ـ2005» ويقدم الباحث المغربي لباب علامات مقالتين تعودان لعقد الثلاثينات، للنهضوي عبد الله إبراهيم يشدد فيهما أهمية تكامل الإنتاج العقلاني والأدبي في السياق الثقافي.
في باب مراجعات كتب، نقرأ حول "الرواية العربية والنقد" حيث يقدم كل من عبدالإله الكلخة وحسني كروم أهم مسارات تشكل النقد الروائي العربي على اختلاف توجهاته ومراحله، فيما يتجه التشكيلي السوري عادل كامل الى مقومات «جمالية البذخ ومشفراته» محاولا الإجابة على سؤال: هل يمكن أن تكون مشغولات فنانة تهوى تشفير الحجارة والمصوغات وتحويلها إلى مفردات تكتب بها عملها الإبداعي كتابا يمكن قراءته؟ الشاعرة المغربية نجاة الزباير، تستقصي في «تجليات شعرية المنفى» تجربة الشاعر الفلسطيني محمود النجار كاشفة عن أهم تجليات شعرية المنفى في نصوصه. أما الكاتبة والصحفية الفلسطينية زينب خليل عودة فتقوم بمراجعة كتاب يختص بشؤون الأسرى ومن خلاله نتعرف على أساليب العدو الصهيوني الوحشية وممارساته غير الإنسانية في إذلال الأسرى وكسر روحهم المعنوية، وعلى أهم أساليب الترهيب الصهيوني. ويعيد الكاتب السعودي عبدالله بن أحمد الفيفي، في «مكتبة الأسرار»، تحديد أسس عقلانية لقراءة تاريخنا المشترك، راصدا تلك النظرة السطحية والتعويمية للغرب. ويختتم باب كتب الشاعر والناقد المغربي عبدالحق ميفراني بمراجعته لكتاب الناقد المغربي عبدالفتاح الحجمري «الكحل والمرود: الوصف في الرواية العربية»، في محاولة للاقتراب من أهم وأبرز قضايا اشتغال الوصف في الرواية العربية وفق منظورات مختلفة.