"الحرباء" لـ "أحمد يوسف عقيلة"

"الحرباء" لـ "أحمد يوسف عقيلة"

بين متعة الابتكار ودهشة التلقى

حين تدهشك الفكرة، حين تدهشك الصياغة، حين تفاجأ بأن ما لم تظنه قابلا للكتابة قد كُتِب فنا قصصيا إبداعيا راقيا... تكون حتما تطالع كتابا لأحمد يوسف عقيلة.

"الحرباء" مجموعة قصصية للأديب الليبى أحمد يوسف عقيلة، تفرض فيها موهبته القصصية اللافته نفسها على صفحات الكتاب، ويظهر خلالها ولعه الشديد بالحكى، فلا تترك فرصة للقارئ غير أن ينتقل من صفحة لأخرى دون توقف.

"الحرباء" تضم تسعا وعشرين قصة منها: التراب الوطنى، الرغيف، امرأة الحكاية، الحرباء، راعى الفحول، نزغات الملائكة، القبو...وغيرها، تتنوع فيها الأطروحات الفكرية والصياغات الإبداعية التى تمزج بصورة رائعة بين عمق الفكرة وسلاسة الطرح، بل تتعدى ذلك أحيانا إلى أن تضع البسمة فوق شفتى القارئ بينما يقرأ أشد الموضوعات قتامة وإيلاما.

"الحرباء" مهداة من المؤلف أحمد يوسف عقيلة إلى روح صديقه "عمر سالم عطية، بكلمات غاية فى الرهافة والشجن، ومصدرة بمقتطفات من كتابات وآراء كبار الأدباء والنقاد عن أدب أحمد يوسف عقيلة.

يقول د. محمد المفتى: شدتني لغة المؤلف الطازجة والجديدة.. أسلوب متقشف/مقتضب/رشيق.. لا أجد وصفاً دقيقاً.. لكنه أقرب إلى لغة العِلْم الوصفية.. أسلوب خالٍ من المحسنات العتيقة.. ولو أردت وصف أسلوب أحمد يوسف عقيلة بدقة أكبر لقلت إنه أسلوب على درجة لافتة من الاقتصاد.. أقرب إلى تقارير المصارف.. دونما استطرادات أو حشو.. وحتى لا يزعل الأدباء.. دعني أُذَكِّرهم بأن الشاعر الإنجليزي/الأميركي.. شاعر القرن العشرين (ت.س.إليوت) كان موظفاً في مصرف! لغة أحمد يوسف عقيلة لغة طازجة.. متحررة من الإنشاء.. والى حد كبير حتى من واو العطف.. فعباراته صُوَر مستقلة متلاحقة.. بل إنه لا يتحرج من مفاجأتنا بنحت جديد للكلمات.. لقد عثر أحمد يوسف عقيلة على إحدى المعادلات الصعبة.. ألا وهي كيفية التعامل مع تراثنا الشعبي دون إسفاف أوسذاجة سردية رتيبة"..........