الزواج السياسي في عصر المماليك
(648-923 هـ)
عرض : مازن جاسم الحلو
تأليف : د.فاضل جابر ضاحي
م.م. ثامر نعمان مصطاف
عن دار الضياء للطباعة والنشر ( العراق ) ، صدر حديثا كتاب بعنوان " الزواج السياسي في عصر المماليك ( 648-923 هـ ) " (177صفحة من القطع المتوسط ) لمؤلفيه أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد د.فاضل جابر ضاحي والمدرس المساعد ثامر نعمان مصطاف . يتناول الكتاب موضوعا مهما في التاريخ السياسي والاجتماعي وهو الزواج السياسي في عصر المماليك 648-923هـ ، ونعني به تلك الزيجات التي حدثت داخل الطبقة المملوكية الحاكمة أو بين أبنائها وأبناء بعض الدول المجاورة . أما الدوافع من وراء تلك الزيجات فهي في الأعم الأغلب تتمثل في المصلحة السياسية ، مثل محاولة أرباب السلطة حصر الأمتيازات السياسية فيما بينهم ، أو الرغبة في الوصول إلى تقلد المناصب الإدارية أو السياسية أو العسكرية أو محاولة الاستيلاء على السلطة أو بهدف كسب ود بعض الدول المجاورة .
ومما لا شك فيه أن الزواج السياسي لم يكن مقصورا على عصر المماليك ، بل كان شائعا في العصور التي سبقته والتي تلته ، غير أن أهمية هذا الموضوع تكمن في كونه يسبر لنا أغوار جانب من حياة الطبقة الحاكمة في ذلك العصر وتأثيره على مجرى الأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية التي حدثت بفعل تلك الزيجات السياسية .
يقع الكتاب الحالي في ثلاثة فصول : يتناول الفصل الأول بالتفصيل ملامح الحياة السياسية والاجتماعية لعصر المماليك ، حيث ينقسم إلى مبحثين :يتطرق الأول منهما إلى الحياة السياسية لعصر المماليك(648-923 هـ) ، أما المبحث الثاني فأنه يدرس ملامح الحياة الاجتماعية وطبقات المجتمع المملوكي ، والأعياد والمناسبات ، فضلا عن إشارته إلى البعض من أخلاق المماليك . ويكرس الفصل الثاني من الكتاب بمباحثه الأربعة لدراسة الزواج السياسي في عصر المماليك البحرية ، كالزيجات السياسية مع المغول ،والمصاهرات السياسية بين الطبقة الحاكمة مثل السلاطين وأبنائهم وبناتهم ثم الزواج السياسي عند الأمراء ، وكذلك الزواج بأمر سلطاني .كما تناول هذا الفصل غرائب الزيجات السياسية في عصر المماليك البحرية ،والخوض في مراسم الأعراس ومظاهر البذخ .
أما الفصل الثالث والأخير فقد أختص بتسليط الضوء على الزواج السياسي في عصر المماليك البرجية ( الشراكسة ) . يقع هذا الفصل في ثلاثة مباحث : يتناول المبحث الأول بإسهاب زيجات السلاطين السياسية وكذلك الأمراء لهذا العصر .أما المبحث الثاني فأنه يلقي بالضوء على الزيجات السياسية لأبناء وبنات الأمراء . ويخصص المبحث الثالث من الفصل الأخير لغرائب الزيجات السياسية عند المماليك البرجية .
لقد أفرزت الدراسة الحالية العديد من الاستنتاجات وأثبتت الكثير من الحقائق ، منها أن المماليك لم يحاولوا مصاهرة أبناء البلاد المصريين ، وكذلك رسم السلاطين للقضاة والشهود ألا يعقد أحد منهم لمملوك من مماليكه إلا بأذنه ، وقد ظل الزواج طبقيا إلى حد بعيد حيث كان اختيارهم لزوجاتهم من بنات جنسهم ، ويشذ عن ذلك القليل جدا ممن تزوج من بنات التجار أو سواهم . يدل ذلك أن مماليك مصر لم يختلطوا بأهلها، بل ظلوا بمعزل عنهم محتفظين بتقاليدهم وعاداتهم . وأيا كانت غايات تلك المصاهرات السياسية ، فقد اختلفت من حيث النتائج التي تحققت بعد حدوثها ، فمنها ماأنتهى بقتل الصهر ومصادرة أمواله وممتلكاته وتعرض بعضهم إلى أشد أنواع التعذيب قبل أن يقتل .وجنى بعضهم ما كان يسعى إليه من وراء الزواج من
مكاسب سياسية أو وظيفية . كما أن ذلك العصر شهد بعض الزيجات الغريبة مما يعطي فكرة عن طبيعة شخصية الحاكم أو السلطان الذي وقف وراء ذلك الزواج من خلال محاولة تحقيق المصالح السياسية أو الرغبات الشخصية .وفي الوقت الذي كانت تشهد فيه مراسم أعراس السلاطين والأمراء مظاهر البذخ والإسراف المبالغ فيها من صرف الأموال الطائلة والتحف النفيسة ، كان عامة الناس يعيشون الفاقه ويعاملون بإهمال لحقوقهم السياسية والاجتماعية ، فضلا عن فرض الضرائب الفادحة وتفشي الأمراض والأوبئة والمجاعات التي حفل بها العصر المملوكي سواء أكانت في مصر أو الشام . وأخيرا ، فقد اعتمد المؤلفان في كتابهما على الكثير من أمهات المصدر ، وكذلك المراجع التي تناولت تاريخ المماليك ، وهي مرتبة في ثبت في نهاية الكتاب .
يعد الكتاب اسهامة جديدة مضافة إلى المكتبة العربية والمعرفة الإنسانية نظرا لقلة ما كتب عن ذلك الجانب من ذلك العصر، ونعني به الزواج السياسي ، حيث كان المؤلفان موفقين في الأحاطة بالموضوع من كل جوانبه .
الكتاب : الزواج السياسي في عصر المماليك ( 648-923 هـ )
تأليف : أ.م.د. فاضل جابر ضاحي م.م. ثامر نعمان مصطاف
الناشر : دار الضياء للطباعة والنشر
سنة النشر : 2007
الحجم : 177 صفحة من القطع المتوسط